الشارقة في 22 أغسطس /وام/ أعلنت جمعية الناشرين الإماراتيين تفعيل شراكتها القائمة مع "Nielsen BookData"، المتخصصة في تقديم خدمات توزيع الكتب وقياس مبيعاتها على المستوى الدولي، بهدف إعداد قوائم رقمية بعناوين الكتب المطبوعة، ودفع عجلة نمو صناعة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتسعى الجمعية من خلال هذا التعاون إلى فتح آفاق جديدة أمام أعضائها لتوسيع نطاق أعمالهم، وإقامة شراكات استراتيجية، واستكشاف فرص جديدة لبيع حقوق التأليف والنشر وشرائها وترجمتها.

وتواصلت "Nielsen BookData" في إطار هذا التعاون، مع 134 ناشراً حتى الآن، وحصلت على ملفات البيانات الببليوغرافية، أو البيانات الوصفية للكتب المطبوعة، من نحو 56 ناشراً، في حين عقدت 65 اجتماعاً مع ناشرين بارزين، ونجحت في زيادة عدد الكتب المفهرسة بتصنيف "ثيما" (التصنيف الموضوعي) إلى 9277 عنواناً.

وأكّد راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين أهمية هذه الشراكة في النهوض بقطاع النشر في الإمارات وتعزيز حضور الناشر الإماراتي إقليمياً وعالمياً؛ وقال: "يسعدنا للغاية المضي قُدُماً في شراكتنا الاستراتيجية مع شركة "Nielsen BookData" التي نطمح من خلالها إلى ترسيخ مكانتنا على خارطة النشر الدولية،؛ إذ يُمكّننا هذا التعاون من استخدام بيانات ببليوغرافية قياسية، ما من شأنه تعزيز فاعلية قاعدة البيانات الخاص بالجمعية والناشرين الإماراتيين.

وأعرب عن عميق الشكر للقيادة الحكيمة والجهود النوعية التي بذلتها الشيخة بدور القاسمي في وضع الأسس القوية لرعاية قطاع النشر الإماراتي وتطويره، وعن تقدير الجمعية للأثر الإيجابي الملموس الذي أحدثته جهودها في النهوض بهذه الصناعة.

وكانت الجمعية وقّعت اتفاق شراكة مع "Nielsen BookData" في نوفمبر من العام الماضي 2022. تقوم بموجبه الشركة بتوظيف خبراتها في خدمة الناشرين في الإمارات، مع إعطاء أولوية في الدعم الذي تقدمه إلى أعضاء الجمعية.

وتهدف الدراسة إلى تعزيز دقة البيانات الببليوغرافية والالتزام بالمعايير الدولية في التصنيف؛ لضمان أعلى نسبة ممكنة من الوصول العالمي لتلك البيانات، وزيادة فرص المبيعات أمام الناشرين الإماراتيين.

وستعود دراسة البيانات الوصفية التي ستركز على دولة الإمارات، بفوائد عدّة على قطاع النشر، من أهمها توفير رؤى قيّمة للناشرين، وتمكينهم من مواءمة محتوى الكتب وإستراتيجيات تسويقها مع احتياجات السوق المحلي، وهو ما سيؤدي إلى زيادة سهولة اكتشاف الكتاب الإماراتي والوصول إليه وتحسين مبيعاته، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

وبالإضافة إلى ذلك، يشكّل تطوير البيانات الوصفية للكتب الإماراتية أداةً قوية تساعد الناشرين على بيع حقوق تحويل الكتب إلى أفلام؛ إذ من شأنها تعزيز سهولة الاكتشاف وإدارة الحقوق، ودعم جهود التسويق الموجَّهة، ما يُسهِّل على المنتجين السينمائيين أمر العثور على قصص مقنعة، والتفاوض على حقوق تحويلها، ما يصبُّ في مصلحة مؤلف الكتاب وصناعة السينما في الوقت ذاته.

وتُعَدُّ البيانات الوصفية الدقيقة والمفصلة عنصراً مهماً لتشغيل صناعة الكتب بشكل فاعل، وتعود بالفائدة على المؤلفين والناشرين وبائعي الكتب والمكتبات والقراء على حدٍ سواء.

ويسهم إنشاء بيانات وصفية مصمَّمة خصيصاً لسوق الإمارات العربية المتحدة في تعزيز نجاح الكتب الإماراتية محلياً وعالمياً، إلى جانب فتح آفاق فرص بيع حقوق تحويل بعض الكتب إلى أفلام، ما يزيد من انتشار تلك الكتب وتأثيرها.

وعلاوةً على التعاون في مجال الفهرسة والدعم التسويقي، ستنظم الجمعية وشركة "Nielsen BookData" بشكل مشترك سلسلة من ورش العمل؛ لتعزيز معارف الناشرين الإماراتيين حول أفضل الممارسات الدولية في قطاع النشر، وهي مبادرة تكرّس الجمعية من خلالها جهودها لإثراء الساحة الثقافية العربية على المستوى الإقليمي، وترسيخ مكانتها الريادية في صون حقوق التأليف والنشر، ودعم الكتاب والناشرين الإماراتيين.

إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب

نظمت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، في إطار اهتمام وزارة الثقافة بنشر الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، فعالية ثقافية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

أقيمت الندوة التثقيفية بقاعة الأمم المتحدة بدار الكتب تحت عنوان "الإنسان أولًا.. نحو عالم أكثر عدلًا وإنصافًا"، بقاعة علي مبارك

بدأت الندوة فعالياتها بالسلام الجمهوري، ثم قامت الأستاذة حنان نور مدير قاعة الأمم المتحدة بالترحيب بالحضور، مؤكدة دور دار الكتب في نشر الوعي الإنساني، وتعزيز القيم التي تكرس مبدأ كرامة الإنسان وتعايشه مع الآخر، كما عرضت فيديو توضيحي عن الاحتفالية أعده فريق قاعة الأمم المتحدة احتفالًا باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وجدير بالذكر تخلل فقرات الندوة مشاركات الأطفال الموهوبين، حيث قدموا فقرات شعرية عكست جمال الرسالة الإنسانية للندوة، وهم: أدهم الجمال، وعبد الله محمد، فريدة محمود عطية، يوسف محمود عطية، نورين وياسين، وقد لاقت مشاركاتهم ترحيبًا كبيرًا من الحضور.

استهل الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة والتنمية البشرية – جامعة حلوان، الندوة بكلمة أوضح فيها أن حقوق الإنسان ليست مفهومًا قانونيًا جامدًا، وإنما هي منظومة قيمية تبدأ من داخل الإنسان وتمتد إلى المجتمع كله.

وتحدث عن أهمية تنمية الوعي الذاتي، ودور المؤسسات التعليمية والثقافية في تشكيل سلوك الفرد ليكون قادرًا على ممارسة حقوقه باحترام ومسؤولية، وأكد أن المجتمعات لا تتقدم إلا حين يعي الإنسان دوره وحقوقه وواجباته، لافتًا إلى أن التنمية البشرية الحقيقية تقوم على احترام الإنسان لذاته أولًا، ثم احترامه للآخر المختلف في الدين أو الثقافة أو الاتجاه.

ثم تحدث الأستاذ وحيد الأسيوطي، رئيس مؤسسة مصر العربية لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة أو التنازل، لأنها حقوق أصيلة يولد بها الإنسان.

وأشار إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – منذ صدوره في 10 ديسمبر 1948 – وضع إطارًا موحدًا لتلك الحقوق عبر العالم، وأن الدولة المصرية قطعت شوطًا مهمًا في مجالات الحماية الاجتماعية، وتمكين الفئات الأولى بالرعاية، وتعزيز الحريات المدنية.

