“تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر العنف الإليكتروني ضد المرأة” ندوة بالوادي الجديد
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
نظم مركز إعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد ، اليوم ندوة تثقيفية تحت عنوان " العنف الأليكتروني ضد المرأة وتأثيره على الأسرة والمجتمع " ، وذلك بمقر جمعية تنمية المجتمع بقرية الراشدة التابعة لمدينة الداخلة ، حاضر فيها مدير المركز التكنولوجي بمركز ومدينة الداخلة منصور عبد الوهاب ، وموجه أول التكنولوجيا بقطاع التعليم بالداخلة عمر عبد الوارث ، بمشاركة مدير إدارة التضامن بقرية الراشدة نصر محمد ، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والقيادات النسائية والقانونيين وخبراء تكنولوجيا المعلومات .
إستهدفت الندوة التوعية بمخاطر العنف الممارس ضد النساء والفتيات لاسيما الإبتزاز الأليكتروني وآليات التصدي لهذا النوع من العنف .
في البداية أشاد مدير المركز التكنولوجي بمركز الداخلة منصور عبد الوهاب بجهود الهيئة العامة للاستعلامات في التوعية بمختلف القضايا المجتمعية لاسيما تلك المتعلقة بالتحول الرقمي في العصر الحديث وتداعياتها المختلفة على المجتمع ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن التقنية الحديثة هي سلاح ذو حدين يتوقف الأمر على كيفية الإستخدام ، مؤكدا على أهمية التوعية بمميزاتها للاستفادة منها بالشكل الأمثل وتجنب سلبياتها ، على أساس أن الوعي هو أساس الحماية من جرائم العنف الأليكتروني .
وأوضح أن العنف الرقمي أو الأليكتروني ضد المرأة يعني أي نوع من أنواع العنف التي يتم إرتكابها أو المساعدة عليها باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كالهواتف المحمولة والإنترنت ووسائل التواصل الأليكتروني والألعاب الأليكترونية ضد المرأة ، ويشمل العنف الأليكتروني ضد المرأة الإبتزاز الأليكتروني والتنمر الأليكتروني والرسائل الجنسية الخادشة والإفصاح عن المعلومات الشخصية ، مشيرا إلى أنه من أشد مخاطر العنف الأليكتروني على الفتاة والمرأة هو التأثير النفسي والذي قد يؤدي إلى الإنتحار .
وبين عبد الوهاب أن العنف الإليكتروني أشد تأثيرا على النساء من أشكال العنف الأخرى لعدة سمات أهمها أن الجناة في هذ النوع من الجرائم بإمكانهم إخفاء أسمائهم وهوياتهم ، كما أنه عابر للحدود والمكان والزمان ويستخدم التقدم التكنولوجي في تنويع شكل ومضمون الممارسات العنيفة والعدوانية في أي وقت ، بالإضافة لسهولة حدوثه وسرعة إنتشاره .
ولفت عبد الوهاب إلى أن التقدم التكنولوجي وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي ساهما في زيادة معدلات العنف الأليكتروني ، الأمر الذي يزيد من أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطره وسن قوانين رادعة لحماية النساء من هذه الانتهاكات ، مشددا على أهمية تقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا.
وأكد عبد الوهاب أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تعاونا مشتركا بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية لنشر الوعي حول الإستخدام الآمن للتكنولوجيا وحقوق المرأة في الفضاء الرقمي.
كما أكد عبد الوهاب على أن التربية الرقمية والتثقيف الإعلامي يلعبان دورا في الحد من هذه الظاهرة ، مطالبا بدمج مفاهيم الأمان الأليكتروني في المناهج التعليمية.
وتحدث عبدالوهاب بالتفصيل عن جهود الدولة في مواجهة العنف الرقمي ضد النساء ، لاسيما ما يتعلق بالتشريعات.
من جانبه أكد موجه أول التكنولوجيا بقطاع التعليم بالداخلة عمر عبد الوارث أن المناهج التعليمية لم تغفل التوعية بأهمية التكنولوجيا ومخاطر العنف الأليكتروني وهناك كتب عن التكنولوجيا والأمن السيبراني والحفاظ على المعلومات الشخصية، مشددا على دور التعليم والإعلام في التوعية .
وأكد الحضور على أهمية تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الإليكترونية وتعزيز الثقافة الرقمية من أجل حماية المرأة من العنف الأليكتروني والحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع.
