مكتب الإيمان.. هل يكون ثمرة صحوة ترامب الدينية؟
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حفل تنصيبه إن "الله أنقذه"، والآن يبدو أنه يرد الجميل بتركيز متزايد على الدين في ولايته الثانية رئيسا للولايات المتحدة.
ووقع ترامب يوم الجمعة الماضي على أمر تنفيذي لفتح "مكتب الإيمان" في البيت الأبيض بقيادة القسيسة التلفزيونية باولا وايت، "المستشارة الروحية" لترامب.
وقبل ذلك بيوم، كشف ترامب -الذي سبق له أن تزوج ثلاث مرات- عن فرقة عمل تحت إشراف المدعية العامة الجديدة بام بوندي لاستئصال ما أسماه "اضطهاد" المسيحيين في الولايات المتحدة.
كما عين ترامب العديد من أعضاء مجلس الوزراء المرتبطين بالقوميين المسيحيين، بما في ذلك جيه دي فانس نائب الرئيس ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
يأتي كل هذا، رغم حقيقة أن ترامب كان له منذ مدة طويلة علاقة غامضة بالدين، كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية التي نشرت التقرير.
وعلى عكس سلفه جو بايدن الكاثوليكي المتدين، نادرا ما يظهر ترامب في الكنيسة. لقد تم تسجيله في الكنيسة المشيخية، لكنه قال إنه "غير طائفي".
وعلى الرغم من قضية الإدانة الجنائية في قضية أموال ممثلة أفلام إباحية، وبيع نسخ من الكتاب المقدس بقيمة 60 دولارا تحمل علامة ترامب التجارية أثناء الحملة الانتخابية، فإن المسيحيين الإنجيليين استمروا في دعمه في انتخابات عام 2024 تماما كما فعلوا في عام 2016.
????President Trump signed an executive order establishing the White House Faith Office to empower faith-based organizations, community groups, and houses of worship.
This initiative strengthens families, uplifts communities, and protects religious liberty. pic.twitter.com/SerKq9scuf
— The White House (@WhiteHouse) February 8, 2025
إعلان غيّر شيئايقول ترامب (78 عاما) إن لديه ما يعادل الصحوة الدينية، وإنه أصبح أكثر تدينا منذ نجا بأعجوبة من الموت عندما أصابته رصاصة مسلح في أذنه خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا العام الماضي.
"لقد غيّر ذلك شيئا في داخلي"، هكذا قال ترامب في إفطار صلاة في مبنى الكابيتول الأميركي يوم الخميس الماضي، "كنت أؤمن بالله، لكني أشعر به بقوة أكبر".
ثم إن الأشخاص الذين اختارهم ترامب ليحيط نفسه بهم في البيت الأبيض هم أيضا مؤثرون ولدى عدد منهم صلات بكنيسة الإصلاح الرسولي الجديد، وهي حركة قومية مسيحية تدعو إلى وضع أدوات الحكومة والمجتمع تحت السيطرة المسيحية.
ولرئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون صلات بأشخاص في الحركة، وكذلك الحال مع باولا وايت التي سترأس مكتب الإيمان الجديد لترامب.
إعادة الدين
تصدرت وايت عناوين الأخبار في عام 2020 عندما قادت جلسة صلاة ماراثونية للدعوة إلى فوز ترامب في الانتخابات الأميركية ضد جو بايدن.
أما نائبه فانس فقد تحوّل إلى الكاثوليكية في الثلاثينيات من عمره، وظهر في قاعة المدينة التي استضافتها شخصية بارزة في كنيسة الإصلاح الرسولي الجديد.
ونشر البيت الأبيض الأمر التنفيذي لمكتب الإيمان على منصة "إكس" يوم الجمعة الماضي، إلى جانب صورة لترامب محاطا بوايت وعدة أفراد آخرين، ويبدو أنهم جميعا في صلاة.
تم نشر الصورة مرة أخرى يوم السبت السابق إلى جانب اقتباس من ترامب يقول "يقول الكتاب المقدس: طوبى لصانعي السلام ".
كان خطاب إفطار الصلاة الذي ألقاه في مبنى الكابيتول الأميركي هذا الأسبوع صريحا بشكل غير عادي في دعوته إلى زيادة دور الدين، حيث قال ترامب "يتعين علينا إعادة الدين. دعونا نعيد الله إلى حياتنا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الملقب بـحامى الإيمان..الكنيسة تحتفل بنياحة البابا أثناسيوس الرسولي
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق 7 بشنس حسب التقويم القبطي، بعيد نياحة البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ 20 في تاريخ الكنيسة، الملقب بـ "حامى الإيمان".
البابا أثناسيوس الرسوليوحسب كتاب "السنكسار" الذي يرتب جميع الأحداث والأعياد والمناسبات الكنسية بصورة يومية: في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش ( 373 ) تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و 298 م.
وُلد القديس أثناسيوس الرسولي في صعيد مصر من عائلة وثنية، هذا وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية بعد وفاة والده ليراه البابا ألكسندروس وهو مُطل من شرفة البطريركية يقوم بدور عماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوره فأحبه وقبله تلميذا له وسكرتيرا خاصًا، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل.
لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم استشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعمة في نفسه بالجهاد حتى الموت.
أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس الملقب بأبو الرهبان الذى يعتبر أول راهب فى التاريخ المسيح، وألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت.
يظهر نضوجه المبكر من كتابيه "ضد الوثنيين"، كتاب تجسد الكلمة اللذين وضعهما قبل عام 319 م.، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًّا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي.
بطريرك لمدة 47 عامًاحاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق، وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا).
وسيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة إثيوبيا، حوالي سنة 330 م، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م. وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا.
الجدير بالذكر، أنه نظرًا لمكانة القديس أثناسيوس الرسولي الرفيعة فى الكنيسة القبطية، فإن هناك عددًا من الكنائس تتسمى باسمه فى مصر والمهجر.
فكان البابا أثناسيوس بطريركًا للكنيسة القبطية لمدة 47 عاما إذ ولد سنة 298 وتوفى سنة 373 إذ عاش 75 سنة نصفهم وهو بابا للكنيسة.