تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد أولاف شولتز المستشار الألماني، اليوم السبت، أن الدول الأوروبية ستواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا، حتى بعد أي اتفاق سلام، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

وشددً شولتز على أن فرض السلام هناك لن يلقى أي تأييد. 

كما أوضح أن أي حل يضر بالأمن الأوروبي غير مقبول، مؤكدًا التزام بلاده بالدفاع عن مصالحها.

وأضاف أن تحقيق السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضمان سيادتها الكاملة.

وفي وقت سابق، أتاحت المحادثة الهاتفية الأخيرة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي استمرت لأكثر من ساعة، فرصة غير مسبوقة للتحرك نحو تسوية النزاع. وأعلن ترامب عن قمة مرتقبة ستجمعه ببوتين في السعودية، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث سبل تحقيق السلام. 

وأثارت بعض تصريحاته خاصة المتعلقة بعضوية أوكرانيا في الناتو والتنازلات الإقليمية، تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الأوكراني.

على الجانب الأوروبي، برز القلق تجاه النهج الأمريكي الجديد، فقد أكد المستشار الألماني أولاف شولتز رفضه لأي اتفاق سلام يُفرض على أوكرانيا وفق الشروط الروسية، بينما شددت بريطانيا على استمرار دعمها العسكري لكييف.

من جانبه، أوضح رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن السلام لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يجب أن يضمن عدم تكرار التهديدات الروسية لأوكرانيا وأوروبا. كما أشار إلى مخاوف الأوروبيين من تهميش دورهم في المفاوضات، حيث تُجرى المحادثات بين موسكو وواشنطن دون إشراكهم بشكل جاد، ما يثير هواجس من احتمال تكرار سيناريوهات عدوانية روسية مستقبلًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا الأمن الأوروبى

إقرأ أيضاً:

السلام على أنقاض الحرب: أطروحة ترامب المقلوبة

أثار الرئيس الأمريكي ترامب في أعقاب الضربة الجنونية التي نفذتها طائرات بي ـ2 الشبحية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في «نطنز» و«فوردو» و«أصفهان» مفارقة عجيبة لمصطلح «السلام» تتجاوز الحرب الحالية إلى مستوى من الفهم قد يسود العالم أجمع.. وتكشف الدلالة الترامبية للسلام عن ملامح حالة سياسية جديدة قد تتسيد العالم في المرحلة المقبلة.

كتب ترامب قبل أن تغادر طائراته الشبحية سماء الشرق الأوسط تدوينة على منصته يقول: «حان الآن وقت السلام»! وليس السلام هنا نهاية للحرب كما يوحي التعبير، بل هو إعلان عن بدئها، فترامب يدرك أن القصف هو الشرارة لا الخاتمة. والواضح أن مفهوم السلام الذي يعنيه ترامب في عبارته المكتوبة بوعي هو لحظة تتويج القوة، وهذه مفارقة لا يمكن تجاوزها في فهم المرحلة القادمة.. السلام الذي يعلن فوق رماد القصف لا على طاولة المفاوضات، والسلام الذي لا ترعاه الدبلوماسية ولكن تفرضه القنابل الخارقة للدروع.

كانت الولايات المتحدة تدير علاقتها مع إيران خلال العقود الثلاثة الماضية عبر الضغط الاقتصادي تارة وعبر أدوات التفاوض والحوار المتعدد الأطراف تارة أخرى. وحتى عندما بلغت حافة الصدام في أحيان كثيرة، ظل الرؤساء الأمريكيون يقدّرون تكلفة الحرب مع دولة ذات عمق حضاري وجغرافي وكتلة سكانية ضخمة مثل إيران.. لكن ترامب، الذي وصف العملية بـ«النجاح العسكري الباهر»، لم ينتظر حتى تصل نتائج الضربة إلى الميدان، فتحدّث كما لو أن الحرب قد انتهت، وأن «السلام» قد تحقق بمجرد الضغط على الزناد.

ما يثير القلق العالمي الآن ليس تجاوز ترامب لحوار السلام الذي كانت ترعاه سلطنة عُمان وكانت نتائجه مبشرة بدلالة تصريحات ترامب نفسه، ولكن إعادته لتعريف السلام، ليصبح نتيجة للقصف والتدمير لا نتيجة للاتفاقيات المنبثقة عن الحوارات والتوافقات الدبلوماسية.

لا ينطلق السلام وفق مفهوم ترامب من المنطق العماني الذي يراهن على أهمية الحوار في بناء التفاهمات الدولية وحل الخلافات السياسية، ولا حتى من منطق المفكر الغربي كانط الذي يدعو لسلام دائم عبر القانون، ولا حتى ضمن مفهوم «الآباء المؤسسين» لأمريكا الذي يبدو السلام في فكرهم نقيضا للقوة العسكرية وهو ليس، بالتأكيد، مشروعا للهيمنة. والواضح أن مفهوم السلام الذي تحدّث عنه ترامب أقرب ما يكون إلى أطروحة صامويل هنتنغتون حول «صدام الحضارات»، حيث لا يُبنى السلام على تفاهم حضاري، بل على هيمنة طرف على آخر، وعلى إقرار بحدود القوة بدل تفاهم العدالة. ودعا هنتنغتون في أطروحته تلك إلى إدارة التوتر بين الحضارات، لا لتجاوزه، وهكذا يبدو ترامب حين يعلن السلام في لحظة تفوق عسكري، لا في لحظة نهاية صراع.

وما يزيد من خطورة هذا الانحراف أن ترامب لم يكتفِ بإعادة تعريف السلام، بل تجاوز بذلك أيضا التقاليد الدستورية الأمريكية التي تمنح الكونجرس صلاحية إعلان الحرب، لا الرئيس وحده. لقد تصرف كقائد أعلى يستخدم القوة بلا تفويض تشريعي، ما يعيد إلى الأذهان تحذيرات «الآباء المؤسسين» من عسكرة القرار السياسي وانزلاق الجمهورية إلى حكم الفرد المتفرد بالقرار.

والمفارقة التي يدركها ترامب تماما أن ما قصفه ليس المنشآت النووية، ولكن أحد آخر خطوط الدفاع المعنوي لإيران؛ فالقيادة الإيرانية كانت تربط هذا المشروع بفكرة السيادة والكرامة.. وإذا كان ترامب يدرك تماما أن الرد الإيراني قادم لا محالة فإن طريق السلام بات أكثر تعقيدا، فيما كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق في مسقط.

إن إعادة تعريف مفهوم «السلام» وفق أطروحة ترامب من شأنها أن تقلب معايير الشرعية الدولية، وتنذر بتكرار نموذج القوة بديلا للقانون في أماكن كثيرة في العالم.

وقال الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور، محذرًا: إن قرار الحرب أخطر من أن يُترك للعسكريين وحدهم؛ لكن ترامب يثبت أن السياسيين أيضا -حين يجنحون للقوة- لا ينبغي أن تُترك لهم الحرب دون رادع دستوري أو وازع أخلاقي.

إن الأخطر في ما حدث، ليس الضربة ذاتها، رغم خروجها على كل القوانين، بل إعادة تشكيل وعي عالمي جديد يُسوِّق الحرب بوصفها مدخلا للسلام، ويقلب المفاهيم لتغدو القنابل وسيلة تفاهم. وفي اللحظة التي تغيب فيها طاولات التفاوض، وتحضر الطائرات الشبحية، يصبح السلام أكثر المفردات هشاشة في زمن القوة. وما لم يُستدرك هذا الانزلاق المفاهيمي، فإن «السلام» ذاته قد يتحول إلى كلمة حرب.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يحذّر: إغلاق مضيق هرمز قد يشعل فتيل تصعيد إقليمي
  • الكرملين مؤيدا ترامب: أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات
  • السلام على أنقاض الحرب: أطروحة ترامب المقلوبة
  • ترامب يُهدد: أهداف جديدة بانتظار إيران إن لم تختر السلام
  • مخيّراً إيران بين السلام والمأساة.. ترامب: تم تدمير منشآتها النووية
  • 17 خطوة نحو السلام.. مبادرة أمريكية لرسم مستقبل أوكرانيا
  • الشهري: 6 فواكه يجب على مرضى السكري تجنبها ..فيديو
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يلتقي وكيل الأمين العام لإدارة عمليات السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا والوفد المرافق، في مقر الوزارة بدمشق. تناول اللقاء بحث آليات تعزيز التواصل والتنسيق مع البعثة الأممية، لضمان تحقيق السلام والاستقرار في
  • شكوى جنائية ضد المستشار الألماني ميرتس بسبب دعمه للهجمات الإسرائيلية
  • عراقجي: إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم أبدا وما فعله الأمريكيون خيانة