رسالة من نازك الحريري في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
توجهت السيدة نازك رفيق الحريري، في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بـ"تحية اكبار وشوق وحنين لروحه الطاهرة، روح رفيق عمرها ودربها، روح شهيد الوطن ورجل الدولة الاستثنائي صاحب المبادرات الصائبة والحلول المبتكرة مُجَددَةً العهد والوفاء للحاضر الأكبر في هذه الأيام الصعبة التي نمر بها".
وقالت: "أين أنت يا رفيق عمري ودربي، أفتقد رب العائلة الكبيرة والصغيرة ، الزوج المحب المخلص، الأب الحنون الحاضن، أفتقد الزعيم الوطني الجامع.
اضافت: "كنت دائماً تردد ان كلّ خـطأٍ يمكن أن يغتفر، إلا أن يبقى لبنان كما هو أسير الخراب. وإنّ مقياس الوطنيّة، هو العطاء والبناء، وإزالة آثار الحرب عن اللبنانيين. فعمَّرْتَ البلد بدءاً بالبنى التحتية، والوسط التجاري الذي كان مَثَلٌ يُحتظى به عربياً، والمدينة الرياضية التي افْتُتحَتْ من خلال مهرجانات بيروت التي أترأسها. والمدارس والجامعات التي عَلَّمْت فيها أكثر من 36 ألف طالب وطالبة ليكون سلاحهم العلم والثقافة والمعرفة، وأقمت المستوصفات ومستشفى رفيق الحريري الحكومي. أهّلت مطار رفيق الحريري، وِجْ هَة لبنان السياحي علماً أنهم اعترضوا عليه ظناً منهم أنه ليس من الأولويات بينما في الوقت الحاضر، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان، يسعون لتوسيعه بشتى الطرق. دولة الرئيس، صدق فيك القول إنك رجل في دولة ودولة في رجل".
وتابعت: "أتذكّر حواراً دار بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن خوض المعترك السياسي. كنت أحاول أن أقنعه بأن يكمل النهج الوطني الذي اتّخذه هدفاً أساسيًّا، بعيداً عن السياسة ظنًّا أنّه الأفضل والأجدر لخدمة الوطن. لكنه كان يقول دائماً انّ السياسة هي وسيلةٌ وليست هدفا. وهذا ما قاله أيضاً فخامة الرئيس العماد جوزاف عون بأنه جاء للعمل وطنياً وليس سياسياً".
وقالت: "عندما أتحدث عن شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري مع المحبين والاصدقاء الذين يطلبون مني تدوين كتاب عن كافة الامور والاحداث التي مرت علينا ليخبروا أولادهم وأحفادهم عن هذا الرجل الاستثنائي الذي بعد مرور 20 عاماً على غيابه ما زالت أعماله محفورةً في قلوبهم ونفوسهم، فأجاوبهم بأن حبر قلمي قد جف وأن كتاب لا يفي حق رفيق عمري بل يحتاج الى موسوعة تروي من هو رفيق الحريري الظاهرة غير الطبيعية المليئة بالمحبة والعطاء والتفاني منذ بداية حياته حتى الشهادة".
أضافت: "لقد انجزنا اليوم استحقاقاً وطنياً كبيراً بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً جامعاً لوطننا الحبيب لبنان واجتزنا استحقاقاً حيوياً بالاتفاق على حكومة وطنية برئاسة دولة الرئيس القاضي نواف سلام بحمد الله. فالمطلوب منا أن نتحمّل جميعًا مسؤوليّة إنجاح هذا الإستحقاق الوطنيّ البالغ الأهميّة. ونشدّ العزم، ونمدّ جسور الحوار والتواصل بيننا، ونتعالى على التجاذبات والإصطفافات السياسيّة التي تهدّد استقرارنا وسلمنا الأهليّ. فبمشيئة الله عزّ وجلّ، وبعملنا الدؤوب، سوف يتحقق الحلم ليصبح لبنان تمامًا كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بوابة ولؤلؤة الشرق وأيقونةً الحضارة والثقافة والإبداع والتفوق في تاريخ الأمم وعلى خريطة الدول الراقية، لأننا نتطلّع إلى مرحلة جديدة يجتمع فيها اللبنانيون مجدداً على ثوابتهم تحت لواء الدولة وحكومة الوحدة الوطنية، مرحلة ترتكز إلى تدعيم البناء الوطني، والحفاظ على النظام الديمقراطي، وتعزيز التعاون من أجل النهوض بلبنان وإعادة تأكيد دوره وحضوره على الخريطة العربيّة والإقليمية والعالمية بالتعاون مع دول الخليج المحبة والمجتمع الدولي".
وناجت السيدة نازك رفيق الحريري الرئيس الشهيد قائلة: "كُن مطمئناً يا رفيق العمر والدرب فلبناننا سيبقى كما عرفته وأردته عصياً على الشقاق ومساعي الفتن ، يطوي صفحات سوداً ليكتب سطوراً بيضاً على صحف المحبة بين الاخوة في الوطن وفي الأمة".
وختمت: "لعل آخر الكلام دعاء نرفعه للمولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب، وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، ويتغمّدهم بواسع الرحمة والمغفرة إن شاء الله". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس الشهید رفیق الحریری الحبیب لبنان ة التی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي لنظيره الأنجولي
التقى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، بالرئيس الأنجولي جواو لورنسو، ونقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى لورنسو، وقام بتسليمه رسالة خطية من الرئيس، معرباً عن تقدير مصر البالغ للعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والحرص المشترك لمواصلة تطوير العلاقات الثنائيةن وذلك بتوجيه من رئيس الجمهورية .
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية قدم التهنئة للرئيس لورنسو على الرئاسة الناجحة الجارية لأنجولا للاتحاد الإفريقي خلال عام ٢٠٢٥، وعلى النجاح الكبير الذي حققته لواندا في استضافة القمة الأفريقية الأوروبية السابعة كأحد أهم أطر التعاون بين القارة الأفريقية وشركائها الدوليين، مجدداً التزام مصر بمواصلة التعاون والتنسيق الوثيق مع أنجولا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما قدم التهنئة للجانب الأنجولي على نجاح قمة تمويل البنية التحتية التي استضافتها لواندا في أكتوبر ٢٠٢٥، مؤكداً اهتمام مصر في ظل رئاسة رئيس الجمهورية للجنة التوجيهية للنيباد بتعزيز التنسيق المشرك لحشد التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية القارية.
كما ثمن الوزير عبد العاطي الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة لاسيما عقب زيارة الرئيس لورنسو إلى مصر في أبريل ٢٠٢٥، مشيراً إلى حرص مصر على انعقاد اللجنة المشتركة العام الجارى لمتابعة مختلف محاور التعاون ومخرجات الزيارات المتبادلة، ومن بينها زيارة رئيس الجمهورية إلى أنجولا في عام ٢٠٢٣.
أكد وزير الخارجية اهتمام مصر بتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية، والإعفاء المتبادل من تسجيل الأدوية، إلى جانب ما تم الاتفاق عليه خلال اللجنة المشتركة بشأن تعزيز التعاون في مجالات الصحة والدواء بما يدعم جهود أنجولا للوصول إلى مستوى النضج الثالث وفق معايير منظمة الصحة العالمية. كما جدد تأكيد حرص مصر على مساندة خطط التنمية الأنجولية.
في ذات السياق، أبرز الوزير عبد العاطي تطلع الشركات المصرية لتعزيز استثماراتها في المشروعات التي سيتم تنفيذها ضمن ممر لوبيتو التنموي وغيره من الممرات الاستراتيجية في أنجولا، مشيراً إلى الخبرات الكبيرة لدى الشركات المصرية في تنفيذ مشروعات بنية تحتية عملاقة في دول أفريقية عدة. كما أشار إلى الدراسة الجارية لتدشين تحالف من الشركات المصرية في مشروعات ممر لوبيتو، بما يسهم في دعم التنمية ورفع كفاءة شبكات النقل واللوجستيات.
وأضاف المتحدث الرسمى أنه فيما يتعلق بالتعاون الاقليمي، أكد الوزير عبد العاطي الحرص على مواصلة التنسيق مع أنجولا لإنجاح رئاستها للاتحاد الإفريقي خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القارة، وعلى التزام البلدين المشترك بتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة من خلال حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية.
كما ثمّن دور الرئيس لورنسو باعتباره رائد ملف السلام والمصالحة في أفريقيا، مؤكداً التكامل بين هذا الدور ودور الرئيس عبد الفتاح السيسي رائد ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات.
وأشاد وزير الخارجية بمستوى التنسيق بين البلدين في مختلف قضايا الاتحاد الأفريقي لاسيما ملفات السلم والأمن في القارة، سواء فيما يتعلق بالقرن الأفريقي أو السودان أو شرق الكونغو أو منطقة الساحل، مؤكداً أهمية تعزيز وتكثيف التشاور بين الجانبين بما يدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في ظل التطورات الداخلية والتحولات السياسية التي تشهدها بعض دول القارة.
واختتم الوزير عبد العاطي بالتأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعم للحفاظ على سيادة الدول ووحدة مؤسساتها الوطنية، وأولوية الحلول السياسية للأزمات، ورفض أي تدخلات خارجية في شؤون القارة، مشدداً على رفض مصر لأي إجراءات أحادية في منطقتي القرن الأفريقي والبحر الأحمر قد تُسهم في زيادة التوتر أو تهديد الأمن الإقليمي.
من جانبه، أعرب الرئيس الأنجولي عن تقديره العميق لرئيس الجمهورية، ومؤكداً اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، مثمناً الحرص على تعزيز التعاون المشترك والارتقاء بالعلاقات الثنائية، معرباً عن تطلعه لمواصلة العمل مع مصر لتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.