مغامِرة مصرية.. رحلة تجديف من المنيا إلى القاهرة في 5 أيام
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالم يسيطر عليه الروتين والقيود، قررت جمانة إسماعيل أن تعيش حياتها على إيقاع المغامرة، متجاوزة كل الحدود التي قد تعيق امرأة عن تحقيق أحلامها، من التجديف لمسافات شاسعة، إلى تسلق القمم الشاهقة، كانت رحلاتها دائمًا أكثر من مجرد رياضة، كانت رسائل تحدي وإلهام، انطلقت جمانة إسماعيل في مغامرة فريدة من نوعها، حيث قطعت مسافة 250 كيلومترًا على نهر النيل، من المنيا إلى القاهرة، مستخدمة لوح “التجديف وقوفًا” فقط.
استغرقت الرحلة خمسة أيام من التجديف المستمر، تحدت خلالها التيارات القوية والطقس المتقلب، في تجربة جسدية وذهنية مرهقة، لكنها أكدت فيها أن العزيمة قادرة على كسر أي حاجز، ولم تكن هذه الرحلة الأولى لجمانة، ففي عام 2018 قررت أن تمشي على قدميها من القاهرة إلى أسوان في 24 يومًا، قاطعة مئات الكيلومترات بهدف رفع الوعي حول مشكلة النمو السكاني في مصر، ولم يكن الأمر مجرد رحلة، بل رسالة قوية بأن التغيير يبدأ بخطوة، وأن المرأة قادرة على أن تكون في مقدمة القضايا المجتمعية.
ولدت جمانة في القاهرة لأسرة داعمة، حيث كانت الطفلة الوسطى بين شقيقتين، مما منحها شخصية فريدة تجمع بين حسم الأخت الكبرى ومرونة الأخت الصغرى، وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ليبزيج بألمانيا، وتعمل كمديرة تطوير وتدريب في البنك المصري الخليجي، لكنها لم تجعل العمل المصرفي يبعدها عن شغفها الحقيقي، المغامرات الرياضية.
لم تكن الرياضة مجرد هواية بالنسبة لجمانة، بل أسلوب حياة، حيث بدأت مشوارها الرياضي في الجمباز الفني منذ طفولتها، قبل أن تتجه إلى رياضة التجديف على الألواح وقوفًا، والتي برعت فيها حتى أصبحت بطلة الجمهورية، ولم تكتفِ بذلك، بل مارست اليوجا، رياضة المشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال، لتصبح نموذجًا للمرأة التي لا تعرف المستحيل.
لم تكن مغامرات جمانة مقتصرة على الأرض أو الماء، بل امتدت إلى أعالي الجبال، ففي أغسطس 2024، حققت إنجازًا مذهلًا عندما وصلت إلى قمة جبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا، ضمن فريق، ورحلة الصعود لم تكن سهلة، حيث واجهت درجات حرارة قاسية ونقص الأكسجين، لكن عزيمتها الصلبة جعلتها تتجاوز كل الصعوبات حتى رفعت العلم المصري على ارتفاع 5,895 مترًا، في لحظة جسدت فيها انتصار الإرادة على التحديات.
رحلات جمانة ليست مجرد مغامرات رياضية، بل رسائل تحد لكل امرأة تؤمن بأنها قادرة على تحقيق أحلامها، مهما بدت مستحيلة، سواء كانت تتجدف ضد تيارات النيل، تسير في الصحراء لأيام، أو تصعد إلى أعلى القمم، فإنها تثبت دائمًا أن القوة الحقيقية تكمن في الروح قبل الجسد، وقد تكون الحياة مليئة بالعقبات، لكن بالنسبة لجمانة إسماعيل، كل تحد هو فرصة جديدة لاكتشاف قدراتها، وكل مغامرة هي خطوة نحو تحقيق المستحيل.
