تأثير مدهش للكافيين بالمحليات مع بعض الناس
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى تأثير مدهش لتناول الكافيين مع المحليات. بالنسبة لبعض شاربي القهوة، ربما تكون هذه طريقة للحصول على المزيد من فوائد المشروب.
ولكن بالنسبة للآخرين، يمكن أن يكون من الأفضل تجنب تناول السكر، وخاصة في الليل، وفقًا لما نشره موقع New Atlasنقلًا عن دورية npj Science of Food.
التأثيرات المنبهة للكافيين
كما يعلم العديد من طلاب الجامعات والعاملين بنظام المناوبات والساعين للانطلاق بسرعة في السلم الوظيفي والآباء، أن القهوة يمكن أن تكون وسيلة قوية للتغلب على إرهاق الجسم وإبقائه نشطًا بعد نقطة الدخول في النوم.
وإن التأثيرات المنبهة للقهوة ترجع بطبيعة الحال إلى محتواها من الكافيين، وهي مادة كيميائية تمنع تأثيرات الناقل العصبي المسبب للنعاس والذي يسمى الأدينوزين في الدماغ.
اكتشاف عن طريق الصدفة
نجح باحثون في اليابان عن طريق الصدفة في اكتشاف طريقة تجعل تأثيرات الكافيين على ساعة الجسم البيولوجية أكثر قوة. قال يو تاهارا، الأستاذ المشارك في جامعة هيروشيما: "أثناء فحص خصائص سلوك الفئران الذكور في المختبر عند شرب الماء المحلى بالكافيين بشكل عام، تم اكتشاف تغييرات سلوكية مثيرة للاهتمام وغير متوقعة"، مشيرًا إلى أن الملاحظات دفعت الباحثين إلى التركيز على "هذه التأثيرات السكرية".
إعادة ضبط الساعة البيولوجية
قام الدكتور تاهارا وفريقه البحثي بإطعام فئران المختبر ماء يحتوي على 0.1% من الكافيين إلى جانب 1% سكروز، أو 0.1% سكارين. وفيما يتعلق بالكافيين، كان الخليط يعادل نحو نصف ما يشربه البشر في كوب من الإسبريسو، وكان السكر يعادل نحو عُشر ما يمكن العثور عليه في مشروب الطاقة النموذجي.
واكتشف الباحثون أن الفئران التي شربت الكافيين المحلى بالسكر شهدت "وقت الجري الحر" الخاص بها يمتد من 26 إلى 30 ساعة. يشير وقت التشغيل الحر إلى الفترة التي يتم فيها إعادة ضبط الساعة البيولوجية للكائن الحي، والمعروفة أيضًا باسم إيقاعه اليومي. تكون الساعة البيولوجية عادةً قريبة جدًا من 24 ساعة. وفي بعض الفئران، كانت تأثيرات مزيج السكر/الكافيين قوية للغاية لدرجة أن نشاطها تحول من الليل إلى النهار.
تأثير السكر المضاف
وأضاف الدكتور تاهارا أن "الحلاوة المضافة لم تغير كمية ماء الكافيين التي شربتها الفئران، وبالتالي فإن التأثيرات لا يمكن أن تكون نتيجة لشرب المزيد من الكافيين فقط"، مؤكدًا أنها ترجع إلى "المزيج من الكافيين والمُحليات."
وقد لوحظت التأثيرات حتى مع تعرض الفئران للظلام المستمر، وهو ما يشير إلى أن تأثيرات السكر المضاف كانت مستقلة عن تصرفات النواة فوق التصالبية، وهي قسم من منطقة تحت المهاد في الدماغ التي تنظم دورات الليل والنهار وعادة ما يتم تشغيلها. بالضوء.
قليل من السكر
ويخطط فريق الباحثين حاليًا لإجراء دراسات إضافية لمعرفة ما إذا كانت التأثيرات التي شوهدت في فئران المختبر تنتقل إلى البشر. ويقول دكتور تاهارا إن إضافة القليل من السكر إلى مشروب القهوة ربما يكون أمرًا يستحق المحاولة حتى قبل إجراء تلك الدراسات، خاصة إذا كان الشخص يحتاج إلى دفعة أكبر من المشروب.
ويختتم حديثه قائلاً: "إذا كان الشخص يريد أن يكون أكثر نشاطًا في الصباح، فربما يرغب في التأكد من تناول القهوة مع طعام مُحلى في وجبة الفطور"، موضحًا أنه في الوقت ذاته إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في النوم، فربما يستحسن تناول كوب قهوة في فترة ما بعد الظهر بدون إضافة السكر.
إضافة الحليب صباحًا
يوصي الخبراء أيضًا بتضمين قليل من الحليب في كوب القهوة اليومي، حيث أظهرت دراستان أنه يمكن أن يساعد في تعزيز خصائص المشروب المضادة للالتهابات. ويمكن أن يكون من المنطقي تناول القهوة قبل ممارسة التمارين الرياضية بنحو نصف ساعة، حيث تبين أن هذه الممارسة تعزز تأثيرات حرق الدهون الناتجة عن النشاط البدني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السكر القهوة تناول السكر الليل كافيين الجامعات إرهاق الجسم النوم قهوة مادة كيميائية من الکافیین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
باحثة عُمانية تطوّر فلاتر كربونية من مخلفات القهوة لمعالجة المياه
مسقط- الرؤية
أنجزت الباحثة العُمانية منار بنت سعيد العطار خريجة تخصص الهندسة التحويلية من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، دراسة بحثية نوعية تهدف إلى معالجة المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي باستخدام الكربون النشط المستخلص من مخلفات القهوة، بتمويل من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وتسعى الدراسة إلى الإسهام في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال تقليل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تراكم نفايات القهوة، وتحويل هذه المخلفات إلى فلاتر كربونية فعّالة لمعالجة المياه، وذلك في إطار دعم جهود سلطنة عُمان نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتفعيل الاقتصاد الدائري.
