موعد خروج القوات الأميركية من العراق يزداد غموضًا وسط متغيرات إقليمية متسارعة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
3 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تشهد الساحة العراقية غموضًا متزايدًا بشأن موعد خروج القوات الأميركية من البلاد، في ظل تطورات إقليمية متسارعة، أبرزها إسقاط النظام في سوريا والمخاوف المتزايدة من عودة تنظيم داعش.
و انعكست التغييرات السياسية على مستوى المنطقة على الخطاب المحلي، حيث بدا أن الأصوات المطالبة بإنهاء الوجود العسكري الأميركي تتراجع بشكل ملحوظ، حتى من قبل الأطراف التي كانت تتبنى هذا المطلب بشكل صريح.
و أكدت مصادر سياسية أن التوجه نحو إنهاء الوجود الأميركي لم يعد يحظى بنفس الزخم السابق، خاصة بعد تصاعد القلق من تداعيات الوضع السوري، حيث يسيطر الهاجس الأمني على الأولويات.
و خشى أطراف سياسية عديدة أن يؤدي انسحاب أميركي متسرع إلى فراغ أمني تستغله الجماعات المتطرفة، مما يجعل الموقف الرسمي أكثر حذرًا في التعامل مع هذا الملف.
و نفى الإطار التنسيقي، الذي يضم فصائل سياسية متشددة تجاه الوجود الأميركي، حدوث أي تراجع في موقفه، مؤكداً على لسان النائب عن تحالف الفتح، وعد القدو، أن “المطلب لا يزال قائماً”، وأن المسألة تخضع لـ”التوقيتات الزمنية” المتفق عليها.
و يعكس هذا التصريح رغبة في الحفاظ على الموقف السياسي دون التورط في اتخاذ خطوات تصعيدية قد تفتح الباب أمام توترات داخلية أو إقليمية.
و يبدو أن واشنطن تراقب الوضع العراقي بعناية، حيث يواجه الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، ضغوطاً لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الوجود العسكري في الشرق الأوسط. ترامب، الذي عرف بمواقفه المتشددة ضد التنظيمات الإرهابية، قد يجد نفسه أمام خيار تأجيل أي انسحاب عسكري من العراق في ظل استمرار التهديدات الأمنية وتصاعد المخاوف من تنامي نشاط داعش في المناطق الحدودية.
و لعب العامل الأمني دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المواقف السياسية فيما الجهات التي كانت ترفع لواء إنهاء الوجود الأميركي أدركت أن أي انسحاب غير مدروس قد يفتح الباب أمام فراغ أمني تستغله الجماعات الإرهابية، مما يعزز القناعة بأن التوقيت أكثر أهمية من القرار ذاته. واشنطن تدرك ذلك جيدًا، وتعمل على استثمار هذه المخاوف لضمان استمرار وجودها العسكري لفترة أطول، عبر طرح سيناريوهات قد تعزز مبررات بقائها، مثل المساهمة في محاربة الإرهاب أو دعم القوات العراقية.
ترامب، من جهته، يتعامل مع هذا الملف وفق نهج مختلف عن سلفه. ففي حين سعى بعض الإدارات السابقة إلى تهدئة الوضع مع بغداد عبر تفاهمات دبلوماسية، يميل ترامب إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة تخدم مصالح واشنطن أولًا، دون الاكتراث بردود الفعل الإقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
" وزير الطاقة الأميركي " يراقب أي تطورات محتملة للتوترات علي إمدادات النفط العالمية
كشف وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت يوم الجمعة إنه وفريقه يعملان مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط وأي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية.
بعد الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.. زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركيين إلى أقصى حد
ووضح رايت على منصة إكس، بعد الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية ورد إيران عليها بالصواريخ، أن سياسة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركيين إلى أقصى حد، والتي تتضمن أيضا خفض اللوائح التنظيمية للتلوث، تعزز أمن الطاقة الأميركي.
واكد محللون إن مواقع النفط والغاز في إيران، عضو منظمة أوبك، لم تُستهدف، وفق "رويترز".
وارتفعت أسعار الخام العالمية اليوم الجمعة لتغلق على ارتفاع 7% إلى أكثر من 74 دولارا للبرميل وسط مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وقال محللون في شركة كلير فيو إنرجي بارتنرز في مذكرة للعملاء "قد ترتفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنحو 20 سنتا للغالون في الأيام المقبلة خلال موسم ذروة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، مما يوجد ضغوطا اقتصادية وعراقيل سياسية أمام الرئيس دونالد ترامب، الذي ركز في حملته الانتخابية على خفض تكاليف الطاقة".
واعلنت شركة كلير فيو إن ارتفاع الأسعار قد يدفع ترامب إلى التركيز على استغلال احتياطيات النفط الاستراتيجية، والسعي إلى زيادة الإمدادات من مجموعة أوبك+، وقد يُعقّد جهود تشديد العقوبات على روسيا، إحدى أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم.
ولم ترد وزارة الطاقة الأميركية بعد على سؤال حول إمكانية استغلال احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، وهو الأكبر في العالم ويضم حاليا 402.1 مليون برميل من النفط الخام.
واكد فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس على منصة إكس إن نظام أمن النفط التابع للوكالة والذي يشمل احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ.
كما انتقدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منشور بيرول، قائلة إنه يُثير إنذارات كاذبة و"يُثير شعورا بالخوف في السوق".