عندما كانت آلاف الأسر تغادر العاصمة السودانية بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها قبل أكثر من عام، رفض آخرون ترك بيوتهم وقرروا مواصلة العيش تحت أزيز الرصاص واحتمالات الموت الكبيرة.

عائلة الفاتح التي تسكن حي الصبابي بالخرطوم بحري، كانت واحدة من تلك العائلات التي رفضت مغادرة بيوتها، وقد عاشت شهورا طويلة مثقلة بالمرض وتداعيات القتال في واحد من أحلك فصول حياتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بكثير من الفرح والأمل.. نازحو "ود مدني" يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحربlist 2 of 2عملية حاجز تياسير تحدث اضطرابا داخل إسرائيلend of list

وتقول والدة الفاتح -لمراسل الجزيرة هيثم أويت- إن الحياة خلال فترة الحرب لم تكن إلا معاناة شديدة حيث كان بناتها يذهبن لجلب الدقيق من أحياء أخرى بعيدة حتى يتمكن من توفير الخبز.

وعندما يذهبن لقضاء المتطلبات الأساسية للحياة، كن يواجهن العديد من المخاطر والمصاعب، كما تقول السيدة الطاعنة في السن.

عودة مظاهر الحياة

وبعدما منعت الحرب الناس من التجمع والحديث إلى بعضهم البعض، بدأت هذه المظاهر العودة مجددا للبيوت بعدما تمكن الجيش من استعادة السيطرة على غالبية مناطق العاصمة.

ولكن الأيام التي سيطرت فيها قوات الدعم السريع على المدينة لم تكن سهلة على هؤلاء، فقد نكلت هذه القوات بالرجال والشباب، كما تقول إحدى السيدات.

وحتى المستشفيات نالها ما نالها من التخريب خلال هذه الفترة، بما في ذلك مستشفى الخرطوم بحري الذي تقول السلطات الصحية إنها ستحاول تشغيله بما يتوفر لها من إمكانيات كما فعلت من مستشفيات أخرى.

إعلان

ووفقا لسهيل عبد القادر -مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم- فقد تعرض المستشفى لنهب كبير جدا وجرى تحطيم معداته وتكسير مبانيه.

لكن هذه الأنقاض الكثيرة -التي خلفتها الحرب- لم تمنع الناس من العودة لاستئناف حياتهم مجددا، حيث بدأت طلائع النازحين في العودة للديار رغم استمرار المعارك في بعض مناطق العاصمة.

وبعد نحو عامين من الصمود في مواجهة الحرب وأهوالها وما خلفته من جوع ومرض وخوف وفقد للأحبة، يحاول سكان المناطق التي انحسر فيها القتال لملمة جراحهم وبدء حياة جديدة على أنقاض الماضي الذي لا تزال ظلاله حاضرة أمام عيون الناس وشظاياه عالقة في عقولهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية

إقرأ أيضاً:

الخرطوم تحذر المواطنين من التعامل مع مخلفات الحرب

متابعات – تاق برس- حذرت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم المواطنين من التعامل مع مخلفات الحرب.

ودعت في تعميم صحافي إلى الإبلاغ الفوري عن أي أجسام غريبة أو متفجرات عبر الرقم المجاني للمركز القومي لإزالة الألغام المخصص للبلاغات (60666، وذلك ضمن خطة تأمين الولاية وإزالة آثار الحرب.

مشددة على خطورة هذه المخلفات وما تشكله من تهديد للأرواح والممتلكات.

الخرطوم. مخلفات آثار الحربالرقم المخصص للبلاغات (60666 )تحذير من مخلفات الحرب

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • بدأت بجوابات قصيرة.. محمد سعيد محفوظ يكشف تفاصيل قصة حبه لزوجته
  • ألبانيزي: إسرائيل تقتل الصحفيين بوقاحة والحكومات تساعدها على الإبادة
  • الخرطوم تحذر المواطنين من التعامل مع مخلفات الحرب
  • رغم كونها الدولة الأكثر زيارة في العالم.. كيف نجت فرنسا من الاحتجاجات ضد السياحة التي عصفت بجيرانها؟
  • إلى أين وصل قرار البرهان بإخلاء الخرطوم من التشكيلات العسكرية؟ تابع المستجدات..
  • مقابر الحرب العشوائية.. مأساة وحكايات لم تُروَ في قلب الخرطوم
  • المياه في الخرطوم تبدأ في العودة إلى مجاريها
  • “قتلت 10% من سكان غزة”.. تقرير عالمي عن تفوق إسرائيل على النازيين في قتل المدنيين
  • مسؤول إسرائيلي: لا نستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن غزة