أدار الندوة مدير مركز اعلام الداخلة محسن محمد وحضور مروة محمد الإعلامية بالمركز .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوادى الجديد ندوه إعلام الداخلة المزيد عبد الوهاب ضد المرأة
إقرأ أيضاً:
البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي
علي بن عبدالله بن منصور السليمي
دائمًا ما نسمع عبارة: "الباحثون عن عمل"، ولعلّك -عزيزي القارئ- واحدٌ منهم الآن. ولكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذه المشكلة التي تواجهها؟
أو عن الآثار التي قد تخلّفها، سواء على حياتك الشخصية أو على المجتمع بأسره؟
وهل حاولت في وقتٍ ما أن تبحث عن حلّ جذري لها؟
أنا لا أشك في ذلك... لكن في السطور القادمة، سنحاول أن ننظر إلى هذه المعضلة من زاوية مختلفة، لعلنا نستلهم منها شيئًا، أو يلتمس -ولو أحدنا- طريقًا نحو المستقبل الذي ينشده.
لا شكّ أنّ مشكلة "البطالة" باتت من القضايا العالمية الملحّة، فلا يكاد يخلو بيت -تقريبًا- من باحث عن عمل. ومع توالي الأزمات العالمية وتفاقم الصراعات الدولية، تتعاظم هذه الظاهرة، ويكون أول المتضررين منها هو المواطن الصالح البسيط، الذي يسعى بشرف إلى لقمة عيشه.
وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومات في سبيل احتواء هذه الأزمة، إلا أننا نلاحظ -مع مرور الوقت- ازدياد أعداد الباحثين عن عمل، دون تحسّن ملموس في الأوضاع. ومن هنا، بات من الضروري عقد لقاءات موسعة ومناقشات جادة لإيجاد حلول واقعية وعملية لهذه الآفة، التي تنهش في نسيج المجتمع مثل سوسةٍ تأكل في صمت، حتى تحدث فيه شرخًا يصعب رأبه.
فهل ننتظر -لا قدّر الله- أن يبلغ السيل الزُبى؟
هل ننتظر انتشار الفقر، وازدياد معدلات الجريمة، وظهور الانحرافات السلوكية في مجتمعنا؟ بالتأكيد لا.
إنّ مجتمعنا المسلم المحافظ، يدرك تمامًا أن البطالة قد تفضي إلى هذه المشكلات الخطيرة، فهي نتيجة طبيعية للفراغ، واليأس، وانعدام مصدر الدخل.
وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، واعتبره من أسباب الكرامة والعيش الكريم، فقال تعالى:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك: 15).
وقال أيضًا: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105).
كما قال النبي ﷺ: "مَا أَكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ..." (رواه البخاري).
إذاً يجب على كل امرئ فينا أن يسعى في طلب رزقه، ويطرق جميع الأبواب حتى يحقق مبتغاه.
وفي المقابل يجب أن تكون هناك تسهيلات كبيرة من لدن الدولة؛ حتى تتحقق للفرد الوظيفة المناسبة له التي يستطيع من خلالها أن يعيش حياة كريمة.
فلا يمكن للإنسان -بطبيعة الحال- أن يكون كائنا خاملا وسط الخلية المنتعشة التي تتطلب كل ذرة قوة فيها حتى تنمو وتزدهر، وإلا سيتم إقصاؤه بعيدًا.
إلا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تكاتف الجميع، وعملوا فيما بينهم على إصلاح الخَلَّة، ومعالجة العِلَّة، فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تظافرت جميع الجهود من أعلى الهرم إلى أدناه.
ولربما هناك بعض الحلول التي من شأنها أن تسهم في تقليص حجم هذه المشكلة ومضرتها، وسنسردها لكم فيما تبقى من سطور قليلة قادمة...
ولمواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبنّي سياسات تنموية واقتصادية شاملة، تستند إلى رؤى واقعية وفاعلة. ومن أبرز هذه السياسات: تنشيط الاستثمارات في القطاعات المنتِجة لفرص العمل، ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الفردية، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في المهن الحرفية والتقنية، ونشر ثقافة الإنتاج والعمل الجاد، باعتبارها أساسًا لبناء مجتمع متماسك واقتصاد مستدام.
وفي الختام، فإنّ البطالة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي تحدٍّ حضاري يمسّ كيان المجتمع واستقراره وأمنه.
ومن هذا المنطلق، يجب علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نستشعر حجم المسؤولية، ونتكاتف جميعًا في السعي الجاد نحو إيجاد الحلول، وتوفير بيئات محفزة للعمل، وتمكين الشباب من أداء دورهم الحقيقي في بناء أوطانهم.
ولنأخذ بأسباب النجاح والتوكل على الله، متيقنين بأن العمل شرف، والكسب الحلال عبادة، وأن في الجد والاجتهاد تُصنع الأمم وتنهض الحضارات.