نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 49
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة التي اقترح فيها تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل غزة إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط".
هذا المقترح قوبل برفض واستنكار شديدين من قبل العديد من الأطراف، بما في ذلك قيادتنا المصرية و شعبها أيضا.
أكدت القيادة السياسية المصرية في حديث مطول أن "هذا الظلم التاريخي لا يمكن لمصر المشاركة فيه"، مشددًا على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
دونالد ترامب ذلك الشخص الموتور يتصرف كما أنه رئيس عصابة المافيا و ليس كرئيس دولة، فهو الصورة المكملة للبازل الصهيوني، لتأسيس مملكة اليهود الكبري من نهر النيل في مصر حتى نهر الفرات بالعراق، التي طالما حلم بها بني صهيون لاستعادة ملك سيدنا سليمان عليه السلام، حتى يعفو عنهم الرب بإنهاء شتاتهم في الأرض.
حكم الله على اليهود بالشتات في الأرض جاء كعقوبة لهم في مواضع متعددة من القرآن الكريم، وذلك بسبب نقضهم العهود، وفسادهم في الأرض، وابتعادهم عن تعاليم الله بعد أن أنعم عليهم بالهداية والرسالات.، وترحع أسباب تشتت بني إسرائيل وفق القرآن الكريم:
* نقض العهود والمواثيق:
قال الله تعالى:
"وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ"
(المائدة: 12) لكنهم نقضوا هذا الميثاق، فاستحقوا العقوبة.
* قتل الأنبياء والصد عن سبيل الله:
قال الله تعالى:
"وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
(البقرة: 61، تاريخ بني إسرائيل مليء بالاعتداء على أنبيائهم، مثل قتلهم النبي زكريا ومحاولتهم قتل عيسى عليه السلام.
* الفساد في الأرض:
قال الله تعالى:
"وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا"
(الإسراء: 4)، والتاريخ يؤكد أن بني إسرائيل تعرضوا للشتات بعد كل مرة كانوا يفسدون فيها، مثل السبي البابلي على يد نبوخذ نصر، ثم تدمير القدس على يد الرومان.
* تحريفهم التوراة واتباع الهوى:
قال الله تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"
(المائدة: 13)، بدلوا كلام الله واتبعوا أهواءهم، فاستحقوا العقوبة.
نتائج حكم الله عليهم بالشتات:
تم نفيهم من أرضهم أكثر من مرة، كالسبي البابلي، ثم الشتات الذي حدث بعد تدمير الرومان لهيكلهم عام 70م، و أصبحوا متناثرين في أرجاء العالم، وعاشوا فترات طويلة بلا وطن موحد.حتى تجمعوا على أرض فلسطين بموجب وعد بلفور.
و يمكن القول إن هناك عوامل تاريخية ودينية واستراتيجية تجعل سيناء محل اهتمام خاص من قبل اليهود وإسرائيل.
منها البعد الديني والتاريخي
سيناء مذكورة في التوراة كمكان هام في تاريخ بني إسرائيل، حيث يُعتقد أن النبي موسى عليه السلام تلقى الوحي (الوصايا العشر) على جبل الطور بسيناء.
بعض اليهود المتدينين يعتقدون أن لهم حقًا تاريخيًا فيها كجزء من رحلة بني إسرائيل من مصر إلى "الأرض الموعودة".
البعد الاستراتيجي
سيناء تعتبر حاجزًا جغرافيًا طبيعيًا يحمي حدود فلسطين التاريخية من ناحية الغرب، خلال الحروب العربية الإسرائيلية، كانت سيناء تمثل خط دفاع أول لمصر، واستولت عليها إسرائيل في حرب 1956 و1967، قبل أن تستعيدها مصر في 1973بموجب نصر أكتوبر، و 1982 بموجب اتفاقية السلام، بالإضافة لمواردها الطبيعية، خاصة الغاز والمعادن، تجعلها منطقة ذات أهمية اقتصادية أيضًا.
البعد الصهيوني والتوسعي
بعض التيارات الصهيونية المتطرفة تعتبر أن حدود إسرائيل يجب أن تمتد من "النيل إلى الفرات"، وسيناء تقع ضمن هذا التصور التوسعي حتى بعد انسحاب إسرائيل من سيناء، لا تزل بعض الدوائر الإسرائيلية ترى أنها تمثل "عمقًا استراتيجيًا" هامًا.
على الصعيد الدُّوَليّ، اعتبرت روسيا هذه التصريحات "صادمة" وأنها تزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط.
هذه التصريحات تتعارض مع مبادئ القانون الدولي التي تحظر التهجير القسري للسكان، وتعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. كما أن مثل هذه المقترحات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتفاقم الأزمات الإنسانية.
من المهم أن يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بحلول عادلة ومستدامة تحترم حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن لهم حقهم في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة في دولتهم المستقلة.
