الجيش يسيطر على مناطق جنوبي الخرطوم ويشن غارات على مواقع الدعم السريع في الفاشر
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أكدت مصادر للجزيرة أن الجيش السوداني سيطر على مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم، وسط معارك ضارية في مناطق عدة بالعاصمة، كما شن الجيش غارات على مواقع الدعم السريع غربي وشرقي مدينة الفاشر.
وقال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش قصف بمسيّرات فجر اليوم الأحد مواقع لقوات الدعم السريع في أحياء شرق الخرطوم مستهدفا تجمعاتها.
كما قال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش أحرز تقدما لافتا في أحياء شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن الجيش بسط سيطرته على بلدات عدة، منها عد بابكر والوادي الأخضر، فضلا عن سيطرته على أجزاء واسعة من حي كافوري شمال شرقي الخرطوم بحري.
في الأثناء، قالت مصادر في القوات المتحالفة مع الجيش السوداني للجزيرة إن الطائرات الحربية للجيش شنت غارات صباح اليوم على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع غربي وشرقي مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
وأفاد الإعلام العسكري في الفرقة السادسة بمدينة الفاشر في بيان بأن الجيش استهدف مواقع لقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة بمحيط مدينتي الفاشر وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، مما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير مركبات قتالية ومخزنين للأسلحة والمسيّرات.
وأشار البيان أيضا إلى أن ما سماها "مليشيا الدعم السريع" قصفت مدينة الفاشر بالمدافع، مما أدى إلى إصابات بين المدنيين.
هل تستخدم قوات الدعم السريع مطار #نيالا لاستقبال طائرات شحن الأسلحة؟
مستشار قائد الدعم السريع يجيب pic.twitter.com/QnZoVK3dft
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 3, 2025
إعلان مطار نيالاوعلى صعيد متصل، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة ملتقطة في الفترة بين 29 يناير/كانون الثاني الماضي و4 فبراير/شباط الجاري آثار القصف الجوي الذي تعرضت له أجزاء من مطار نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان.
وتكشف الصور الملتقطة بتاريخ 4 فبراير/شباط الجاري أماكن الأضرار وآثار القصف الذي استهدف مدرج ومهبط الطائرات الرئيسي وبعض المرافق في المطار -مثل أبراج المراقبة وموقع أجهزة التشويش- وأضرارا بجوار بعض الأبنية الخاصة بالمطار الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات باستخدام المطار في استقبال الدعم العسكري عبر رحلات الشحن الجوي وغيرها، وكان آخر التقارير قد صدر في هذا الصدد عن مختبر البحوث الإنسانية في جامعة بيل بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني الماضي.
نازحو مخيمات الدمازين
من ناحية أخرى، رصدت الجزيرة الأوضاع المعيشية المأساوية للنازحين في مخيمات الدمازين بولاية النيل الأزرق.
ويعيش أكثر من 30 ألف طفل بمخيمات النازحين في الدمازين جنوب شرقي السودان ظروفا قاسية مع أهاليهم بسبب الحرب التي اندلعت منذ نحو سنة و9 أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويعاني آلاف منهم الأمراض وسوء التغذية بسبب تعذر وصول كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي نزحوا إليها.
اختفاء حميدتيوفي إطار آخر، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي لم يظهر علنا منذ أشهر، مما أثار تكهنات بشأن مكان وجوده، في وقت تولى فيه شقيقه قيادة القوات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ونشطاء سودانيين قولهم إن غياب حميدتي أثر سلبا على معنويات مقاتليه، مما أدى إلى انسحاب مئات منهم من العاصمة باتجاه دارفور.
وكشف مقاتل سابق في قوات الدعم السريع للصحيفة أن معظم مقاتلي القوات يشعرون أن حميدتي تخلى عنهم، لكن متحدثا باسم قوات الدعم السريع أكد لـ"وول ستريت جورنال" أن قوات الدعم لا تزال تسيطر على معظم مناطق العاصمة الخرطوم.
إعلان خارطة طريقوعلى الصعيد السياسي، دعت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم المجتمع الدولي -خاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية- إلى دعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة بعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية والمجتمعية، باعتبارها تمثل توافقا وطنيا لإرساء السلام والاستقرار في البلاد واستكمال مهام الانتقال.
وتضمنت خارطة الطريق إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية، وإجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، واشترطت وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية كأساس لأي محادثات مع قوات الدعم السريع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
طبيب سوداني: نجوت من الفاشر وأعتني الآن بالنازحين مثلي
سلّط مقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية الضوء على تجربة الطبيب السوداني الأميركي محمد إبراهيم محمد، الذي اضطر لمغادرة مدينة الفاشر في إقليم دارفور بعد تعرض أسرته ومدينته لقصف عسكري شديد من قوات الدعم السريع، مما جعل تقديم الرعاية الصحية أمرا شبه مستحيل.
وأكد محمد إبراهيم أنه لم يغادر مقر عمله في المستشفى السعودي حتى بعد أن نزحت عائلته، وظل ملتزما بمهنته رغم المخاطر، وقال "لم أستطع أن أترك المرضى -شعبي- دون رعاية. هذه المدينة لم تكن مجرد مكان عملي، لقد كانت بيتي طوال 28 عاما".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان غربيتان: بعد عام من سقوط الأسد لم تتكشف كل فظائعهlist 2 of 2إندبندنت: المسيرّات الأوكرانية تجبر الأسطول الروسي على التراجعend of listوأوضح أن الوضع في المستشفى تدهور بشكل مأساوي بحلول يوليو/تموز الماضي بسبب هجمات الدعم السريع المتكررة، حيث فقد المستشفى 70% من كوادره الطبية، وبقي 11 طبيبا فقط لخدمة 260 ألف نسمة، نصفهم أطفال.
وأشار الطبيب إلى صعوبة تقديم الرعاية الطبية في ظل الحرب، مضيفا "عملنا بلا كلل لساعات طويلة متواصلة، وإمداداتنا على وشك النفاد. كنا نستخدم المعدات الواقية مثل القفازات فقط للعمليات الجراحية، والمناديل لتضميد الجروح العادية".
وتطرّق المقال إلى سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع في أكتوبر/تشرين الأول، حين حل الخوف على الجميع وبدؤوا بالركض "في جميع الاتجاهات" بحثا عن مأوى أو ملاذ آمن دون طائل.
وفي طريقه إلى خارج المدينة، شاهد الطبيب الناس يركضون عائدين والرعب على وجوههم، بعد أن تبين أن قوات الدعم السريع كانت تطلق النار على كل من يحاول الهرب.
واضطر محمد حينها للمغادرة ضمن مجموعة صغيرة تضم نحو 200 شخص في رحلة شهد خلالها سقوط العديد من القتلى أمام عينيه، ولم ينجُ منها كثير من الذين كانوا برفقته.
واستغرق قطع كيلومتر واحد في جنح الظلام 6 ساعات كاملة للوصول إلى ضواحي المدينة، حيث تقدّمت المجموعات في صمت مطبق، أحيانا زحفا على بطونهم لتجنب اكتشافهم، قبل أن ينفصلوا ويتفرقوا في طرق متباعدة مع حلول الفجر.
ورغم هذه الاحتياطات، وقع الكاتب في قبضة مقاتلي قوات الدعم السريع على الطريق، وقضى يومين عصيبين في الأسر، حتى تمكنت عائلته من دفع فدية لإطلاق سراحه.
إعلانوبعد وصوله إلى بر الأمان في مدينة طويلة، اطمأن الطبيب قليلا لرؤية وجوه زملائه من جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين، وانضم مباشرة إلى عيادات الجمعية المتنقلة لتقديم الرعاية للنازحين الجدد الذين يعانون من الجوع والأمراض والإصابات.
وشدد محمد في نهاية مقاله على أن الحرب "أخذت مستشفاه ومدينته، لكنها لم تأخذ طموحه وأهدافه".