أرض الألغام والموت الخفي.. أكثر من 1600 كيلومتر ملوثة بالمخلفات الحربية في البصرة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
بغداد اليوم – بغداد
في مشهد يختلط فيه الماضي بالحاضر، تتحول أراضي البصرة الخصبة إلى حقول موت صامتة، إذ كشف مركز العراق لحقوق الإنسان عن وجود أكثر من 1600 كيلومتر ملوثة بالمخلفات الحربية في المحافظة، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضررا في العراق، بل وفي العالم، وفق تقارير أممية.
وقال رئيس المركز علي العبادي، في حديث لـ”بغداد اليوم”، السبت (15 شباط 2025)، إن “ملف الألغام والمخلفات الحربية من أكثر الملفات تعقيدا في البصرة، حيث شهدت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين 13 حالة بين قتيلٍ وجريح بسبب انفجار هذه المخلفات”.
وأشار العبادي إلى أنه “منذ عام 2003 وحتى اليوم، سجل العراق أكثر من 30,000 ضحية بسبب المخلفات الحربية، وكانت البصرة الأكثر تضررا”، لافتا إلى أن "تقرير الأمم المتحدة الخاص بالألغام أكد أن المدينة تعد الأكثر تلوثا على مستوى العالم من حيث عدد الألغام المزروعة".
وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد المخاوف من استمرار سقوط الضحايا، خاصة مع انتشار هذه الألغام في مناطق ترفيهية وسكنية. وكان حادث أبو الخصيب الأخير، الذي راح ضحيته ثلاثة أطفال، مثالا مؤلما على الخطر الذي يحدق بسكان المدينة، لا سيما الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.
ودعا العبادي إلى “إطلاق حملة استثنائية على مستوى العراق لرفع المخلفات الحربية والألغام عبر تعزيز جهود الوزارات الأمنية والتشكيلات المختصة”، مؤكدا أن "هذه المشكلة لم تعد تحتمل التأجيل، إذ تحولت البصرة من مدينة النخيل والنفط إلى مدينة محفوفة بالموت الكامن تحت الأرض".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
غزة بين فخ القصف والموت البطيء.. المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة والأطفال يموتون جوعًا
حذّر الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من أن الأوضاع في القطاع وصلت إلى أسوأ مراحلها منذ بداية العدوان، مشيرًا إلى أن وتيرة القصف ترتفع كلما اقترب الحديث عن تهدئة، ما يزيد من تعقيد المشهدين الميداني والإنساني.
أكد زقوت، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أن المستشفيات تعمل بحدودها الدنيا، وتعاني من نقص كارثي في الأدوية، خاصة لعلاج الأمراض المزمنة والسرطان، إلى جانب الاعتماد على كميات يومية فقط من الوقود، دون أي مخزون استراتيجي، ما يجعلها عرضة للتوقف الكامل في أي لحظة.
حالات حرجة تتساقط دون علاجقال زقوت إن المستشفيات تستقبل بين 200 و300 إصابة يوميًا، 40% منها تُصنف حالات حرجة، فيما يفارق العديد من المصابين الحياة بسبب نقص التجهيزات الطبية والكوادر اللازمة لتقديم العلاج العاجل.
أطفال غزة يموتون جوعًاأشار زقوت إلى تفشي سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال حديثي الولادة، بسبب نقص المكملات الغذائية وانعدام الرعاية الصحية، محذرًا من أن الأطفال يموتون جوعًا أمام أعين ذويهم، في ظل غياب تام لأي دعم فعلي للقطاع الصحي.
أمراض تفتك بالمحاصرين.. وصمت دولي مطبقكشف زقوت عن تفشي أمراض خطيرة مثل التهاب السحايا، إلى جانب انهيار خدمات متابعة الحمل ورعاية المسنين، ما أدى إلى ارتفاع وفيات الأمهات والمواليد الجدد. ووصف ما يحدث بأنه "اعتداء ممنهج يتجاوز وصف جرائم الحرب"، مشددًا على أن حجم الدمار وعدد الضحايا يفوقان ما شهدته الحربان العالميتان.
دعوة عاجلة للتحركوفي ختام مداخلته، أكد زقوت أن صمت مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدولي بأسره يجعل من التقارير الحقوقية مجرّد أوراق لا تغير شيئًا على الأرض، داعيًا إلى تحرك فوري لإنهاء هذا المسار الإبادي ضد المدنيين في غزة.