تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في عالم يسيطر عليه الروتين والقيود، قررت جمانة إسماعيل أن تعيش حياتها على إيقاع المغامرة، متجاوزة كل الحدود التي قد تعيق امرأة عن تحقيق أحلامها، من التجديف لمسافات شاسعة، إلى تسلق القمم الشاهقة، كانت رحلاتها دائمًا أكثر من مجرد رياضة، كانت رسائل تحدي وإلهام، انطلقت جمانة إسماعيل في مغامرة فريدة من نوعها، حيث قطعت مسافة 250 كيلومترًا على نهر النيل، من المنيا إلى القاهرة، مستخدمة لوح “التجديف وقوفًا” فقط.

 

استغرقت الرحلة خمسة أيام من التجديف المستمر، تحدت خلالها التيارات القوية والطقس المتقلب، في تجربة جسدية وذهنية مرهقة، لكنها أكدت فيها أن العزيمة قادرة على كسر أي حاجز، ولم تكن هذه الرحلة الأولى لجمانة، ففي عام 2018 قررت أن تمشي على قدميها من القاهرة إلى أسوان في 24 يومًا، قاطعة مئات الكيلومترات بهدف رفع الوعي حول مشكلة النمو السكاني في مصر، ولم يكن الأمر مجرد رحلة، بل رسالة قوية بأن التغيير يبدأ بخطوة، وأن المرأة قادرة على أن تكون في مقدمة القضايا المجتمعية.

ولدت جمانة في القاهرة لأسرة داعمة، حيث كانت الطفلة الوسطى بين شقيقتين، مما منحها شخصية فريدة تجمع بين حسم الأخت الكبرى ومرونة الأخت الصغرى، وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ليبزيج بألمانيا، وتعمل كمديرة تطوير وتدريب في البنك المصري الخليجي، لكنها لم تجعل العمل المصرفي يبعدها عن شغفها الحقيقي، المغامرات الرياضية.

لم تكن الرياضة مجرد هواية بالنسبة لجمانة، بل أسلوب حياة، حيث بدأت مشوارها الرياضي في الجمباز الفني منذ طفولتها، قبل أن تتجه إلى رياضة التجديف على الألواح وقوفًا، والتي برعت فيها حتى أصبحت بطلة الجمهورية، ولم تكتفِ بذلك، بل مارست اليوجا، رياضة المشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال، لتصبح نموذجًا للمرأة التي لا تعرف المستحيل.

لم تكن مغامرات جمانة مقتصرة على الأرض أو الماء، بل امتدت إلى أعالي الجبال، ففي أغسطس 2024، حققت إنجازًا مذهلًا عندما وصلت إلى قمة جبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا، ضمن فريق، ورحلة الصعود لم تكن سهلة، حيث واجهت درجات حرارة قاسية ونقص الأكسجين، لكن عزيمتها الصلبة جعلتها تتجاوز كل الصعوبات حتى رفعت العلم المصري على ارتفاع 5,895 مترًا، في لحظة جسدت فيها انتصار الإرادة على التحديات.

رحلات جمانة ليست مجرد مغامرات رياضية، بل رسائل تحد لكل امرأة تؤمن بأنها قادرة على تحقيق أحلامها، مهما بدت مستحيلة، سواء كانت تتجدف ضد تيارات النيل، تسير في الصحراء لأيام، أو تصعد إلى أعلى القمم، فإنها تثبت دائمًا أن القوة الحقيقية تكمن في الروح قبل الجسد، وقد تكون الحياة مليئة بالعقبات، لكن بالنسبة لجمانة إسماعيل، كل تحد هو فرصة جديدة لاكتشاف قدراتها، وكل مغامرة هي خطوة نحو تحقيق المستحيل.

IMG_6410 IMG_6409 IMG_6408 IMG_6407 IMG_6406 IMG_6405

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مغامرة سيدات مصر لم تکن

إقرأ أيضاً:

حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية

حسين فخري باشا شخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تاريخ مصر الحديث، فهو مثال حي على الإنسان المصري الذي جمع بين العلم، الخبرة، والوطنية الحقيقية. 

ولد في القاهرة عام 1843 في عائلة شركسية مرموقة، والده الفريق جعفر صادق باشا كان حكمدار السودان، ما منح حسين منذ صغره فرصة التعلم في بيئة تتسم بالمسؤولية والانضباط. 

منذ أيامه الأولى، كانت حياة حسين فخري باشا شهادة على الطموح والالتزام، إذ بدأ مسيرته الإدارية كمساعد للمحافظة عام 1863، قبل أن ينتقل إلى نظارة الخارجية، ثم ترسل إليه الحكومة المصرية لتأدية مهمة في باريس، حيث درس العلوم القانونية وعاد إلى مصر عام 1874 محملا بالعلم والخبرة، مستعدا لخدمة وطنه في عهد الخديوي إسماعيل.

