اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم يعود إلى 3,000 عام
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
كشف علماء الآثار عن اكتشاف جزء جديد من سور الصين العظيم يعود تاريخه إلى نحو 3000 عام، مما يؤكد أن بناء السور بدأ قبل 300 عام؛ مما كان يعتقد سابقا، وتحديدا في أواخر عهد أسرة تشو الغربية.
وقد تم الكشف عن هذا الاكتشاف المذهل في منطقة تشانغتشينغ بمدينة جينان في مقاطعة شاندونغ. ويعود تاريخ هذا الجزء إلى أواخر عهد أسرة تشو الغربية (1046-771 قبل الميلاد) وبداية فترة الربيع والخريف (770-476 قبل الميلاد).
وأجرى معهد شاندونغ الإقليمي للآثار والتراث الثقافي عمليات تنقيب غطت مساحة 1100 متر مربع في الجزء الشمالي من قرية قوانغلي خلال الفترة من مايو إلى ديسمبر 2024. ويعد هذا أول تنقيب شامل لسور تشي العظيم بعد سنوات من عمليات المسح الأولية.
ويعرف هذا الجزء باسم سور الصين العظيم، وهو سابق لسور أسرة مينغ الشهير، حيث شيدته دولة الصين خلال فترة الممالك المتحاربة (475-221 قبل الميلاد). ويمتد السور لمسافة 600 كيلومتر عبر مقاطعة شاندونغ، وقد بني لحماية الدولة من الغزوات، خاصة من دولة تشو.
Relatedتضرر سور الصين العظيم بعدما فتح فيه عاملان ثغرة من أجل طريق مختصر بدون تعليق: وصول الشعلة الأولمبية للألعاب الشتوية إلى سور الصين العظيم وجاكي شان في استقبالها شاهد: بعد غلقه أمام الجمهور.. صحفيون يحظون بفرصة اكتشاف سور الصين العظيمواستخدم فريق البحث مزيجا من التحليل التقليدي للقطع الأثرية وأساليب متطورة مثل التأريخ بالكربون المشع والتحفيز الضوئي.
وقد كشف عن تقنيات هندسية متقدمة في بناء السور، الذي شيد من التراب المدكوك والحجارة ومواد أخرى، مما يظهر براعة عسكرية مميزة قبل توحيد الصين تحت حكم أسرة تشين.
كما حدد الفريق موقع مدينة بينغين القديمة على بعد 1.5 كيلومتر شمال سور الصين. وتصف النصوص التاريخية، مثل "زو تشوان" و"تعليق الكتاب المائي"، بينغين كمعقل حيوي لدولة الصين، حيث لعبت دورا مهما في حماية طرق النقل وتأمين الحدود.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "خشبية وحارة وحلوة"..دراسة علمية تكشف روائح التحنيط المصري القديم بعد آلاف السنين هل يوجد فن منحطّ؟ النازية كانت ترى ذلك وفرنسا تفْرد له معرضا خاصا في متحف بيكاسو في باريس خبراء يدعون إلى ترميم المواقع التراثية في سوريا الصينمنوعاتعلم الآثارتاريخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله الصين منوعات علم الآثار تاريخ دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله الحرب في أوكرانيا سياحة ألمانيا روسيا لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سور الصین العظیم یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الذهب الذي ولد من النار والماء.. اكتشاف مثير بالصحراء المغربية
عادة ما يتكون الذهب داخل ما يعرف بـ"الأنظمة الأوروجينية"، حين تدفع الحركات التكتونية بالمعادن نحو الأعماق، لتتبلور تحت درجات حرارة وضغط مرتفعين.
لكنّ فريقا بحثيا مغربيا يقوده الدكتور سعيد إلمن، أستاذ الجيولوجيا الاقتصادية بجامعة ابن زهر بالمغرب، اكتشف ظروفا نادرة كان بطلها "النار والماء"، أدت إلى تكوين الذهب في منجم "ميلينت"، الواقع ضمن منطقة "درعة السفلى" في أقصى غرب جبال الأطلس الصغير بالمغرب.
يقول إلمن للجزيرة نت إن "المنطقة التي ينتمي لها المنجم تقع في الجزء الشمالي من الحزام الجيولوجي، الذي يعرف باسم "الدرع الغرب أفريقي"، أحد أقدم نوى القارات على سطح الأرض (عمره أكثر من 3 مليارات سنة)".
ويضيف "وتتكون الصخور هناك من صخور ريوليتية، وهي نوع من الصخور البركانية الغنية بالسيليكا، والتي كانت في الماضي جزءا من براكين قديمة، ثم تعرضت للضغط والطي والانكسار بمرور الزمن".
ويحتضن هذا الحزام العديد من الرواسب المعدنية القديمة، إلا أن منجم ميلينت يمثل اكتشافا جديدا بالكامل، ويمتاز بخصائص مميزة لا تشبه أيًّا من الرواسب الذهبية المعروفة في المنطقة، كما رصد إلمن ورفاقه في الدراسة المنشورة بدورية "جورنال أوف أفريكان إيرث ساينس".
