وسلطت حلقة (2025/2/15) من برنامج "شاهد على العصر" الضوء على طريقة إدارة يحيى السنوار (أبو إبراهيم) لقطاع غزة، ومساعيه الحثيثة لتخفيف الحصار عن الغزيين وتحقيق الوحدة الفلسطينية، حيث يؤكد مرداوي والبرغوثي أن الرجل كان يتجاوز كل التناقضات ويطوي كل الصغائر من أجل تحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه.

ورغم الضرر الذي ألحقته سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية بالشعب الفلسطيني، فإن السنوار كان حريصا على الوحدة الفلسطينية، وكان يرى أن توحيد الفلسطينيين هو هدفه السامي، ويقول البرغوثي إن أحد قيادات حركة التحرير الوطني (فتح) ممن كانوا يقدرون السنوار ودوره اتصل به -أي البرغوثي- وطلب منه أن يحافظوا على السنوار لأنه أمل الشعب الفلسطيني، ولأن الاحتلال قد يغتاله بسبب حرصه على وحدة الفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4يحيى السنوار: قائد المقاومة الذي دقّ باب الحرية بالدماءlist 2 of 4"رسالة تحد".. منزل السنوار يشهد عملية تبادل أسرى في غزةlist 3 of 4بعد استشهاد الضيف ورفاقه.. ما أبرز الأسماء الوازنة المتبقية في القسام؟list 4 of 4إعلام إسرائيلي: ظهور السنوار مقاتلا في "ما خفي أعظم" يثير الإحباط لدى الإسرائيليينend of list

ووفق البرغوثي، فقد تعرض أبو إبراهيم لانتقادات شديد على خلفية توجهه للحوار مع السلطة الفلسطينية، ولقائه مع ممثل حركة فتح في غزة سابقا محمد دحلان.

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد انتخابه في 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، حاول السنوار في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

إعلان

ويركز مرداوي في شهادته على علاقة السنوار بمصر، حيث كانت زيارته الأولى في الخامس من يونيو/حزيران 2017، وترأس حينها وفدا قياديا أمنيا، والتقى مع قيادات من المخابرات المصرية في القاهرة، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.

وكانت الزيارة الثانية التي قام بها السنوار إلى مصر في 30 أغسطس/آب من العام نفسه، وصرح على إثرها بأنه ناقش مع المصريين مشاريع اقتصادية ومسألة فك العزلة عن قطاع غزة، أي أنه كان يتعامل كحاكم وليس كزعيم لحركة مقاومة، كما يعلق أحمد منصور، مقدم برنامج "شاهد على العصر".

وفي هذا السياق، يبيّن مرداوي أن مشكلة قطاع غزة أن السلطة الفلسطينية كانت ترفض الوحدة، وعملت في المقابل على ما أطلقت عليه إنهاء "الانقلاب"، مستخدمة في ذلك كل أدوات الضغط المالي والسياسي.

وعلى ضوء السياسة التي كانت تنتهجها السلطة، ارتأى السنوار وحركة حماس -يضيف مرداوي- بأنه لا بد من الدفاع عن أجندة المقاومة، واستطاع أبو إبراهيم في اجتماعاته مع المصريين عام 2017 أن يقنعهم بأن "حركة حماس باقية وهي تدير منطقة مهمة وإستراتيجية بالنسبة لمصر".

ويشير القيادي في حماس إلى أن كل أحلام السلطة ظلت أحلام يقظة ولم تنفذ، و"اضطرت مصر أن تتجاوز الرغبة العربية بعدم التعاطي مع حماس، وتعاطت معها في ما يمكن أن تستطيع ولم تذهب بعيدا".

اللقاء مع دحلان

وبشأن اللقاء الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان، يكشف مرداوي -في شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- أنه قبل اللقاء كانت هناك نقاشات تدور داخل الحركة، وكان هناك تصور بأن المدخل للوصول إلى المصريين هو دحلان، وبالفعل التقى السنوار معه سرا في القاهرة عندما كانت تجري ترتيبات للمصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن اللقاء بينهما كان "أشبه بمصالحة"، وكان سريا بسبب المصلحة الفلسطينية.

إعلان

وفتح لقاء السنوار ودحلان الباب للقاء المصريين، وأثمر -كما يقول مرداوي- عن تخفيف حصار قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن دحلان تزعّم حملة قمع ضد حماس بعد فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، انتهت بطرده من قطاع غزة عام 2007، وأبعد عن المشهد السياسي لفترة طويلة.

وكان الشهيد السنوار قد صرح بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2017 بأن "حماس سوف تواصل تقديم التنازلات من أجل إنجاز مصالحة فلسطينية"، ويقول البرغوثي إن السلطة الفلسطينية حاولت "خنق مشروع المقاومة سياسيا وماليا"، لكن السنوار كان "مجبرا على إيجاد الحلول من أجل الذهاب إلى الطوفان".

