إسرائيل تُخطط لبقاء طويل الأمد داخل سوريا
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تُواصل السلطات الإسرائيلية تعديات على الحدود الجنوبية لـ الجمهورية العربية السورية، وذلك بعد توغلاتها الأخيرة.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
وفي هذا السباق، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية النقاب عن قيام إسرائيل بتشييد منشآت عسكرية ودفاعية في سوريا.
ويفتح ذلك التصرف الباب أمام إمكانية بقاء إسرائيل لفترة طويلة الأمد.
ووثقت الصور التي نشرتها الصحيفة الأمريكية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية داخل قاعدة مُحصنة، وانشاء قاعدة شبيهة على بُعد 8 كيلو إلى الجنوب.
وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة نقل تتصل بهضبة الجولان المُحتلة.
وكانت منظمة الأمم المُتحدة قد أصدرت بياناً، أمس أول الجمعة، طالبت فيه بخفض التصعيد في المنطقة العازلة بسوريا حتى تستطيع قواتها القيام بدورها.
وذكر البيان الأممي أن إسرائيل أكدت أن انتشار قواتها في المنطقة العازلة بسوريا مؤقت لكن المنظمة ترى أن ذلك يعد انتهاكا للقرارات الأممية.
واستغلت إسرائيل الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقامت باختراق نقاط فصل القوات فيما بعد حرب 1973.
واستولت إسرائيل على نقاط في العمق السوري، وهو الأمر الذي أغضب السوريين خاصةً أنه يُعد انتهاكاً صريحاً للقرارات الأممية.
تعد التوترات بين إسرائيل وسوريا واحدة من أطول الصراعات في الشرق الأوسط، حيث تعود جذورها إلى ما قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948. بعد إعلان قيام إسرائيل، اندلعت حرب 1948 بين الدول العربية وإسرائيل، وكانت سوريا إحدى المشاركين في الحرب. منذ ذلك الحين، استمرت النزاعات بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بمنطقة هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، والتي أصبحت إحدى أبرز النقاط الخلافية بين الجانبين. على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 بعد حرب أكتوبر 1973، إلا أن العلاقات بين سوريا وإسرائيل ظلت متوترة، مع استمرار النزاع حول الجولان الذي يعتبره السوريون جزءًا من أراضيهم المحتلة. كما أن الدعم السوري للمجموعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان عزز من حدة التوترات، حيث تعتبر إسرائيل هذا الدعم تهديدًا لأمنها القومي.
في العقود الأخيرة، رغم محاولات بعض الوساطات الدبلوماسية، بما في ذلك مفاوضات السلام التي جرت في التسعينيات، إلا أن أي تقدم حقيقي لم يتحقق. استمرت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، خاصة على الحدود بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان، حيث تبادل الطرفان القصف على مدار سنوات. إضافة إلى ذلك، التصعيدات التي تشهدها سوريا نتيجة الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011، حيث تشارك إسرائيل بشكل غير مباشر في النزاع من خلال شن ضربات جوية على مواقع في سوريا تستهدف تعزيزات أو قوافل أسلحة مرتبطة بحزب الله أو إيران، ما يزيد من تعقيد العلاقة بين البلدين. استمرار هذا الوضع يظل يهدد الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.
على الرغم من غياب حرب مباشرة بين سوريا وإسرائيل منذ أكثر من 40 عامًا، لا يزال الصراع بينهما يشكل تهديدًا دائمًا للأمن الإقليمي. التوترات مستمرة بسبب سياسة إسرائيل في فرض سيادتها على هضبة الجولان، التي يعتبرها السوريون جزءًا من أراضيهم. لم تقتصر التوترات على الحدود فقط، بل امتدت إلى الصراع الإقليمي الأوسع، حيث تساند سوريا بشكل مستمر قوى معارضة لإسرائيل في لبنان وفلسطين، مما يساهم في تصعيد العداء بين الجانبين. يظل موقف إسرائيل ثابتًا في رفض العودة إلى حدود 1967 مع سوريا، إلا إذا أوقفت دمشق دعمها للمجموعات المسلحة التي تهدد الأمن الإسرائيلي.
من جهة أخرى، تسعى سوريا إلى استعادة الأراضي التي فقدتها في حرب 1967، وتعتبرها أولوية استراتيجية. على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها سوريا نتيجة الحرب الأهلية المستمرة، فإنها ما زالت تسعى إلى تحقيق تقدم دبلوماسي لاستعادة الجولان. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل ستظل مترددة في أي تطبيع حقيقي مع دمشق ما لم يتم معالجة قضايا الأمن، بما في ذلك التخلي عن أي دعم للمجموعات المسلحة المعادية لها. بالنظر إلى تعقيدات هذا الصراع المستمر، تبقى احتمالات تحقيق تسوية دائمة بين سوريا وإسرائيل ضئيلة، في ظل استمرار التحديات الأمنية والاقليمية التي تحيط بالمنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السلطات الإسرائيلية الجمهورية العربية السورية قيام إسرائيل سوريا القواعد العسكرية هضبة الجولان إسرائيل بین سوریا وإسرائیل إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
«المجد الأوروبي» يمنح «قبلة الحياة» لبقاء بوستيكوجلو مع توتنهام
بلباو (د ب أ)
طالب سون هيونج مين، قائد توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بالإبقاء على أنجي بوستيكوجلو، مدرب الفريق، بعد تتويج النادي اللندني بلقب الدوري الأوروبي.
