ضمن برامج وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، فعاليات ورشة تنمية مهارات العاملين بحلايب وشلاتين وأبو رماد ورأس حدربة وأبرق، التابعة لفرع ثقافة البحر الأحمر بإقليم جنوب الصعيد الثقافي.

تطورات المشهد الثقافي

أقيمت الورشة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وعقدتها الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، واستهل الختام بكلمة دكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية هنأت خلالها المشاركين لاجتيازهم للورشة مؤكدة الاستمرار في تقديم الورش وبصورة تتماشى مع تطورات المشهد الثقافي، وأشارت خلال الكلمة التي ألقتها أونلاين لأهمية دعم الأفكار التي تساهم في رفع الوعي الثقافي، وتوفير بيئة داعمة للإبداع وابتكار أفكار جديدة تساعد على بناء الإنسان خاصة في المحافظات الحدودية.

وتحدث كل من الشاعر دكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، دكتور علي الدين عبد البديع القصبي أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الأداب جامعة جنوب الوادي بقنا، عن ضرورة تحديث استراتيجيات العمل الثقافي، ورسم السياسات الثقافية التي تتوافق مع الاتجاهات التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم في مجال العمل الثقافي، والتي تتسق مع رؤية شاملة ومستدامة، وذلك بهدف تحقيق أكبر استفادة من الموارد المتاحة، وتطوير الأداء في مختلف المجالات الثقافية.

تطوير الأنشطة الثقافية

كما شهد الختام استعراض عدد من المقترحات التي تتعلق بتطوير الأنشطة الثقافية، والمشاريع المستقبلية التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي المحلي، وتعزيز دورها في التنسيق بين نوعية هذه الأنشطة، بشكل يتناسب مع احتياجات وتطلعات تتناسب مع طبيعة المكان، من خلال التشديد على ضرورة العمل الجماعي المستمر لتطوير الأداء الثقافي، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية في الأنشطة الثقافية والفنية، ودعمها ورعايتها للأفكار الابتكارية والتي من شأنها المساهمة في رفع الوعي وبناء الإنسان.

مواكبة البيئة الرقمية

وقد تم خلال الورشة تدريب المشاركين على استخدام خدمات الاتصال عن بعد لمواكبة البيئة الرقمية، وطرح مفهوم التدريب الإلكتروني وأهميته وأهدافه، ومميزاته، وتناول أنواعه وأشكاله، وأسباب استخدامه والصعوبات التى يواجهها، وذلك لما يفرضه التطور التكنولوجي والرقمي من المتطلبات والاحتياجات للقوى العاملة للتفاعل والتناغم فى البيئة العمل المحيطة بهم وتدريبهم على استخدام تطبيقات الأون لاين والبث المباشر لمواكبة التطور والاستفادة منها بكفاءة وقدرة وفاعلية، واستخدام التقنيات الحديثة ورفع المهارات المهنية لهم لتوفير الوقت والجهد وتحسين الأداء.

الورشة أقيمت بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، بإدارة محمود عبد الوهاب، وفرع ثقافة البحر الأحمر، برئاسة محمد رجب، وشهدت في يومها الختامي مناقشة أهمية وضع خطط عمل مستقبلية لتطوير أداء العمل الثقافي بمنطقة حلايب والشلاتين  من خلال طرح أهمية هذه الخطط، ورصد التحديات المتعددة التي تواجه تنفيذها لتطوير المجال الثقافي والفني، من بينها المساهمة الجادة في وضع حلول مبتكرة تعمل على تسويق المنتج الثقافي بشكل فعال يعود بالنفع على مختلف مفردات منظومة العمل الثقافي ككل، وتعزيز القيمة الاقتصادية والتنويرية للمنتج الثقافي كمنتج قابل للتصدير، للمساهمة في تحقيق استدامة الريادة الثقافية المصرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أستاذ علم الاجتماع أفكار جديدة أون لاين إعداد القادة الثقافيين إقليم جنوب الصعيد الأنشطة الثقافية الإدارة المركزية البث المباشر العمل الثقافی

إقرأ أيضاً:

د. منال إمام تكتب: الدبلوماسية الثقافية.. أداة إستراتيجية لحماية الأمن القومي المصري

في المقال السابق، سلطتُ الضوء على الدبلوماسية الثقافية بوصفها إحدى أنبل أدوات القوة الناعمة، وتشمل الفنون والتعليم والدين، لتقيم جسورًا من التفاهم والتقارب بين الشعوب، وتعزز من صورة الدولة في الوجدان العالمي، وتخدم مصالحها بعيداً عن صخب السياسة. واستجابةً لما وردني من اقتراحاتٍ من قراءٍ أعزاء وأصدقاء كرام، أضع بين أيديكم اليوم رؤية عملية تتضمن خطوات واقعية لتعظيم دور الدبلوماسية الناعمة، وتفعيل أثرها في خدمة الأمن القومي المصري.
أولًا: تحويل المقومات الثقافية المصرية إلى أدوات استراتيجية
(أ) مواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير، الجهات المسؤولة: (الأزهر، وزارة الأوقاف، وزارة الخارجية) الخطوات العملية:
•    زيادة عدد المبعوثين الأزهريين إلى الدول الإفريقية والآسيوية ذات القابلية للتطرف.
•    إنشاء منصات إلكترونية متعددة اللغات لنشر الفكر الوسطي الأزهري.
•    تنظيم مؤتمرات دولية للحوار الديني تستضيفها مصر وتُبث عالميًا.
•    تخصيص منح دراسية لطلاب من مناطق متأثرة بالتطرف لدراسة العلوم الإسلامية والإنسانية في مصر.
ثانيًا: تعميق العلاقات الثقافية مع إفريقيا والعالم العربي، الجهات المسؤولة:( وزارة الثقافة، وزارة الخارجية، الهيئة العامة للاستعلامات)
الخطوات العملية:
•    فتح مراكز ثقافية مصرية جديدة في 10 عواصم إفريقية وعربية خلال 3 سنوات.
•    تنظيم أسابيع ثقافية متنقلة (فنية، تراثية، موسيقية) في الدول المستهدفة.
•    دعم مشاركة الفنانين المصريين في مهرجانات دولية تحمل البعد الإفريقي والعربي.
•    إنتاج أفلام وثائقية عن الروابط التاريخية والثقافية بين مصر وإفريقيا تُترجم وتُعرض محليًا في تلك الدول.
ثالثًا: تعزيز الدبلوماسية التعليمية – صناعة حلفاء المستقبل، الجهات المسؤولة: (وزارة التعليم العالي، الجامعات المصرية، وزارة الهجرة)
الخطوات العملية:
•    توسيع برنامج المنح الدراسية الموجهة للطلاب من إفريقيا والدول العربية.
•    إنشاء مكتب "رعاية الخريجين الأجانب" للتواصل المستمر معهم بعد العودة لبلدانهم.
•    تنظيم "الملتقى السنوي لخريجي الجامعات المصرية" بالتعاون مع السفارات المصرية بالخارج.
•    إدخال مواد عن "الهوية والثقافة المصرية" ضمن البرامج الموجهة للطلبة الأجانب.
رابعًا: ربط الجاليات المصرية بالخارج بالهوية الوطنية، (الجهات المسؤولة وزارة الهجرة، وزارة الثقافة، الهيئة الوطنية للإعلام)
الخطوات العملية:
•    تنظيم مهرجانات ثقافية سنوية للجاليات المصرية (بداية في 5 دول ذات كثافة عالية).
•    تطوير تطبيق رقمي يضم محتوى ثقافي وتراثي باللغة العربية واللغات الأجنبية موجه لأبناء الجيل الثاني والثالث.
•    إنتاج برامج إعلامية خاصة بالجاليات تبث على المنصات الرقمية.
•    إقامة معسكرات ثقافية صيفية للشباب المصري بالخارج داخل مصر لتعزيز الارتباط بالوطن.
خامسًا: استخدام السينما والفنون كرسائل موجهة للعالم، الجهات المسؤولة: (وزارة الثقافة، وزارة الإعلام، نقابة المهن السينمائية)
الخطوات العملية:
•    إطلاق صندوق دعم الأفلام التي تقدم صورة مصر المتنوعة والمعتدلة (بشراكة حكومية-خاصة).
•    ترجمة المسلسلات والأفلام المصرية الناجحة للغات الأفريقية والآسيوية وتوزيعها في تلك الأسواق.
•    إرسال وفود فنية تمثل مصر في المعارض والمهرجانات الدولية بشكل دوري.
•    دمج البعد الثقافي والدبلوماسي في أعمال درامية تُبث خلال مواسم رمضانية وسينمائية رئيسية.
سادسًا: التنسيق بين مؤسسات الدولة: خطة وطنية شاملة ومطلوب تشكيل لجنة وطنية عليا للدبلوماسية الثقافية تضم ممثلين عن:
•    وزارات: الثقافة، التعليم، الأوقاف، الإعلام، الخارجية، الهجرة
•    الأزهر الشريف
•    الهيئات الإعلامية والجامعات
مهامها:
•    إعداد استراتيجية وطنية للقوة الناعمة المصرية خلال 5 سنوات.
•    تقييم البرامج الثقافية الحالية وتطويرها وفق أهداف الأمن القومي.
•    متابعة التنفيذ ورفع تقارير دورية لمجلس الوزراء والرئاسة.
وفي النهاية: الدبلوماسية الثقافية لم تعد ترفًا، بل ضرورة لحماية الأمن القومي في بيئة إقليمية معقدة. إن ما تملكه مصر من رصيد حضاري وديني وثقافي يجب ألا يبقى فقط في المتاحف والكتب، بل يتحول إلى أدوات نشطة للتأثير الإقليمي والدولي. حين تُدار الثقافة بوعي، تصبح خط الدفاع الأول عن الوطن.

طباعة شارك الدبلوماسية الثقافية الوجدان العالمي الأمن القومي المصري

مقالات مشابهة

  • سليم سحاب: مشروع اكتشاف المواهب في قصور الثقافة ينشط الحياة الفنية
  • وزارة الثقافة تجذب آلاف المصطفين فى رأس البر بمهرجان صيف بلدنا
  • اليوم.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا
  • «الشفلح» يُكرّم «ساعة وساعة» في «صيفنا معاكم أحلى»
  • غدًا.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة
  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
  • غدا.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة
  • لدعم المحافظات الحدودية.. ملتقي أهل مصر ينظم أنشطة متعددة للأطفال
  • د. منال إمام تكتب: الدبلوماسية الثقافية.. أداة إستراتيجية لحماية الأمن القومي المصري
  • ختام المخيم الصيفي 2025 في مركز أم القيوين الثقافي