المؤتمرات العلمية.. مختبرات لصناعة التغيير
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
لا تبني النظريات الجامدة الأمم، ولا بد من تحويل النظريات والمعرفة بشكل عام إلى مشاريع واقعية، وتحويل البحوث إلى سياسات، والنقاشات إلى قرارات عملية. ومن راقب المشهد في سلطنة عُمان خلال المرحلة الماضية وبشكل خاص خلال هذه الأيام سيجد المؤسسات العمانية الحكومية والخاصة وبعض مؤسسات المجتمع المدني في وضع يمكن وصفه بأنه ورشة عمل تسعى إلى تحويل النظريات العلمية إلى مشاريع والبحوث إلى سياسات هدفها السير بعُمان نحو المستقبل.
وهذه المؤتمرات على اختلافها واختلاف مواضيع نقاشها لا تأتي في سياق سياحة المؤتمرات، رغم أهمية هذا النوع من السياحة، ولكن هدفها الأول والأساسي هو أن تكون مختبرات أفكار مفتوحة يلتقي الباحثون فيها برواد الصناعة، ويجلس السياسيون مع الأكاديميين، ويتفاعل المستثمرون مع أصحاب الرؤى الجديدة ويستمع الصحفيون إلى الأطروحات من الجميع ليضعوا خططهم ومساراتهم التي تناقش وتُسائل كل هذه الأطروحات وتضعها في السياق التكاملي للمجتمع.
توفر المؤتمرات السياسية مساحة نادرة للحوار بعيدا عن ضغط الأحداث، حيث يمكن للدول المتنافسة التحدث بصراحة، وللمسؤولين استشراف التحولات العالمية دون أن يكونوا مكبلين بحسابات ضيقة. وفي الاقتصاد، تشكل نقطة التقاء بين رأس المال والمعرفة، وبين المشاريع الوليدة والشركات الكبرى، وبين الحكومات والقطاع الخاص. أما في العلوم والتكنولوجيا، فهي نافذة ضرورية للاطلاع على ما يجري في المختبرات الأكثر تقدما، وما تخبئه الابتكارات القادمة من فرص وتحديات.
فتح، على سبيل المثال، مؤتمر المحيط الهندي مساحة للحوار بين الدول المطلة على المحيط الهندي واستمع الجميع للتحديات التي تواجههم ليس فقط في بنية الأطروحات السياسية التي تتبناها كل دولة ولكن تم وضع تلك الأطروحات أمام واقع التحالفات التجارية والمخاطر التي تواجه الأمن البحري ووضعت كل تلك التحديات أمام التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم. وفي مؤتمر القانون الدولي الإنساني جلس الكثير من صناع السياسات إلى جوار الفقهاء وإلى جوار المنظمات الحقوقية والإنسانية واستمع كل منهما إلى أطروحات الآخر.
وفي مؤتمرات عقدت خلال الفترة الماضية حول الذكاء الاصطناعي اطلع الحضور على مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في تحريك اقتصاد المستقبل وتشكلت توجهات نحو صياغة تشريعات تواكب هذه التحولات، كما تحرك خبراء الأمن السيبراني نحو إعادة تشكيل منظوماتهم الأمنية بناء على الثورة التكنولوجية الجديدة.
ومثل هذه النقاشات لا تقتصر على العلماء، بل يحضرها صناع القرار، وأصحاب الشركات الناشئة، والجهات المنظمة للأسواق، والنتيجة تتجاوز التوصيات بل تتحول في الكثير من الأحيان إلى توجيهات عملية لحظية سواء في بناء تشريعات جديدة أو في استثمارات ضخمة تغير خريطة المنافسة.
من هنا تكتسب المؤتمرات أهمية حقيقية وتحول الدولة، أي دولة كانت، إلى مساحة للنقاشات وطرح الأفكار وتعزز قوة الدولة الناعمة كما تعزز مركزها الفكري والمعرفي.
لكن المهم أن تكون المشاركة في هذه المؤتمرات فاعلة وهدفها تطوير الأفكار وصناعة تحولات حقيقية في كل قطاع من القطاعات التي يناقشه المؤتمر/ المؤتمرات ويمكن لكل قطاع أن يقوم ببناء مؤشرات تقيس مدى استفادة الأفراد وقطاعات والمؤسسات مما تطرحه المؤتمرات وما تصل له من نتائج.
فلا بد من مراقبة الأفكار التي تتشكل إلى جوار هذه المؤتمرات والقرارات التي تنضج في مسارها حتى لا تتحول المؤتمرات إلى مجرد عبء مالي وإداري.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الإعلان عن تكلفة بناء قاعة ترامب للاحتفالات في البيت الأبيض
(CNN)-- يحلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عقد ونصف ببناء قاعة احتفالات جديدة في حرم البيت الأبيض، ويبدو أن حلمه على وشك أن يصبح حقيقة.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، أن بناء قاعة الاحتفالات تبلغ مساحتها 90 ألف قدم مربع، بتكلفة 200 مليون دولار، سيبدأ في سبتمبر/ أيلول، محققًا بذلك طموحًا لترامب استمر 15 عامًا لبناء مساحة مخصصة للفعاليات على أرض البيت الأبيض، مما يزيد من سعة المبنى الترفيهية، ويشبه في الوقت نفسه مساحات مشابه في نواديه الخاصة.
