وزير الرياضة وعدد من السفراء يشهدون حفل افتتاح الملتقى الدولي الثالث للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
شهد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، حفل إفتتاح الملتقي الدولي الثالث للذكاء الاصطناعي، والذي يقام تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال الفترة من(٢- ٧) فبراير الجاري، بمشاركة ٣٠ دولة من كافة انحاء العالم.
ورحب وزير الشباب والرياضة في بداية كلمته بالحضور والسادة السفراء والمشاركين في الملتقي في بلدهم الثاني مصر، مشيراً إلى أن إقامة الملتقي في نسخته الثالثة تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، يأتي انطلاقا من حرص واهتمام الدولة المصرية بمجال الذكاء الاصطناعي وأهميته في العديد من المجالات.
أضاف وزير الشباب:"إن العلوم الحديثة والتكنولوجيا أصبحت هي الركيزة الأساسية التي تنهض بها الشعوب، حيث تدخل التكنولوجيا في جميع الصناعات الحديثة والتي تسهم في البناء والتطور، لذلك حرصت وزارة الشباب والرياضة على اقامة الملتقي ومشاركة عديد من الدول به، من أجل الاستفادة بخبرات الآخرين في مجال التطور التكنولوجي"، موضحاً أن الملتقي يهدف إلى تنمية الوعي العلمي والثقافي، وإطلاق المهارات الإبداعية لدى الشباب، واستغلال طاقاتهم وافكارهم المختلفة في البناء والتطور والتنمية.
وعلي هامش الافتتاح، تم عقد جلسة حوارية عن أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي وأهميته بمشاركة الدكتور عبادة سرحان رئيس جامعة المستقبل، والدكتورة هدي بركة مساعد وزير الاتصالات، والدكتور هشام فاروق مستشار وزير الاتصالات، والدكتور أمير مناع رئيس مجلس إدارة مدارس ماجيستي الدولية، وأدار الجلسة الإعلامي محمد سيف.
وعقب الافتتاح، افتتح الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المعرض الدولي الثالث للذكاء الاصطناعي، حيث تم استعراض المشروعات المشاركة بالنسخة الثالثة.
حيث شهد اليوم الأول من الملتقى عرض أكثر من ٣٥٠ مشروعًا فردياً، بالإضافة إلى ١٥٠ مشروعاً جماعياً، حيث قدم المشاركون أفكاراً رائدة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، من التطبيقات الطبية والتعليمية إلى الحلول البيئية والاقتصادية، وسط تفاعل واسع من الحضور الخبراء بحضور ١٥٠ مبدعاً ومبتكراً أجنبياً، إلى جانب ٣٠٠٠ مشارك مصري، مما يعكس الاهتمام الكبير بتطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار في مصر.
ومن المقرر أن يتم إقامة جلسات حوارية نقاشية بين الشباب المشارك، تتعلق بالذكاء الاصطناعي بمشاركة نخبة من المتحدثين الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الشباب والریاضة وزیر الشباب
إقرأ أيضاً:
حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
خلال عطلة نهاية الأسبوع الثانية من الشهر الماضي، أقال الرئيس دونالد ترامب مديرة مكتب حقوق النشر، وذلك بعد يوم واحد فقط من صدور تقرير للمكتب بعنوان: «حقوق النشر والذكاء الاصطناعي – الجزء الثالث: الذكاء الاصطناعي التوليدي».
فقد اعتبر هذا التقرير بمثابة إعلان حرب من قبل «أباطرة التقنية» الذين أنفقوا مبالغ طائلة لدعم وصول ترامب إلى السلطة، وجرى التشكيك في صلاحية استخدام مبدأ «الاستخدام العادل»، وهو السند القانوني الذي تستخدمه شركات مثل «أوبن إيه آي» و«ميتا» وغيرهما لتبرير حقها غير المقيد في «جمع» البيانات من الإنترنت لأغراض تدريب نماذجها. وتصدرت قضية حماية حقوق النشر واجهة التحديات الكبرى التي فرضتها الطفرة السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتتحول إلى ساحة صراع محتدم داخل أروقة البرلمان البريطاني، في أعقاب مشاورات حكومية موسعة. ويتركز الخلاف بشكل خاص بين الحكومة التي تهيمن على مجلس العموم، ومجلس اللوردات الذي يتبنى موقفاً مغايراً.
وفي هذا السياق، وجهت البارونة بيبان كيدرون، التي تتزعم حملة الدفاع عن أصحاب حقوق النشر، انتقادات لاذعة للموقف الحكومي قائلة: «تفضل الحكومة التنازل عن حقوق ملكية من اكتسبوها بجهدهم مقابل وعود فضفاضة بالنمو الاقتصادي للأمة، غير أنها تعجز عن تحديد المستفيدين من هذا النمو المزعوم أو حجمه الفعلي. والأمر الوحيد المؤكد لدى جميع الأطراف – الحكومة والمعارضة وشركات الذكاء الاصطناعي، بل وحتى أصحاب الحقوق أنفسهم – هو أن الصناعات الإبداعية لن تكون ضمن المستفيدين من هذه المعادلة».
