مصرُ، يا أمَّ الحضارات، يا مهدَ التاريخ، يا أرضَ الأنبياء والرسالات. يا من شهدت على مر العصور صعودَ الأمم وانهيارها، وبقيت شامخةً، عصيةً على الزوال. يا من ارتوت أرضُها بدمِ الأبطال، وسطرتْ صفحاتِ المجدِ بأحرفٍ من نور. يا مصرُ، يا قلبَ العروبة النابض، يا رمزَ العزة والفخر.

في هذا السياق التاريخي العظيم، وفي خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يطل علينا الشاعر الإماراتي ضاحي خلفان بقصيدة وطنية جديدة عن مصر، تحمل عنوان «مصرُ العُلا والعزِ والفخرِ التليدِ».

فضاحي خلفان، ليس مجرد شاعر، بل هو شخصية وطنية بارزة، ومفكر استراتيجي، له إسهاماته الجليلة في خدمة وطنه وأمته. ومن هنا، تأتي أهمية قصيدته، التي لا يمكن اعتبارها مجرد كلمات منمقة، بل هي صرخة حب وتقدير لمصر، أرض الحضارات والأمجاد، وتعبير عن أمل متجدد في مستقبلها، لا ينبع من الصوت الجهور بل من قلب نابض.

«مصرُ العُلا والعزِ والفخرِ التليدِ»:

تتجاوز هذه القصيدة مجرد كونها قصيدة وطنية، فهي بمثابة مرثية شعرية لأمجاد مصر وتاريخها العريق، وتعبير عن أمل متجدد في مستقبلها. لنخض في تحليل أعمق لبعض جوانبها:

* البناء الفني للقصيدة:

* التكرار: يلاحظ تكرار بعض الكلمات والعبارات، مثل «مصر»، «العز»، «الفخر»، وهذا التكرار ليس مجرد حشو لغوي، بل هو تأكيد على المعاني المراد إيصالها، وترسيخها في ذهن المتلقي. كأنه يلح على هذه المعاني لتتجذر في الوجدان.

* التضاد: استخدام بعض الكلمات المتضادة، مثل «العلا» و«الحسود»، يبرز قوة مصر وعظمتها في مواجهة التحديات والمتربصين بها. هذا التضاد يخلق ديناميكية في القصيدة ويجعلها أكثر تأثيرًا.

* الصورة الشعرية: تعتمد القصيدة على صور شعرية قوية وموحية، مثل تشبيه النيل بـ «عزٍ دائمٍ متدفق»، وتشبيه الأهرام بـ "شماء لا تنحني للعاصفات". هذه الصور تمنح القصيدة جمالًا فنيًا وتأثيرًا عاطفيًا.

* الأبعاد التاريخية والحضارية:

* مصر كمهد للحضارات: يشير الشاعر إلى مصر كـ «قبلة التاريخ»، وهذا يعكس إدراكًا لأهمية مصر في تاريخ البشرية، ودورها في نشأة الحضارات وتطورها.

* الأهرام كرمز للعظمة: تعتبر الأهرام رمزًا لعظمة مصر وقوتها، وهي شاهد على إبداع المصريين القدماء وتقدمهم في مختلف المجالات. تأتي هنا كرمز للبقاء والصمود.

* النيل كشريان للحياة: يُعد نهر النيل شريان الحياة في مصر، ومصدرًا للخير والبركة. يشير إليه الشاعر كرمز للاستمرار والعطاء.

* الأبعاد الوطنية والقومية:

* الانتماء والولاء: تعبر القصيدة عن مشاعر الانتماء والولاء لمصر، وحب الوطن. هذه المشاعر تتجسد في كل بيت من أبيات القصيدة، وتؤكد على عمق العلاقة بين الشاعر ومصر.

* الفخر بالأمجاد: يفخر الشاعر بأمجاد مصر وتاريخها العريق، ويشيد بدورها في الدفاع عن العروبة ومواجهة التحديات.

* التأكيد على الصمود: يؤكد الشاعر على صمود مصر وشعبها في وجه الصعاب، وقدرتهم على تجاوز المحن.

