اقتصاد السوق الحر… بوابة الانضمام للأسواق الدولية ودخول الاستثمارات الخارجية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
دمشق-سانا
يعتمد اقتصاد السوق الحر نظاماً مبنياً على حرية العرض والطلب في تحديد أسعار السلع والخدمات، ويرتكز على حرية التبادل والملكية الخاصة والمنافسة بين الشركات، ويمهد الطريق نحو الانفتاح على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يجذب الاستثمارات الأجنبية ويعزز قدرة سوريا على الانضمام للأسواق الدولية.
وللحديث عن هذا الموضوع وأهميته التقت سانا عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق، الذي أوضح أن التوجه نحو السوق الاقتصادي الحر يعد نقلة نوعية في الاقتصاد السوري، ستؤدي إلى تعزيز قيمة المنتج المحلي الذي أثبت جودته وكفاءته أمام المستورد.
ورأى الحلاق أن القطاع الغذائي الوطني قادر على الاستمرار والمنافسة بقوة نظراً لجودته، لكن الصناعات الكهربائية الإلكترونية والمنزلية ستواجه بعض الصعوبات في ظل توجه المواطنين نحو البضائع الخارجية، بينما مع الوقت سيظهر أن المنتج المحلي يتمتع بمزايا أكثر من المستورد فيما يتعلق بالكفالة الحقيقية وخدمة ما بعد البيع.
ولفت الحلاق إلى أن قطاع الصناعات الدوائية لن يتأثر في المرحلة المقبلة لجودة أصنافه وموثوقيتها، بينما سيواجه قطاع الصناعات النسيجية مشكلة في عملية التسويق والمبيعات، نتيجة إغراق الأسواق بالبضاعة المستوردة و “البالة”.
وأكد الحلاق ضرورة تمكين الصناعة ودعمها وحمايتها من خلال وضع رسوم جمركية على البضاعة المستوردة التي لها مثيل محلي وتكفي السوق، وتوفير الطاقة بسعر مخفض، وتأمين القروض وتيسيرها، وفتح المجال لمشاركة الشركات الوطنية بالمعارض المحلية والدولية مجاناً.
بدوره الصناعي عاطف طيفور أوضح أن السوق الحر هو الهدف الوطني المستقبلي، وتوفر المواد الاستهلاكية المستوردة بأسعار تنافسية خلق ارتياحاً عاماً لدى المواطنين، لكن للانتقال من السوق المغلق نحو المفتوح يجب تقسيم المواد المستوردة إلى نوعين، الأول المواد الأجنبية التي يستحق المواطن توفرها من باب التنافسية والجودة والرفاهية، والثاني المواد القابلة للتصنيع محلياً التي تحتاج الدعم، ويتم تقسيمها تحت معادلة القيمة المضافة المتكاملة.
وبين طيفور أن الإجراءات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة في عهد النظام البائد أدت إلى عجز عام بكل المفاصل الاقتصادية، داعياً إلى ترميم الاحتياطي من القطع الأجنبي والذهب والسياسة النقدية والمالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي، وحصر الأولوية بالاقتصاد المفتوح على دعم المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج، وتفعيل الضميمة على دليل خاص لبعض الصناعات السورية، وترشيد المواد الاستهلاكية والرفاهية بشكل متوازن.
الخبير الاقتصادي الدكتور محمد كوسا أشار إلى أن النظام الاقتصادي الحر يلبي توجهات أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال في دخول السوق دون تقييد بإنتاجهم أو ابتكاراتهم، حيث يتمتعون بحرية طرح منتجات جديدة بناء على احتياجات المستهلكين والواقع وبأسعار تنافسية، ما ينعكس على المستوى المعيشي عبر خلق فرص عمل.
وأوضح أن النظام الاقتصادي الحر سيقوم بإعادة توزيع الدخل الوطني بشكل أفضل وخاصة أن الطرق القديمة كانت تهدر من خلال الدعم الذي لا يصل إلى مستحقيه، واستفادة الفاسدين من هذا الدعم بعشرات الأضعاف عن مستحقيه الحقيقيين.
