أسيل تضرب الزراعة وتُنعش التزلج... عاصفة بمكاسب وخسائر
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
ترقّب اللبنانيون بفارغ الصبر وصول العاصفة "أسيل"، التي حملت معها أول منخفض جوي لهذا الموسم، بعد أسابيع من الطقس المعتدل وتأخّر هطول الأمطار. ومع اشتداد الرياح وهطول الأمطار الغزيرة، شهدت المناطق اللبنانية مشاهد شتوية حقيقية افتقدها السكان في الأشهر الماضية، حيث غمرت السيول بعض الطرقات، وتساقطت الثلوج على المرتفعات.
واليوم الجمعة، بدأت العاصفة بالانحسار تدريجياً، بعدما تركت بصمتها الواضحة في مختلف المناطق، خاصة في المناطق الجبلية. وعلى الرغم من أنها كانت منتظرة بفارغ الصبر لتعويض النقص في المتساقطات، إلا أنها كشفت عن أضرار، لا سيما في القطاع الزراعي، حيث تسببت الرياح والأمطار الغزيرة في تدمير البيوت البلاستيكية وإلحاق خسائر بالمزارعين، ما ينذر بتحديات جديدة في الأشهر المقبلة.
ولم تقتصر آثار العاصفة على التقلبات الجوية العامة فحسب، بل شنت ضربتها الوخيمة على القطاع الزراعي، خاصة في منطقة عكّار التي تُعدّ من أهم المراكز الزراعية في البلاد. فقد أدت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة إلى تدمير عدد كبير من البيوت البلاستيكية المخصصة لحماية المحاصيل، الأمر الذي تسبب في خسائر للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المنشآت لتأمين محصولهم خلال فصل الشتاء. وفي هذا السياق، اشار أحد المزارعين لـ"لبنان24" إلى أنّ قوة العاصفة خلال ليل الأربعاء الخميس أدت إلى اقتلاع 6 بيوت بلاستيكية يمتلكها في البقاع، مشيرًا إلى أنّ المحاصيل الزراعية تعرّضت للتلف.
وأشار إلى أنّ هذه العاصفة تعتبر رحمة للمزارعين على الرغم من الخسائر الزراعية المحدودة، فمن جهة أولى، أنعشت أمطار "أسيل" مخزون الخزانات الجوفية، ودبّت الحياة في الأنهار والينابيع، كما ارتفع مستوى البرك الزراعية. ومن ناحية أخرى، فإنّ محدودية العاصفة، بمعنى أنّها لم تحمل الهواء القويّ، أو حبّات البرد القاسية رحمت المزارعين الذين اتخذوا إجراءات مسبقة، خاصة وأنّ العاصفة لم تؤدِ إلى نشكّل السيول الغزيرة التي جرت العادة أن تجتاح البيوت البلاستيكية والحقول الزراعية. وطالب المزارع بضرورة التعويض الفوري على المزارعين، مشيراً إلى أنّ عدم التعويض على أصحاب المحاصيل الشتوية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحاصيل والانتاجات الزراعية.
وعلى الرغم من وصول العاصفة، إلا أنّ المعنيين يحذرون من الأسوأ المقبل، والذي يتمثل بتحديات كبيرة قد يواجهها القطاع الزراعي مستقبلاً، إذ يتضح أن الأزمة التي فرضتها الطبيعة، والمتمثلة بتراجع معدل الامطار لم تعد مجرد أحداث جوية متفرقة، بل هي جزء من تحول مناخي أعمق يفرض على قطاع الزراعة إعادة تقييم أساليبه وتطوير آليات دعم فاعلة لمواجهة تحديات المستقبل. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري ليس فقط تقديم مساعدات فورية للمزارعين المتضررين، بل أيضاً وضع استراتيجيات طويلة الأمد تستند إلى الاستثمار في تقنيات الزراعة المستدامة وتحديث البنية التحتية، لضمان تحمل القطاع الزراعي لمثل هذه الكوارث الطبيعية المتكررة وتأمين مستقبل مستقر للأمن الغذائي في لبنان.
مراكز التزلج تنتعش
على صعيد آخر، أبدى أصحاب مراكز التزلج سعادتهم بوصول العاصفة، خاصةً وأن موسم التزلج كان يواجه مصيره لهذا العام خلال الأسابيع الماضية، مع تأخر تكلل القمم بالثلوج.
وأوضح صاحب أحد المراكز لـ"لبنان24" انّه خلال الـ4 أسابيع الماضية تكبّد موسم التزلج خسائر كبيرة جدًا مع تأخر انطلاق الموسم الذي كان من المفترض أن ينطلق منذ منتصف كانون الأول. وأشار إلى أنّه على الرغم من جود بعض الكميات من الثلوج إلا أنّ ذلك لا يعطينا الحق بالسماح للآلاف من عشاق التزلج بإعلان بدء الموسم، خاصة وأنّ الكميات التي كانت متواجدة قبل العاصفة كانت تتعرض للذوبان بشكل يومي بسبب فترة الجفاف القاسية، ما يشكّل خطرا حقيقيا على المتزلجين.
وأشار إلى أنّه كي لا نمنع عشاق هذه الرياضة من ممارستها، ارتأت بعض من مراكز التزلج فتح المسارات التي يبلغ ارتفاعها 2100 متر وما فوق، مع الابقاء على المسارات الأقل انخفاضا مغلقة، حفاظا على حياة ممارسي هذه الرياضة.
ولفت إلى أنّه على الرغم من تأخر العاصفة، إلا أنّ هذا الموسم من وجهة نظر العديد من أصحاب المراكز أفضل من المواسم السابقة، اذ اعتدنا على تأخر وصول العواصف بسبب التغير المناخي القاسي الذي تعرّض إليه لبنان، مشيرا إلى أنّ مراكز التزلج لم تغلق أبوابها، بل أغلقت مسارات معينة، واليوم مع وصول العاصفة من المتوقع أن ينتعش الموسم أكثر.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع الزراعی مراکز التزلج وصول العاصفة على الرغم من إلا أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
إحالة المخالف إلي النيابة.. إجراءات حازمة من الزراعة لضبط سوق الأسمدة
ترتبط الأسمدة ارتباطا وثيقا بالاقتصاد المصري ، إذ أنها أحد المستلزمات الزراعية الهامة والتى لايمكن الاستغناء عنها سواء لخصوبة التربة أو لزيادة الانتاجية ، ومن ناحية أخري يتم تصديرها لتوفير العملة الصعبة .
ويأتي فصل الصيف محملا بالمشكلات والأزمات فى الأسمدة بسبب نقص الغاز وزيادة الاحتياج للمحاصيل الصيفية مما يقل المعروض منها .
الأسمدة فى الموسم الصيفيومن جانبه ، قال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الاحتياج للأسمدة فى الموسم الصيفي أكثر من الموسم الشتوى ، مؤكدا أننا استهلاك مصر من الأسمدة في الموسم الصيفي يبلغ 1.2 مليون طن.
وأضاف "فاروق" خلال تصريحات له، أنه تم بالفعل صرف الكميات المخصصة لغالبية الأراضي المنزرعة ، مشيرا إلي أن أنه تم تشكيل لجان لمراجعة توزيع الأسمدة في الجمعيات الزراعية، ويتم إحالة أي حالة مخالفة مباشرة إلى النيابة العامة.
التلاعب بالأسمدةوأكد " وزير الزراعة " أن التلاعب في توزيع الأسمدة يُعد من أكثر الشكاوى التي ترد إلى الوزارة، مشيرًا إلى أنه يتم التعامل معها بجدية كاملة عبر تشكيل لجان فورية للتحقيق، وأثبتت بعض الشكاوى صدقها وتم كشف حالات محسوبيات وتلاعب تم القضاء عليها بشكل حاسم.
تحرك سعر الأسمدةوبسؤاله عن الحصص المقررة للفلاحين قال إن قواعد صرف الأسمدة للمزارعين هي 3 شكاير لكل فدان منزرع، وأن الدولة لم تُحرك أسعار الأسمدة في منتصف الموسم مطلقًا.
ودعا وزير الزراعة، جميع المزارعين إلى عدم ترك كارت الحيازة الزراعية داخل الجمعيات، وأن يحرصوا على عمل الحصر الزراعي بأنفسهم .
ومن جانبه ، أكد الدكتور محمد القرش متحدث وزارة الزراعة، أنه لم تحدث أى أزمة فى الأسمدة المدعمة ، وكل مزارع حصل على حصته ، مضيفًا أن ملف الأسمدة من أهم الملفات بالقطاع الزراعى والتى تهتم به الدولة اهتماما كبيرا لذا تحرص الوزارة دائمًا على توفير الاحتياطى الاستراتيجي من الأسمدة.
وأشار "القرش" خلال تصريحات ل"صدي البلد " إلي أنه أنه فى فصل الصيف يكون هناك ضغط على الغاز لذا من الوارد نقص فى الأسمدة المنتجة ولكن هذا لم يحدث هذا الموسم.
وأضاف " متحدث وزارة الزراعة " أنه أنه في حال ظهور أي نقص أو خلل في التوزيع، يتم التدخل الفوري بالتنسيق مع الجهات المعنية في ضوء المحددات والظروف المحيطة ، وبما يضمن وصول الدعم للمستحقين.
وأوضح أن توزيع الأسمدة يتم من خلال الشركات إلى الجمعيات الزراعية، ومنها إلى المزارعين، بحيث يحصل كل مزارع على الشيكارة الأولى عن كل فدان، ثم الثانية، تليها الثالثة.
نقص الغاز بمصانع الأسمدة
وأكد القرش على أن جميع المصانع تعمل بكامل طاقتها، ويتم شحن كميات متزايدة من الأسمدة إلى الجمعيات الزراعية لضمان توفير احتياجات المزارعين.