كما شدد على ضرورة نشر ثقافة احترام الآخر، وأن بناء مجتمع يحترم حقوق الإنسان يبدأ من الأسرة، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
قدم اللواء دكتور محمد فخر الدين – مدير عام مركز التنمية البشرية، مداخلة تفاعلية ثرية مع الجمهور، تناول فيها العلاقة بين القيم الدينية وحقوق الإنسان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ لمعاذ بن جبل حول "حق الله على العباد وحق العباد على الله"، موضحًا أن الإسلام وضع أساسًا راسخًا لحقوق الإنسان وكرامة النفس البشرية.

وانتقل للحوار المباشر مع الجمهور من خلال أسئلة حياتية واقعية حول حرية الاختيار، وحقوق الأبناء، والحدود الفاصلة بين التقاليد الاجتماعية والمواثيق الدولية، مؤكدًا أن الوعي هو أساس ممارسة الحقوق دون صدام أو تطرف.

اختُتمت الندوة بكلمة للدكتور مينا رمزي، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، الذي أكد أن حقوق الإنسان هي حقوق أساسية غير قابلة للتنازل، وأشار إلى ضرورة النظر إلى قضايا حقوق الإنسان نظرة شاملة غير مجتزأة، مؤكدًا أن تقييم أي قضية من زاوية واحدة يؤدي إلى صورة ناقصة، تمامًا كمن يرى وجهًا من جانب واحد دون رؤية تكوينه الكامل.

واستعرض ما قامت به الدولة المصرية من جهود ملموسة، خاصة في مجال الصحة، مشيرًا إلى مشروع التأمين الصحي الشامل، وجهود القضاء على الفيروسات والأمراض المزمنة التي كانت تؤرق المجتمع لسنوات طويلة، مثل القضاء على فيروس سي نهائيا، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن الأورام، والاهتمام بصحة المرأة، والفحوصات الدورية للأطفال في المدارس.

وتحدث باستفاضة عن جهود الدولة المصرية في تعزيز الحق في الصحة، مستعرضًا تجربة شخصية لإنسان مسن استطاع إجراء جراحة دقيقة لتغيير مفصل بعلاج على نفقة الدولة، دون أي تكلفة مالية، معتبرًا ذلك نقلة نوعية في الخدمات الصحية.

وفي ختام كلمته، تناول الدكتور مينا رمزي البعد الإنساني العميق لحقوق الإنسان، موضحًا أن احترام الآخر يبدأ من الحب الإنساني، أيًا كان دينه أو لونه أو جنسه.

وسرد قصة الحكيم الذي قال: أنا لا أخاف الله… لأني أحبه، والحب يطرد الخوف خارجًا"، مبينًا أن هذه الرسالة تمثل جوهر الإنسانية، وأن الحب حين يسود بين البشر تنتهي الصراعات ويزدهر السلام، وختم كلمته متمنيًا أن يكون هذا اليوم العالمي فرصة لتعزيز الرحمة والتقارب والتفاهم بين البشر في كل مكان.

واختتمت الندوة بتوجيه الشكر لجميع المتحدثين والحضور، مؤكدة استمرار دار الكتب في أداء رسالتها التنويرية في دعم قيم العدالة وحقوق الإنسان وبناء وعي مجتمعي مستنير.

مقالات مشابهة

  • مصر تتعاون مع الجمارك الكورية في تطوير منظومة التجارة الإلكترونية
  • في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
  • Sntf: إعادة تهيئة وعصرنة 20 قاطرة بأنظمة متطورة
  • القصر العيني خطوة جديدة نحو شراكة طبية عالمية بين مصر والصين
  • مختص: عام 2025 يمثل مرحلة ترسيخ التحول السياحي في المملكة
  • كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية
  • «جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء
  • شراكة بين «سيريوس العالمية» و«كريبتو.كوم» لتعزيز منظومة الترميز والأصول الرقمية في الإمارات
  • الجامعة البريطانية في مصر تتعاون مع جامعة ولفرهامبتون
  • هند صبري تكتب تاريخًا جديدًا للسينما العربية.. وتتوج بجائزة “عمر الشريف” في شراكة عالمية تجمع الجولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر