من واشنطن يناقش ما يجب على أميركا القيام به في سوريا
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
ونقل البرنامج عن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ تأكيده دعم السوريين وقوله إن إدارة دونالد ترامب تبحث سياستها المرتقبة تجاه سوريا بما يخدم مصالحها.
وتحدث البرنامج مع مشاركين في حفل أقامه "التحالف الأميركي من أجل سوريا" و"مواطنون من أجل أميركا آمنة" للاحتفال بسقوط الأسد، والدعوة لرفع العقوبات عن دمشق.
وقال مقدم البرنامج عبد الرحيم فقراء إن ليندركينغ أكد خلال الحفل أن واشنطن تود الاستماع للجميع، وأن سوريا المستقرة الخالية من نفوذ إيران وروسيا تشكل مصلحة أساسية للولايات المتحدة.
وعلى هامش الحفل، قالت باربرا ليف -المساعدة السابقة لوزير الخارجية في عهد جو بايدن– للبرنامج إنها "متفائلة بشأن مستقبل سوريا"، لكنها لم تقلل من حجم التحديات التي تواجهها حاضرا ومستقبلا.
وترى ليف أن ثمة سوء فهم في الشرق الأوسط لموقف الولايات المتحدة من الديمقراطية في المنطقة، لأن هناك بعض الاضطرابات التي تقع أحيانا بين تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق الأهداف الوطنية الأميركية.
لكن المسؤولة الأميركية السابقة تقول إن كل الإدارات تريد أن يشعر الآخرون بالحرية نفسها التي يشعر بها الأميركيون، مؤكدة أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل أو بآخر في إسقاط الأسد.
وشمل هذا التأثير إغراق روسيا في حرب استنزاف طويلة بأوكرانيا بما يقلل قدرتها على دعم الأسد، كما وجهت العديد من الضربات لإيران وحلفائها بالمنطقة، مما أضعف النظام السوري، كما تقول ليف.
إعلانوتأمل ليف أن يغتنم ترامب الفرص الكبيرة التي تنتظر الولايات المتحدة في سوريا، خصوصا بعد تراجع النفوذ الإيراني والروسي، وترى أن هذا الأمر يتطلب مشاركة نشطة ومستدامة ورفعا للعقوبات بما يعزز الاقتصاد السوري.
ترامب غير مهتم بسوريا
ومع ذلك، تعتقد ليف أن سوريا لا تشغل حيزا مهما في خطط ترامب الذي يركز على قطاع غزة وتوسيع اتفاقيات التطبيع. لكنها أعربت عن أملها في أن يلعب مساعدوه دورا في لفت نظره إلى الفرصة التي لا تتكرر كل جيل.
كما أعربت عن أملها في أن يلعب الجيران دورا مهما لتحقيق الاستقرار في سوريا التي قالت إنها تواجه تحديات هائلة لا تتحمل صراعا جديدا على النفوذ. وتوقعت أن ينشغل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في تعزيز حلول المشاكل الداخلية ومحاربة الإهاب.
وفي السياق، قال توم مالينوفسكي -المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية في إدارة باراك أوباما– إن هناك فرصة كبيرة لخلق بلد ديمقراطي مهم في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تضحيات شعبه ودعم أصدقائه وليس عن طريق الغزو.
ويعتقد مالينوفسكي أن سوريا حاليا تمثل فرصة عظيمة لإضعاف إيران، وستتحول لاحقا إلى مثال للإيرانيين وشعوب أخرى بالمنطقة يمكنها أن ترى طرقا آمنة نحو الديمقراطية.
لكن مالينوفكسي أكد عدم معرفته بما يمكن لترامب أن يفعله ولا يعرف إن كان مؤمنا بالأفكار التي قامت من أجلها الثورة السورية أم لا. لكنه يجزم بأن الحروب تضر بالمصلحة الأميركية في المنطقة.
وختم بالقول إنه سمع من الرئيس ترامب أن واشنطن لا علاقة لها بما يجري في سوريا، مؤكدا أن هكذا موقف يجب ألا يصدر عن "أقوى زعيم في العالم الحر"، وأن هناك فرصة لا نعرف إن كان ترامب سيقتنصها أم لا.
ويأمل مالينوفسكي بألا تقع سوريا في فخاخ الثورات الفاشلة، منبها إلى امتلاكها ورقة مهمة تتمثل في السوريين المغتربين وتحديدا الأميركيين الذين يمكنهم تقديم الكثير. وقال إن المهم حاليا هو مساعدة الحكومة، لأن هناك من لا يريد لهذه الثورة النجاح، لأنها قد تكون مقدمة لشرق أوسط جديد.
إعلان
محاولات تعزيز العدالة الانتقالية
أما رائد الصالح -مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية- فقال إن السوريين يمرون بلحظة تاريخية، مؤكدا أن المنظمة تعمل على التعاون مع كافة الدول لكي تتمكن من نزع الألغام ومخلفات الحرب واستعادة الزراعة والأمن الغذائي مجددا.
وتواجه المنظمات السورية تحديات كبيرة تتعلق بتعزيز العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن قتل الشعب واستخدام الأسلحة المحرمة ضدهم، كما يقول الصالح.
من جانبه، قال المستشار حسن الحريري -رئيس فرق التحقيقات في اللجنة الدولية للعدالة والمحاسبة بلاهاي- إن اللجنة لديها ما يثبت ارتكاب النظام السابق جرائم بحق السوريين، مؤكدا أن هذه الوثائق سيتم تسليمها لجهات إنفاذ القانون في سوريا الجديدة حتى تتمكن من إعادة حق من قتلهم النظام أو من عذبهم.
13/2/2025-|آخر تحديث: 13/2/202508:07 م (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أميركا وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من أجهزة المخابرات الإيرانية
نددت الولايات المتحدة و13 دولة غربية، اليوم الخميس بما وصفته بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة و13 دولة حليفة نددت "بتزايد التهديدات" من أجهزة المخابرات الإيرانية في بلدانها، وذلك في بيان مشترك صدر اليوم الخميس.
وأضاف البيان الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا وجمهورية التشيك والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل وخطف وإيذاء الناس في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا".
وذكرت أن تنفيذ هذه الأعمال يتزايد بالتعاون مع شبكات إجرامية دولية.
علاقات متوترة
وكانت الولايات المتحدة قصفت في يونيو/حزيران الماضي 3 منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو، وذلك بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وتحدث ترامب مرارا عن "محو" البرنامج النووي الإيراني بعد تلك الضربات، لكن تقييمات استخبارية أميركية ألقت بظلال من الشك على تلك التأكيدات.
وأكدت طهران أن برنامجها النووي تضرر كثيرا بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية، وهي تنفي بشدة سعيها لإنتاج أسلحة نووية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توافق على تعويض بلاده عن الخسائر التي تكبدتها خلال حرب يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز "عليهم أن يشرحوا لماذا هاجمونا في منتصف المفاوضات، وعليهم ضمان عدم تكرار ذلك".
وفي إطار ما يعتبر تشديد طهران موقفها قبل استئناف المحادثات النووية مع واشنطن، أكد عراقجي أن على الأميركيين أن يعوضوا إيران عن "الضرر الذي تسببوا فيه".
إعلانومن جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منتصف الشهر الجاري، أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع إيران لأن مواقعها النووية "دُمرت"، لكنّ الولايات المتحدة، بالتنسيق مع الترويكا الأوروبية، وافقت على تحديد نهاية أغسطس/آب المقبل موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق.
وعقدت الولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات مع إيران قبل غاراتها الجوية في يونيو/حزيران، التي قال ترامب إنها "قضت" على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى تطوير قنبلة نووية.