ولفت كوسا إلى ضرورة حماية المنتجات الوطنية عبر تخصيص جزء منها للدخول بمدخلات المشاريع الاستثمارية الكبرى والشركات الموجودة في سوريا وفق نسب محددة، ووضع القوانين اللازمة لذلك وبرامج التأمين عليها بشروط مُيسرة، وتقديم إعفاءات ضريبية ورسوم جمركية لفترات محددة، وعقد الاتفاقات الاقتصادية الدولية، وإدراج الشروط التي تضمن مثل هذه الحماية في حالات التصدير أو الاستيراد للبضائع الأجنبية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
صادرات غرفة صناعة عمان تتجاوز 3.4 مليارات دينار في 2025
صراحة نيوز- كسرت صادرات غرفة صناعة عمان حاجز 3.4 مليار دينار في النصف الأول من 2025، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 12.3% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، مدعومة بجودة منتجاتها وتنافسيتها في الأسواق الخارجية.
وأظهرت بيانات الغرفة أن قيمة الصادرات بلغت 3.467 مليار دينار مقابل 3.086 مليار دينار في النصف الأول من 2024. وسجلت 7 قطاعات فرعية زيادة في صادراتها، تراوحت بين 1% للصناعات البلاستيكية والمطاطية و73.4% للصناعات الإنشائية. في المقابل، شهدت قطاعات الصناعات الهندسية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات، والتعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية، والقطاعات الخشبية والأثاث تراجعاً في الصادرات بنسب 1.7% و7.2% و13.6% على التوالي.
وسيطرت أربع دول على أكثر من نصف صادرات الغرفة، وهي الهند والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والعراق، بمجموع صادرات بلغ 1.988 مليار دينار. وارتفعت صادرات الغرفة إلى الهند بنسبة 27% لتصل إلى 533 مليون دينار، وإلى السعودية بنسبة 7.4% إلى 418 مليون دينار، وإلى العراق بنسبة 2.6% إلى 451 مليون دينار. بينما تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 7.8% لتبلغ 586 مليون دينار، لكنها بقيت في صدارة الدول المستقبلة لصادرات صناعة عمان.
وسجلت الصادرات إلى سوريا زيادة لافتة بنسبة 366.3% لتصل إلى 154 مليون دينار، فيما ارتفعت الصادرات إلى فلسطين بنسبة 15.1% إلى 82 مليون دينار.
وحسب التوزيع الجغرافي، تصدرت الدول العربية الصادرات بقيمة 1.698 مليار دينار، تلتها الدول الآسيوية غير العربية بـ738 مليون دينار، وأمريكا الشمالية بـ609 ملايين دينار. كما بلغت صادرات الاتحاد الأوروبي 193 مليون دينار، والدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد 94 مليون دينار، والدول الإفريقية 85 مليون دينار، وأمريكا الجنوبية 52 مليون دينار، ودول أخرى 30 مليون دينار.
على صعيد القطاعات، توزعت الصادرات على الصناعات التعدينية بـ809 ملايين دينار، والكيماوية ومستحضرات التجميل بـ617 مليون دينار، والصناعات الهندسية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات بـ508 ملايين دينار. كما بلغت صادرات الصناعات التموينية والغذائية والزراعية والثروة الحيوانية 485 مليون دينار، والعلاجية واللوازم الطبية 360 مليون دينار، والجلدية ومستحضرات التجميل 304 ملايين دينار. وحققت الصناعات البلاستيكية والمطاطية 152 مليون دينار، والتعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية 122 مليون دينار، والإنشائية 102 مليون دينار، والخشبية والأثاث 9 ملايين دينار.
تجدر الإشارة إلى أن غرفة صناعة عمان، التي تأسست عام 1962، تضم حالياً نحو 8600 منشأة صناعية وتشغل 159 ألف عامل وعاملة برأسمال يقارب 5 مليارات دينار.