وعليه، إذا رغبت شركات التكنولوجيا في استثمار إبداعات الآخرين، فيتعين عليها دفع المقابل العادل، وهذا ما يفسر اعتراف الدول المتقدمة بحقوق النشر وتبنيها آليات لحمايتها. وتطرح الملكية الفكرية بشكل عام وحقوق النشر على وجه الخصوص إشكاليات معقدة، يأتي في مقدمتها مسألة المدة الزمنية المناسبة لهذه الحماية، فبموجب القانون البريطاني تتمتع المصنفات الإبداعية من كتب وموسيقى وأفلام بحماية تمتد لـ 70 عاماً بعد وفاة مبدعيها، وهي فترة وإن بدت اعتباطية، إلا أنها تمثل إطاراً قانونياً ملزماً لا جدال فيه.
وتبرز إشكالية أخرى تتعلق بآليات إنفاذ هذه الحقوق، حيث تؤكد البارونة كيدرون أن من حق المبدعين معرفة متى يتم استخدام ممتلكاتهم الفكرية، خصوصاً أن عمليات انتهاك حقوق النشر باتت تتم اليوم بصورة مجهولة الهوية، مما يحول دون قدرة أصحاب الحقوق على حمايتها. وبذلك يغدو محور القضية الرئيسية هو الشفافية.
وتدعي حكومة كير ستارمر انفتاحها على مختلف الخيارات، بل إنها لم تستبعد خيار «انهب ما تشاء». ويمكن تفسير هذا الموقف باعتبارات عدة، منها تجنب إثارة غضب الإدارة الأمريكية – الحليف المشكوك في ولائه أصلاً – بفرض متطلبات الشفافية، نظراً لهيمنة شركات التكنولوجيا على القرار السياسي هناك، أو ربما اعتقاداً بأن العوائد الاقتصادية من مغازلة صناعة الذكاء الاصطناعي ستفوق الأضرار التي ستلحق بالصناعات الإبداعية المحلية، أو حتى تشككاً في إمكانية تطبيق متطلبات الشفافية على أرض الواقع.
ورغم وجاهة هذه التبريرات، إلا أن هناك اعتبارات موازية لا يمكن تجاهلها، فوفقاً لتقديرات الحكومة نفسها، «ساهمت الصناعات الإبداعية بنحو 126 مليار جنيه استرليني كقيمة مضافة للاقتصاد (أي ما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي) ووفرت 2.4 مليون فرصة عمل في عام 2022». ومن غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت القيمة المضافة لصناعة الذكاء الاصطناعي ستصل يوماً إلى هذا الحجم في المملكة المتحدة.
يضاف إلى ذلك أن الصناعات الإبداعية تمثل جوهر التميز البريطاني، بل وذروة الإنجاز الإنساني، مما يجعل فكرة التنازل عن مخرجاتها مجاناً أمراً مستهجناً ومرفوضاً. وقد تجاوزنا حتماً مرحلة منح هذه الصناعة «حسن الظن»، فشعارها المعلن «تحرك بسرعة وحطم القواعد» تمت ترجمته حرفياً على أرض الواقع، حيث دمرت بالفعل الكثير، بما في ذلك، على الأرجح، الصحة النفسية لكثير من الشباب، ناهيك عما اختبرته شخصياً عندما استخدمت تقنية «التزييف العميق» لاستنساخ هويتي، مما أدى إلى فقدان السيطرة على انتشار عمليات الاحتيال المالي.
ومن المفارقات التاريخية المثيرة أن الولايات المتحدة نفسها لم تعترف بحقوق النشر الدولية في تشريعاتها المحلية طوال معظم فترات القرن التاسع عشر، الأمر الذي دفع الكاتب البريطاني الشهير أنتوني ترولوب للاحتجاج بشدة على سرقة حقوق نشر مؤلفاته، حيث كتب قائلاً: «يدعون بلا خجل أو مواربة بأنهم يستمتعون بالاستيلاء على ممتلكات الآخرين، وأنهم سيواصلون فعل ذلك طالما يمكنهم الإفلات من العقاب، غير أن هذه الحجة، وفقاً لتقديري، لا تصدر عن عامة الناس، بل عن وحوش، وعن أولئك السياسيين الذين نجحت هذه الوحوش في ربطهم بمصالحها التجارية». وقد تغيرت طبيعة هذه الوحوش اليوم، لكن الدافع ظل هو ذاته.
وتصر البارونة كيدرون على وجود فرصة حقيقية لبناء علاقة صحية ومثمرة بين عمالقة التكنولوجيا والصناعات الإبداعية، لكنها تستدرك قائلة: «هذا الزواج القسري، بشروط تشبه العبودية، ليس هو الإطار المنشود لتلك العلاقة» – وهو رأي أتفق معه تماماً.
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتساب