قال نزار شقرون، الأديب التونسي، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب شهد خلال سنوات قليلة تحركا مصريا كبيرا، مشيرًا إلى أن مصر بلد لها مكانتها الثقافية في المنطقة العربية، كما تشهد تطورًا كبيرًا على مستويات مختلفة.

معرض القاهرة للكتاب في نسخته الـ 56 

وأضاف «شقرون»، خلال حوار، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 56 يتسم بعدة خصائص يأتي في مقدمتها أنها استعادت المناخ الثقافي العربي للحوار بين رجال الأدب والفكر والفن والتراث والثقافة بشكل عام.

المعرض منفتح على التجارب الثقافية العالمية

وتابع: «هناك نوع من الجسر الجديد الذي يتم بناؤه في المنطقة العربية تقوده مصر فعليًا في معرض القاهرة في نسخته الـ 56؛ لأن المثقفين العرب الآن يتجهون صوب مصر ليضعوا مشاريعهم الإبداعية والفكرية على محك المشاريع العالمية».

وأوضح أن المعرض منفتح على التجارب الثقافية العالمية، مؤكدًا أن المعرض يشهد حضورا كثيفا للمثقفين الأجانب، مما يساهم ذلك في بناء جسر جديد بين الثقافة العربية والأجنبية، إلى جانب وجود عدد كبير للجاليات العربية.

ولفت إلى أن التراث الثقافي غير المادي الذي تم مناقشته في معرض الكتاب في الندوة المخصصة يعد مسألة مهمة وتعتبر جزءًا من التراث الذي لا يمكن إهماله، كما أن النظر إليه من جديد سيتيح المجال أمام الباحثين المختصين وجميع فئات المجتمع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة

إقرأ أيضاً:

باحث تونسي: الانفجارات البركانية الضخمة مزقت أفريقيا وأميركا الجنوبية

كشفت دراسة حديثة عن أدلة دامغة على أن النشاط البركاني الهائل لعب دورا محوريا في انفصال قارتي أميركا الجنوبية وأفريقيا قبل حوالي 135 مليون سنة، الأمر الذي يقدم رؤى جديدة حول العمليات الجيولوجية التي أدت إلى تفكك قارة بانغيا العظمى وتشكل المحيط الأطلسي الجنوبي.

تشير الدراسة، المنشورة في مجلة "إيرث ساينس ريفيوز"، والتي اعتمدت على مصادر متعددة لبيانات جُمعت سابقا من أميركا الجنوبية وأفريقيا وقاع المحيط، إلى أنه قبل حوالي 135 مليون سنة، ثارت كمية هائلة من الصهارة -تُقدر بأكثر من 16 مليون كيلومتر مكعب- مع بدء تباعد القارتين، وخلّفت هذه الانفجارات البركانية تكوينات صخرية بركانية واسعة، يصل سمك بعضها إلى كيلومتر واحد، وتوجد في مناطق مثل ناميبيا وأنغولا، وكذلك في قاع المحيط الأطلسي.

وفي حديث للجزيرة نت أكد الباحث التونسي الدكتور محمد منصور عبد الملك، وهو باحث جيولوجي بجامعة أوسلو والمؤلف الرئيسي للدراسة، على أهمية هذه النتائج، إذ تساعد دراسة هذه الأحداث النارية الضخمة والانكسارات القارية، في الحصول على صورة أوضح لكيفية إعادة تشكيل سطح الأرض.

ويضيف عبد الملك أن الصدع الذي تشكّل جنوب المحيط الأطلسي لم يكن مجرد حدث محلي، بل كان جزءا من إعادة تنظيم عالمية للقارات مهدت الطريق للجغرافيا الحالية، كما تُمكّن هذه الرؤى الجيولوجيين من إعادة بناء القارات العظمى القديمة والأحواض المحيطية، مما يساعد على تتبع تطور الأرض عبر الزمن.

أعمدة الوشاح هي نفاثات من الصهارة تتصاعد من قرب نواة الأرض لتخترق المواد التي تعلوها (شترستوك) فرضية عمود الوشاح

يقترح الباحثون أن عمود الوشاح ربما كان مسؤولا عن بدء هذا النشاط البركاني، إذ يمكن أن تُسبب هذه الأعمدة البركانية ترقق قشرة الأرض وتشققها، مما يُسهّل تفكك القارات.

وعادة ما توجد البراكين قرب حدود الصفائح التكتونية التي تتدافع أو تجذب بعضها البعض بعنف، ومن المحتمل أن تثور البراكين أحيانا في منتصف هذه الصفائح، وقد تكوّن أعمدة ضخمة من الصخور المنصهرة الساخنة تُعرف باسم أعمدة الوشاح، وهي نفاثات من الصهارة تتصاعد من قرب نواة الأرض لتخترق المواد التي تعلوها.

يوضح عبد الملك للجزيرة نت أن انفتاح جنوب المحيط الأطلسي في أوائل العصر الطباشيري رافقه اندفاع صخور نارية متطفلة واسعة النطاق، تجمعت في إقليم جنوب الأطلسي الناري والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتصدع غرب غندوانا.

