كلام الناس
نورالدين مدني
أول كتاب قرأته في القاهرة بعنوان (باكاش وأحاجي من شرق السودان) تاليف الدكتورة نعمات مصطفى وعادل سيد أحمد وهو يتضمن بعض الأحاجي البجاوية المستوحاة من ثقاقة الشرق وتراثه الحضاري.
الكتاب محشود بالأحاجي التي تجسد القيم و الحكم و الصفات الجميلة التي يريد المجتمع نقلها للاجيال الصاعدة إضافة للقصص التي تخلد سير أبطال الشرق وعلى رأسهم عثمان دقنة وحكاية تتعلق بأصل الهندندوة.
من الأحاجي المتعلقة ببعض الأمثال المحلية حكاية اللسان أطيب الطعام وأفسده تعبيرا عن القول المأثور اذا صلح اللسان لا شيء يفسد وإذا فسد لا شيء يصلح .. لذلك لابد من الحفاظ على اللسان.
ذكرت الدكتورة نعمات في مقدمة الكتاب ان الأحاجي البجاوية تعتبر ضمن الادب الشفاهي يتم نقلهاعبر مجموعات مختلفة مما يجعلها عرضة للتغيير، وانها مستوحاه من ثقافتهم وانها تجسد بعض المواقف البطولية في حياتهم.
اوضحت الدكتورة نعمات ان هذه الاحاجي تجسد نظرة المجتمع البجاوي للمراة فهي عندهم مقدرة ومدللة ومحاطة بسياج من التقدير والحماية الاخلاقية،
وهي احاجي متداولة في المجتمع البجاوي خاصة وسط كبار السن.
لن استعرض في هذه المساحة الاحاجي التي تضمنها الكتاب فقط ساسرد بعض عناوينها مثل الفقير الصادق ومقامات الرجال وهمد امسا وهمد باسبار ووادي الجن وبابكر وجلما جندا.
إنه كتاب يوثق لجانب من جوانب ألتراث البجاوي الذي يحتاج لمزيد من التنقيب في
خباياه وحكمه ماثوراته المجتمعية.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس حزب المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بشأن تطورات الأوضاع في غزة تجسد الدور المصري الأصيل تجاه فلسطين
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بشأن الأوضاع فى غزة جاءت لتؤكد مجددا على الثوابت المصرية الصلبة تجاه القضية الفلسطينية، وتعكس إدراكا وطنيا عميقا بحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، و بأهمية التحرك السياسي والدبلوماسي من أجل إنهاء العدوان وإدخال المساعدات.
وأضاف فرحات أن الرئيس السيسي وضع المجتمع الدولي مجددا أمام مسؤولياته، خاصة حينما وجه نداء مباشرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبا إياه ببذل الجهد لوقف الحرب، في رسالة تعكس أن مصر تتحرك على كل المستويات، من منطلق دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني كما أوضح الرئيس أن هذا الدور "محترم ومخلص وأمين"، وأن مصر لا يمكن أن تتورط في أي موقف سلبي تجاه الأشقاء.
وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن تصريحات الرئيس السيسي بشأن رفض التهجير القسري للفلسطينيين تمثل دفاعا واضحا عن جوهر القضية الفلسطينية، موضحا أن "تهجير الفلسطينيين يفرغ تماما فكرة حل الدولتين من مضمونها"، وهو ما عبر عنه الرئيس بكل صراحة، في وقت تحاول فيه بعض القوى فرض واقع جديد بالقوة العسكرية.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر أن الجهود المصرية لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني مستمرة، رغم إغلاقه من الطرف الآخر، وهذه شهادة على أن مصر تبذل كل ما في وسعها لتخفيف المعاناة، وأن موقفها الإنساني لا ينفصل عن مواقفها السياسية الثابتة مشيرا إلى أن الحديث عن احتياج غزة إلى 600 أو 700 شاحنة مساعدات يوميا، هو تذكير بحجم الأزمة و تعقيداتها.
وأكد فرحات أن حديث الرئيس اليوم عكس توازنا دقيقا بين المواقف الأخلاقية والسياسية، حيث حمل الاحتلال مسؤولية الأزمة، وطالب القوى الكبرى بالتحرك، وفي الوقت ذاته دعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مزيد من التصعيد الذي يضر بالمنطقة بأكملها، كما عبر عن الرفض القاطع لأي محاولات لفرض حلول جزئية أو التلاعب بمستقبل القضية الفلسطينية.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما زالت اللاعب الأهم و الأكثر عقلانية في الساحة الإقليمية، وأن تمسكها بالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بعيدا عن الحسابات الضيقة أو محاولات فرض حلول مؤقتة على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.