التربية.. بين الحاضر والماضي
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
د. أحمد بن موسى البلوشي
التربية عملية أساسية في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم ومبادئهم. تربية الأبناء هي مسؤولية كبيرة ومهمة، وهي رحلة مليئة بالتحديات، ولا توجد طريقة واحدة صحيحة للتربية، بل هناك العديد من الطرق في تربية الأبناء، فهذه الطرق تعتمد على الكثير من المتغيرات الأسرية والمجتمعية وغيرها، ولكن هناك بعض المبادئ الأساسية التي يُمكن أن تُساعد الآباء على تربية أطفال سعداء وصحيين وناجحين.
التربية في الماضي كانت مختلفة بشكل كبير عمَّا هي عليه اليوم. كانت تعتمد على القيم التقليدية التي تركز على الطاعة، والاحترام، والانضباط الصارم، وتركز بشكل كبير على نقل المعرفة والمهارات من جيل إلى جيل، وغالبًا ما كانت تتم داخل الأسرة أو المجتمع المحلي، حيث كان الجد والجدة، والأسرة بشكل عام يلعبون دورًا محوريًا في تربية الأبناء. ومن أبرز سمات التربية القديمة أنها كانت تعتمد على العقاب كأسلوب للتقويم، وتعزيز الروابط الأسرية، والاعتماد على الأسرة الممتدة، وكان الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة الكبار وتقليدهم، مما كان له الأثر الكبير في نقل العادات والتقاليد للأجيال القادمة.
ومع تطور المُجتمعات وتغير أنماط الحياة، تغيرت أساليب التربية لتتناسب مع التحديات والتطورات الحديثة، فالتربية الحديثة تأخذ في الاعتبار التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تؤثر على حياة الأفراد، وتسعى إلى تزويد الأبناء بالمهارات والكفاءات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الحديث. حيث أصبح التركيز أكثر على الفردية، والحرية، والتربية المبنية على الحوار والتفاهم. من أبرز سمات التربية الحديثة أنها تشجع الأطفال على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، والابتعاد عن العقاب الجسدي، واعتماد أساليب التحفيز والتشجيع، ونتيجة لإدخال الوسائل الحديثة في التعليم والتربية، والتحولات الاجتماعية، أصبح الوالدان هما المسؤولين الرئيسيين عن تربية الأبناء.
وفي ظل ضغوط العمل والانشغال، يلجأ العديد من الآباء إلى الجد والجدة أو الأسرة الممتدة للمساعدة في تربية الأبناء، إلا أن هذا يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذا الحل. فالوالدان يظلان المسؤولين الأساسيين عن تنشئة الأطفال، حيث يقع على عاتقهما توفير بيئة آمنة ومحفزة لنموهم، إلى جانب متابعة تحصيلهم الدراسي وتطورهم النفسي، وغرس القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية باستخدام أساليب تربوية حديثة قائمة على الحوار والتوجيه بدلاً من العقاب. في المقابل، يلعب الأجداد دورًا داعمًا من خلال تقديم العاطفة والحنان ونقل العادات والتقاليد، بالإضافة إلى المساعدة في رعاية الأطفال عند غياب الوالدين، لكن دون أن يحلّوا محل الآباء في اتخاذ القرارات التربوية الأساسية. لذا، فإنَّ تحقيق توازن بين دور الوالدين ودور الأجداد والأسرة يعد أمرًا ضروريًا لضمان تربية سليمة ومُتوازنة للأطفال.
ولا يُمكن الجزم بأفضلية التربية القديمة على الحديثة أو العكس، فلكل منهما نقاط قوة وضعف. لذا، يعد الحل الأمثل هو تحقيق توازن يجمع بين الجوانب الإيجابية لكلا الأسلوبين، مثل تعزيز قيم الاحترام والطاعة دون المساس بحرية الطفل، والاستفادة من خبرات الجد والجدة والأسرة بشكل عام مع الحفاظ على دور الوالدين الأساسي، إضافةً إلى الدمج بين الأساليب التقليدية والقيم الحديثة لضمان تنشئة متكاملة تعزز استقلالية الطفل وقدرته على التَّكيف مع متطلبات العصر.
