موقع النيلين:
2025-08-01@02:57:50 GMT

نزار العقيلي: (إستيك .. إبرة وخيط)

تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT

زمان لامن كنا بنلعب حفايا في الشوارع و تقوم تدخل ليك شوكة في بطن رجلك كان الاسلوب الوحيد لاستخراج الشوكة هو ( الحفر بالإبرة ) ، و كانت عملية الحفِر بتتطلب طولة بال و صبر و دِقة كبيرة و في النهاية بتطلع الشوكة بطريقة تدهشك .

اسلوب الحفر بالإبرة الإتكلم عنو البرهان قبل بداية المعركة ما كان إسلوب عسكري قتالي بقدر ما كان إسلوب إستخباراتي في المقام الأول ، كل الناس افتكرت إنو عملية الحفر بالإبرة هي عملية او خطة عسكرية قتالية نفذها الجيش السوداني لكن في الحقيقة هي عملية او إستراتيجية استخباراتية تم تنفيذها بإحترافية و إتقان ادهش كل العالم .

إستراتيجية النفس الطويل النفذتها الإستخبارات العسكرية السودانية اعتمدت على الصبر و طولة البال و التخطيط بعيد المدى و التغلغل العميق جدا لتحقيق الاهداف الاستخباراتية و العسكرية على مدى زمني طويل ، و الإستراتيجية دي بيتم استخدامها في حروب الإستنزاف و عمليات التجسس و هي استراتيجية معروفة و قديمة لكن الإستخبارات السودانية نفذتها بي اسلوب و طرق جعلت العالم يصمت قليلا امام روعة التنفيذ في موسم حصاد اهداف الخطة الإعتمدت بشكل اساسي على عدة عمليات كلها كانت وفق استراتيجية النفس الطويل و على سبيل المثال نذكر عمليات الإختراق العميق و التجنيد ببطء و دي عملت على تجنيد عملاء و زراعتهم داخل المليشيا في مواقع حساسة لفترات طويلة لحدي ما يجي وقتهم المناسب و مثال لذلك ( عملية الرُخ ) و هي عملية زراعة ( كيكل ) داخل جسم المليشيا .

و كذلك بتجي ضمن الاستراتيجية عمليات بناء النفوذ و التأثير غير المباشر و دي تمت عبر دعم مجموعات عسكرية داخل المليشيا و النفوذ بيتم دعمه بي بطء شديد جدا عشان ما يلفت الانتباه و عشان المليشيا تصبح معتمدة جزئياً او كلياً على المجموعة المدعومة من استخبارات الجيش و مثال لذلك ( عملية بيت العنكبوت ) و دي عملية ( جلحة ) القامت المليشيا بتصفيته بعد اكتشافها لانو المليشيا كانت معتمدة عليه كلياً في قطاع بحري ، و للعلم اسماء العمليات دي من ( عندينا ) يعني من راسي .

و من اهم محاور استراتيجية الحفر بالإبرة هو محور الحرب النفسية و المعلوماتية و المحور ده برعت فيهو قوة الإستيك بشكل مدهش و اضعفت المليشيا نفسياً و معنوياً و زرعت الشكوك داخل صفوفها و نجحت في خلق الانقسامات بين قياداتها و دي اساليب مافي داعي لشرحها .
من المهم جدا الناس تعرف إنو في المقابل المليشيا كان عندها عملاء و خونة داخل المجتمع المدني و العسكري و ديل كان ليهم القدح المعلى في اي انتهاكات و جرائم قامت بيها المليشيا و ممكن تكونوا شفتو ناس منهم حاليا استقبلوا الجيوش بالاحضان و التهليل و التكبير و افتكرتو انو الإستيك ما عارفهم ، لا والله معروفين كلهم ، لكن استراتيجية الحفر بالإبرة ما بتنتهي بدخول الجيش للمنطقة ، لا لا ، دي استراتيجية بتستهدف حتى عملاء و اعوان المليشيا ، لكن بي بطء شديد ، و كلوووو بي وقتووو .

الحفر بالإبرة إستراتيجية منحت الإستيك ميزة حاسمة في المعركة لانها استراتيجية بتتجاوز المواجهة المباشرة لتغيير مسار المعركة بي بطء و بتتحكم في قرارات العدو بدون ما يعرف ، لامن العدو هدد باقتحام الفاشر و منحهم تلاته ايام ، دي اكبر مثال لعملية التحكم في قرارات المليشيا لانو بعد التلاتة ايام كان في بل ما طبيعي من كل المحاور ضد المليشيا ، الحفر بالإبرة لعبة بتاعت صبر و الأيام اثبتت إنو الجيش السوداني و استخباراته اسسو علوم عسكرية جديدة ستدرس لاحقاً .
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحفر بالإبرة

إقرأ أيضاً:

كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات

بكل الحسابات والتقديرات السياسية ، فإن ما (تهورت) مليشيا الدعم السريع المتمردة وحلفاءها بإعلانه (27 يوليو 2025م) ليس تشكيلة حكومية ، أو سلطة ذات قيمة أو أثر ، أو حتى رسالة اعلامية آنية ، وإنما المقصد والهدف هو وضع (شرط جديد في حلقات التآمر السياسي والاجندة الخبيثة)، وهى خطوة تتطلب من الحكومة خطوات تصعيدية أكثر من التعامل مع ردود الافعال ، بل لابد من وضع أجندة..

لقد استبقوا إجتماع الرباعية في واشنطن ليكون هذا الجند ضمن سياقات نقاشاتها واهتماماتها أو على الأقل إثارة المخاوف أو طرح خيارات علي طاولة التفاوض ، وعلينا أن نشير للآتي:
أولا: ليس في إمكان مليشيا الدعم السريع المتمردة وبعد كل انتهاكاتها وجرائمها أن تكون جزءا في اي معادلة سياسية أو حوار وطني ، ولا يمكن القبول بها داخليا أو خارجيا ، وهذا خيار قاس على الداعمين لها من القوى الاقليمية وبعض الاطراف الدولية المتآمرة ، ولهذا اقترحوا هذه الخطوة ، بعد أن فشلت مخططات سحب الاعتراف من الحكومة السودانية ، فلم يعد امامهم سوى تكوين خيال (مآته) أو (همبول)..

وثانياً: هذه خطوة ضمن سياقات حديث الأطراف ، وبعد ان تداعت قدرات المليشيا المجرمة عسكرياً ولم يعد الحديث عن سيطرة عسكرية وارداً تم التعجيل بفكرة حكومة المليشيا للقيام بذات مهمة المليشيا دون وجه عسكري وإنما اطراف كلهم من خارج الميدان العسكري ، وحتى حميتي هناك حديث عن اعتذاره ولم يكن الأمر سوى تأجيل دخوله المسرح ، من جديد..

وثالثاً: فمن واضح أن المليشيا المتمردة قطعت العشم في اى دور لمجموعة دكتور حمدوك (صمود) ، فقد اخذت منهم غالب مسمياتهم ، وبدلاً عن الحديث من خلالهم ، فإن المليشيا وداعميها شكلوا هيكلاً وهمياً جديداً..

هذا الواقع السياسي الجديد كان حاضراً في الكثير من دوائر القرار في كثير من الدول العربية والافريقية والمحافل الدولية ، ولذلك جاءت ردة الفعل مباشرة ، رافضة ومستنكرة خطوة المليشيا ، بل اضافت تلك البيانات وردود الافعال ثلاثة نقاط مهمة:

– دعم سيادة ووحدة السودان واراضيه..
– تأكيد الاعتراف بالحكومة السودانية ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية..
– الترحيب بحكومة الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء كواجهة مدنية وقائدة للانتقال المدني..
ومع تفاوت المواقف بين القوة والوضوح وبين الاحاديث المواربة ، فإن مواقف بعض الأطراف السياسية السودانية تكشف المستور..

– نشرت احزاب (الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني) بيانات رافضة لحكومة المليشيا المجرمة ، ولكن المثير للدهشة اعلانهم عدم اعترافهم بحكومة السودان كذلك ، وهذا هو الموقف والمنطلق الذي تسعى إليه القوى المتآمرة ضد السودان ، اى المساواة بين مؤسسات الدولة وتشكيل مليشي بربري..

وبكل الحسابات فإن حزب الأمة القومي شريك في حكومة المليشيا ، ورئيسه فضل الله ناصر طرف فاعل ، ولكن لماذا وقع الحزب الشيوعي في هذا الفخ ؟ هل مجرد معاداتهم للجيش السوداني سبب واجه لتأييد هذا المخطط التآمري الاستعماري..

على القوى الوطنية استعادة رؤيتها والمصالح الكبرى وتجاوز رهانات افعال (الناشطين)..
– قصور الأحزاب والتيارات السياسية والوطنية في توصيف ما يجري والتعامل معه بموقف واحد ، يتجاوز حالة الاستقطاب إلى وحدة وطنية جامعة..

لقد ادى تباعد الأطراف الاقليمية إلى افشال مخطط بعض أطراف الرباعية ، لكن المؤامرة قائمة ، والسعي مستمر ، في محاولات تليين المواقف ، مما يقتضى تحرك اسرع من الحكومة السودانية والقوى السياسية والمجتمعية ، واول الخطوات: كشف ابعاد ومخططات القوى المعادية للسودان وتحركاتها ، وعلى وزارة الخارجية السودانية عقد مؤتمر صحفي عاجل لكشف ما جرى وفضح المواقف الاماراتية والاطراف وتنوير البعثات المقيمة بالسودان ، وهذا على الأقل لقطع الطريق أمام تحركات اخرى ، فقد وصل العاصمة البريطانية لندن امس وفد من مجموعة صمود ، وهم فى القياس رافعة سياسية للمليشيا المتمردة وخطابها ، مما يستدعي رسالة حاسمة من السلطة السياسية في البلاد..

وثانيها: توافق القوى السياسية والمجتمعية السودانية على بيان واحد ، من نقاط ثلاث (لا مساس بوحدة السودان وارضه وشعبه ، لا مساس بمؤسسات الدولة السودانية وعلى راسها الجيش السوداني ، وكامل الدعم والمساندة الانتقال السياسي وحكومة دكتور كامل ادريس)..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
30 يوليو 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله خلال غارات على لبنان
  • نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى
  • معتمد اللاجئين يطالب العاملين العمل بروح الفريق الواحد
  • حبس عصابة التنقيب عن الآثار في حدائق القبة
  • الجيش الليبي ينفذ عمليات دقيقة للقضاء على الجريمة المنظمة في الجنوب
  • اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الآثار بالقاهرة: هدفنا تحقيق الثراء السريع
  • كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات
  • أطباء روس يواصلون عملية جراحية لمريض خلال وقوع زلزال كامتشاتكا
  • ضبط 5 متهمين بالتنقيب عن الآثار داخل ورشة بحدائق القبة
  • محمد نزار يشارك في مهرجان تورنتو بـ “Sink”: “قصة تطلبت منا الكثير”