سودانايل:
2025-06-19@14:00:56 GMT

التباين والتوازن المجتمعي مع الدكتور مجدي إسحق

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

شهد النادي الاجتماعي السوداني بأبوظبي، مساء الخميس 06/02/2025، ندوة حول "التباين والتوازن المجتمعي" قدمها الدكتور مجدي إسحق، استشاري الأمراض العصبية والنفسية والباحث في قضايا علم النفس السياسي.
حظيت الندوة بحضور جماهيري كبير من الجالية السودانية بأبوظبي، خاصة من العنصر النسائي، وشهدت مناقشات وحوارات أدارها ببراعة الدكتور فتحي خليل، رئيس المنتدى الثقافي بالنادي السوداني.


ناقشت الندوة تداعيات تفكك الروابط التقليدية التي كانت تعمل على صيانة النسيج الاجتماعي السوداني في الماضي. كما تناولت تجربة التعايش والتمازج بين قبيلتي المسيرية الرعوية ودينكا نقوك في منطقة أبيي، والتي قادها كلٌّ من بابو نمر والسلطان دينق مجوك. لم يكتفِ هذان القائدان بحل المشكلات الناجمة عن تداخل المراعي بين القبيلتين بحكمة وتجرد، بل أسَّسا علاقات إنسانية طيبة، حتى صار عهدهما مرجعًا في التعايش السلمي بين مختلف الإثنيات. إلا أن عدم تناولهما لجذور الأزمة وأسباب القهر الأخرى، بعد نجاحهما في معالجة القهر الاقتصادي، مثل التعالي العرقي وعدم احترام الاختلاف، أدى إلى انهيار العقد الاجتماعي بين المكونين الإثنيين، وهو ما لعبت عليه لاحقاً المصالح الحزبية الضيقة التي فرضت واقعاً من التعايش القسري، مما أدى إلى إشعال الحروب وفتح الباب واسعاً للتدخلات الأجنبية.
كما تطرق الدكتور مجدي إسحق إلى تأثير الإقصاء، وغياب الشفافية، وعدم تقبل الآخر المختلف، وفرض ثقافة المركز، وهي عوامل أدت إلى خلق واقع جديد تتحكم فيه القوة والصراع على الموارد. وقد أدى ذلك إلى تفاقم النزاعات بين المكونات المجتمعية، وازدياد مهددات الانقسام أكثر من أي وقت مضى.
ومن بين المحاور التي تناولها الدكتور مجدي إسحق، أسباب فشل التحالفات في تحقيق أهدافها، مستشهدًا بتحالف الحرية والتغيير كنموذج، حيث أرجع ذلك إلى غياب تقبل الاختلاف والتنوع، وغياب احترام كل طرف لدور الآخر المختلف.
وأكد الدكتور على الحاجة الملحة لتحقيق التوازن المجتمعي، مشيراً إلى صعوبة تحقيقه في بيئة يغذيها العنف والخوف. وأوضح أن استعادة هذا التوازن تتطلب إعادة النظر في مفاهيم العدالة، والمواطنة، والتعايش، بعيدًا عن النزعات الإقصائية والولاءات الضيقة. وهنا يأتي دور علم النفس السياسي في كشف العوامل النفسية التي تغذي الصراعات، سواء كانت نابعة من الإحساس بالظلم، أو الروايات التاريخية المتضاربة، أو التصورات الخاطئة عن الآخر.
وقد لامت الندوى قضايا حساسة في الوعي الجمعي السوداني يتجنب كثيرون التطرق إليها، مثل الهوية، والتاريخ المشترك، والتفاوت الاقتصادي بين الأقاليم، وغياب المشروع الوطني والعقد الاجتماعي. إلا أن تجاوز هذه القضايا دون معالجتها ليس خياراً إذا كان الهدف هو بناء مجتمع متوازن ومستقر. إن المراجعة النقدية للمسلَّمات الاجتماعية والسياسية، حتى وإن أثارت مقاومة، هي المدخل الحقيقي لأي تحول إيجابي، حيث يمكن استبدال القناعات المتحجرة برؤى أكثر انفتاحاً وتسامحاً، مما يمهد الطريق لسودان أكثر عدالةً وتماسكاً.
الانتقاد الوحيد الذي يمكن توجيهه لمنظمي الندوة هو عدم تسجيلها ونشرها، مما حال دون وصولها إلى قطاع أوسع من السودانيين الذين يعانون، بسبب ظروف الحرب والنزوح، من اختلالات عميقة في بنيتهم الاجتماعية، حيث زادت حدة التباينات العرقية، والجهوية، والاقتصادية في ظل هذه الحرب العبثية.

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مفتاح أسوان في يد أسطورة القلب.. إطلاق اسم مجدي يعقوب على محور بديل الخزان

أهدى اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، مفتاح المدينة إلى جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب، تكريمًا لإسهاماته الطبية والإنسانية المتميزة التي تخطت حدود مصر إلى العالم أجمع.

جاء ذلك خلال زيارة المحافظ لمركز مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، بحضور الدكتور محمد زكريا، مدير المركز، حيث أعلن المحافظ عن التنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء ووزارة النقل، لإطلاق اسم السير مجدي يعقوب على محور وكوبري بديل خزان أسوان، تخليدًا لاسم أحد أبرز الرموز الوطنية، الذي ساهم في وضع أسوان على خريطة السياحة العلاجية العالمية.

وأكد كمال أن هذا التكريم يأتي تقديرًا للدور الكبير الذي يقوم به المركز في تقديم خدمات طبية مجانية ومتقدمة لأبناء مصر والعديد من الدول الشقيقة، مشددًا على استمرار دعم المحافظة للمركز، بما في ذلك تطوير المنطقة المحيطة به، ورفع كفاءة النظافة العامة بالطريق المؤدي إليه، ليظل واجهة مشرفة للمرضى من الداخل والخارج.

من جانبه، أعرب الدكتور مجدي يعقوب عن بالغ امتنانه لهذه اللفتة الكريمة، مشيدًا باهتمام القيادة المحلية والمركزية بدعم رسالته الإنسانية النبيلة.

يُذكر أن مركز الدكتور مجدي يعقوب في أسوان يجرى سنويًا أكثر من 4500 تدخل طبي، ما بين جراحات قلب مفتوح وقساطر، إضافة إلى ما يزيد عن 45 ألف حالة كشف في العيادات الخارجية. ويضم المركز 100 سرير، موزعة على أقسام متخصصة، من بينها رعاية مركزة للأطفال والكبار، وغرف عمليات مزودة بأحدث التقنيات العالمية، فضلًا عن وحدات بحثية وتدريبية لإعداد كوادر طبية شابة على أعلى مستوى من الكفاءة.

مقالات مشابهة

  • حرب الجبالي الحلقة 21 .. صدمة هبة مجدي بسبب أحمد رزق
  • ديربي العاصمة يُعلَّق في منتصف الطريق.. بين استفزاز اللاعبين وغياب الحسم التنظيمي.
  • هاني رمزي: زيزو الأنسب لتعويض عاشور.. وغياب عطية الله لغز كبير
  • الريال اليمني يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط انهيار شامل وغياب تام للحكومة
  • مفتاح أسوان في يد أسطورة القلب.. إطلاق اسم مجدي يعقوب على محور بديل الخزان
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نحن….)
  • غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق ينعى انتقال الأخت فرانشيسكا مرسال
  • مجدي مرشد: مصر تتعامل مع التطورات الإقليمية المتسارعة بحكمة
  • تعقيبا على الدكتور عبد الله النفيسي!
  • إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء