تفقد وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن مصلحة الزراعة في مدينة بعلبك، وجال برفقة رئيس المصلحة الدكتور عباس الديراني على أقسامها، واطلع على آلية ووتيرة سير العمل في تسجل المزارعين.


وقال الحاج حسن: "نمر في مرحلة حساسة جدا، ولا شك هناك صعوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية جمة في هذا الوطن، وأيضاً هناك فرص أمل في أن نعود لاعادة الاقتصاد بشكل عام إلى ماكان عليه من البوابة الزراعية، تحصينا وتمكينا للأمن الغذائي، وأيضاً من خلال العمل الصناعي، لأن هاتين الركيزتين هما الأساس في عودة ونهضة الاقتصاد اللبناني".



أضاف: "نحن اليوم في محافظة بعلبك الهرمل وتحديدا في مصلحة الزراعة لأمر أساسي، يتعلق برسالة حقيقية تؤكد أن سجل المزارعين الذي راهنا أن ينطلق بوتيرة متسارعة، وتحقق ذلك بحمد الله، وبفضل جهود كل مهندس وكل فني وكل موظف وكل فرد في وزارة الزراعة عمل بشكل مستمر حتى وصلنا إلى هذه الأرقام التي ساضع الرأي العام والإعلام في تفاصيلها". 

وتابع: "نتحدث عن قطاع زراعي، عن مساحات شاسعة مزروعة وغير مزروعة، موجودة في البقاع وعكار وفي باقي المحافظات اللبنانية، ولقد وصلنا في بعلبك الهرمل الى ما لا يقل عن 7000 مزارع مسجلا في سجل المزارعين. نحن أطلقنا السجل الزراعي الذي يؤمن لنا الداتا في 3 آذار، ولكن خلال الشهرين الأولين كان هناك بعض التعثر نتيجة عدم قدرة النظام الذي عملنا عليه على استيعاب 40000 شخص أرادوا التسجيل من خلال المنصة، فتداركنا هذا الأمر منذ 4 أشهر، ونحن اليوم لامسنا عتبه 30000 مزارع مسجلين، والرقم الذي توقعناه مع منظمه الفاو في هذا الاطار هو أن نصل خلال عام الى 50000 مزارع، وأنا اعتقد إن شاء الله خلال عام من الآن، سنصل إلى عتبة 80 الى 85 ألفاً وهذا رقم ممتاز جدا".

وقال: "نحن اليوم لم نعد نستطيع اعتبار أي مزارع في لبنان مزارعا إذا لم يكن مسجلا ضمن السجل الزراعي بكل متفرعاته النباتي والحيواني، فالسجل يؤمن لنا الداتا والعمل السليم، وقد تسجل حتى الآن في سجل المزارعين الواعد 8846 مزارعا في محافظة عكار وهي الأولى على صعيد لبنان، ونرفع لها القبعة، يليها بعلبك الهرمل، ثم الجنوب والنبطية وجبل لبنان".


وأكد أن "الإمكانيات المالية عند الدولة اللبنانية شبه معدومة، لذلك اعتمدنا على المنظمات والهيئات المانحة، ووضعنا ثلاثة شروط لقبول الهبات والمساعدات، هي: أن تخدم المزارع اللبناني، أن تخدم الاحتياجات اللبنانية، وأن تصل إلى كل محتاج إليها. وغير مسموح بأي محسوبية أو زبائنية أو محاصصة، فالذي تتوافر فيه الشروط هو صاحب الحق والجميع سواسية، وأبواب مصلحة الزراعة والمراكز مفتوحة من الساعة 8 حباحا ولغاية 3 بعد الظهر لتسجيل المزارعين، وأي تقصير أو تأخير نحن نعالجه بوتيرة متسارعة".

وعن ملف القمح، قال الحاج حسن: بدأنا فيه بالتعاون مع "أكساد" و"الفاو" العام الماضي والانتاجية هذا العام كانت عالية مقارنة مع ما كنا قد توقعناه، سواء في الزراعة البعلية أو المروية. طموحنا هو تحقيق الاكتفاء الذاتي بدون أدنى شك، ولكن الامر لا يتحقق بكبسة زر، المطلوب أولا بناء الثقة بيننا وبين المزارع والمواطن، وهذه الثقة تجعلنا نصل إن شاء الله إلى زراعه 100 ألف دونم، ضمن الآلية التي كنا قد وضعناها العام الماضي، عندما أعطينا البذور مجانا للمزارعين، ووزعنا بعض المساعدات ل 1622 مزارعا. أما ما نسمعه أن في البلد 100000 طن قمح اين هي هذه الكمية؟ فقد فتحنا منذ شهرين لاستقبال القمح ولم نلحظ هذه الكمية. السعر الذي اعتمد هو 270 دولارا للطن الواحد، وهناك بعض المواطنين باعوا الانتاج في السوق. ولكن الأمر الاساسي الذي يعنينا هو ان يكون هناك زراعة للقمح الطري، وكلما توسعنا بزراعة القمح كلما قاربنا الأمن الغذائي أكثر". 

