قياديان في حماس يكشفان تفاصيل لقاء السنوار السري بمحمد دحلان
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
وسلطت حلقة (2025/2/15) من برنامج "شاهد على العصر" الضوء على طريقة إدارة يحيى السنوار (أبو إبراهيم) لقطاع غزة، ومساعيه الحثيثة لتخفيف الحصار عن الغزيين وتحقيق الوحدة الفلسطينية، حيث يؤكد مرداوي والبرغوثي أن الرجل كان يتجاوز كل التناقضات ويطوي كل الصغائر من أجل تحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه.
ورغم الضرر الذي ألحقته سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية بالشعب الفلسطيني، فإن السنوار كان حريصا على الوحدة الفلسطينية، وكان يرى أن توحيد الفلسطينيين هو هدفه السامي، ويقول البرغوثي إن أحد قيادات حركة التحرير الوطني (فتح) ممن كانوا يقدرون السنوار ودوره اتصل به -أي البرغوثي- وطلب منه أن يحافظوا على السنوار لأنه أمل الشعب الفلسطيني، ولأن الاحتلال قد يغتاله بسبب حرصه على وحدة الفلسطينيين.
ووفق البرغوثي، فقد تعرض أبو إبراهيم لانتقادات شديد على خلفية توجهه للحوار مع السلطة الفلسطينية، ولقائه مع ممثل حركة فتح في غزة سابقا محمد دحلان.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد انتخابه في 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، حاول السنوار في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.
إعلانويركز مرداوي في شهادته على علاقة السنوار بمصر، حيث كانت زيارته الأولى في الخامس من يونيو/حزيران 2017، وترأس حينها وفدا قياديا أمنيا، والتقى مع قيادات من المخابرات المصرية في القاهرة، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.
وكانت الزيارة الثانية التي قام بها السنوار إلى مصر في 30 أغسطس/آب من العام نفسه، وصرح على إثرها بأنه ناقش مع المصريين مشاريع اقتصادية ومسألة فك العزلة عن قطاع غزة، أي أنه كان يتعامل كحاكم وليس كزعيم لحركة مقاومة، كما يعلق أحمد منصور، مقدم برنامج "شاهد على العصر".
وفي هذا السياق، يبيّن مرداوي أن مشكلة قطاع غزة أن السلطة الفلسطينية كانت ترفض الوحدة، وعملت في المقابل على ما أطلقت عليه إنهاء "الانقلاب"، مستخدمة في ذلك كل أدوات الضغط المالي والسياسي.
وعلى ضوء السياسة التي كانت تنتهجها السلطة، ارتأى السنوار وحركة حماس -يضيف مرداوي- بأنه لا بد من الدفاع عن أجندة المقاومة، واستطاع أبو إبراهيم في اجتماعاته مع المصريين عام 2017 أن يقنعهم بأن "حركة حماس باقية وهي تدير منطقة مهمة وإستراتيجية بالنسبة لمصر".
ويشير القيادي في حماس إلى أن كل أحلام السلطة ظلت أحلام يقظة ولم تنفذ، و"اضطرت مصر أن تتجاوز الرغبة العربية بعدم التعاطي مع حماس، وتعاطت معها في ما يمكن أن تستطيع ولم تذهب بعيدا".
اللقاء مع دحلانوبشأن اللقاء الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان، يكشف مرداوي -في شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- أنه قبل اللقاء كانت هناك نقاشات تدور داخل الحركة، وكان هناك تصور بأن المدخل للوصول إلى المصريين هو دحلان، وبالفعل التقى السنوار معه سرا في القاهرة عندما كانت تجري ترتيبات للمصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن اللقاء بينهما كان "أشبه بمصالحة"، وكان سريا بسبب المصلحة الفلسطينية.
إعلانوفتح لقاء السنوار ودحلان الباب للقاء المصريين، وأثمر -كما يقول مرداوي- عن تخفيف حصار قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أن دحلان تزعّم حملة قمع ضد حماس بعد فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، انتهت بطرده من قطاع غزة عام 2007، وأبعد عن المشهد السياسي لفترة طويلة.
وكان الشهيد السنوار قد صرح بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2017 بأن "حماس سوف تواصل تقديم التنازلات من أجل إنجاز مصالحة فلسطينية"، ويقول البرغوثي إن السلطة الفلسطينية حاولت "خنق مشروع المقاومة سياسيا وماليا"، لكن السنوار كان "مجبرا على إيجاد الحلول من أجل الذهاب إلى الطوفان".
وعن دور السنوار في مسيرات العودة، يشير البرغوثي إلى أنه وضع لها عدة أهداف، فقد كانت السلطة تضغط بشكل كبير لتفجير مشاكل داخلية في غزة، فكان القرار هو التوجه إلى الإسرائيليين لتجنب انفجار مشاكل داخلية، والهدف الآخر هو أن يحتك الجيل الجديد مع الاحتلال، بمعنى تدريب الناس على مواجهة الاحتلال، كما يوضح القيادي في حماس.
ويكشف مرداوي أن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- كانت تشارك في مسيرات العودة بلباس مدني.
15/2/2025-|آخر تحديث: 15/2/202503:13 م (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حرکة حماس قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير
فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء في منظمة التحرير، بدعوى "انتهاكهم التزامات السلام من خلال السعي لتدويل الصراع مع إسرائيل".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير انتهكتا التزاماتهما من خلال دعم إجراءات في المنظمات الدولية التي تتعارض مع قراري مجلس الأمن 242 و338.
وأضافت في تقرير قدمته إلى الكونغرس، "عدم امتثالهم لالتزاماتهم بموجب قانون الامتثال لتعهدات منظمة التحرير لعام 1989، وقانون التزامات السلام في الشرق الأوسط لعام 2002".
وتابعت الخارجية الأمريكية أن الجهات التي فرضت عقوبات عليها "تسعى لتدويل الصراع مع الاحتلال عبر محكمة الجنايات الدولية والمحكمة الدولية للعدل".
واتهمتها بالـ "استمرار بدعم الإرهاب، بما في ذلك التحريض على العنف وتمجيده في المناهج الدراسية، وتقديم مدفوعات ومزايا للإرهابيين الفلسطينيين وأُسرهم"، وفق تعبيراتها.
وأوضحت أن "العقوبات تشمل منع إصدار تأشيرات دخول لأعضاء منظمة التحرير ومسؤولي السلطة الفلسطينية، وفقاً للمادة 604 (أ-1) من قانون التزامات السلام في الشرق الأوسط".
واعتبرت أن "هذه الإجراءات تأتي في إطار المصالح الأمنية القومية الأمريكية لمحاسبة السلطة ومنظمة التحرير على تقويض فرص السلام"، وفق ادعائها.