رئيس البرلمان الجزائري يجري محادثات “معمقة” مع نظيره الإيراني في طهران
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
إيران – استقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف امس الاثنين، رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (البرلمان)، إبراهيم بوغالي، وفق بيان للمجلس الشعبي الوطني.
وأشار البيان إلى أن الطرفين أجريا محادثات “معمقة” تناولت جوانب من التعاون بين البلدين واستعرضت عددا من القضايا الراهنة، لافتا إلى أنه خلال هذه المحادثات، “أبرز بوغالي الأهمية التي تكتسيها علاقات التعاون البرلماني موضحا دورها الهام في خدمة التوجهات الاقتصادية للبلدين، وذكر في هذا المقام، بحرص الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تنويع الشراكات وخلق مناخ محفز للأعمال، لاسيما بعد دخول قانون الجديد للاستثمار حيز العمل، وذلك من أجل بناء اقتصاد قوي ومستدام ومستقل عن عوائد المحروقات”.
وأضاف البيان: “تطرق المسؤولان إلى عدد من القضايا الراهنة، وأتاح ذلك الفرصة لبوغالي كي يذكر بضرورة تفعيل الحضور الدولي لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بما يمكنه من فرض وجوده وإسماع صوت الدول الأعضاء فيه والدفاع بشكل ملموس وحاسم عن قضايا الأمة والتصدي لأي محاولات استفزاز تطال مقدساتها”.
وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني “حرص الجزائر على حل الأزمات في إطار مقاربة سلمية تنبذ العنف والتدخلات الخارجية”، مجددا “حرصها على الدفاع عن القضايا العادلة وحشد الدعم لنصرتها كما هو الحال بالنسبة للقضيتين الفلسطينية والصحراوية”.
وأكمل البيان: “أثنى قاليباف على دور هذه الزيارة في إرساء أسس إضافية للتعاون الثنائي، مستعرضا في هذا الإطار، الجوانب المختلفة لهذا التعاون والآفاق المزدهرة المرجو أن يبلغها”، كما تطرق رئيس مجلس الشورى إلى “أهمية التنسيق بين البلدين داخل اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي واقترح في هذا الشأن عقد لقاء افتراضي بين دول الأعضاء في الاتحاد للنظر في كيفية الرد بشكل مناسب على الإساءة لمقدسات المسلمين التي باتت تتكرر بشكل مقلق في الأيام الأخيرة”.
وعقد رئيسا المجلسين لقاء مع الصحافة المحلية أكدا فيه مضمون المحادثات ومواقفهما اتجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق البيان.
المصدر: وكالة أنباء الجزائر
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الأعضاء فی
إقرأ أيضاً:
لينت خطابها مع عدم قبول “الهيمنة الغربية”.. إيران ترفض السلاح النووي وتلوح بقبول التفاوض المشروط
البلاد – طهران
في خضم التوترات الإقليمية والمفاوضات المتقطعة حول برنامجها النووي، تسعى إيران، عبر تصريحات وزير خارجيتها عباس عراقجي، إلى رسم معادلة دقيقة: التأكيد على رفضها امتلاك السلاح النووي من جهة، والتشديد على حقها غير القابل للتنازل في تخصيب اليورانيوم من جهة أخرى. هذه المعادلة تكشف عن توازن دقيق بين محاولة استرضاء المجتمع الدولي، وتثبيت “حق سيادي” تعتبره طهران رمزاً لمقاومة الهيمنة الغربية.
خطاب عراقجي، الذي تضمن نبرة تصالحية تجاه رفض الأسلحة النووية، يعكس ثبات إيران على مبدأ طالما روّجت له في المحافل الدولية: “السلاح النووي ليس ضمن عقيدتنا الدفاعية”. لكن هذا الرفض لا يُقرأ في فراغ، بل يُنظر إليه كجزء من استراتيجية تفاوضية أوسع تهدف إلى تخفيف الضغوط وتهدئة مخاوف القوى الكبرى، خصوصاً مع اقتراب أي تفاهم محتمل مع واشنطن. إلا أن هذا الرفض لا يعني قبولاً بأي قيود خارجية على البرنامج النووي المدني الإيراني، وهو ما برز بوضوح في حديث عراقجي عن “الحق غير القابل للتصرف في التخصيب”، في إشارة ضمنية إلى أن أي اتفاق لن يُكتب له النجاح ما لم يعترف بحق إيران في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة.
التمسك الإيراني بحق التخصيب يتجاوز البُعد التقني إلى ما هو أعمق: بعد سيادي وهوياتي، فعراقجي لم يتحدث عن التخصيب كحاجة علمية أو اقتصادية فحسب، بل ربطه بمفهوم “رفض الهيمنة”، وهو تعبير محوري في الخطاب السياسي الإيراني منذ الثورة عام 1979. هذا الربط يُظهر أن طهران تعتبر المساس بهذا الحق ليس مجرد انتقاص من مصالحها النووية، بل تعدياً على استقلال قرارها الوطني. لكن في الوقت ذاته، لا يمكن استبعاد أن هذا الخطاب موجّه أيضًا لاستخدام “حق التخصيب” كورقة تفاوضية في أي اتفاق مستقبلي، بما يسمح لإيران بكسب تنازلات اقتصادية أو سياسية دون التنازل الكامل عن طموحاتها النووية.
إشارة عراقجي إلى “عدم وفاء” الدول النووية بالتزاماتها في معاهدة عدم الانتشار (NPT) تكشف عن أحد الخطوط الدفاعية الإيرانية في السجال الدولي: الإيحاء بأن إيران ضحية ازدواجية المعايير. بهذا المنطق، تحاول طهران نزع الشرعية عن الضغوط الغربية، ليس فقط بالاحتجاج القانوني، بل بتأطير المعركة ضمن صراع أوسع بين الجنوب العالمي والدول الكبرى التي تحتكر القوة النووية.
ويُظهر الخطاب الإيراني حول الملف النووي مزيجًا من الصرامة المبدئية والمرونة التكتيكية، فرغم التصعيد اللفظي، تبقي طهران باب التفاوض مفتوحًا، وتواصل التفاوض بوساطة عمانية مع الولايات المتحدة. هذه السياسة تشبه إلى حد كبير “حافة الهاوية المحسوبة”، حيث تستخدم إيران الخطاب السيادي لتعزيز موقفها التفاوضي، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.