* الأبعاد المعاصرة:

* جيش الكنانة: يشير الشاعر إلى جيش مصر بـ "سيوفٍ تحمي العرينَ من الحسود"، وهذا يعكس إدراكًا لأهمية الجيش المصري العظيم في حماية الوطن ومواجهة التهديدات المعاصرة. هناك إشارة ضمنية إلى التحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي، كالمؤامرات المحدقة بأمن مصر والإرهاب والتطرف.

* الدعاء بالمستقبل: يختتم الشاعر قصيدته بالدعاء لمصر بأن تظل عزيزة، وهذا يعكس أملًا في مستقبل مشرق، يسوده الأمن والسلام والازدهار.

* الرسالة:

القصيدة تحمل رسالة واضحة، وهي أن مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الغنية، وشعبها الأصيل، قادرة على مواجهة أي تحديات، وصنع مستقبل مشرق. هي دعوة للفخر بالوطن، والاعتزاز بأمجاده، والعمل على بنائه وتطويره.

وفي الختام:

قصيدة ضاحي خلفان «مصرُ العُلا والعزِ والفخرِ التليدِ» ليست مجرد قصيدة وطنية، بل هي عمل فني متكامل، يحمل أبعادًا تاريخية وحضارية ووطنية ومعاصرة. إنها تعبير عن حب عميق لمصر، وإيمان راسخ بقدرتها على تجاوز التحديات، وتحقيق مستقبل مشرق.

وللشاعر العظيم ضاحي خلفان نقول:

يا ضاحيَ الأمجادِ يا لسانَ العروبةِ

أنتَ في الشعرِ بحرٌ وفي النثرِ دروبُ

مصرُ في قلبِكَ قصةٌ لا تنتهي

وفي كلماتِكَ لحنٌ يَطربُ القلوبُ

صبرة القاسمي يكتب: «هدايا الرئيس في عيد ميلاده»

في بلاغ للنائب العام.. صبرة القاسمي يتهم قيادات الأهلي بالإساءة للأسرة المصرية (تفاصيل)

صبرة القاسمي يحرر بلاغا جديدا ضد البلوجر «هدير عبد الرازق» (تفاصيل)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر صبرة القاسمي أم الحضارات مهد التاريخ ضاحی خلفان

إقرأ أيضاً:

كأس العرب ... وكأسك يا وطن!

لم نعد في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في الحديث عن أسباب"فشل" لاعبي منتخب مصر في منافسات كأس العرب الأخيرة، فالمعركة الكلامية، وتوجيه اللكمات اللفظية لهذا أو لذاك، ليست سوى طلقات فارغة لا تفيد ، فالهزيمة وقعت، وليس لها من دون الله كاشفة.

 ولكن المهم الآن وما يجب أن نتوقف عنده كثيرا، هو أن ندرك حقيقة الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة .

 والهزيمة لا تقع مع إطلاق صافرة نهاية المباراة، بل تبدأ قبل ذلك بزمن طويل، تبدأ من عقول المسئولين، ومن مكاتب بعيدة عن الملاعب، فتهزم الفريق قبل أن يدخل أرض الملعب!

و نكسة كأس العرب لم تكن مجرد نكسة رياضية فحسب، بل كان شاشة عاكسة ومرآة صادقة كشفت عن خلل خطير يضرب صميم بنية الجهاز الإداري نفسه! 

في الماضي، كنا نُرجع هزائم كرة القدم لأسباب فنية: سوء حظ، أو نقص لياقة، أو تكتيك خاطئ، أو استهانة بالمنافس... 

في الماضي أيضا كنا نسمى الهزائم" نكسة" أو حتى "وكسة"،  ونرتضي بذلك ونكتفي به، ونصمت بعده، بينما يبقى السر الأكبر وراء كل الهزائم و" النكسات" كامنا داخلنا، ومتغلغلا في قلب المجتمع ، وهذا السر هو "غياب الوطنية لدى المسئولين".

إن الخسارة  في"كأس العرب" ليست سوى قمة جبل جليد يخفي ما هو أخطر، وهو أن "كأس الوطن" نفسه أصبح مهددا، وأن مستقبل الأمة بأكملها يمكن أن ينكسر بسبب تصرفات مسئولين منشغلين بذاتهم لا بعملهم، وبمصلحتهم الشخصية لا بالمصلحة العامة!.

