كتبت الأسبوع قبل الماضى فى هذه الزاوية عن الدور السلبى الذى تلعبه بعض الأعمال الفنية فى نشر العنف والبلطجة فى المجتمع المصرى وخاصة بين فئة الشباب والنشء الذين يتخذون من الفنانين والفنانات قدوة لهم.
وقلت إن أحد أهم أسباب انتشار العنف فى المجتمع المصرى هى الأعمال الفنية ذات المحتوى التحريضى خلال السنوات الماضية سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات أو حتى اغانى.
وحذرت من خطورة الاستمرار فى إنتاج هذه الأعمال على المجتمع بسبب تناولها للعنف بطريقة مفرطة أو ملهمة للسلوكيات العدوانية.
وطالبت أجهزة الدولة بضرورة التدخل لمنع هذه الأعمال من العرض على شاشة التليفزيون وخاصة خلال شهر رمضان الكريم الذى تجتمع فيه ملايين الأسر لمشاهده الأعمال الجديدة،او على الأقل حذف مشاهد العنف منها نظرًا لخطورتها على سلامة المجتمع وحتى لانفاجأ بموجة جديدة من التحريض على القتل.
لكن للأسف ومع اقتراب الشهر الكريم بدأت الإعلانات عن المسلسلات الجديدة فى الانتشار بشكل كبير فى الشوارع والطرق والكبارى تنبئ بموجة جديدة من تلك الأعمال المحرضة على العنف والتى تذكرنى بموجة أفلام المقاولات فى الثمانينات والتسعينيات والتى تصدت لها الصحافة فى ذلك الوقت بكل حسم إلى أن توقفت تمامًا وظهر ما يسمى بعد ذلك ما أطلق عليه بالسينما النظيفة أو سينما الشباب والتى جاءت بجيل جديد من النجوم وكانت البداية مع فيلم اسماعيلية رايح جاى عام ١٩٩٧ بطولة محمد فؤاد ومحمد هنيدى وخالد النبوى والذى أحدث نقلة كبيرة فى تاريخ السينما وفتح الباب أمام جيل الشباب من ممثلين ومؤلفين ومخرجين وتوالت الأعمال الناجحة ذات المحتوى الهادف، وحظى هؤلاء الشباب باحترام وحب الجمهور وحققوا إيرادات ضخمة، وكان من أبرزهم محمد هنيدى والراحل علاء ولى الدين ومحمد سعد وهانى رمزى وأحمد آدم، وأحمد حلمى فى مجال الكوميديا، وفى الأكشن والاجتماعى كريم عبدالعزيز، وأحمد عز وفتحى عبدالوهاب، وطارق لطفي، وباسم سمرة.
ولكن للأسف الشديد حدثت ردة فنية خلال العقد الماضى وتحديدًا مع صعود نجم من أطلق على نفسه «نمبر ون» بمجموعة من أفلام العنف والبلطجة منذ عام ٢٠١٢ وحتى الآن منها «عبده موته»، و«الألمانى»، و«قلب الأسد» وغيرها من الأفلام التى أفسدت المجتمع ونشرت ثقافة الدم والسيوف والسنج، والمطاوى وللاسف أيضا انتقل هذا الفساد والأذى إلى شاشة التليفزيون عبر مسلسلات لاتقل سوءا عن أفلامه فى السينما والمحزن أن كثيرًا من نجوم السينما النظيفة ساروا فى ركابه وتخلوا عن مبادئهم التى حببت فيهم الجمهور وقدموا افلامًا ومسلسلات تسببت فى نشر العنف والبلطجة والقتل،من أجل حصاد ملايين الجنيهات دون النظر إلى ما تخلفه هذه الأعمال من جرائم تنخر فى جدران المجتمع المصرى، وتدك اعمدته، نتيجة اعتياد النشأ والشباب على رؤية مشاهد الدم والقتل والبلطجة ومحاولة تقليد هؤلاء النجوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجتمع المصري أسباب انتشار العنف
إقرأ أيضاً:
مصر أكتوبر: نستعد للانتخابات بعمل ميداني ولقاءات توعوية لكل فئات المجتمع
أكد المهندس أحمد حلمي، نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، والأمين العام للحزب في محافظة الإسكندرية، أن الحزب يستعد بكل قوة لخوض الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وعلى رأسها انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، من خلال خطة عمل متكاملة تشمل تنظيم عدد من الندوات والفعاليات التوعوية، والنزول إلى الشارع للتواصل المباشر مع المواطنين، والمساهمة في رفع الوعي السياسي، تأكيدًا على أهمية المشاركة الفعالة في بناء مستقبل الجمهورية الجديدة.
تعزيز التواصل المجتمعي مع المواطنوأشار حلمي في بيان له، إلى أن الحزب يولي أهمية قصوى لتعزيز التواصل المجتمعي مع المواطن، وتفعيل دوره في تقديم الخدمات المجتمعية بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية، مؤكدًا أن ذلك يسهم بشكل كبير في تطوير مستوى الخدمات وتلبية احتياجات الشارع.
وأوضح أن العمل الجماهيري يُعد حجر الأساس في بناء مجتمع واعٍ سياسيًا، مشددًا على أن الحزب يضع ملف التوعية السياسية على رأس أولوياته، حرصًا منه على تمكين المواطنين من استخدام أصواتهم بوعي ومسؤولية في اختيار من يمثلهم داخل البرلمان.
الشباب هم الدرع الحقيقي للوطنوأضاف نائب رئيس الحزب أن الشباب هم الدرع الحقيقي للوطن، وصمّام أمان الديمقراطية، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تمثل فرصة ذهبية لكل مواطن لاختيار المرشح الذي يُعبّر بحق عن نبض الشارع، ويملك رؤية قادرة على إحداث تغيير ملموس على أرض الواقع، مشددًا على أهمية الدور الميداني في نشر ثقافة المشاركة السياسية الإيجابية، من خلال تكثيف اللقاءات والأنشطة التوعوية، لترسيخ الوعي بقيمة الصوت الانتخابي.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن تمكين الشباب بالمعرفة السياسية يعد أحد أهم أولويات الحزب، نظرًا لدورهم في بناء وعي جماهيري مستنير قادر على التفاعل مع المتغيرات الإقليمية والدولية، والمساهمة الفاعلة في صناعة مستقبل الوطن، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات والأنشطة تسهم في تنمية الحس الوطني والسياسي لدى الشباب، وتمكينهم من قراءة المشهد العام بموضوعية تدعم اتخاذ القرار السليم.