وفد إسرائيلي في قطر لمناقشة هدنة غزة.. وجيش الاحتلال ينسحب من ممر نتساريم | تقرير
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
وصل وفد إسرائيلي إلى قطر، يوم الأحد، لإجراء محادثات غير مباشرة بشأن الهدنة في غزة، بحسب ما أكده المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويأتي ذلك بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم في غزة، وهو ما كان جزءًا من الاتفاق المبرم مع حركة حماس.
ووفقًا لمصدر في مكتب نتنياهو، فإن الوفد الإسرائيلي سيقتصر في الوقت الحالي على مناقشة القضايا الفنية، وليس القضايا الجوهرية مثل إدارة غزة بعد الحرب، والتي لا تزال محل خلاف بين الأطراف المختلفة.
وتأتي هذه المفاوضات بعد زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة، حيث ناقش مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقترحه حول غزة. ووصف نتنياهو هذا المقترح بأنه "ثوري"، مشيرًا إلى أن ترامب "عازم على تنفيذه".
وكان ترامب قد أثار جدلًا واسعًا الأسبوع الماضي عندما دعا إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ووضع القطاع تحت إدارة أمريكية لإعادة إعماره. وبعد موجة انتقادات، أوضح مسؤولون أمريكيون أن الفلسطينيين يمكنهم العودة إلى غزة بمجرد إزالة المتفجرات غير المنفجرة وإعادة الإعمار.
ومع ذلك، قوبلت خطة ترامب بانتقادات شديدة، حيث وصفها البعض بأنها "تطهير عرقي"، في حين رحبت بها إسرائيل باعتبارها مقاربة جديدة للصراع. ومن المتوقع أن يناقش الكابينت الإسرائيلي هذه الخطة، بالإضافة إلى المرحلة الثانية من الهدنة، خلال اجتماعه يوم الثلاثاء.
وبدأت المرحلة الأولى من الهدنة في 19 يناير، ومن المقرر أن تستمر لمدة ستة أسابيع. وتشمل هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية محتجزة لدى حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن ما يقرب من 2000 معتقل فلسطيني من سجونها.
وأثارت صور ثلاثة رهائن إسرائيليين تم إطلاق سراحهم يوم السبت صدمة في إسرائيل، حيث بدوا في حالة هزال وضعف شديد. وقالت يولي بن عامي، ابنة الرهينة المحرر أوهاد بن عامي: "استعدنا والدنا أمس، لقد فقد الكثير من وزنه، لكنه لم يفقد روحه القتالية. لقد نجا من الجحيم".
بالتزامن مع هذه التطورات، انسحب الجيش الإسرائيلي يوم الأحد من ممر نتساريم، الذي يمتد لمسافة 6 كيلومترات ويصل بين الحدود الإسرائيلية والبحر المتوسط. وكان هذا الممر قد قسم قطاع غزة إلى شطرين، وعزل شمال القطاع عن جنوبه.
وأظهرت مقاطع مصورة فلسطينيين يعبرون الممر بعد إعلان حماس انسحاب الجيش الإسرائيلي، بينما كانت عشرات السيارات تنتظر العبور. وأكد مصدر أمني إسرائيلي إتمام الانسحاب العسكري من المنطقة.
كما نشرت شرطة حماس وحدات في الممر لإدارة حركة العبور، فيما أظهرت لقطات مصورة لرويترز مركبات عسكرية إسرائيلية تنسحب من المنطقة باتجاه الحدود الإسرائيلية.
منذ بدء الهدنة، زادت حماس من انتشار قواتها العسكرية والشرطية في القطاع، في خطوة يراها محللون إشارة واضحة على أن الحركة لا تزال تفرض سيطرتها على غزة.
وفي تطور آخر، تم نشر متعاقدين أمريكيين، بينهم جنود سابقون، لفحص المركبات المارة عبر الممر، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 19 يناير.