لقد صار واضحاً للعيان أن هناك صراعات خفية، أو ربما ليست خفية، بين أجنحة وأجهزة داخل كثير من منظوماتنا الإدارية، وأن هناك مسئولين في المؤسسات العامة يرى كل منهم نفسه "الحارس الأمين" دون سواه، وهناك من يرى منصبه "غنيمة" يجب الدفاع عنها بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن هو سمعة مصر ذاتها!.. وهناك من يصرف كل طاقته ووقته وجهده لا لحل مشاكل الناس ولا لوضع خطط لمستقبل أفضل، وإنما لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات، وتشويه "السمعات"، وتمزيق الثياب، وفضح السوءات وكشف العورات..

 وهذا هو القاتل الحقيقي لأي تقدم، وهو السر الأكبر لكل الهزائم والنكسات و"الوكسات" والانكسارات.

 بالله عليكم .. كيف ننتظر أن يلعب  فريق كجماعة متكاملة، بينما أجهزته الإدارية "جماعات متصارعة"؟ .. وكيف يمكن لمؤسسات أن تحقق "النصر"، في حين أن طاقاتها بالكامل تتبدد في الصراعات الداخلية بين مسئوليها؟.. وكيف نطلب من الجمهور أن يثق في "غد أفضل" بينما يرى كبار المسئولين في بعض مؤسسات الدولة تتقاتل وتتصارع كما لو كانوا أعداء وليسوا شركاء في  تحقيق الصالح العام ؟

 وفي يقيني أن الكارثة  لن تتوقف عند خسارة  بطولة كروية، بل تتخطاها إلى ما هو أبعد وأخطر، فعندما يرى المواطن هذا التصدع داخل بعض مؤسسات الدولة، وهذا الانشغال بالصراع على النفوذ بدلاً من العمل الجاد، فإن شعوره الأول يكون الإحباط، وشعوره الثاني هو فقدان الثقة.. وفقدان الثقة هو الانهيار الأكبر.

 فإذا اهتزت ثقة الناس في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد حتى في الأمور البسيطة ككرة القدم، فكيف يمكن أن يُطلب منهم تحمل الصعاب لبناء مستقبل أفضل ووطن أقوى؟

 وأمام هذا الحال صار لزاماً على الأجهزة الرقابية جميعا أن تتحرك - اليوم وليس غدا-  لمحاسبة كل مسئول يتجاوز في مسئولياته ومهامه ، و أيضا لـ "فض الاشتباك المؤسسي" في كثير من الجهات والهيئات العامة.. يجب أن تُرسم خطوط واضحة تفصل بين مهام  كل مسئول ومهام مسئول آخر، ويجب أن يلتزم جميع المسئولين أيا كانت مناصبهم ، وأيا كانت جهات عملهم،.. الكل يجب أن يلتزم بتحقيق هدف واحد أوحد، وهو: المصلحة العامة.

إن لم نقم بذلك الآن، فالحقيقة القاسية التي يجب أن نتوقعها، هي أن ما شاهدناه في كأس العرب من إهانة ومهانة وانكسار لن يكون سوى  "بروفة" أولى لسلسلة من الإخفاقات التي تنتظرنا في ميادين أخرى قد تكون أشد خطراً وأكثر حساسية.

 

مقالات مشابهة

  • نائب يطالب بتحرك دولي عاجل : أنقذوا ما تبقى من غزة
  • السكرتير العام للكاف: من الطبيعي أن تبقى الكأس الأفريقية بالمغرب
  • وزير الثقافة يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ37 بمدينة العريش 26 ديسمبر جاري
  • حكم نهائي يُفجّر أزمة شيرين عبدالوهاب مع شركة The Basement
  • كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
  • الشاعر جمال بخيت يُعلق على أزمة محمد صلاح عبر فيسبوك
  • قمة «بريدج 2025».. الإمارات تعزز الانفتاح والابتكار وروح التعاون
  • الحمزاوي يتأهل.. ولجنة تحكيم "شاعر الراية" تمنح بن هندي كارتها الذهبي
  • قصائد تتغنّى بالإمارات في «بيت الشعر» بالشارقة
  • مذيع وراصد جوي صهيونيان يتمنيان غرق خيام أهل غزة في المنخفض / فيديو