إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد القائد والرئيس صالح الصماد في الحديدة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
الثورة نت / يحيى كرد
نظمت إدارتا مستشفى الأقصى والحديدة بمحافظة الحديدة، مساء اليوم الخميس، وتحت شعار “شهداؤنا عظماؤنا، فعالية خطابية وثقافية إحياء للذكرى السنوية لاستشهاد الشهيدين، الشهيد القائد، حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه والرئيس الشهيد الصماد رحمة الله.
وخلال الفعالية، أكد وكيل المحافظة لشؤون الخدمات، محمد حليصي، أن إحياء هذه الذكرى يمثل فرصة لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهيدين في سبيل الحرية والاستقلال.
وأشار إلى أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي كان من أبرز الشخصيات التي أسست لمشروع قرآني الهادف إلى الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، محذرا من المخططات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تصفيتها واستهداف المسجد الأقصى.
وأوضح حليصي أن اغتيال القائدين لم يكن مجرد استهداف، بل كان محاولة لإجهاض مشروعهما القائم على ترسيخ الثقافة القرآنية والتصدي للمؤامرات التي تستهدف مقدرات الأمة وهويتها.
من جانبه، أكد مدير مستشفى الأقصى والحديدة، علي بدر، أن هذه الذكرى تحمل دلالات ومعاني عميقة،
مشيرًا إلى أن الشهيدين جسّدا نموذجًا فريدًا في الإيمان والتضحية والفداء من أجل المبادئ والقيم السامية.
وأضاف أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وضع أسس مشروع نهضوي متكامل، ساهم في نقل الأمة من واقع التبعية إلى مسار الوعي والتحرر.
بدوره، تناول الشيخ علي صومل الأهدل طبيعة الصراع الأزلي بين الحق والباطل، موضحًا أن قوى الاستكبار تسعى باستمرار لإخماد الثورات والمشاريع التحررية.
كما تطرق إلى أساليب الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء، خاصة ضد الشباب، عبر نشر الأفكار المغلوطة ومحاربة المشاريع التصحيحية، وفي مقدمتها المشروع القرآني الذي أحياه الشهيد حسين بدر الدين الحوثي.
حضر الفعالية عدد من الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية من مستشفى الأقصى والحديدة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025
سعد محمد الكعبي
مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها.
السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف، حتى لتلك اللحظات التي تستدعي الفخر والاعتزاز.
لكن ما يؤلم أكثر من صمت الاحتفالات الرسمية، هو صمت الذاكرة الجماعية عن رواد الصحافة العراقية، أولئك الذين حملوا أمانة الكلمة في أوقات عصيبة، ولم يتوانوا عن أداء واجبهم حتى تحت قصف المدافع وطنين الصواريخ.
نتذكر جيدًا أيام عام 2003، حين كان العراق يئن تحت وطأة القصف العنيف. كانت مؤسساتنا الإعلامية، الإذاعة والتلفزيون، هدفًا مباشرًا للنيران. أجبرنا على النزوح، من مبنى إلى آخر، ومن موقع إلى آخر، في محاولة يائسة للاستمرار في إيصال الصوت والصورة للعالم ولشعبنا.
كان فندق المنصور ملجأنا الأول، ظننا أنه سيكون ملاذًا آمنًا لبعض الوقت، لكن سرعان ما طالته أيدي القصف، لم يكن أمامنا خيار سوى البحث عن مكان آخر، فانتقلنا إلى متنزه الزوراء، بين الأشجار والحدائق، علّنا نجد بعض الأمان والقدرة على العمل، لكن الأعين كانت ترصدنا، وسرعان ما انكشف موقعنا، ليصبح هدفًا آخر للنيران.
استمرت رحلة النزوح القاسية، لجأنا إلى أحد البيوت، وواصلنا عملنا وسط أجواء الخطر المستمر، كانت الصالحية تُقصف بوحشية، والأنباء تتوالى عن سقوط الضحايا، كل ذلك ونحن نُصر على أداء واجبنا، هيأت تحرير الاخبار، والاعلامين حاملين الكاميرات والميكروفونات بأيدي مرتعشة، وقلوب ثابتة. لم نكن نفكر في التكريم أو الشهرة، بل فقط في إيصال الحقيقة، ومواجهة الظلام بالضوء.
واليوم، نرى المشهد يتغير. الاحتفالات تُقام، والجوائز تُمنح، لكن لمن؟ للأجيال الجديدة من الصحفيين، الذين نبارك لهم مسيرتهم ونشد على أيديهم، ولكن هل يجوز أن يأتي هذا الاحتفاء على حساب نسيان رواد المهنة؟ نسيان من تحدوا الموت، وقدموا الغالي والنفيس، وتحملوا المشقة التي لا تُوصف لتبقى شعلة الصحافة متقدة في أحلك الظروف.
إن تكريم الصحفيين الرواد ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة للحفاظ على ذاكرة المهنة وقيمها الأصيلة. هو رسالة للأجيال القادمة بأن العطاء لا يُنسى، وأن التضحيات تُثمر، وأن الصحافة الحقيقية تبنى على أكتاف رجال ونساء آمنوا برسالتهم حتى الرمق الأخير.
لعل هذه الذكرى الصامتة تكون صرخة توقظ الضمائر، وتُعيد الحق لأصحابه. فالعراق اليوم بحاجة ماسة لروحه الأصيلة، وروحه الأصيلة تكمن في احترام تاريخه، وتقدير رجاله، وتذكر مناراته التي أضاءت الطريق في الظلمات.