وتعرض بوستيكوجلو لضغوط هائلة طوال الموسم الحالي، حتى أنه أقر الشهر الماضي بأن «الشعور العام» كان يدفعه للرحيل عن النادي، حتى لو فاز باللقب القاري، لاسيما مع تراجع ترتيب الفريق للمركز السابع عشر (الرابع من القاع) في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً.
ورغم ذلك، أعلن المدرب الأسترالي، الذي عانى فريقه من سوء النتائج، عشية أهم مباراة لتوتنهام منذ ست سنوات أن مهمته «لم تنته»، وكرر تلك الرسالة بعد أن أنهى انتظاراً دام 17 عاماً للعودة إلى منصات التتويج، بعد فوزه بأول لقب قاري منذ عام 1984 .
وقال سون عقب فوز توتنهام 1- صفر على مانشستر يونايتد في المواجهة الإنجليزية الخالصة التي جرت بينهما بملعب (سان ماميس) بمدينة بلباو الإسبانية في نهائي الدوري الأوروبي «لقد فاز باللقب، إنه أمر لم يفعله أحد».
وأضاف النجم الكوري الجنوبي في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) «انظروا، الأمر ليس بيدي أو بيد اللاعبين، لكن علينا فقط أن ننظر إلى الحقائق».
أوضح سون «في الواقع إننا لم نفز بأي لقب محلي أو قاري منذ 17 عاماً، وهذا هو اليوم الذي فزنا فيه أخيراً، المدرب هو من يفوز باللقب، لذا سنرى ما سيحدث».
واتفق حارس المرمى الإيطالي جولييلمو فيكاريو في الرأي مع سون، حيث كشف عن إحدى التفاصيل الرئيسية وراء كواليس فوز توتنهام بلقب الدوري الأوروبي.
وتم عرض مقطع فيديو مفاجئ يتضمن رسائل من أفراد عائلات كل لاعب في الفريق خلال الاجتماع التحضيري للمباراة، بترتيب شخصي من بوستيكوجلو، وفقاً لما علمته وكالة أنباء (بي أيه) البريطانية.
وقال فيكاريو عند سؤاله عن حديث بوستيكوجلو مع الفريق: «كانت الرسالة هي أن نبذل قصارى جهدنا، أن نلعب من أجلنا، من أجل مشجعينا، وخاصة جماهيرنا التي حضرت لدعمنا في المدرجات».
وتابع «شاهدنا فيديو مؤثراً من عائلاتنا خلال الاجتماع التحضيري للمباراة، كان مؤثراً للغاية، وأعتقد أنهم لعبوا دوراً كبيراً في المباراة».
وانتشرت التكهنات حول مستقبل بوستيكوجلو «59 عاماً» خلال مراحل خروج المغلوب من الدوري الأوروبي، ولكن مع هتاف جماهير توتنهام باسمه في احتفالات حماسية، فمن المحتمل أن يكون الرأي حول المدرب الأسترالي قد تغير بشكل عام، وربما تبدل موقف حتى أشد المشككين فيه.
وأضاف فيكاريو: «لقد قال بوستيكوجلو إن هذه المجموعة سوف تغير شيئاً ما، ستغير تاريخ هذا النادي، وقد قمنا بذلك بالفعل».
وشدد حارس توتنهام «يحسب له ذلك. كان أول من آمن بشيء مميز، وقد فعلنا ذلك».
وعندما سئل عما إذا كان يريد من بوستيكوجلو البقاء، أجاب فيكاريو: «نعم، بالطبع. هو من قرر ضمي إلى هذا النادي». كان قرار بوستيكوجلو الحاسم - والذي أتى بثماره - هو إشراك سون على مقاعد البدلاء.
ورغم «خيبة أمله»، أعرب أقدم لاعب في الفريق عن فخره بأن يكون أول قائد لتوتنهام يرفع كأساً منذ عام 2008، شدد سون «حتى عندما شاهدت الفيديو من أفراد عائلتي، غمرتني مشاعر جياشة، كنت أتوق للفوز بشدة، ليس من أجلي، بل كنت أرغب في الفوز من أجل عائلتي».
أكد سون «أنا فخور للغاية بتحقيقي كقائد فريق إنجازاً لم يحققه أحد منذ 17 عاماً».