الرياض ودبلوماسية السلام.. احتفاء إعلامي بنتائج اجتماع واشنطن وموسكو
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
السعودية – احتفت وسائل إعلام سعودية، امس الثلاثاء، باستضافة الرياض أول اجتماع روسي أمريكي لمعالجة الخلافات وتحسين العلاقات الثنائية، وذلك منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف في 24 فبراير/ شباط 2022.
ومشيدة بالنتائج الإيجابية لاجتماع امس الثلاثاء، وصفت وسائل إعلام سعودية، نقلا عن خبراء، المملكة بأنها قوة دبلوماسية لتحقيق السلام العالمي، والمكان المحايد الموثوق.
واجتمع في الرياض وفدان روسي وأمريكي برئاسة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي ماركو روبيو، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وفق قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.
وخلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، قال لافروف إن موسكو وواشنطن اتفقتا على تبادل تعيين سفيرين لديهما في أقرب وقت، وإزالة المشكلات المتعلقة بعمل البعثات الدبلوماسية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عاد السفير الروسي بواشنطن أناتولي أنتونوف إلى بلاده، بعد انتهاء مهامه حسب الخارجية الروسية، دون تعيين سفير جديد، بينما واصلت السفيرة الأمريكية لين تريسي عملها في موسكو.
وأضاف لافروف أن الجانبين اتفقا أيضا على “توفير الشروط اللازمة لإعادة التعاون بشكل شامل وتوسيعه ليشمل مجالات مختلفة.”
كما اتفقا على “بدء عملية لحل قضية أوكرانيا في المستقبل القريب”، حسب لافروف.
وبدوره أعلن روبيو الاتفاق مع موسكو على تشكيل لجان رفيعة المستوى لإجراء مفاوضات سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتعزيز التعاون الاقتصادي.
** قوة دبلوماسيةقناة “الإخبارية” السعودية (رسمية) أثنت على النتائج بقولها: “اجتماع الرياض ينجح في إنهاء الخلاف الروسي الأمريكي”، مؤكدة “ثقل المملكة ومكانتها الدولية”.
القناة نقلت عن فهد الخريجي أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود إن “المملكة تمتلك قوة سياسية واقتصادية ولها دبلوماسية سياسة في تحقيق السلام العالمي”.
كما قال رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري للقناة إن “الاجتماع الأمريكي الروسي نجح قبل أن يبدأ لأن المملكة هي المكان المحايد الموثوق للطرفين”.
واعتبر مطلق المطيري أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود أن “استضافة القمة الروسية الأمريكية دلالة على أن الرياض مركز يصنع الحلول العالمية”، وفق القناة.
واستخدمت صحف عكاظ والرياض والمدينة، في منشورات عبر منصة “إكس”، العبارة ذاتها وهي: “اجتماع الرياض ينجح في إنهاء الخلاف الروسي الأمريكي”.
** محادثات “ناجحة”واحتفاءً بدور السعودية في المحادثات الروسية الأمريكية، استخدمت صحيفة “الشرق الأوسط” عناوين منها: “اجتماع الرياض يؤسس لعودة العلاقات الأمريكية الروسية”.
وعنوت الصحيفة أيضا بـ”محادثات أمريكية روسية ناجحة برعاية سعودية”، و”النفوذ المتزايد للرياض وراء اختيارها مكانا للمحادثات الأمريكية الروسية”.
وصبيحة الاجتماع، قالت صحيفة عكاظ: “الرياض عاصمة السلام”، و”الكبار يتصالحون” على أرض السعودية، وتحدثت صحيفة الرياض عن “دور قيادي سعودي في تحقيق التوازن الدولي”.
وإلى جانب لافروف، ضم الوفد الروسي في مباحثات الرياض مستشار السياسة الخارجية بالكرملين يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف.
وإضافة إلى روبيو، ضم الوفد الأمريكي مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك وولتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وفي 12 فبراير/ شباط الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصله إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي اليوم التالي، أعلن أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا سيجتمعون في السعودية، وهو ما تحقق اليوم.
وتشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتعزوه إلى أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
السلام بين أرمينيا وأذربيجان.. غوتيريش يصف الاتفاق بـ«اللحظة التاريخية»
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالإعلان المشترك الشامل الذي وقعته أرمينيا وأذربيجان برعاية الولايات المتحدة، معتبرًا إياه محطة مهمة في مسار تطبيع العلاقات بين البلدين بعد عقود من النزاع.
وقال غوتيريش، في منشور على منصة إكس، إنه يثمن الاتفاق الذي وقعه أمس الجمعة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، مشددًا على أهمية هذه الخطوة في دفع عملية السلام قدمًا.
وجرى توقيع الإعلان المشترك الثلاثي في العاصمة واشنطن، حيث وصف ترامب الاتفاق بأنه “سلام ووقف لإطلاق النار”، مؤكدًا أن الطرفين اتفقا على التعاون بشكل نشط مع بعضهما البعض ومع الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.
ويأتي هذا الاتفاق بعد سنوات من التوتر والحروب المتقطعة حول إقليم قره باغ، إذ بدأت يريفان وباكو عام 2022، بوساطة من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مناقشة معاهدة سلام شاملة، وفي أيار 2023، أعلن باشينيان استعداد أرمينيا للاعتراف بسيادة أذربيجان ضمن حدودها السوفيتية السابقة، بما يشمل الإقليم المتنازع عليه، وفي 19 أيلول 2023، نفذت أذربيجان عملية عسكرية في قره باغ أعلنت على إثرها استعادة كامل سلامتها الإقليمية، بينما قررت السلطات المحلية في الإقليم حل الجمهورية غير المعترف بها اعتبارًا من مطلع يناير 2024.
المعارضة الأرمينية: إعلان واشنطن يشكل تهديداً لسيادة أرمينيا
أعلن مكتب حزب “داشناكتسوتیون” الأرمني المعارض أن الإعلان المشترك الموقع في 8 أغسطس بين أرمينيا والولايات المتحدة وأذربيجان في واشنطن يمثل “ضربة قوية لسيادة أرمينيا”.
وجاء في بيان الحزب المنشور على موقعه الرسمي أن الإعلان لا يعكس فقط المصالح الوطنية والدولية لأرمينيا، بل ينتهك سيادتها ويهدد وجودها كدولة مستقلة.
واتهم الحزب القيادة الأرمنية باتخاذ قرارات “غير متوازنة” و”تحت سرية غير مقبولة”، موضحاً أن هذه القرارات تتجاهل الحقوق الجماعية والمصالح الحيوية للشعب الأرمني، وتسبب تحديات جديدة للأمن الإقليمي، وتخل بالتوازن العسكري والسياسي في المنطقة.
وأشار الحزب إلى أن الهدف من الإعلان هو “الحفاظ على سلطة القيادة الحالية في أرمينيا عبر تحويل البلاد إلى ساحة تصادم للمصالح الجيوسياسية”.
وجاء هذا الإعلان عقب لقاء جمع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في واشنطن، حيث تم توقيع اتفاقية مبدئية بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان لتحقيق السلام وتعزيز العلاقات الدولية.
كما وافقت أرمينيا على التعاون مع الولايات المتحدة وأطراف ثالثة لإنشاء “طريق ترامب للسلام الدولي والازدهار”، وهو ممر يربط أذربيجان بمنطقة نخجوان الذاتية عبر الأراضي الأرمنية.
من جانب آخر، عبّر مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي عن معارضة طهران للمشروع، محذراً من أن تنفيذه “يهدد أمن جنوب القوقاز”.
وأشارت مصادر لوكالة “رويترز” إلى أن أرمينيا تخطط لمنح الولايات المتحدة حقوقاً حصرية لتطوير ممر عبور طويل الأمد يحمل اسم “طريق ترامب”، حيث ستتولى واشنطن تأجير الأراضي لإدارة البنية التحتية وفق القوانين الأرمنية.