IMG_6410 IMG_6409 IMG_6408 IMG_6407 IMG_6406 IMG_6405المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مغامرة سيدات مصر لم تکن
إقرأ أيضاً:
خطوة مصرية ذكية لإحياء الملاحة والصناعة
في تطور اقتصادي واستراتيجي لافت، أعلنت هيئة قناة السويس عن تخفيض رسوم عبور السفن الجمركية بنسبة 15% على السفن، في خطوة تنسجم مع المتغيرات العالمية وتعيد التموضع المصري في قلب التجارة الدولية. هذا القرار لم يكن عشوائيًا، بل نابع من رؤية دولة حكيمة تدرك متى وكيف تُحسن استغلال الفرص
ومن خلال لقاء صحفي، كشف المستشار الدكتور أيمن النحراوي، أستاذ الاقتصاد الدولي واللوجيستيات، عن أبعاد القرار وآثاره العميقة على الاقتصاد المصري والمنطقة.
قرار اقتصادي أم تحرك سياسي؟وأكد الدكتور أيمن النحراوي، أن قرار تخفيض رسوم عبور السفن بنسبة 15% ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل هو تحرك سياسي ذكي من الدولة المصرية لاقتناص فرصة سياسية مهمة جاءت في أعقاب الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين، والذي يقضي بوقف تهديد حركة السفن التجارية في مضيق باب المندب والارتباك في حركة التجارة العالمية، خاصة بعد التوترات في البحر الأحمر، وظهور ممرات بديلة تحاول تقليص أهمية قناة السويس.
وأضاف النحرواي، أن استباق الدولة للأحداث وتحركها السريع لتخفيض عبور الرسوم، يعكس فهماً عميقاً لمعادلة العرض والطلب في قطاع النقل البحري، ويعبر عن مرونة في اتخاذ القرار تواكب السوق العالمي.
الآثار الإيجابية للقرار على الاقتصاد المصري، نجدها متنوعة وكبيرة تعكس وعي القيادة السياسية، وتشمل الآتي:
1) تعزيز مكانة قناة السويس كممر ملاحي رئيسي، رغم التحديات الإقليمية والدولية.
2) زيادة حركة العبور، مما يرفع الإيرادات رغم التخفيض، بفضل جذب خطوط جديدة.
3) انتعاش المناطق الصناعية القريبة من الموانئ، بسبب سهولة وصول المواد الخام والسلع.
4) دعم الصناعة المحلية بتقليل تكلفة النقل والاستيراد.
5) زيادة فرص العمل في سلاسل التوريد والأنشطة المرتبطة بالخدمات اللوجستية.
كفاءات قناة السويس: سرّ النجاح في المرونة التسعيريةوأشاد النحراوي بـ كفاءة جهاز هيئة قناة السويس، مؤكدًا أن الهيئة تتمتع بكوادر على أعلى مستوى من الفهم والتحليل والقدرة على مواكبة المتغيرات الدولية.
وأشار إلى أن «مرونة الأسعار» التي تطبقها الهيئة هي أداة استراتيجية لإدارة الأزمة وتحقيق التوازن بين الربحية والتنافسية، وهذا لا يأتي إلا بوجود عقول خبيرة وفهم دقيق لديناميكية السوق الملاحي
السياسة المصرية: مناورات اقتصادية ذكيةيعد هذا القرار سديدًا للغاية ويظهر كيف تستغل الدولة المصرية لحظات التوتر الجيوسياسي لصالحها، عبر تقديم تسهيلات تستقطب الشركات العالمية التي تبحث عن ممرات آمنة وفعالة.
فالسياسة المصرية هنا لا تلعب فقط دور المتفرج، بل تقدم نفسها كشريك موثوق واستباقي في المنظومة العالمية.
قناة السويس تخفّض.. ومصر تربح!قرار تخفيض عبور الرسوم الجمركية بنسبة 15% ليس خفضًا في العائد، بل استثمار في المستقبل. إنه إعلان واضح أن مصر لا تنتظر الأحداث، بل تصنعها.
مع قيادة حكيمة، وكفاءات اقتصادية متميزة، وسياسات مرنة، تؤكد الدولة المصرية أن القدرة على التكيّف هي مفتاح الصمود والريادةفي عصر متغير.
اقرأ أيضاًتعاون بين الرعاية الصحية و قناة السويس والتأمين الاجتماعي لتنظيم فحص العاملين بالقناة
«أصعب من جائحة كورونا».. ما حجم خسائر قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر؟
«أسامة ربيع »: الأزمة التي تمر بها قناة السويس أصعب من وقت جائحة كورونا.. فيديو