التطورات القادمة ستعتمد على عدة عوامل، منها ردود الفعل الدولية، والموقف المصري، ومدى استمرار الحرب في غزة. لكن عمومًا، هناك عدة سيناريوهات محتملة:
منها الرفض المصري القوي ووقف أي محاولات للتهجير، حيث أعلنت مصر بوضوح رفضها أي تهجير للفلسطينيين إلى سيناء، و قد نشهد تحركات عربية ودولية داعمة لموقف مصر، خاصة من الأردن والدول الأوروبية.
و قد تستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية، مما يزيد الضغط على المدنيين في القطاع يمكن على أثرها أن نشهد محاولات لدفع السكان نحو الحدود، لكن دون تنفيذ تهجير واسع بسبب العوائق الدولية.
و سيكون هناك تصعيد دبلوماسي بين أمريكا وحلفائها العرب، حيث إن تصريحات ترامب قد تؤثر على علاقات واشنطن ب الدول العربية، خاصة مصر والأردن، لإنه يحاول فرض ضغوط على بعض الدول لقبول خطته، لكن الرفض العربي سيكون عائقًا كبيرًا.
بالمختصر: السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار الحرب على غزة مع محاولات ضغط على المدنيين، لكن دون تنفيذ تهجير واسع بسبب الرفض المصري والدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطاع غزة المزيد قال الله تعالى بنی إسرائیل فی الأرض
إقرأ أيضاً:
نفحات من ولاية الإمام علي” عليه السلام”
يمانيون || كتابات:
مفهوم التولي: هو موقف قلبي ينبع من ميل داخلي نحو فئة معينة مما ينعكس ذلك في المواقف العملية تجاه تلك الفئة التي تميل إليها والتولي هو عمل من أعمال القلوب التي تعكس التوجه والرؤية الداخلية ويتماشى الإنسان مع من يوليهم قلبه.
في ذكرى ولاية الإمام علي “عليه السلام” لابد لنا أن نتعرف على التالي: يبدأ هذا التولي بولاية الله سبحانه وتعالى وهي ولاية رحمة ولاية ملك ولاية هداية وولاية الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم من موقعه في الرسالة ومن موقعه العظيم ومكانته الرفيعه كنبي لله يُبلغ رسالات الله يُربي يُزكي يُبين يُعلم يُرشد ثم يُقيم الحُجة على الأمة وله علينا أن نُجله نُعظمه نُحبه نُجله إلى أن ننصرة ونسانده ونُأزره في تبليغ الدعوةِ إلى الله تعالى وتأتي من بعد ذلك ولاية الإمام “علي عليه السلام” وهي التي تُمثل الإمتداد لولاية الله ورسوله من منطلق الآية الكريمه في قوله تعالى«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ»
إن التولي ليس ارتباط مذهبي أو مجرد إنتماء طائفي يتكلم به الإنسان وانتهى الأمر لا إنه إرتباط عملي وتحرك عملي وإلتزام سلوكيًا مبدائيًا في الطريق والسير على الصراط المستقيم والتمسك بالرسالات الإلهية في مضامينها وقيمها واخلاقها.
وفي حالة عدم التولي لله ورسوله وأعلام هداه فإنك وبلا ريب ستتولى مادونهم وإذا لم تستجيب لولاية الله سيجعل لك أولياء من الظالمين ومن المضلين وهذه قضية خطيرة جدًا جدًا عندما تأتي وأنت شريكًا في كل أعمالهم بسبب إرادتك القلبية ومشاعرك تجاههم فلابد للإنسان أن يعيد النظر في هذه المسألة المهمة التي يتحدد بها مصير الإنسان ومستقبله في الدنيا والآخرة.
وفي ذكرى يوم الولاية الأغر نستلهم الكثير من العبر والدروس المهمّة وإستعادة روح التولي الإيماني لله ورسوله والإمام علي “عليه السلام” وتحصين الواقع الداخلي من الغرق والتيه في مستنقعات الولاء لليهود والنصارى والمسارعةفيهم والتخافت في أحضانهم بحجة التطبيع وذريعة السلم والتعايش والسعي الجاد والحثيث لتحصين الواقع الداخلي وإعلان البراءة من الطاغوت والتولي العملي لله ورسوله وأعلام الهدى ومحاربتهم وإفشال مؤامراتهم الهدامة ومشاريعهم التدميرية.
إن إحياء هذه الذكرى هو إحياء لذلك الامتداد الأصيل للدين والنهج القويم وتجسيد المحبة للإمام علي عليه السلام والسير المتواصل في اقتفاء أثره العظيم الذي يبني الأمة لتكون أمة محمدية علوية حيدرية قادرة على رفع الظلم عن كاهلها وكسر شوكه الطغيان الخيبري في كل عصر وفي كل بلاد سنحيي هذه الذكرى ونقول لكل العالم «إنّا لعلي ننتمي» .
بقلم/ خلود همدان*
نفحات من ولاية الامام علي عليه السلام