فايننشال تايمز: ديمغرافية بلغاريا في خطر وهذا هو السبب
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحقيقا عن تداعيات الهجرة إلى الخارج على إحدى دول البلقان الواقعة جنوب شرقي أوروبا.
وجاء في التحقيق الصحفي أن موجات من الهجرة للعمل في الخارج وانخفاض معدل المواليد أديا إلى إفراغ قرى بلغاريا من سكانها، وجعلاها عرضة للخطر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة فرنسية: هل يجب على أوروبا أن تخشى ترامب؟list 2 of 2خبراء إسرائيليون: هجوم حاجز تياسير يعكس جرأة الفلسطينيين وشعورهم بالانتصارend of listواستشهدت الصحيفة بما حدث في قرية ياهينوفو الجبلية جنوبي العاصمة البلغارية صوفيا، حيث توجد مدرسة ابتدائية بُنيت في عام 1967 لاستيعاب حوالي 300 تلميذ.
هجرة عقول
ومع ذلك، فإن الصحيفة ترى أن معلمي هذه المدرسة وأطفال قرية ياهينوفو محظوظون بالفعل، إذ إن 3 مدارس مجاورة أغلقت في السنوات الأخيرة أبوابها نظرا لمعاناة بلغاريا من تداعيات هجرة مواطنيها، وظاهرة هجرة سريعة لعقولها إلى الخارج بعد انهيار النظام الشيوعي، حتى إن عدد سكان البلاد انخفض بمعدل الربع منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وقد ظل معدل الخصوبة في بلغاريا في العقود الأخيرة أقل بكثير من مستوى "الإحلال السكاني" الذي يزيد قليلا على طفلين لكل امرأة، وهو المطلوب للحفاظ على عدد السكان على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك، نادرا ما يبقى الأوكرانيون وغيرهم من المهاجرين الذين يصلون إلى بلغاريا لفترة طويلة بما يكفي للاستقرار فيها.
إعلانونقلت الصحيفة عن صوفكا سكوكليفا رئيسة بلدية ياهينوفو القول إن تعداد سكان بلغاريا في الثمانينيات بلغ ما يقارب 9 ملايين نسمة، لكنه تقلص اليوم إلى حوالي 6.8 ملايين بعد أن ظل في انخفاض مستمر على مدى السنوات العشر الماضية.
وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تجاوز عدد سكان ياهينوفو 2400 نسمة، لكنه تدنى بشكل حاد بعد سقوط الشيوعية حتى وصل إلى 1600 أو أزيد بقليل بحلول منتصف عام 2010، وفقا للإحصاءات الوطنية.
تقلصومع استمرار هذا الانخفاض، تتوقع الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان البلاد بحلول عام 2070 تقريبا إلى أقل من نصف الذروة التي بلغها في الثمانينيات.
وتقول سكوكليفا إن المئات من السكان المسجلين في ياهينوفو يعيشون الآن في دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة وحتى نيوزيلندا.
وبحسب التحقيق الصحفي، فإن جذور الأنماط الديمغرافية الحالية في بلغاريا تعود إلى الهجرة الجماعية التي أعقبت انهيار الشيوعية في 1989.
وبمجرد أن فتح الغرب أبوابه للمهاجرين من دول "الستار الحديدي" الشيوعية، حتى سافر مئات الآلاف إلى الولايات المتحدة مستفيدين من برنامج الهجرة العشوائية المعروف باسم "قرعة التنوع" أو "اللوتري الأميركي"، أو من برامج "العمال الضيوف" في أوروبا الغربية.
ويبدو أن البيانات الرسمية تُظهر لمحة من التغيير، حيث ارتفع صافي الهجرة إلى بلغاريا في السنوات الأخيرة مع ارتفاع عدد العائدين والوافدين بشكل طفيف، بينما انخفض عدد الأشخاص الذين غادروها.
وطبقا للبيانات الرسمية، فقد بلغت الهجرة الوافدة إلى بلغاريا حوالي 42 ألف شخص سنويا في السنوات الخمس الماضية، إلا أن عددا قليلا بكثير منهم آثروا الإقامة لفترة طويلة.
وقال سباس تاشيف، كبير الخبراء الديمغرافيين في الأكاديمية البلغارية للعلوم، إن كبار السن هم الذين يعودون إلى البلاد، بينما يهاجر منها الأصغر سنا، مضيفا أنه "نظرا إلى أن النساء اللائي هاجرن من البلاد هن في سن الإنجاب، فإن بلغاريا تخسر عددا من المواليد الجدد المحتملين".
إعلانوأوردت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث تقاريرها عن الهجرة، أن عدم الاستقرار السياسي في بلغاريا، في ظل التغييرات المتكررة للحكومات، "حال دون وضع سياسة هجرة فعالة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات بلغاریا فی
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ناشطون إسرائيليون يعتبرون الانتقام من غزة جريمة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدته إيزابيل كيرشنر، قالت فيه إنّ: "أصوات المعارضة للحرب المدمرة في غزة، آخذة بالتصاعد. فبعد صمت طويل ترتفع الأصوات القلقة، بشأن جرائم حرب محتملة قد ترتكبها الحكومة".
وتابعت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "في الوقت الذي صمت فيه الإسرائيليون على ما يرتكبه الجيش باسمهم من فظائع في غزة، وسط اشمئزاز وشجب عالمي، يبدو أنهم استفاقوا الآن عما يجري هناك".