مع ذلك، وبحسب الباحث، لا تزال الآليات المسؤولة عن الإنتاجية الصهارية الزائدة غير الطبيعية وآثارها على البيئة القديمة موضع نقاش، إذ يتطلب فائض الصهارة في الحواف البركانية المتصدعة طبقة وشاح إما ساخنة بشكل غير طبيعي، وإما صاعدة بنشاط بمعدلات أعلى من معدل انتشار الصفيحة النصفي، أو خصبة بشكل غير طبيعي، أو مزيجا من هذه العوامل.

إعلان

وتدعم هذه الفرضية أدلةٌ على وجود "شذوذ حراري" تحت ما كان يُعرف آنذاك بجنوب قارة بانغيا، القارة العظمى التي بدأت بالتفكك قبل 200 مليون سنة لتكوّن القارات الحالية، وكان هذا التفكك بطيئا، حيث انفصلت أميركا الجنوبية وأفريقيا قبل 135 مليون سنة، ولم تُكمل أميركا الشمالية انقسامها مع أوروبا إلا قبل 55 مليون سنة.

هذا الحدث البركاني الضخم قد أدى ربما إلى فترة من التبريد العالمي (أسوشيتد برس) التداعيات المناخية

ومن المثير للاهتمام أن هذا الحدث البركاني الضخم قد أدى ربما إلى فترة من التبريد العالمي، على عكس الاحترار المرتبط عادة بالثورات البركانية واسعة النطاق.

يشير الباحثون إلى أن التجوية السريعة للصهارة المنفجرة ربما لعبت دورا في هذا التحول المناخي غير المتوقع.

يوضح عبد الملك للجزيرة نت أن تمركز الأقاليم النارية الكبيرة عادة ما يصاحبه انقراض جماعي، وينطبق هذا عادة على مصايد سيبيريا في نهاية العصر البرمي، والإقليم الصخري الأطلسي الأوسط في نهاية العصر الترياسي، حيث رافق تمركزها ارتفاع في درجة حرارة المناخ العالمي وانقراض جماعي كبير.

ويضيف "يمكن للانفجارات البركانية والتدفقات البركانية الهائلة، سواء كانت جوية أو تحت سطح البحر، أن تُغير نظام المحيطات والغلاف الجوي بإطلاق الغازات والجسيمات، وفي حين يُستشهد بتسرب الصهارة إلى حشوات الأحواض الرسوبية كمصدر رئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة، فقد كان لهذه الأحداث القدرة على إحداث تحولات مناخية، إما بارتفاع درجة حرارة الكوكب أو تبريده، والتأثير على التركيب الكيميائي للمحيطات".

نافذة على الماضي

لا تُلقي هذه الدراسة الضوء على القوى التي شكّلت قارات كوكبنا فحسب، بل تُبرز أيضا التفاعل المُعقد بين النشاط الجيولوجي والمناخ.

يصف الباحث التونسي دراسة الأحداث البركانية والتكتونية القديمة التي شكّلت تاريخ الأرض بأنها أشبه بتصفح صفحات كتاب لأعماق تاريخ كوكبنا، فهذه الأحداث لا تقتصر على الصخور القديمة وتدفقات الحمم البركانية، بل هي سجلات لكيفية تطور الأرض على مدى ملايين السنين، وبدراسة هذه الأحداث النارية الضخمة والانكسارات القارية، نحصل على صورة أوضح لكيفية إعادة تشكيل سطح الأرض باستمرار.

ويضيف أن فهم كيفية تشكّل أعمدة الوشاح وارتفاعها وتفاعلها مع الغلاف الصخري يُساعد العلماء على نمذجة المحرّك الداخلي الذي يُحرّك الصفائح التكتونية والنشاط البركاني وبناء الجبال.

كما تُعدّ أحداث "الصدمة المناخية" للبراكين القديمة بمثابة نظائر أساسية للتغيرات البيئية السريعة التي نشهدها اليوم نتيجة للنشاط البشري، فهي تُظهر مدى ترابط أنظمة الأرض، فالعمليات التي تنشأ عميقا تحت سطح الأرض يُمكن أن تُغيّر في نهاية المطاف الغلاف الجوي الذي يحيطنا والنظم البيئية التي تدعم الحياة.

مقالات مشابهة

  • كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟
  • ثقافة النواب تناقش طلب إحاطة عن الاستثمار الثقافي بهيئة الكتاب
  • محافظ الفيوم يناقش الاستعدادات والرؤى المنهجية لتنظيم "معرض الفيوم للكتاب"
  • باحث تونسي: الانفجارات البركانية الضخمة مزقت أفريقيا وأميركا الجنوبية
  • يقام خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو الجاري.. المملكة تشارك في معرض بكين الدولي للكتاب 2025
  • الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟
  • مبروكة تستعرض الخطوط العريضة لتنفيذ المخطط الثلاثي للتنمية الثقافية
  • ناشط تونسي: الإخوان حوّلوا قافلة الصمود إلى أداة سياسية
  • تعرف على اختلاف أساليب كرة القدم بين الثقافات حول العالم؟
  • بالدليل.. إعلامي تونسي عن قافلة الصمود: لا أحد يمكنه أن يزايد على مصر