وأردف: "بالتكتيك قد يكون هناك عدة طرق، ولكن بالإستراتيجيا نصل الى مكان واحد لتحقيق  الهدف باستدامة هذا القطاع وديمومة زراعة القمح الطري. عندما نتحدث مع البنك الدولي أو الفاو أو WFP أو IFAD أو UNDP  نشير أولا لموضوع زراعة القمح، ثم نسأل عن كيفية تأمين المياه أو عن موضوع الطاقة البديلة وغير ذلك من الملفات التي أخذت مسلكيتها باتجاه الحل". 

وشدد بأن "أولى الأولويات اليوم هم أهلنا المزارعين، لاننا بالزراعة والصناعة يمكننا بناء اقتصاد متين، باقي القطاعات مهمة بدون أدنى شك، ولكن أي اهتزاز يؤدي إلى أزمة بالسياحة وبحركة الاستيراد والتصدير، فلا خيار وثبات أمامنا إلا بالقطاعين الزراعي والصناعي".


وبعد لقاء عمل مع موظفي ومهندسي وفنيي المصلحة، انتقل الوزير الحاج حسن برفقة الديراني إلى مركز المشروع الأخضر، واطلع من رئيس المنطقة المهندس سعدالله شمص على كيفية التعاطي لتسهيل عملية قبول طلبات المزارعين الراغبين باستصلاح أراضيهم أو إقامة أعمال تكميلية: جدران، خزان اسمنتي، وتصاوين زراعية، وفق الشروط المحددة، والحرص على أن يتضمن الطلب كل المستندات المطلوبة.

وقال الوزير الحاج حسن: "نطلق اليوم لأهلنا ولكل مواطنينا في كل لبنان دفعة جديدة لاستقبال مكاتب المشروع الأخضر الثمانية في كل لبنان، طلبات المزارعين الذين يرغبون باستصلاح أراضيهم وإقامة أعمال تكميلية لغايه 25 أيلول القادم، وهذا المشروع يستهدف المزارعين الأكثر حاجة".

 وأوضح أن "هذا المشروع هو منحة مقدمة من الدانمارك، والتنفيذ مولج بمنظمة الفاو و ILO، وتقدم الطلبات وفق شروط منها: أن يكون مقدم الطلب من متوسطي وصغار الدخل، وأن لا تقل مساحة العقار المراد استصلاحه عن 1500 متر مربع بدون إنشاءات، وان لا يتخطى انحدار الأرض عن 40% في حال طلب الاستصلاح، وأن لا تتخطى الصخور في العقار نسبه 60 % ، وأن يكون هناك طريق يوصل إلى العقار أو تعهد من المزارع بتأمين طريق على نفقته الخاصة، وأن لا تكون الأرض مرملة أو كسارة أو مقلعا، وأن لا تحتوي على أشجار حرجية أو معمرة".

وراى أن "هذا المشروع نحتاجه اليوم لانه يساعد المزارعين باستصلاح أراضيهم غير المزروعة وغير المؤهلة، ولجميع من تتوافر لديه الشروط الحق بالاستفادة من هذا المشروع".

وأكد أن "عمل المشروع الاخضر لم يتوقف، وعلى الرغم من أن الدولة اللبنانية اليوم مترهلة، ولكن الهبات والمساعدات من الهيئات المانحة تساعدنا على ان نبقى صامدين، وبالطبع نحن نعول كثيرا على البنك الدولي، وعلى قرض البنك الدولي الذي فرزنا منه للمشروع الاخضر 30 مليون دولار. وانني بالمناسبة أحيي كل فرد في مكاتب المشروع الاخضر، لأنه كما هو حال كل موظف في وزارة الزراعة، يقومون بعملهم لإيمانهم باننا لا نستطيع ان نتوقف عن العمل، كما لا يمكننا ان نساهم بانهيار البلد".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا المشروع الحاج حسن وأن لا

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟

سلّط التقرير الضوء على اعتماد سلاح الجو الإسرائيلي سيناريو تدريبيًا جديدًا يُعرف بـ"الحدث الانفجاري"، يحاكي تسللات مفاجئة على الحدود من دون إنذار استخباراتي مسبق.

كثّف سلاح الجو الإسرائيلي خلال العامين الماضيين تدريبات طيّاريه على سيناريوهات الدفاع الحدودي والتعامل مع تسلّلات برّية واسعة النطاق، في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع التركيز على خفض الارتفاع ورصد أهداف صغيرة من الجو، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزالِم بوست" لمراسل الشؤون العسكرية في موقع "والا" العبري أمير بوحبوط.

وأشار التقرير إلى أنّ أحد أبرز التحدّيات التي كشفتها الأحداث يتمثّل في صعوبة تمييز الأهداف الصغيرة من ارتفاعات عالية، مثل مجموعات مسلّحة أو مركبات من نوع "بيك آب"، ما دفع سلاح الجو إلى إعادة النظر في أنماط التدريب التقليدية التي اعتمدت لسنوات على تنفيذ مهام مخطّطة مسبقا من ارتفاعات تصل إلى 20 ألف قدم.

وأوضح التقرير أنّ "الطيران على ارتفاعات عالية يجعل من شبه المستحيل تمييز مركبات صغيرة أو مجموعات مسلّحة على الأرض، ما يفرض خفض الارتفاع إلى مستويات خطرة من أجل توجيه الذخائر بدقّة".

وأكد أنّ الطيران على ارتفاعات منخفضة، رغم ضرورته العملياتية، يعرّض الطائرات المقاتلة لمخاطر كبيرة، من بينها نيران صاروخية وأسلحة مضادّة للطائرات، ما يفرض على الطيّارين العمل في بيئة عالية التهديد تتطلّب تركيزا مضاعفا وقدرة سريعة على اتخاذ القرار.

تدريبات تحاكي "الحدث الانفجاري"

وسلّط التقرير الضوء على اعتماد سلاح الجو سيناريو تدريبي جديد يُعرف بـ"الحدث الانفجاري"، وهو إطار تدريبي يحاكي حالات تسلّل مفاجئة على الحدود، من دون إنذار استخباراتي مسبق، وبوتيرة زمنية سريعة تتطلّب قرارات فورية من الطيّارين.

وأوضح أنّ هذه التدريبات تُجرى باستخدام أجهزة محاكاة متقدّمة لطائرات F-16i وF-15، وتركّز على العمل في بيئات غير مألوفة، حيث يُطلب من الطيّارين توليد صورة ميدانية ذاتية، والتعامل مع معطيات متغيّرة، في ظلّ نقص المعلومات وعدم وضوح هوية الأطراف على الأرض.

مقابلة مع أحد الطيّارين المشاركين في التدريب

ونقل التقرير عن أحد طيّاري سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يشارك في تدريب الأسراب المقاتلة على أجهزة المحاكاة المتقدّمة، قوله إنّ طبيعة مهام الدفاع الحدودي تختلف جذريّا عن الضربات التقليدية بعيدة المدى، موضحا أنّ "العمل من دون معلومات استخباراتية كافية، وبإنذار قصير، يفرض على الطيّار اتخاذ قرارات سريعة مع الحفاظ على الهدوء والتركيز".

وأضاف الطيّار أنّ الطيران المنخفض يخلق معضلة دائمة بين مراقبة ما يجري على الأرض والنظر إلى أنظمة الطائرة ولوحات التحكّم، مؤكدا أنّ كل ثانية تمرّ أثناء الهبوط قد تحمل مخاطر ميدانية مباشرة.

سيناريوهات تمتد من غزة إلى جنوب لبنان

وأشار التقرير إلى أنّ هذه التدريبات تتيح إلقاء نظرة على قدرات آخذة في التشكّل لدى الطيّارين، تهدف إلى إعاقة اقتراب قوات الرضوان التابعة لحزب الله في جنوب لبنان في حال وصولها إلى الحدود، وتعطيل وصول نحو 100 مركبة من نوع "بيك آب" تقلّ مقاتلين حوثيين أو "جهاديين" من سوريا، إضافة إلى منع مسلّحي حركة حماس في قطاع غزة من عبور ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".

Related شاهد: إسرائيل تزعم تنفيذ 70 عملية سرية خاصة وتكشف وثائق في أنفاق "الرضوان" تهدف لاحتلال الجليلإسرائيل تعلن اغتيال "قيادي بارز" في حماس بغزة.. وأضرار كارثية جرّاء المنخفض الجويحزب الله يؤكد اغتيال عقيل وقائد "قوة الرضوان"... و"تفاصيل إسرائيلية " عن العملية لامركزيّة القرار و"الساعة الذهبيّة"

ولفت التقرير إلى أنّ أحد أبرز التغييرات التي أُدخلت على عقيدة سلاح الجو يتمثّل في تقليص الاعتماد على مركز القيادة، ومنح الطيّارين صلاحيات أوسع لاتخاذ قرارات مستقلّة خلال الدقائق الأولى من أي تسلّل، وهي الفترة التي يُشار إليها داخل سلاح الجو بـ"الساعة الذهبيّة".

وبحسب التقرير، تهدف هذه المقاربة إلى تسريع الاستجابة ومنع ضياع الوقت في انتظار التعليمات، في ظلّ قناعة متزايدة بأنّ كل دقيقة قد تكون حاسمة في تعطيل التسلّل أو الحدّ من توسعه، إلى حين وصول القوات البرّية إلى الميدان.

من استهداف مركبة إلى تعطيل قوافل كاملة

وأشار التقرير إلى تحوّل في تركيز سلاح الجو من استهداف مركبة واحدة مشبوهة إلى تعطيل تهديدات أوسع نطاقا، مثل إغلاق محاور حركة كاملة أو إبطاء تقدّم قوافل كبيرة من المركبات، باستخدام ذخائر ثقيلة لقطع الطرق وتأخير وصول المجموعات المسلّحة.

وأوضح أنّ هذا التحوّل يفرض معضلات عملياتية معقّدة، نظرا لحجم الدمار الذي قد تخلّفه الذخائر الثقيلة، ولاضطرار الطيّارين أحيانا إلى اتخاذ قرارات مصيرية في الميدان من دون تنسيق مباشر مع مركز القيادة.

تنسيق أوسع مع المسيّرات والمروحيات

وبحسب التقرير، تشمل التدريبات الجديدة أيضا تعزيزا للتنسيق بين الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والطائرات المسيّرة، بهدف بناء صورة أوضح لما يجري على الأرض، لا سيّما في حالات التسلّل داخل مناطق مأهولة، حيث يصعب التمييز بين القوات الصديقة والمعادية من الجو.

وأشار التقرير إلى أنّ تبادل المعلومات بين الطيّارين ومشغّلي المسيّرات يتيح فهما أدقّ لطبيعة التهديد، ويساعد على توجيه الضربات بشكل أكثر دقّة، في بيئة عملياتية شديدة التعقيد.

دروس ما بعد 7 أكتوبر

وذكّر التقرير بأنّ الساعات الأولى لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر شهدت بقاء عدد كبير من الطائرات المقاتلة على الأرض، في ظلّ الاستعداد لاحتمال تصعيد أوسع على جبهات أخرى، وهو ما عزّز لاحقا داخل سلاح الجو الحاجة إلى إعادة تعريف دور الطيران في سيناريوهات التسلّل المفاجئ.

وخلص التقرير إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي لا يرى أنّ بإمكانه منع أي تسلّل واسع النطاق بشكل كامل، لكنّه يسعى إلى تعطيله وتقليص تأثيره خلال الدقائق الأولى، إلى حين تدخّل القوات البرّية، بالتوازي مع الاستمرار في التدريب على تهديدات إقليميّة أخرى، إلى جانب مهام الأمن الروتينيّة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
  • بيتكوفيتش: “وجدت صعوبات في اختيار 28 لاعبا من قائمة تضم 55”
  • الزراعة: إطلاق مبادرة نوعية لدعم صغار المزارعين وتعزيز الميكنة الزراعية
  • جامعة سوهاج تطلق قافلة تنموية لدعم وارشاد المزارعين بقرية الصلعا
  • جلسة لمجلس الوزراء اليوم ببنود وظيفية وخدماتية
  • برلماني: مصر تمر بمرحلة دقيقة تتطلب تكاتفًا ووعيًا عامًا ومشاركة انتخابية
  • تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
  • شراكة دولية قوية.. جامعة كفر الشيخ تستقبل وفد إيريز الهولندي لمُتابعة مشروع الزراعة الذكية
  • رئيسة مجموعة الأزمات: أميركا لم تعد واثقة في النظام الذي بنته وهناك أزمة مبادئ
  • رودريجو يوجه رسالة للجماهير ويؤكد: نمر بمرحلة صعبة وندعم ألونسو