وبينما يحتوي منجم "أزوكار نتيلي" المجاور على ذهب مرتبط بمعادن الكبريتيد (الرصاص والزنك)، فإن "ميلينت" يحتوي على "معادن تيلوريدية" و"مونازيت هيدروحرارية"، وهي مؤشرات على أن أصل الذهب هناك بركاني مائي مختلط، لا ناري صرف ولا مائي صرف، بل ناتج عن تفاعل الاثنين معا.
ويروي إلمن في دراسته قصة تشكل الذهب في منجم ميلينت، والتي تبدأ فصولها بأنه "تحت تأثير النشاط البركاني القديم، كانت الصخور تشتعل بحرارة تفوق خمسمائة درجة مئوية، وبينما كانت هذه "النار" تهيئ البيئة الملتهبة، تسربت عبر الشقوق العميقة مياه حارة غنية بالعناصر الكيميائية كالذهب والفضة والتيلوريوم، وتحركت تلك المياه، التي تعرف علميا بـ"المحاليل الهيدروحرارية" ببطء داخل الشقوق الناتجة عن انزلاقات في القشرة الأرضية، حاملة معها المعادن الذائبة في رحلة طويلة نحو الأعلى".
إعلانويتابع "عندما وصلت هذه المياه إلى الصخور البركانية القديمة في ميلينت، واجهت بيئة أبرد نسبيا، فانخفضت حرارتها تدريجيا من نحو 500 إلى 150 درجة مئوية، وعندما حدث هذا التحول الحاسم، فقدت المياه الساخنة قدرتها على حمل الذهب المذاب، فبدأ المعدن النفيس يترسب ويتبلور داخل الشقوق الصخرية".
ويضيف أنه "مع مرور الزمن، تراكمت ذرات الذهب على جدران العروق الصخرية لتكوّن نُتفا لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، في مشهد جيولوجي نادر لا يتكرر إلا في ظروف استثنائية، كالتي توفرت في منجم ميلينت".
ويشير إلمن إن ما يجعل مكمن ميلينت مميزا هو هذا التفاعل الفريد بين حرارة البراكين القديمة ومياه الأعماق المعدنية، الذي أتاح ميلاد "ذهب نقي" لا يرتبط بالكبريت أو الحديد كما هو الحال في معظم مناجم العالم.
ولم تكن تلك النقطة هي المميزة فقط في ذهب منجم ميلينت، فمن أبرز مفاجآت الدراسة الارتباط بين الذهب و معدن التيلوريوم، حيث يمكن وصف التيلوريوم بأنه المركبة الكيميائية التي حملت الذهب من الأعماق إلى سطح الأرض، وهذا الارتباط بين المعدنين يجعل من ميلينت نموذجا جيولوجيا فريدا في أفريقيا.
ويؤكد إلمن أن البنية التركيبية للصخور، لعبت دورا رئيسيا في تحديد مسار السوائل المعدنية، فقد ساعدت الشقوق الممتدة من الشرق إلى الغرب، التي رصدت أيضا عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، على توجيه حركة السوائل الغنية بالمعادن وترسيبها في أماكن محددة.
ويكشف وجود معادن مثل الكلوريت والمسكوفايت في جدران العروق عن أن المياه الحارة دارت بكثافة في هذه الفوالق العميقة.
ويقول إن "التحاليل كشفت أن منجم ميلينت مر بمرحلتين من التمعدن، الأولى كانت مرحلة غنية بالعناصر الأرضية النادرة عند درجات حرارة مرتفعة، والثانية شهدت ترسيب الذهب والتيلوريدات عندما بردت السوائل المعدنية وتغيرت ظروف الضغط والكيمياء".
ويضيف أن "وجود معادن مثل المونازيت الهيدروحراري والتيلوريدات يؤكد أن السوائل التي كونت الذهب كانت ماجما-حرارية، أي أنها نتاج تفاعل بين الصهارة البركانية والمياه العميقة، وهي بيئة غير معتادة في أغلب رواسب الذهب التقليدية".
ويبرز هذا الاكتشاف أن العلاقة بين الذهب والتيلوريوم والعناصر الأرضية النادرة ، تمثل مؤشرات جديدة للاستكشاف المعدني في المغرب وشمال أفريقيا، حيث تشير إلى أنظمة جيولوجية عميقة ذات إمكانات اقتصادية واعدة.
من الفكرة إلى الاكتشافوبدأ هذا المشروع عام 2022 برحلة استكشافية لرسم الخرائط وجمع العينات، ثم استخدم الفريق المجهر الإلكتروني الماسح في 2023 لملاحظة أدق تفاصيل المعادن داخل الصخور، قبل أن يوسعوا نطاق البحث باستخدام صور الأقمار الصناعية في 2024، وأخيرا نشروا نتائجهم في 2025.
ويكشف د.إلمن أنه يعتزم ورفاقه، بالتعاون مع الجهة المالكة لتصريح الاستكشاف، استكمال الدراسات الحرارية والضغطية، وربما إجراء دراسات تأريخ نظائري لتحديد العمر الزمني الدقيق لتكون الذهب في منجم ميلينتي.
إعلان