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، تدفق آلاف الفلسطينيين عبر الممر عائدين إلى منازلهم في شمال غزة، حيث كانوا قد نزحوا إلى الجنوب هربًا من القصف.
ومع ذلك، وجد العديد من العائدين أن منازلهم قد دمرت بالكامل، مما دفع بعضهم إلى العودة مجددًا إلى الجنوب، بينما لجأ آخرون إلى نصب خيام في أماكن منازلهم السابقة.
تعهدت إسرائيل بتدمير حماس بعد الهجوم الذي نفذته الحركة في أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر 251 رهينة، وفقًا لإحصائيات إسرائيلية.
في المقابل، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 48,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
رغم سريان الهدنة، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن أربعة فلسطينيين، بينهم سيدة مسنّة، قُتلوا يوم الأحد جراء إطلاق نار إسرائيلي في حادثتين منفصلتين في خان يونس وغزة.
وعند استفسار رويترز عن الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا "نيران تحذيرية" باتجاه "عدة مشتبه بهم"، وأصابوا بعضهم"، في إشارة إلى حادث غزة الذي أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة خمسة آخرين. لكن الجيش نفى معرفته بحادثة مقتل السيدة المسنة.
ومع استمرار المفاوضات غير المباشرة في قطر، يبقى مستقبل غزة رهينًا بالتطورات السياسية والعسكرية على الأرض. وبينما تسعى إسرائيل لفرض رؤية جديدة للقطاع، تواصل حماس إثبات أنها لا تزال قوة فاعلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو الاحتلال الجيش الإسرائيلي الوفد الإسرائيلي نتساريم المزيد الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: صور الجزيرة تكذّب رواية الجيش بشأن كمين خان يونس
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط كبير في الجيش أن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لاستهداف ناقلتي جند "مخزية ولا تضفي احترما على الجيش"، وقالت إنها مخالفة لما أعلنه الجيش.
وأضافت أن التحقيق الذي جرى في هذه العملية أظهر فشلا أمنيا، مشيرة إلى أن 4 حوادث مماثلة وقعت ضد الفرقة 36 -التي تعرضت للهجوم الأخير- خلال الشهر الماضي.
وأشارت إلى أنه -وخلافا للتقييم الأولي- أظهرت المشاهد التي بثتها الجزيرة للكمين أن مقاتل القسام صعد على المدرعة وألقى فيها عبوة.
بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إن المعركة "لم تنتهِ بعد، ونحن أمام تحديات كبيرة"، مضيفا أن على الجيش مواصلة العمل لتحقيق أهداف الحرب بإعادة الرهائن (الأسرى) وتقويض سلطة حماس.
وفي وقت سابق اليوم، عرضت الجزيرة مشاهد العملية التي نفذتها القسام في منطقة معن بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي استهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين.
قتلى وفشل في التعامل
وأسفرت العملية عن مقتل ضابط و6 جنود وإصابة عدد كبير من الجنود، بعدما عجز الجيش عن إطفاء النار التي اشتعلت في ناقلة جند، بعدما ألصق بها أحد المقاتلين عبوة ناسفة.
وتم استدعاء قوات إطفاء عسكرية إلى المكان، وبذلت جهودا لإطفاء الناقلة المشتعلة، لكنها لم تتمكن من فعل شيء كما قالت إذاعة جيش الاحتلال.
كما تم إحضار جرافة من نوع "دي 9" (D9) إلى الموقع وغطت الناقلة بالرمال في محاولة لإطفائها، لكن كل محاولات الإطفاء باءت بالفشل.
وإزاء ذلك، تم اتخاذ قرار في الميدان بسحب ناقلة الجنود وهي لا تزال مشتعلة، وبالفعل تم جرها أولا إلى شارع صلاح الدين في خان يونس، ومن هناك إلى خارج قطاع غزة، بينما كان العسكريون السبعة لا يزالون بداخلها.