وأخيرًا.. إنَّ التربية مسؤولية مشتركة بين الآباء والأجداد، ولكن يجب أن يكون الدور الأساسي للوالدين مع الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة. التربية الحديثة لا تعني التخلي عن القيم الأصيلة، بل تعني التكيف مع متغيرات العصر لتحقيق أفضل النتائج في تنشئة جيل واعٍ ومسؤول.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الآثار: اكتشاف 3 مقابر من عصر الدولة الحديثة في الأقصر
كتب- محمد شاكر:
قال بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، إن البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بالأقصر تمكنت من الكشف عن ثلاث مقابر من عصر الدولة الحديثة، وذلك خلال موسم حفائرها الحالي بالموقع.
وصف السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار الكشف بالإنجاز العلمي والأثري الذي يضاف إلى سجل الاكتشافات الأثرية التي تعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية، مضيفاً أن هذه المقابر المكتشفة تُعد من المناطق التي ستسهم بشكل كبير في جذب المزيد من الزائرين، خاصة من محبي منتج السياحة الثقافية، لما تحمله من قيمة حضارية وإنسانية متميزة.
وأكد السيد الوزير أن هذا الكشف الذي تم بأيادي مصرية خالصة يعكس القدرات الكبيرة للكوادر الأثرية المصرية في تحقيق اكتشافات نوعية ذات صدى دولي.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي تفقد الكشف خلال زيارته القصيرة إلى الأقصر، أن المقابر الثلاثة المكتشفة تعود جميعها لعصر الدولة الحديثة، وقد تم التعرف على أسماء وألقاب أصحابها من خلال النقوش الموجودة داخلها، مشيراً إلى أن البعثة سوف تقوم باستكمال أعمال التنظيف والدراسة للنقوش المتبقية بالمقابر للتعرف على أصحابها بشكل أعمق، ودراسة ونشرّ الحفائر علمياً.
وأشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن أحد هذه المقابر لشخص يدعي "آمون-إم-إبت"، من العصر الرعامسة وكان يعمل في معبد أو ضيعة اَمون، مشيراً إلى أن أغلب مناظر المقبرة تعرضت للتدمير والمتبقي منها يوضح مناظر تقديم القرابين وتصوير لحملة الاَثاث الجنائزي ومنظر الوليمة.
أما المقبرة الثانية والثالثة فيعودان لعصر الأسرة الثامنة عشر أحداهما لشخص يدعي "باكي" وكان يعمل مشرفاً على صومعة الغلال، أما الثانية فلشخص يدعي "إس"، والذي كان يعمل مشرفاً على معبد اَمون بالواحات، وعمدة الواحات الشمالية، وكاتب.
أما عن تخطيط المقابر فأشار الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر ورئيس البعثة، أن مقبرة آمون إم إبت تتكون من فناء صغير ثم مدخل ثم صالة مربعة تنتهي بنيشة مكسور جدارها الغربي خلال إعادة استخدام المقبرة في فترة لاحقة لعمل صالة أخرى.
أما مقبرة باكي فتتكون من فناء طويل يشبه الممر ثم فناء اَخر يؤدي إلى المدخل الرئيسي للمقبرة ثم صالة مستعرضة تؤدي إلى صالة أخرى طولية تنتهي بمقصورة غير مكتملة تحتوي على بئر للدفن.
ومقبرة "إس" تتكون من فناء صغير يحتوي على بئر ثم المدخل الرئيسي للمقبرة ثم صالة مستعرضة تؤدي الى أخرى طولية غير مكتملة.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع كبير في الحرارة ثم انخفاض.. الأرصاد تعلن طقس الـ6 أيام المقبلة
تدخل طبي دقيق ينقذ مريضًا في حالة حرجة بمستشفى شبين الكوم التعليمي
الكهرباء: لا تخفيف أحمال صيفًا.. واستثمارات بـ25 مليار جنيه شهريًا لتعزيز الشبكة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
اكتشاف 3 مقابر عصر الدولة الحديثة الأقصر وزارة السياحة والآثارتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
إعلان
الآثار: اكتشاف 3 مقابر من عصر الدولة الحديثة في الأقصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك