أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، أن “هيئة التفاوض والائتلاف الوطني التزما بقرار حل المؤسسات ودمجها بالدولة”.

وجاء في بيان للرئاسة السورية أن “الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، “التقى في دمشق رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة، مع وفد يمثل المؤسستين، حيث هنأ الوفدان الرئيس على توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، مؤكدين ضرورة وقوف السوريين شعبًا وقيادةً ومؤسسات صفًا واحدًا لمواجهة التحديات كافة في هذه المرحلة من تاريخ سوريا”.

وأضاف البيان أنه “اتساقًا مع بيان إعلان انتصار الثورة السورية المتضمن حل جميع المؤسسات التي نشأت في ظل الثورة ودمجها في مؤسسات الدولة، قام الوفدان بتسليم العهدة المتضمنة كافة الملفات الخاصة بهيئة التفاوض والائتلاف الوطني والمؤسسات المنبثقة عنهما إلى الدولة السورية لمتابعة العمل بها بما يخدم مصالح الشعب السوري وبناء الدولة”.

وبحسب البيان، أكد الشرع “أهمية الاستفادة من الكوادر السياسية والإدارية والتقنية في هاتين المؤسستين وفق مؤهلاتها داخل مؤسسات وهيكلية الدولة الجديدة بما يخدم الشعب السوري على المستوى الداخلي والخارجي”.

وأشارت الرئاسة السورية إلى أن “الوفدين أكدا العمل من أجل تخطي تحديات هذه المرحلة وإعادة توحيد البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار، وإتمام تشكيل الجيش السوري على أسس وطنية عبر استكمال دمج جميع الفصائل العسكرية فيه، وحصر السلاح بيد الدولة، والمضي قدمًا في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها الشرع من خلال تشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل كل السوريين، وصياغة مشروع دستور جديد لسوريا يقره الشعب السوري، ومن ثم الوصول إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة على كافة المستويات”.

هذا وكان أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن “خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة والسيطرة عليه “لن تنجح”، واصفًا إياها بـ”الجريمة الكبرى” التي تتجاهل إرادة الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية”.

وفي مقابلة مع بودكاست بريطاني، شدد الشرع، على أن “أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم باءت بالفشل عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة على غزة، رغم قسوتها، تثن الفلسطينيين عن التشبث بوطنهم”.

وقال الشرع: “ليس هناك قوة تستطيع أن تجبر أهل أرض على الهجرة القسرية… لقد فشلت جميع المحاولات السابقة، حتى خلال الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من عام ونصف، حيث تحمل الفلسطينيون العذاب والدمار، لكنهم لم يفكروا في مغادرة أرضهم”.وأضاف: “على مدار 80 عامًا من هذا الصراع، كل من غادر أرضه ندم، وهذا درس تعلمته الأجيال الفلسطينية جيدًا. التمسك بالأرض هو خيار لا رجعة فيه”.

وانتقد الشرع بشدة مقترح ترامب، معتبرًا أنه “ليس فقط غير أخلاقي، بل يفتقر أيضًا إلى الحكمة السياسية”. وتابع: “محاولة إخراج الفلسطينيين من أرضهم جريمة كبرى لن تمر، وأعتقد أنها محكوم عليها بالفشل”.

هذا وفي 29 يناير الماضي، أُعلن رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، رئيسًا لسوريا لفترة انتقالية قد تمتد إلى خمس سنوات، بحسب “الشرع”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع الفصائل المعارضة سوريا سوريا حرة

إقرأ أيضاً:

هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟

أثارت تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، والتي أكد فيها أن مؤسسة بريطانية تولّت مهمة تحويل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وأنه التقاه سنة 2023 في هذا الإطار، موجة تساؤلات عن الدور الذي لعبته بريطانيا، المعروف عنها التنسيق الكبير مع دوائر السياسة الأمريكية، في التغيير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024 والذي أدى إلى سقوط نظام الأسد على يد تحالف يقوده الشرع.

بداية، كلام فورد لا يمنح للمشتغلين في التحليل السياسي مفتاحا أو مفاتيح مهمة لفهم التطورات الحاصلة في سلوك الشرع، ذلك أن تحولات الشرع مرّت بصيرورة طويلة، قبل عام 2023، تاريخ لقاء فورد بالشرع، ففي هذا العام كان الشرع قد أنهى تموضعه في إطار الوطنية السورية، والتي بطبيعة الحال كان لزوما عليه التكيف مع هويتها، الإسلامية غير المتشدّدة، والتخلص تاليا من كل حمولات التطرف.

الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب
وثانيا، المنظمة التي ذكرها فورد على أنها هي التي تولت مهمة تحويل الشرع (إنتر ميديت) كمنظمة غير حكومية، قد تكون ربحية، وهذا النمط من المنظمات بات منتشرا في السنوات الأخيرة، ويهتم بتقديم خدمات، من ضمنها مثلا شركات علاقات عامة، ومنظمات تقدم خبرات في التفاوض، وغالبا لا يكون لهذه المنظمات أي علاقة بسياسات الدول التي تتواجد فيها، مثل بعض مراكز الأبحاث التي تقدم تحليلات وتقديرات لصناع القرار السياسي، أو حتى دراسات جدوى لمؤسسات اقتصادية وغير ذلك.

المسألة الثالثة، أن هذه المنظمة، حسب تعريفها لنفسها، مختصة بدرجة أساسية في قضايا حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيدا والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها، وتعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم، ما يطرح السؤال عما إذا كانت المنظمة منخرطة في السياق نفسه في العمل مع نظام الأسد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان أحمد الشرع قد بدأ يجهز نفسه لخوض مفاوضات في إطار حل النزاع مع نظام الأسد في إطار صفقة إقليمية او دولية.

لكن، على افتراض أن هذه المنظمة تعمل بإشراف الحكومة البريطانية المُباشر، وتحديدا جهازها الاستخباري، وأنها بالفعل كانت تقوم بعملية تأهيل الشرع ليكون الرئيس المستقبلي لسوريا، فالسؤال هنا: ما هي المؤشرات التي استندت عليها بريطانيا للقيام بمثل هذا العمل، الذي عدا عن كونه يتطلب تخصيص موارد وانشغالا استخباراتيا، في وقت كان الصراع على أشده مع المخابرات الروسية، وفي وقت كانت جميع المؤشرات تدل على أن إسقاط نظام الأسد أصبح من الماضي، بل إن دولا إقليمية ودولية بدأت بالتطبيع معه وإعادة تأهيله، فضلا عن أن المعارضة باتت بأضعف حالاتها، وكانت في تلك المرحلة منشغلة بصراعات بينية استنزفت قواها ولم يتصور أشد المتفائلين أنها تستطيع التصدي لأي هجوم قد تقوم به قوات الأسد؟

الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة
الشيء الوحيد الواضح في هذا المشهد، أن الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب، التي تتسم بالانغلاق وعدم المرونة وعدم التقاط الفرص مما يُسهل على خصومهم اصطيادهم بدون عناء، ونموذج بشار الأسد خير تمثيل لهذا النمط.

عمل الشرع بجد على صياغة أوراق تأهيله بطريقة تدل على فهمه لطبيعة اللحظة الدولية وأولوياتها، عبر محاولته الاستفادة من الألعاب الجيوسياسية بالعروض التي تقدّم بها لمراكز القوى الإقليمية والدولية، والتي أسسها على قاعدة أن الجميع رابح، وأن مصلحة الجميع الانخراط في هذه اللعبة في ظل إقناعه أغلب الفاعلين بأن صافرة البداية انطلقت وأن التأخر عن المشاركة لن يضر إلا المتأخرين.

الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.

على الأرجح أن فورد لا يعرف سوى جزئية من المشهد الذي حصل في سوريا، وعلى الأرجح أيضا أن أحد سيناريوهين حصلا في سوريا لإنتاج المشهد الأخير، الأول: مشاركة واسعة من فاعلين كثر في صناعة المشهد لدرجة أن كل فاعل لا يعرف سوى الجزئية التي عمل عليها، والثاني: أن ديناميكيات غير متوقعة ومخالفة للمسارات التي جرى رسمها ساهمت في التغيير الكبير الذي حصل في سوريا.. وحده التاريخ من سيكشف الحقيقة.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع يلتقي بوفد هيئة الإصلاح في محافظة درعا
  • ‏وكالة "سانا": الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى مدينة درعا جنوبي البلاد
  • الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في مصلى قصر الشعب بدمشق
  • رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يهنئ الشعب السوري بحلول عيد الأضحى المبارك
  • هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
  • المفوضة الأوروبية: أنا هنا لنقل رسالة واضحة بأننا كما دعمنا الشعب السوري في الأعوام الـ14 الماضية نتابع دعمه اليوم في سوريا الجديدة.
  • الوزير الشيباني: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية انتهاك لسيادة سوريا وتفتح المجال أمام الجماعات التي تهدد أمنها لزعزعة الاستقرار.
  • الوزير الشيباني: تقوم القوات السورية بملاحقة هذه العناصر لحماية الشعب السوري ونناشد الاتحاد الأوروبي وجميع الدول لدعم مساعي سوريا بحماية أمنها واستقرارها.
  • بعد تحميل أحمد الشرع المسؤولية.. حكومة سوريا ترد على إسرائيل واتهام جماعة بإطلاق قذائف من داخل الأراضي السورية