وعن دور السنوار في مسيرات العودة، يشير البرغوثي إلى أنه وضع لها عدة أهداف، فقد كانت السلطة تضغط بشكل كبير لتفجير مشاكل داخلية في غزة، فكان القرار هو التوجه إلى الإسرائيليين لتجنب انفجار مشاكل داخلية، والهدف الآخر هو أن يحتك الجيل الجديد مع الاحتلال، بمعنى تدريب الناس على مواجهة الاحتلال، كما يوضح القيادي في حماس.

ويكشف مرداوي أن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- كانت تشارك في مسيرات العودة بلباس مدني.

15/2/2025-|آخر تحديث: 15/2/202503:13 م (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حرکة حماس قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاختبار الحاسم: كيف سيتصرّف المجتمع الإيراني؟

في غمرة التحليلات العسكرية للضربات الإسرائيلية لإيران، أو الحديث عن قدرة النخبة السياسية في طهران على إدارة هذه الأزمة الطاحنة، يتغافل كثيرون عن إحدى ركائز القوة في الحسابات العسكرية والسياسية لدولة في حالة حرب، ألا وهي "حالة المجتمع".

فهو إن كان متماسكًا ملتفًا حول القيادة الدينية والسياسية والعسكرية، أضاف الكثير إلى قدرة الدولة على الصد والصمود أو النصر، وإن كان غير ذلك، صار الجانب الرخو أو نقطة الضعف التي تُؤخذ في الاعتبار، دون شك، لدى من يصارع دولة ما أو يحاربها.

ولا يمكن لـ"إسرائيل"، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، التغافل عن هذه المسألة. وقد حاولتا من قبل إسقاط نظام الحكم في إيران عبر تغذية انتفاضتين داخليتين عارمتين، بتسليط كل أضواء الإعلام كي تنفخ فيهما، لتصلا إلى المستوى الذي تعجز معه السلطة عن التغلب عليهما، لكن هذا باء بالفشل.

ولأن "إسرائيل" تتحدث هذه المرة عن "حرب" وليست مجرد "عملية عسكرية"، فإن التفكير في إزاحة حكم الملالي في إيران لا بد أنه قد اختمر برأسها، أو راود أحلام بنيامين نتنياهو ومن معه، ووضعوا الخطة العملية لتنفيذه، ويعملون عليها الآن، لكنهم لن يتحدثوا عن ذلك إلا إذا وجدوا الفرصة متاحة لتحقيق هذا الهدف، بعد ضربات متواصلة تعتزم توجيهها لإيران، لا ليتصدع جيشها من حيث القدرات القتالية، إنما لتفقد السلطة الدينية والسياسية الهيبة في عيون الشعب الإيراني.

إعلان

يدرك القادة في إيران هذا بالطبع، لذا وجدناهم يتحدثون في الساعات الأولى عن "الحرب النفسية التي يشنها العدو"، ثم سمعناهم يطلبون من الشعب أن يثق في قيادته، ويؤمن بأنها قادرة على الرد أو الثأر، وبشكل بارح وجارح، يرضي كل الإيرانيين.

ابتداءً، فإن المجتمع الإيراني يفتقد إلى التجانس أو الانصهار الوطني، وكان يحقق الترابط الصوري بين فئاته وشرائحه بقوة السلطة، التي لم تُعنَ بترتيب البيت من الداخل قدر عنايتها بالتمدد الإقليمي، سواء ما أسمته طهران منذ عام 1979 بـ"تصدير الثورة"، أو نظرها إلى العالم العربي على أنه مجرد "مجال حيوي"، وكان تقديرها في هذا مبالغًا فيه.

ورث نظام الملالي مجتمعًا فسيفسائيًا من حيث التنوع الديني والمذهبي والعرقي. يمثل المسلمون الشيعة أغلبيته، وهناك مسلمون سنة وبهائيون وزرادشتيون ومسيحيون ويهود ومندائيون ويارسانيون، ومن زاوية العرق هناك الفرس والعرب والبلوش والأكراد والتركمان والأذر والأرمن والقشقائيون والشاهسونيون، والتالشيون واللور.

ولم تحظَ إيران بميزة جغرافية تجعل هذه العرقيات والأديان ذائبة في كل الأمكنة، إنما بعضها يتركز في مناطق بعينها، ما يزيد من أعباء السلطة المركزية في تحقيق "التكامل الوطني"، أو إيجاد "الدولة الوطنية" بمفهومها الحديث والمعاصر، لا سيما أنّ هناك تمييزًا يُمارس بوضوح ضد أقليات عرقية أو دينية أو مذهبية.

