صحيفة صدى:
2025-06-22@13:18:15 GMT

العنف الأسري والمجتمعي

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

العنف الأسري والمجتمعي

أن الإنسان يُصدم في الكثير من الأحيان عندما يشاهد بعض مظاهر المعاملة السيئة للأطفال في الكثير من المجتمعات ويشعر في الحزن اتجاه هذه المعاملة حيث دفع الكثير من الأطفال فاتورة هذا العنف الأسري والمجتمعي دون أي ذنب اقترفوه، ولربما يتسأل الطفل عندما يكبر لماذا تعرض للعنف في مرحلة من مراحل حياته؟! ولماذا هو يدفع ثمن ذلك لأسباب ليست من شأنه؟! وهي لربما تكون بسبب مشاكل أسرية بين الأب والأم أو الأقارب أو بسبب غياب الرعاية والعطف في الأسرة أو لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية.

ولذلك لقد رأيت عندما زرت بعض المجتمعات ما يحصل للأطفال من سوء المعاملة والعنف الموجه لهم، وهذا يحرك المهتمين وأصحاب الشأن لدراسة العوامل التي جعلت الطفل يصبح ضحية هذا العنف ، وكذلك تجعلنا نعيد الحسابات في أساليب التربية وأثرها في العنف على الأطفال في المستقبل، بالإضافة إلى دور الأعلام ومؤسسات التربية في تبصير الأطفال نحو الاتجاه السليم للتخلص من العنف، ولهذا سعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية لبحث العنف ضد الطفل وخصصت برامج لحماية الطفل مما يعني أنه موضوع جدير في الاهتمام ويحظى في رعاية عالمية ومحلية.

أن الكثير من التغيرات التي بدأت تحصل في المجتمعات إنما هي تغيرات متسارعة حدثت نتيجة عوامل ومن أهمها التغيرات الحاصلة في النسق الأسري و ثورة التواصل الاجتماعي الحاصلة اليوم في العالم والتي تنقل كل ما يدور في العالم في لحظته وهذا انعكس على النسق الأسري.

لذلك فأنه من الأهمية بمكان أن يحتاج الإنسان فهم ودراية في معرفة تكوين شخصية الطفل وتلبيه احتياجاته وفقاً للمستطاع والبعد كل البعد عن المواجهة العنيفة مع الطفل لأن لذلك سوف ينعكس عليه سلبياً في المستقبل ولربما يسبب له عقد نفسية واجتماعية.
وهنا يبرز دور مؤسسة الأسرة باعتبارها من أهم المؤسسات الاجتماعية في تربية الطفل ورسم المسار الصحيح لمسيرة حياته وفقاً للتربية الصحيحة وبما يتناسب مع حجم وظيفة الأسرة ولذلك يؤكد علماء الاجتماع أن للأسرة مهام ووظائف ملزمة بها ومنها:

-الوظيفة النفسية: وهي من أهم الوظائف التي تحقق مستوى عالي من الأمان الملائم للطفل وتحقيق الذات ولذلك فأن علماء النفس يرون أنه من المحظور اجتماعياً ونفسياً استخدام طرق التهديد النفسي لأنها تصيب الطفل بالخوف والارتباك والعقد نفسية في المستقبل ويحثون بكل طرق الإلزام على استخدام أساليب علمية وطرق نفسية صحيحة لتحقيق التربية للطفل دون الأضرار به نفسياً ، وقد رسم علماء النفس ما يسمى بالخبرات السارة والخبرات الضارة وهي ما يكتسبه الإنسان في صغره فأنها تبقى في مخيلته مدة طويلة من الزمن ولك أن تتخيل لو اكتسب الطفل خبرات ضارة فهي سوف تبقى تلاحقه نفسياً حتى نهاية عمره.

-الوظيفة الاقتصادية: لما توفره الأسرة من أساسيات الحياة من طعام وشراب وكساء وهو لابد أن يكون بشكل فيه إشباع كامل للطفل وهذه الوظيفة فيها إشكاليات كبيرة حيث تفشل بعض الأسر في تحقيق هذه الوظيفة وذلك يرجع لأسباب الدخل المادي، وأحياناً إلى سوء إدارة المال مما يكون ضحية ذلك هو الطفل لذلك يجب على مؤسسة الأسرة مراعاة تحقيق الوظيفة الاقتصادية بكل ما يمكن تحقيقه وفقاً للموارد المتاحة.

– وظيفة الضبط الاجتماعي: وتندرج مساهمة الأسرة مع مؤسسات الضبط الأخرى في ضبط سلوك الطفل من خلال مبدأ الثواب والعقاب ولكن أن يكون هذا الضبط مشروط بحيث يكون بعيد كل البعد عن أشكال العنف الأسري بكل أنواعه.

أن الطفل من حقه أن يُوفر له بيئة أسرية واجتماعية صحية حتى نحقق بناء وتكوين إنسان صالح في المستقبل، ولذلك أن ظاهرة العنف أصبحت سمة من براثن التخلف والرجعية التي كانت تستخدم في بعض الأزمنة ولهذا يجب على جميع المجتمعات تجاوز هذا العنف نحو بناء طريقة تربوية تتواكب مع تطلعات الطفل وتحقق له تكوين شخصية سليمة يحقق من خلالها ذاته وكيانه لا سيما أنه يوجد طرق تربوية حديثة تحقق ما تصبو له الأسرة بعيداّ عن جميع أشكال العنف.