لم يكن حسين فخري باشا مجرد سياسي عادي، بل كان عقلا منظما وفكرا مصلحيا، فقد شغل مناصب عدة، من ناظر للحقانية إلى وزير للمعارف والأشغال العمومية، وصولا إلى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة، لكنه رغم قصر مدتها، ترك بصمة قوية في المشهد السياسي. 

في وزارة رياض باشا الأولى عام 1879، ترأس لجنة لوضع قوانين جديدة للحقانية وفق المعايير الأوروبية، محاولة منه لتحديث النظام القضائي وتنظيم المحاكم الأهلية والشرعية، رغم أن الثورة العرابية أوقفت هذا المشروع لفترة. 

ولم يكتف بذلك، فقد استمر في مسيرته الإدارية والسياسية، مطورا البنية القانونية لمصر، وأثبت في كل موقف قوته الفكرية وقدرته على الدفاع عن مصالح وطنه ضد الضغوط الخارجية، كما حدث عندما صدم المشروع البريطاني لإصلاح القضاء المعروف بمشروع سكوت.

إنجازات حسين فخري باشا في وزارة المعارف والأشغال العمومية كانت حجر الزاوية لتطوير مصر في شتى المجالات، فهو أول من أدخل تعليم الدين والسلوك في المدارس الابتدائية عام 1897، واهتم بالكتاتيب الأهلية وعمل على تشجيع تعليم البنات، مما يعكس رؤيته المستقبلية لمجتمع واع ومثقف. 

كما أصر على بناء مدارس قوية ومؤسسات تعليمية متينة، أنشأ قسما للمعلمات، وأولى اهتماما خاصا بتعليم المعلمين الأوليين، كل هذا ليضمن للأجيال القادمة تعليما متينا يواكب العصر. 

وفي جانب الأشغال العمومية، كان له دور بارز في مشاريع الري والبنية التحتية، من بناء القناطر والسدود، إلى التخزين السنوي للنيل وضبط مياهه، ما ساهم في تطوير الزراعة وتحسين حياة المصريين في الوجه القبلي، وأدخل مصر عصر التخطيط الحضري الحديث.

حياة حسين فخري باشا لم تكن مجرد منصب وسلطة، بل كانت رسالة وطنية صادقة، فقد جمع بين العلم والخبرة والإدارة، وكان مثالا للمسؤولية والأمانة الوطنية، يظهر حب مصر في كل قراراته وأفعاله. 

ليس أدل على ذلك من اهتمامه بالحفاظ على التراث المصري والانخراط في الجمعيات العلمية والجغرافية ولجنة العاديات، ليترك إرثا حضاريا للمستقبل. 

كذلك حياته العائلية تربط بين السياسة والدبلوماسية، إذ كان والد محمود فخري باشا، سفير مصر في فرنسا، وزوج الأميرة فوقية كريمة الملك فؤاد، ما يعكس أيضا ارتباط عائلته بخدمة الوطن على أعلى المستويات.

حين نتأمل مسيرة حسين فخري باشا، ندرك أن مصر لم تبنى بالصدفة، بل بجهود رجال مثل هذا الرجل الذي جمع بين الوطنية، الكفاءة، والرؤية البعيدة. 

إنه نموذج للقيادي الذي يضع مصلحة بلده قبل كل اعتبار، الذي يفكر في أجيال المستقبل، ويترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة العامة. 

حسين فخري باشا ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل هو مثال حي على روح مصر الحقيقية، على قدرة المصريين على مواجهة التحديات والعمل بجد وإخلاص لبناء وطن قوي ومزدهر، وهو درس لكل من يسعى لفهم معنى الوطنية الحقيقية وحب مصر العميق.

مقالات مشابهة

  • سقوط هجليج
  • حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
  • أمين شُعبة المُصدِّرين: شراكة مصرية هولندية جديدة في التصنيع الزراعي
  • بطلة تجديف نادي المعادي تتوج بالذهب في سباق Alpha X بالمتحف المصري الكبير
  • حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
  • لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة كانت الأكثر دموية للصحفيين
  • الجامعة الأمريكية تكرم مي حجي لحصولها على دبلومة الإعلام الرقمي
  • محافظ المنيا : انتظام التصويت في ثاني أيام انتخابات مجلس النواب
  • جلسة طارئة لإعادة المنتخب
  • شعبة المُصدِّرين: شراكة «مصرية - هولندية» جديدة في التصنيع الزراعي