وأضافت: "لوحظ أن المتظاهرين الإسرائيليين، يرفعون صورا لأطفال فلسطينيين قتلوا في غزة، فيما يتّهم الأكاديميون والمؤلفون والسياسيون والقادة العسكريون المتقاعدون، الحكومة الإسرائيلية، بالقتل العشوائي وجرائم الحرب".
"هذا تغير واضح عن الأشهر الأولى من الحرب، حيث اعتبرت الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الهجوم، ردا على يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى لو كانوا متشككين في إمكانية تحقيق هدف الحكومة، المتمثل في القضاء على حماس، وفقا لاستطلاعات الرأي" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "لطالما أرادت غالبية الإسرائيليين التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة وتخفيف العبء عن الجنود المنهكين من شهور من الصراع القاتل، حسب نتائج استطلاعات الرأي".
ومضى بالقول إنّه: "في الأشهر الأخيرة، رفعت أقلية صغيرة، وإن كانت متزايدة الصوت وأطلقت دعوات ملحة لإنهاء الحرب بناء على أسباب أخلاقية، حتى وإن لم يكن الكثير من الإسرائيليين على معرفة بحدوث مثل هذه الاحتجاجات".
واسترسل: "ربما دعم العديد من المتظاهرين حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بعد عملية حماس، لكنّ الكثيرين الآن يقولون إنه تجاوز الحدود ويتعارض مع قيمهم. وقالت تامار باروش، البالغة من العمر 56 عاما، وهي محاضرة في علم الاجتماع بكلية سابير، نحن على حافة الهاوية، والانتقام ليس سياسة".
وأورد: "على الرغم من الوضع الإنساني المتدهور في غزة إلا أنّ دراسة مسحية أجراها معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بأيار/ مايو، وجدت أن نسبة 64.5% ممن الرأي العام الإسرائيلي غير مهتم أطلاقا بالوضع الإنساني أو لا يهتم كثير به. وتعتقد ثلاثة أرباع اليهود الإسرائيليين، أن قادة الجيش عليهم ألا يهتموا في خططهم بمعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة".
"إلا أن المعهد لاحظ مع مرور الوقت زيادة طفيفة في نسبة اليهود الإسرائيليين الذين رأوا أن المعاناة يجب أن تؤخذ في الاعتبار إلى حد كبير، كما ولاحظ انخفاضا معتدلا في نسبة من قالوا إنهم غير مهتمين" بحسب التقرير ذاته.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس، لي موردخاي، قوله إن: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، مضيفا: "لا تزال هناك أزمة في معسكر السلام حول ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله، لكن الناس يتحدثون بصوت عال أكثر"؛ كما دق بعض الإسرائيليين البارزين ناقوس الخطر.
وندد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، بما وصفه بـ"القتل الوحشي والإجرامي للمدنيين وتجويع غزة كسياسة حكومية". وحذر رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع، موشيه يعلون، على مدى أشهر من التطهير العرقي. وأثار نائب رئيس الأركان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي، وهو حزب معارض ذي ميول يسارية، يائير غولان، ضجّة عندما قال إن الحكومة تقتل الأطفال كهواية".
وكان مئات من جنود الاحتياط والضباط المتقاعدين في سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، قد وقّعوا على رسالة مفتوحة في نيسان/ أبريل يحثون فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الموافقة على صفقة مع حماس لإعادة الأسرى. وجاء في الرسالة: "إن استمرار الحرب لا يحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، وسيؤدي إلى مقتل الأسرى وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء".
أيضا، وقّع حوالي 140,000 إسرائيليا من مختلف المجالات المهنية على رسائل مماثلة، وفقا لمنظمة "الوقوف معا"، وهي منظمة شعبية تضم يهودا وعربا إسرائيليين قادت الاحتجاجات المناهضة للحرب وتدعو إلى السلام والمساواة. ومنذ ذلك الحين، وقع أكثر من 1,300 عضو هيئة تدريس جامعية، رسالة مفتوحة، يدينون فيها ما وصفوه بـ"سلسلة مروعة من جرائم الحرب، بل وحتى الجرائم ضد الإنسانية، كلها من صنع أيدينا".
وجاء في الرسالة: "لقد صمتنا طويلا، ومن واجبنا وقف المذبحة". وكان الكتاب الإسرائيليون المشاهير مثل ديفيد غروسمان وزريا شاليف ودوريت رابينيان، من بين عشرات الكتاب الذين وقعوا رسالة أخرى يعربون فيها عن "صدمتهم" إزاء أفعال الاحتلال الإسرائيلي في غزة. في الأيام التي تلت هجوم تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قالت السيدة رابينيان بأن تعاطفها مع معاناة الجانب الآخر أصيبت بالشلل.
ونادرا ما قدمت وسائل الإعلام المحلية الرئيسية تغطية للأزمة الإنسانية في غزة. فبينما غطت صحيفة "هآرتس" اليسارية المعاناة، فتحت "قناة 14" التلفزيونية اليمينية الشهيرة بانتظام منصتها للأشخاص الذين يطالبون باتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد المدنيين في غزة. وفي هذا الشهر، تظاهر نشطاء "الوقوف معا" أمام استوديوهات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرئيسية للضغط على الصحافيين المحليين لتغطية حالة الجوع المروعة في غزة.
وقال محام إسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، مايكل سفارد: "يناقش الناس تجويع سكان غزة أو ترحيلهم على شاشات التلفزيون كما لو كانت هذه خيارات مشروعة". وأضاف: "لكن صوتا مختلفا يحاول اختراق الخطاب العام شبه الموحد".