ورغم أن نظام الحكم اتخذ إجراءات للتخفيف من غلواء هذا الانقسام الاجتماعي، بتمثيل مختلف الفئات في الحياة السياسية الرسمية والشعبية، حيث تتمتع الأقليات الدينية بحماية قانونية، وتُمنح مقاعد محددة في البرلمان، ويكفل الدستور حقوق جميع الأعراق، فإن ذلك غلبت عليه الصورية، ولم يتعدَّ، في إدراك بعض أفراد العرقية الفارسية، أن يكون مجرد قلادة زينة، وليس تدبيرًا أصيلًا يستند إلى مبدأ "المواطنة"، ويُعلي من دور "الاستحقاق والجدارة" في تولي الوظائف العامة، وليس الانتماء العرقي أو المذهبي.

إعلان

ومع هذه الانقسامات الرأسية الثابتة، ظهرت في السنوات الأخيرة انقسامات أفقية، تقوم على عدة معايير، منها: التفاوت الطبقي، حيث يتركز أغلب الثروة في يد عُشر السكان، الذين يربو عددهم على ثمانين مليون نسمة، فيما لا يدفع هؤلاء سوى 3% من الضرائب.

ومنها تسارع وتيرة "العلمنة" في العقدين الأخيرين، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لسلطة دينية تقوم على "ولاية الفقيه"، فيما ظهر جيل من الشباب لديه نزوع كبير للتمرد على التصورات التقليدية للملالي، في الأفكار والقيم وطرق الإدارة والعلاقة مع العالم. وساهمت العلمنة ومنظومة القيم التي يؤمن بها الجيل الجديد في ظهور تحدٍّ آخر للسلطة الحاكمة يدور حول الثقافة.

ولم تُفلح السلطة في إيران في تحويل التعدد الديني والعرقي إلى "تنوع خلاق"، رغم إجراءات وتدابير وخطابات حاولت التلطيف من غلواء تجربة تاريخية تُبرهن على أن هذا التعدد كان سببًا مباشرًا للتناحر والاقتتال في بعض الأحيان، رغم أن الطبيعة الجغرافية في إيران خلقت حواجز طبيعية حالت دون احتكاك طويل الأمد بين المختلفين عرقيًا ودينيًا.

فالأيديولوجية التي تتبناها السلطة الحالية، لم تسمح بإنهاء الإحن التاريخية، لا سيما أن السلطة التي بدأت بعد ثورة الخميني قبل ستة وأربعين عامًا، كانت تتصرف في بعض الأحيان بخشونة أو عنف مع أي اعتراضات أو تمردات تأتي من هنا أو هناك لأتباع أقلية ما.

اليوم سيكون هذا المجتمع في محل اختبار، فإما يقف خلف القيادة السياسية والعسكرية في هذه المحنة، ويُعلي "المصلحة الوطنية العامة" على ما عداها، وإما يغلب المصلحة الضيقة للقومية أو المذهب، ويعتقد أن الفرصة قد تسنح، إن تواصل ضرب إيران واغتيال مزيد من قياداته، وتزعزع نظام الحكم الحالي، لممارسة ضغوط تؤدي إلى إسقاطه، وترتيب الأوضاع بعده على أسس مغايرة، تحاول كل قومية أو أتباع دين أو مذهب تحسين شروط حياتهم مستقبلًا.

إعلان

في خاتمة المطاف، فإن الحرب إن تواصلت، وفقدت إيران القدرة على الردع، واهتزت هيبة قيادتها الدينية والسياسية والعسكرية، سينتقل خطاب الدعاية الإسرائيلية إلى إثارة الفوضى في المجتمع الإيراني. ونجاحه في هذا من عدمه، يتوقف على مدى صمود الجيش الإيراني من ناحية، وقدرته على إلحاق أذى بـ"إسرائيل" من جهة ثانية، يجبرها على وقف الحرب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء وفد قيادي من حماس بنائب وزير الخارجية الروسي
  • العدو الصهيوني يحوّل نقاط توزيع المساعدات في غزة إلى “مصائد موت” بإشراف أمريكي وهذا ما كشفته حماس (تفاصيل)
  • برشلونة يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع نيكو ويليامز.. تفاصيل
  • تفاصيل لقاء رئيس جامعة أسيوط مع السفير الهندي بمصر اليوم
  • عربي21 تكشف بالصور الموقع السري الذي ضربته الصواريخ الإيرانية قرب تل أبيب
  • الاختبار الحاسم: كيف سيتصرّف المجتمع الإيراني؟
  • حماس تنفي اغتيال رئيس مكتبها السياسي في قطر
  • الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء السيسي بـ الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية
  • المعارضة الحاكمة بين أمانة الوطن وشهوة غنائم السلطة!
  • فوضى “نتن ستان”.. السحر في حضرة الساحر!