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: فی المستقبل الکثیر من

إقرأ أيضاً:

وللأب عيد .. عيد الأب!

وللأب عيد .. #عيد_الأب!

د. #ذوقان_عبيدات

تم اعتماد الحادي والعشرين من شهر حزيران عيدًا عالميًا للأب. تم ذلك سنة ١٩٠٩ ، وهذا يعني أنه ليس رد فعل لعيد الأم، بمقدار ما هو تقدير لدور الأب في المجتمع.
فماذا يعني تكريم الأب؟
هل يكرّم أحد بسبب دوره البيولوجي؟ وهل له فضل في ذلك؟ بل نسأل: لماذا نكرم الشجرة؟ ولماذا خصصنا لها عيدًا سنويّا ؟هل نكرمها لذاتها أم لتوجيه الانتباه إلى أهميتها
طبعًا لا أحد ينكر دور الأب وأهميته، لذلك فإن تكريمه يعني
زيادة الاهتمام به، وتنمية مهاراته
وقيمه وأخلاقه!
اقترحت طفلة أمريكية تكريم والدها لرعايتها وإخوانها بعد وفاة والدتها! وحتى هذه الحادثة هي جزء من وظيفة أب أنجب أطفالًا ماتت والدتهم!
إذًا! ما معنى عيد الأب؟

(١)
ازدحام الأعياد باللا أعياد!

مقالات ذات صلة قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت 2025/06/21

نمر نحن العرب والأردنيين بأعياد متنوعة؛ ففي الأردن مثلًا تزامنت أعياد الاستقلال والجيش،
وأحداث غزة، وعيد الأضحى وعيد المنتخب وتوترات سورية ولبنان، وعدوان إسرائيل على إيران، والجدل الدائر حول ضرورة وقوفنا إلى جانب إيران! ومدى سلامة موقفنا كأفراد، والجدل المستتر حول الدور العربي الغائب أو الصامت! ولذلك جاء عيد الأب عيدًا باهتًا مرّ ، ولم يكد أي منا أن يشعر به! هل هو قصور من الأمهات للانفراد وحدهن بالعيد؟؟؟ أم ليس بمتسع لعيد لدى أي أردني! فالأردنيون مثقلون بهموم عربية في مقدمتها:
لماذا تتمادى اسرائيل على التاريخ العربي والإسلامي، ولا رادّ لها.
(٢)
مجلس إدارة الأسرة
عيد الأب فرصة لتصحيح دور الأب السيادي، وتوزيع السيادة على جميع أفراد الأسرة، وتحمل مسؤوليات أعبائها الاقتصادية والإدارية، وتقاسم النفوذ والسلطة بين الجميع!
في عيد الأب يجدر الدعوة لتأسيس مجلس إدارة الأسرة، بحيث يجتمع المجلس دوريًا ، وبرئاسة دورية تشمل جميع أعضاء الأسرة، وتتخذ القرارات بالاتفاق العام داخل الاجتماع .
إن مجلس إدارة الأسرة يعكس رقي الأب ، وتفهمه لدوره الجديد.

(٣)
الأب الراقي!

الأب ليس مجرد وظيفة بيولوجية، يختلف فيها عن الأم! الأبوة هي مسؤولية، تمارس عبر سلوك ديموقراطي تشاركي، تختلط فيه الأدوار، ويتم تبادل أو تشارك الأعباء المالية والمنزلية، والاجتماعية!
الأب الراقي هو عضو في مجلس إدارة الأسرة، وليس زعيمًا مطلقًا لها!
دور الأب هو المساعدة في بناء الأسرة، وتنشئتها، وإكساب أعضاء الأسرة أخلاقيات تساعدهم في بناء أسرهم القادمة! فالأسرة الديموقراطية تنشيء أسرًا ديموقراطية مستقبلية، لا تشويه ولا تنميط فيها!
(٤)
تهنئة في عيد الأب!
على الرغم من أن الأردنيين لديهم أغان عن مدنهم، وعن الجوازات وإدارة الجمارك ، وربما نشهد أغاني لمؤسسات أخرى وشركات كالبوتاس والفوسفات ومصفاة البترول، لكنهم يفتقرون إلى أغانٍ للأمهات والآباء!
ربمًا، كان ذلك خيرًا، فلا نتقن سوى ترضية المسؤولين!
فهمت علي؟

مقالات مشابهة

  • وللأب عيد .. عيد الأب!
  • ضد المرأة
  • النيابة العامة تُنظِّم ورشتي عمل حول حقوق الطفل في ظل التشريعات الجنائية وقوانين الأسرة
  • النيابة العامة تنظم ورشتي عمل حول حقوق الطفل في ظل التشريعات الجنائية وقوانين الأسرة
  • تعزيز كفاءة فِرق دعم الأسرة للتعامل مع ضحايا العنف
  • رعاية الأحداث في سلطنة عمان .. منظومة متكاملة للحماية والتمكين
  • تقرير أممي صادم.. هذا ما يعاني منه الأطفال في مناطق النزاع حول العالم
  • الفايدي: مشاهد العنف في الملاعب يهدد مستقبل لعبة الكرة محليًا
  • أغلب الجناة مسلحون .. أطباء بلا حدود: 659 ناجية من العنف الجنسي بجنوب دارفور
  • خبير أممي: العنف الجنسي في حرب السودان يمثل حالة طوارئ خطيرة لحقوق الإنسان