ترقّب اللبنانيون بفارغ الصبر وصول العاصفة "أسيل"، التي حملت معها أول منخفض جوي لهذا الموسم، بعد أسابيع من الطقس المعتدل وتأخّر هطول الأمطار. ومع اشتداد الرياح وهطول الأمطار الغزيرة، شهدت المناطق اللبنانية مشاهد شتوية حقيقية افتقدها السكان في الأشهر الماضية، حيث غمرت السيول بعض الطرقات، وتساقطت الثلوج على المرتفعات.

واليوم الجمعة، بدأت العاصفة بالانحسار تدريجياً، بعدما تركت بصمتها الواضحة في مختلف المناطق، خاصة في المناطق الجبلية. وعلى الرغم من أنها كانت منتظرة بفارغ الصبر لتعويض النقص في المتساقطات، إلا أنها كشفت عن أضرار، لا سيما في القطاع الزراعي، حيث تسببت الرياح والأمطار الغزيرة في تدمير البيوت البلاستيكية وإلحاق خسائر بالمزارعين، ما ينذر بتحديات جديدة في الأشهر المقبلة.


ولم تقتصر آثار العاصفة على التقلبات الجوية العامة فحسب، بل شنت ضربتها الوخيمة على القطاع الزراعي، خاصة في منطقة عكّار التي تُعدّ من أهم المراكز الزراعية في البلاد. فقد أدت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة إلى تدمير عدد كبير من البيوت البلاستيكية المخصصة لحماية المحاصيل، الأمر الذي تسبب في خسائر للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المنشآت لتأمين محصولهم خلال فصل الشتاء. وفي هذا السياق، اشار أحد المزارعين لـ"لبنان24" إلى أنّ قوة العاصفة خلال ليل الأربعاء الخميس أدت إلى اقتلاع 6 بيوت بلاستيكية يمتلكها في البقاع، مشيرًا إلى أنّ المحاصيل الزراعية تعرّضت للتلف.

وأشار إلى أنّ هذه العاصفة تعتبر رحمة للمزارعين على الرغم من الخسائر الزراعية المحدودة، فمن جهة أولى، أنعشت أمطار "أسيل" مخزون الخزانات الجوفية، ودبّت الحياة في الأنهار والينابيع، كما ارتفع مستوى البرك الزراعية. ومن ناحية أخرى، فإنّ محدودية العاصفة، بمعنى أنّها لم تحمل الهواء القويّ، أو حبّات البرد القاسية رحمت المزارعين الذين اتخذوا إجراءات مسبقة، خاصة وأنّ العاصفة لم تؤدِ إلى نشكّل السيول الغزيرة التي جرت العادة أن تجتاح البيوت البلاستيكية والحقول الزراعية. وطالب المزارع بضرورة التعويض الفوري على المزارعين، مشيراً إلى أنّ عدم التعويض على أصحاب المحاصيل الشتوية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحاصيل والانتاجات الزراعية.
وعلى الرغم من وصول العاصفة، إلا أنّ المعنيين يحذرون من الأسوأ المقبل، والذي يتمثل بتحديات كبيرة قد يواجهها القطاع الزراعي مستقبلاً، إذ يتضح أن الأزمة التي فرضتها الطبيعة، والمتمثلة بتراجع معدل الامطار لم تعد مجرد أحداث جوية متفرقة، بل هي جزء من تحول مناخي أعمق يفرض على قطاع الزراعة إعادة تقييم أساليبه وتطوير آليات دعم فاعلة لمواجهة تحديات المستقبل. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري ليس فقط تقديم مساعدات فورية للمزارعين المتضررين، بل أيضاً وضع استراتيجيات طويلة الأمد تستند إلى الاستثمار في تقنيات الزراعة المستدامة وتحديث البنية التحتية، لضمان تحمل القطاع الزراعي لمثل هذه الكوارث الطبيعية المتكررة وتأمين مستقبل مستقر للأمن الغذائي في لبنان.

مراكز التزلج تنتعش
على صعيد آخر، أبدى أصحاب مراكز التزلج سعادتهم بوصول العاصفة، خاصةً وأن موسم التزلج كان يواجه مصيره لهذا العام خلال الأسابيع الماضية، مع تأخر تكلل القمم بالثلوج.

وأوضح صاحب أحد المراكز لـ"لبنان24" انّه خلال الـ4 أسابيع الماضية تكبّد موسم التزلج خسائر كبيرة جدًا مع تأخر انطلاق الموسم الذي كان من المفترض أن ينطلق منذ منتصف كانون الأول. وأشار إلى أنّه على الرغم من جود بعض الكميات من الثلوج إلا أنّ ذلك لا يعطينا الحق بالسماح للآلاف من عشاق التزلج بإعلان بدء الموسم، خاصة وأنّ الكميات التي كانت متواجدة قبل العاصفة كانت تتعرض للذوبان بشكل يومي بسبب فترة الجفاف القاسية، ما يشكّل خطرا حقيقيا على المتزلجين.

وأشار إلى أنّه كي لا نمنع عشاق هذه الرياضة من ممارستها، ارتأت بعض من مراكز التزلج فتح المسارات التي يبلغ ارتفاعها 2100 متر وما فوق، مع الابقاء على المسارات الأقل انخفاضا مغلقة، حفاظا على حياة ممارسي هذه الرياضة.

ولفت إلى أنّه على الرغم من تأخر العاصفة، إلا أنّ هذا الموسم من وجهة نظر العديد من أصحاب المراكز أفضل من المواسم السابقة، اذ اعتدنا على تأخر وصول العواصف بسبب التغير المناخي القاسي الذي تعرّض إليه لبنان، مشيرا إلى أنّ مراكز التزلج لم تغلق أبوابها، بل أغلقت مسارات معينة، واليوم مع وصول العاصفة من المتوقع أن ينتعش الموسم أكثر.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع الزراعی مراکز التزلج وصول العاصفة على الرغم من إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة يطلق مبادرة بدعوة طلاب الجامعات لزيارة المراكز البحثية الزراعية والمعامل المتطورة

أعلن علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن إطلاق مبادرة  لفتح أبواب المراكز البحثية والمعامل التكنولوجية التابعة للوزارة أمام طلاب الجامعات والباحثين الشباب، لزيارتها واكتساب المزيد من الخبرات، والتعرف على ما تم بذله من جهود للتطوير، وفتح مجال أوسع لقدرات وطموحات الشباب من أجل تعزيز الابتكار الزراعي.

جاء ذلك خلال مشاركته  في ندوة "قمة تمكين الشباب في مجالات الـ STEM" التي استضافتها جامعة النيل، بحضور نخبة من كبار المستثمرين وممثلي الشركات الناشئة وطلاب التخصصات العلمية والتكنولوجية، كما شارك بالحضور احمد كجوك وزير المالية، وعدد من الخبراء والعلماء.

زيارات علمية وميدانية

وفي لفتة داعمة للشباب، وجه وزير الزراعة دعوة مباشرة لطلاب الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم طلاب جامعة النيل ليكونوا "نواة" لهذه المبادرة، لتنظيم زيارات علمية وميدانية مكثفة تشمل: المراكز البحثية والمعامل المتطورة للتعرف على أحدث تكنولوجيات استنباط البذور والتقاوي،  معامل الحجر الزراعي والخدمات البيطرية للاطلاع على معايير الجودة وسلامة الغذاء، فضلا عن المزارع الكبرى والمشروعات القومية لاكتساب خبرات عملية في إدارة المساحات الشاسعة والميكنة الحديثة.

"الزراعة الذكية يقودها الشباب".. خطط مستقبلية وفرص تكنولوجية في جلسة قمة المرأة المصرية 2025

وأكد فاروق أن وزارة الزراعة هي "حاضنة للأفكار"، وتسعد دائما باستقبال الشباب، والاستفادة من طموحاتهم، وقدراتهم مشدداً على أن هيكلة الوزارة الجديدة تضع تمكين الشباب وتحديث المعامل في مقدمة أولوياتها.
واستعرض الوزير جهود الوزارة في تحويل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي الي فرص هائلة، حيث تشمل تلك التحديات: التغيرات المناخية، ندرة المياه، الملوحة، وتفتت الحيازة، وغيرها، لافتا إلى جهود الوزارة في تعزيز التحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة، والاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، فضلا عن تحويل كارت الفلاح إلى كارت بنكي متكامل، وإطلاق منصات الإرشاد الزراعي الرقمي، وقال إنه تم العمل أيضا على تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف والحرارة لتقليل الفجوة الإنتاجية.
وأكد وزير الزراعة، على أن الدولة المصرية قد اتخذت العديد من الإجراءات للتيسير على المستثمرين وتشجيعهم، وتحسين مناخ الاستثمار، وذلك بإعتبار القطاع الخاص هو شريك أساسي لتحقيق التنمية.

"الزراعة" تضبط 189 طنا من اللحوم ومنتجاتها غير المطابقة للاشتراطات الصحية

ووجه الوزير رسالة طمأنة للشركات الناشئة والمستثمرين المتواجدين بالندوة، مؤكداً أن القطاع الزراعي بات يعتمد كلياً على العلم والتكنولوجيا، مما يفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال في المجالات المتعلقة بالقطاع، وتشجع الابتكار الزراعي، مشددا على ان الدولة تدعم أفكار الشباب، وان أبواب المراكز البحثية مفتوحة لتحويل مشاريع الشباب إلى واقع ملموس يخدم الأمن القومي الغذائي المصري.

مقالات مشابهة

  • تحذير من الهيئات الزراعية من تفشّي متسارع للحمى القلاعية
  • وزير الزراعة يطلق مبادرة بدعوة طلاب الجامعات لزيارة المراكز البحثية الزراعية
  • وزير الزراعة يطلق مبادرة بدعوة طلاب الجامعات لزيارة المراكز البحثية الزراعية والمعامل المتطورة
  • إشادة برلمانية بارتفاع الصادرات الزراعية لـ8.8 مليون طن: يؤكد نجاح خطوات القيادة السياسية
  • النعيمي: التسويق الزراعي ركيزة أساسية لدعم برامج الجمعيات التعاونية الزراعية
  • أضخم انفجار شمسي في تاريخ الأرض.. ماذا لو تكرر اليوم؟
  • الزراعة: إطلاق مبادرة نوعية لدعم صغار المزارعين وتعزيز الميكنة الزراعية
  • صادرات مصر الزراعية تسجل 8.8 مليون طن في 2025
  • الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية حققت 8.8 مليون طن حتى الآن بزيادة 750 ألف طن
  • الزراعة تضرب بيد من حديد.. ضبط مخزن غير مرخص لتهريب الأسمدة المدعمة بالمحلة الكبرى