ويخلّف استهلاك القهوة المرتفع على الصعيدين المحلي والعالمي، والذي تؤكده بيانات المنظمة الدولية للقهوة (ICO)، كميات ضخمة من النفايات العضوية يوميًا، ويُعد التخلص العشوائي من هذه المخلفات مصدرًا لانبعاثات الميثان الضارة، في حين أن تحويلها إلى كربون نشط يوفّر حلاً بيئيًا مبتكرًا وفعالًا.
كما تهدف الدراسة إلى استثمار هذه المخلفات في إنتاج مادة ذات قيمة مضافة، تُستخدم كمرشح فعال في تنقية المياه، تماشيًا مع رؤية "عمان 2040" في تحقيق الأمن البيئي، وتقليل الاعتماد على المواد المستوردة عبر تطوير منتجات محلية منخفضة التكلفة وصديقة للبيئة.
واعتمدت الباحثة في دراستها على منهجية تجمع بين الجانبين النظري والعملي، حيث بدأت أولًا بالتصميم النظري والنمذجة باستخدام برنامج(Aspen HYSYS Plus) وهو برنامج محاكاة هندسي متقدم يُستخدم بشكل أساسي في مجال الهندسة الكيميائية وهندسة العمليات، وتصميم وتحليل العمليات الصناعية، خاصة في صناعات النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والطاقة، حيث قامت ببناء نموذج لعملية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة، مما ساعد على فهم تدفق المواد والطاقة في النظام، وتحديد كمية الإنتاج الممكنة، بالإضافة إلى إجراء تحليل مبدئي للجدوى الاقتصادية، الأمر الذي وفّر وقتًا وجُهدًا في اختيار أفضل الظروف التشغيلية قبل البدء بالتجارب الفعلية.
بعد ذلك، انتقلت الباحثة إلى الجزء العملي، حيث جمعت مخلفات القهوة من المقاهي المحلية، ثم جففتها في فرن بدرجة حرارة (100) مئوية لمدة (24) ساعة، وبعد التجفيف، تم تحويل هذه المخلفات إلى كربون نشط باستخدام مفاعل حراري يعمل بتقنية الانحلال الحراري، وجرى تنشيط الكربون الناتج بطرق فيزيائية وكيميائية لزيادة كفاءته، ولاحقًا خضع الكربون النشط المنتج لسلسلة من التحاليل المخبرية المتقدمة، والتي شملت قياس المساحة السطحية، والمسامية، وتحليل البنية المجهرية والبلورية، بالإضافة إلى التركيب الكيميائي، وذلك بهدف فهم خصائص المادة الناتجة بدقة.
وفي المرحلة الأخيرة، أجرت الباحثة اختبارات أداء لفلاتر الكربون النشط المصنوعة من مخلفات القهوة لتقييم مدى قدرتها على إزالة المعادن الثقيلة من المياه الملوثة، وتم ذلك من خلال دراسة نسب الامتصاص وكفاءة الإزالة تحت ظروف تشغيل مختلفة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن مخلفات القهوة تمثل مادة أولية واعدة لإنتاج كربون نشط عالي الجودة، حيث تمكنت الباحثة من تطوير منتج يتمتع بفعالية تنافسية مقارنةً بالكربون النشط التجاري، خاصة في إزالة الملوثات مثل المعادن الثقيلة من المياه.
وبيّنت التحاليل المخبرية أن الكربون المنتج يتميز بمسامية مرتفعة ومساحة سطحية واسعة، مما يعزز من قدرته الامتصاصية وفعاليته في تطبيقات تنقية المياه، كما يمتاز بانخفاض تكلفته وسهولة تصنيعه من مصادر محلية متاحة، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا وصديقًا للبيئة. وبيّنت التجارب كذلك أن هذا الكربون النشط قابل لإعادة الاستخدام بعد انتهاء عمره الافتراضي، الأمر الذي يسهم في تعزيز استدامته والحد من الأثر البيئي الناتج عن المواد أحادية الاستخدام.
وأوصت الدراسة بتوسيع تطبيق تقنية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة على نطاق صناعي لمعالجة المياه الملوثة ومياه الصرف بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة، مع إمكانية دمج هذه التقنية ضمن أنظمة إعادة استخدام المياه في العمليات الصناعية، واقتراح اعتماد استراتيجية الحياد الكربوني الصفري في مراحل التشغيل، وذلك من خلال الاستفادة من الغاز الحيوي الناتج عن عملية الانحلال الحراري كمصدر طاقة لتنشيط الكربون، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية ودعم التوجهات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ودعت الدراسة أيضًا إلى استخدام الكربون النشط المنتج في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات الصناعية لدوره الفعّال في تقليل الغازات الدفيئة، إضافة إلى ذلك، يُمكن توظيفه في تحسين عمليات استخلاص النفط والغاز، والتحكم في الانبعاثات الغازية، ومعالجة الملوثات العضوية في الصناعات الكيميائية والبترولية، مما يمنحه فرصًا واسعة للتطبيق في عدد من القطاعات الحيوية داخل سلطنة عُمان.