أحمد شعبان (القاهرة، دمشق)

تسبب الصراع في سوريا، منذ العام 2011 وحتى سقوط النظام، في دمار هائل طال البنية التحتية والموارد الحيوية، وجعل عملية إعادة الإعمار مهمة صعبة تتطلب جهوداً كبيرة، كما أدت الحرب والأزمات إلى تدهور في معيشة الأسر وعدم قدرتها على تأمين احتياجاتها الأساسية مع ارتفاع الأسعار، وتراجع الخدمات، وزيادة معدلات البطالة.




وأوضح الباحث الاقتصادي السوري، خورشيد عليكا، أنه مع استمرار النزاع وطول أمده، غادر وهجر الكثير من الصناعيين والتجار البلاد، خاصة بعد سيطرة «داعش» في 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي، وحقول النفط والغاز في وسط وشمال شرق سوريا.
 وأشارت تقارير البنك الدولي إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا تقدر بين 250 و300 مليار دولار، ويحتاج الاقتصاد إلى نحو 10 سنوات لاستعادة مستوياته، بعد أن فقد 24 عاماً من التنمية، وخسر 85% من قيمته، وتراجع إلى المركز 129 في التصنيف الدولي، ويعيش 27% من السوريين في فقر مدقع، وتوقع البنك استمرار الانكماش الاقتصادي 1.5%، وارتفاع معدلات التضخم بنسبة 93%.

وشدد خورشيد، في تصريح لـ «الاتحاد»، على أن الحرب في سوريا خلال الفترة الماضية أدت إلى المزيد من عدم الاستقرار، وتدهور الحالة المعيشية للأسر، مع تراجع مستمر لليرة مقابل العملات الأجنبية، مشيراً إلى أن 90% من السوريين أصبحوا بحاجة إلى مساعدات، كما ألقت الأزمة الاقتصادية بتداعيات كبيرة على قطاعات التربية والتعليم، والصحة، والخدمات، وأدت إلى ارتفاع معدلات البطالة. وكشف خورشيد عن أن انخفاض الإنتاج وتوقفه بشكل شبه كامل، وتراجع الصادرات لمستويات قياسية، وزيادة المديونية للعديد من الدول، وارتفاع أسعار الطاقة، كل ذلك أدى للانكماش الاقتصادي، وارتفاع أسعار السلع والخدمات، والمزيد من الدمار والهجرة واستنزاف للموارد الاقتصادية والبشرية.

ومن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي السوري، محمد حفيد، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن تداعيات الأزمة الاقتصادية ألقت بآثارها على الحالة المعيشية في عدم قدرة سوريا على مكافحة التضخم الناتج عن تدهور الليرة، والتي كانت بقيمة 50 لكل دولار في بداية الأزمة، والآن 15 ألف ليرة لكل دولار، مع عدم القدرة على التدخل وضبط سعر الصرف، نتيجة إنفاق الاحتياطي الأجنبي لتغطية تكاليف الحرب. كما تسبب الصراع في دمار كبير للقطاع الزراعي، أسفر عن نزوح العديد من المزارعين وتدمير البنية التحتية وشبكات الري، مما انعكس سلباً على المحاصيل، ودمر نحو 32% من الأراضي، ما أدى إلى تراجع إنتاج القمح من 1.55 مليون طن سنوياً إلى مليون طن في العام 2022، كما انخفض إنتاج القطن والتبغ بشكل ملحوظ.

ويرى حفيد أن حل الأزمة الاقتصادية السورية يتم من خلال محورين، الأول سياسي وأمني، والثاني إعادة إعمار البنية الهيكلية، وتشجيع الاستثمار، وتهيئة البيئة التشريعية والقانونية، ومكافحة الفساد، ورفع العقوبات الاقتصادية.

أخبار ذات صلة منتخب السلة يضم 15 لاعباً في معسكر صربيا الولايات المتحدة تضع خططاً لسحب قواتها من سوريا خلال 90 يوماً

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سوريا البنك الدولي الأزمة الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

الأزمة الجوية في فنزويلا: مادورو يسعى للحصول على دعم جيرانه في عمليات مشتركة

يقترح الرئيس الفنزويلي اتفاقات أمنية إقليمية مع تزايد التوترات مع الولايات المتحدة وتفاقم الأزمة التي دفعت شركتي بلس ألترا وليزر للطيران إلى فتح خط بديل بين مدريد وكاراكاس.

عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الجمعة على الدول المجاورة إبرام اتفاقات تسمح بالقيام بعمليات أمنية مشتركة بين المواطنين، مؤكدا أن البلاد تمكنت من تفكيك "جميع" العصابات الإجرامية، بما في ذلك "قطار أراغوا"، وهي منظمة تستهدفها إدارة ترامب.

وقال مادورو خلال افتتاح مقر أكاديمية جهاز الشرطة الوطنية البوليفارية: "لقد بنت فنزويلا نظام شرطة احترافي وعلمي ومثالي، وتضعه في خدمة الدول المجاورة لعقد اتفاقات، عندما تريد، لتبادل المعلومات، والعمليات المشتركة"، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

كما أكد الرئيس الفنزويلي أن فنزويلا هي "ضمانة للأمن" في القارة، وانتقد مرة أخرى الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، والذي وصفه بأنه "غير متناسب" و"غير قانوني". وتؤكد واشنطن أن وجودها لأغراض مكافحة المخدرات، بينما تندد كراكاس بحملة تهدف إلى تغيير الحكومة.

كما دعا مادورو قوات الشرطة إلى دراسة "جميع أشكال الكفاح المسلح الشعبي" والحفاظ على "خطة هجومية دائمة" لضمان السلام في الأشهر المقبلة، فيما حثّ مادورو قوات الشرطة على تقديم مقترحات خلال 24 ساعة لتعزيز الاستراتيجية الأمنية.

بلس ألترا والليزر البديل للاتصال الجوي البديل

في خضم التوترات المتصاعدة وبعد سلسلة إلغاءات الرحلات الجوية الدولية، نسقت شركتا الطيران بلوس ألترا ولايزر خطاً بديلاً بين مدريد وكاراكاس مع التوقف في قرطاجنة دي إندياس، نظراً لاستحالة الحفاظ على الرحلات الجوية المباشرة بسبب تنبيهات إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) ووكالة سلامة الطيران الإسبانية (AESA) حول سلامة المجال الجوي الفنزويلي.

أوضحت شركة ليزر، من خلال بيان صدر على إنستجرام، أن هذا الخيار سيعمل "كخط اتصال بديل" للمسافرين الذين لديهم حجوزات مؤكدة، بينما أوضحت شركة بلس ألترا أن العملية ستتم "في اتصال بين الخطوط الجوية" وأنه يجب استشارة مركز الخدمة الخاص بها.

ويتوقع خط سير الرحلة رحلة مدريد-قرطاجنة التي تشغلها شركة بلس ألترا ورحلتين بين قرطاجنة وكاراكاس تشغلهما شركة ليزر، وهو مخطط سيتكرر في الاتجاه المعاكس. يأتي هذا الإجراء بعد أن ألغى المعهد الوطني الفنزويلي للملاحة الجوية المدنية (INAC) امتياز العديد من شركات الطيران الأجنبية التي لم تستأنف رحلاتها خلال المهلة التي طلبتها حكومة مادورو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد
  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم نزوح موزمبيق وتطالب بدعم عاجل
  • ما أهم ما يحيط بعمليات إعادة الإعمار في سوريا؟
  • القاهرة للدراسات الاقتصادية: تقرير فيتش أداة جذب للمستثمرين العرب والأجانب
  • مسؤولون في منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تفاقم الأزمة الإنسانية بمستويات خطيرة في السودان
  • وزير إعلام دارفور: اعتداءات ميليشيات الدعم السريع تفاقم الكارثة الإنسانية وتُرهب المدنيين في غرب السودان
  • سوريا تدعو واشنطن لرفع العقوبات لتحسين الأوضاع الاقتصادية
  • الأزمة الجوية في فنزويلا: مادورو يسعى للحصول على دعم جيرانه في عمليات مشتركة
  • بتنسيق مجمع عمال مصر.. وفد صيني رفيع يلتقي بنائب محافظ الجيزة ومنظومة OMC الاقتصادية لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي
  • إعادة تدوير الماضى