تناولت صحف عالمية ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحدثت عن ضرورة وضع حد لاستخدام القوة من أجل فرض الحلول.

فقد أكدت صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها أن المصلحة الإسرائيلية والفلسطينية تحتم الاستمرار في احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

وحثت الصحيفة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن يكون جادا في أن يصبح رئيسا صانعا للسلام.

وقالت إن على ترامب بذل أقصى جهوده لضمان وصول الاتفاق إلى مرحلته التالية، مما يعد نقطة انطلاق جديدة وطيبة.

وفي صحيفة "هآرتس"، قال الكاتب توم ميهاغر في مقال إن الوقت قد حان للاعتراف بحدود القوة العسكرية في فرض الحلول، والوقوف ضد الحرب، ودعم العدد المتزايد من الجنود الإسرائيليين الرافضين للخدمة العسكرية.

وشدد الكاتب على ضرورة وقف ما سماه "الجنون الناجم عن الحرب"، مطالبا باعتماد مسار جديد لإسرائيل.

نتنياهو يحشد لخطة ترامب

أما صحيفة "جيروزاليم بوست" فنقلت عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد خلال زيارته لواشنطن اجتماعات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، لحشد الدعم لخطة ترامب الرامية إلى ترحيل سكان غزة.

وقالت المصادر إن كبار مستشاري نتنياهو تواصلوا مع كتّاب الأعمدة في وسائل الإعلام الأميركية، وطلبوا منهم الحث على ترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن في مقالاتهم.

إعلان

وفي صحيفة "غارديان" كتب المستشار السابق بوزارة الخارجية البريطانية مارك سميث مقالا قال فيه إنه استقال من منصبه قبل أشهر بعد أن شاهد التواطؤ في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بغزة.

واتهم سميث كبار المسؤولين البريطانيين بتسهيل صفقات الأسلحة التي قال إنها تنشر الموت والرعب في غزة، مؤكدا أن ما يحدث هو "إبادة جماعية".

وقال إنه طالب زملاءه بمنع إزهاق الأرواح البشرية من أجل المصالح السياسية، وإن أوان المساءلة قد آن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد

   – مهما كانت البروباغندا التي تريد تسويقها جماعة الترويج للتفوّق الكاسر للتوازن لصالح أمريكا و”إسرائيل”، فإن الأكيد الذي لا قدرة لأحد على إنكاره هو أن المنطقة دخلت في حرب استنزاف يصعب أن تنتهي قريباً، كما بات أكيداً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب كانت قراراً أمريكياً تم تفويض بنيامين نتنياهو بخوضها، بعدما تمّ تزويده بكل ما يلزم من أسلحة وذخائر وأموال ولوجستيات وملفات استخبارية، بما فيها شبكات عاملة داخل إيران ومعطيات طازجة وفورية للأقمار الصناعية، والهدف السياسيّ للحرب واضح، دعوة إيران لتوقيع صك الاستسلام الذي قال ترامب إن فرصة التوقيع عليه لا تزال مفتوحة، إذا عادت إيران إلى مسار مفاوضات الأحد في مسقط لقبول الشروط الأمريكية.

– انتصار “إسرائيل” في هذه الحرب يعني شيئاً واحداً هو انتقال المنطقة من العصر الأمريكيّ الذي يحتمل التوازن بين “إسرائيل” محورين إقليميين يقاسمانها النفوذ، حلف تقوده إيران وحلف ينافس “إسرائيل” على خطب ود أمريكا، للدخول في العصر الإسرائيلي كوكيل حصريّ للهيمنة الأمريكية على المنطقة، وإخراج إيران من المعادلة يعني إكمال الضربات التي وجّهت لقوى المقاومة وصولاً إلى إسقاطها كخيار في معادلات المنطقة، وهذا معناه فتح الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية، وإكمال قطار التطبيع دون مقابل على مستوى دول المنطقة. وبهذا فإن صمود إيران وثباتها وإثبات قدرتها على إقامة توازن عسكريّ ولو دون تحقيق التفوق، سوف يكون كافياً لإسقاط هذه الأهداف وإعادة التوازن اللازم للقول إن لا بد من السياسة والمفاوضات، ولكن بشروط جديدة عنوانها فشل الحل العسكري الأمريكي وسقوط آخر فرضيّة أمريكية للرهان على شطب قوى المقاومة وإخضاع إيران. وفي هذا التوازن تستفيد فلسطين أولاً وتبقى قضية حية تفرض حضورها طلباً لحل سياسي، وتبقى توازنات في المنطقة تشكل فيها الأنظمة المحسوبة على الحلف مع أمريكا طرفاً يُقام له الحساب وليست مجرد أتباع لـ”إسرائيل” يطلب منها تأدية الطاعة لسيد المنطقة الجديد.