وتُظهر الرسومات التي قدمها البيت الأبيض مساحة واسعة بثريات ذهبية وكريستالية، وأعمدة مذهبة، وسقف مُزخرف بتطعيمات ذهبية، ومصابيح أرضية ذهبية، وأرضية رخامية مربعة الشكل.
وتُطل 3 جدران من النوافذ المقوسة على الساحة الجنوبية للبيت الأبيض، بما في ذلك سارية علم جديدة ضخمة كانت من إضافات ترامب الأخرى للمجمع التاريخي.
وقال ترامب للصحفيين، الخميس: "لطالما قلت إنني سأفعل شيئًا حيال قاعة الاحتفالات، لأنهم يستحقون واحدة"، وأضاف: "سيكون مشروعًا رائعًا، وأعتقد أنه سيكون مميزًا".
وذكرت ليفيت بأن "القاعة الجديدة ستشغل المساحة التي تضم حاليًا الجناح الشرقي للقصر الرئاسي، حيث كانت السيدات الأوائل يشغلن مكاتبهن تقليديًا، وسيتم نقل الموظفين العاملين من الموقع مؤقتًا".
وتُظهر الرسومات التصميمية الجزء الخارجي من قاعة الاحتفالات بارزًا على الحديقة الجنوبية، مع صف أعمدة يمتد على طول أحد الجدران.
ويُحاكي التصميم الذهبي والأبيض إلى حد كبير قاعة الفعاليات الرئيسية على طراز لويس الـ14 في منتجع ترامب "مار إيه لاغو" في بالم بيتش، ولم يتردد ترامب في استلهام أفكاره من نواديه.
وقال ترامب في نهاية الأسبوع الماضي، خلال لقائه رئيس المفوضية الأوروبية في إحدى قاعاته المزينة بالكريستال، هذه المرة في منتجع تيرنبيري للغولف في اسكتلندا: "لم يكن أي رئيس يعرف كيف يبني قاعة الاحتفالات، يمكنني أن آخذ هذه القاعة وأضعها هناك، وستكون رائعة الجمال".
وقال البيت الأبيض إن قاعة الاحتفالات الجديدة - التي ستحافظ على "طابع وتراث" القصر ذي الطراز الكلاسيكي الجديد - ستتسع لـ 650 شخصًا، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة الغرفة الشرقية، التي تُعد حاليًا أكبر قاعة للفعاليات في البيت الأبيض.
وقالت سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، في بيان: "الرئيس ترامب بانيٌّ بطبعه، ويتمتع بنظرة استثنائية للتفاصيل"ـ وأضافت: "الرئيس والبيت الأبيض ملتزمان تمامًا بالعمل مع الجهات المعنية للحفاظ على التاريخ المميز للبيت الأبيض، مع بناء قاعة الاحتفالات جميلة يمكن للإدارات القادمة والأجيال القادمة الاستمتاع بها".
ووصفت ليفيت البناء الجديد - الذي قالت إنه سيُموّل من قِبل ترامب ومتبرعين آخرين من القطاع الخاص - بأنه إضافة ضرورية بعد أن اضطر البيت الأبيض إلى استضافة فعاليات كبرى في خيمة مؤقتة شُيّدت في الحديقة الجنوبية، والتي وصفتها بأنها "قبيحة المنظر".
وقالت: "على مدى 150 عامًا، تمنى الرؤساء والإدارات وموظفو البيت الأبيض وجود مساحة واسعة للفعاليات في مجمع البيت الأبيض تتسع لعدد أكبر بكثير من الضيوف مما هو مسموح به حاليًا".
وأضافت: "أعرب الرئيس ترامب عن التزامه بحل هذه المشكلة نيابةً عن الإدارات المستقبلية والشعب الأمريكي".
وتابعت أن ترامب عقد اجتماعات مؤخرًا مع مسؤولين من إدارة المتنزهات الوطنية، والمكتب العسكري للبيت الأبيض، وجهاز الخدمة السرية الأمريكي لـ"مناقشة ميزات التصميم والتخطيط".
وتم اختيار شركة ماكري للهندسة المعمارية، وهي شركة معمارية معروفة بـ"تصميمها المعماري الكلاسيكي"، لقيادة المشروع.
وقال جيم ماكري، الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان: "يشرفني أن الرئيس ترامب قد عهد إليّ بالمساعدة في إنجاز هذا التجديد الجميل والضروري لبيت الشعب، مع الحفاظ على أناقة تصميمه الكلاسيكي وأهميته التاريخية".
وكانت رؤية بناء قاعة الاحتفالات جديدة في البيت الأبيض تراود ترامب منذ عام 2010 على الأقل، عندما اتصل بالبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وعرض عليه بناء واحدة، ولكن رُفض عرضه.
وقال ترامب خلال ولايته الأولى: "كانت التكلفة حوالي 100 مليون دولار، عرضتُ القيام بذلك، ولم أتلقَّ أي رد".
أمريكاالبيت الأبيضباراك أوبامادونالد ترامبنشر الجمعة، 01 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.