– صحيح أن أمريكا نجحت بإدارة مناورة أوحت من خلالها بمعارضة خيار الحرب الإسرائيلية، بينما كانت تستعد لخوضها بكل تفاصيلها التقنية والاستخبارية والعسكرية، وصحيح أن “إسرائيل” بدعم أمريكي كامل نجحت بتوجيه ضربات مفاجئة ومؤذية لإيران تشبه كثيراً الضربة التي وجهتها أمريكا و”إسرائيل” للمقاومة في لبنان، وصحيح أيضاً أن هذا النجاح الأمريكي الإسرائيلي أضعف صورة القوة الإيرانية، لكن الصحيح أن إيران تعافت بسرعة وتمكّنت من إعادة ترتيب هيكليتها العسكرية والأمنية وبدأت بالردّ العسكريّ القويّ، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنّه غير مسبوق بالنسبة لكل حروب “إسرائيل”.

– منذ زمن طويل قال سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله، إن إيران لا تحتاج إلى مَن يدافع عنها، ومهين لها الحديث عن فتح جبهات تقاتل نيابة عن إيران عندما تستهدف مباشرة، وكان يردّ على محاولات التذاكي المشابهة لما نسمعه في بعض التصريحات اللبنانية التي تتحدّث عن انتصار وهميّ بالنجاح في منع المقاومة من فتح جبهة إسناد لإيران، بينما الصحيح هو العكس، أن لبنان وغزة من أوائل المستفيدين من صمود إيران وردها على العدوان الأمريكي الإسرائيلي، لأن الأرجح أن هذه الحرب لن تتوقف إلا ومعها كل حروب المنطقة، ومنها حرب لبنان المستمرّة من طرف واحد، هو العدوان والاحتلال من الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكيّة.

– إذا كانت الساعات الأولى من الحرب قد أوحت بنجاح “إسرائيلي” وراهن نتنياهو عليه لإعادة صياغة العلاقة بالحكومات الغربية على قاعدة أن إيران عدو مشترك، وأنه يقوم بإضعاف إيران لحساب حلف تقليديّ يضم الغرب و”إسرائيل” وربما بعض العرب، فينجح بتجاوز الصدوع التي أصابت علاقاته الغربية والعربية بسبب حرب الإبادة في غزة وما فعلته في الرأي العام الضاغط على الحكومات، فإن ظهور الحرب كقفزة في المجهول سوف يدفع الجميع للتريث، ويبقيهم في دائرة الوسط والدعوة لوقف الحرب، ويزيد قوة الدفع باتجاه الدعوة لوقف كل حروب المنطقة لصالح حلول سياسيّة، وفي المقدّمة سوف تكون القضية الفلسطينية أول الرابحين.

 

*رئيس تحرير صحيفة النداء اللبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في نيويورك تطالب بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • مظاهرات في لاهاي وبروكسل تنديدا بالإبا.دة الجماعية في غزة
  • هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
  • البرازيل تدرس قطع التعاون العسكرى مع إسرائيل ردا على الإبادة الجماعية فى غزة
  • فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد
  • 79 شهيدًا في غارات الاحتلال على غزة.. وارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية المستمرة
  • ترامب وبوتين يتفقان على ضرورة إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران
  • حصيلة الإبادة الجماعية في غزة إلى 55,297 شهيدا و128,426 مصابا
  • كتاب رخصة بالقتل.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مجهر باسكال بونيفاس