سوسن بدر تكشف لـ24 أسرار أزمة إنتاج مسلسلات الـ30 حلقة
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
يعد الشهر الفضيل حلبة صراع محمومة، يتنافس فيها صُناع الدراما العربية على تقديم أعمال تبهر المشاهد العربي، ويقتحم بعض النجوم شاشة التلفزيون بأكثر من عمل درامي يقدمون فيها شخصيات مختلفة، إلا أنه وعلى الرغم من ثبات تلك الصناعة منذ عقود، فإنه شيئاً فشيئاً يحدث تغير تدريجي في بنيتها من حيث عدد حلقاتها وطريقة تقديمها.
في السنوات الأخيرة، تراجع زخم الدراما الرمضانية المكونة من 30 حلقة، لتبرز على الساحة المسلسلات القصيرة التي لا تتجاوز 15 حلقة، إما أن تنتهي في النصف الأول من الشهر الفضيل أو تبدأ منتصفه وتُختتم مع نهايته.
هل يؤثر عدد الحلقات على جودة الدراما؟وفي هذا الصدد، التقى 24 بالفنانة المصرية سوسن بدر، وسألها ما إذا كان يؤثر عدد الحلقات على جودة الدراما العربية، وذلك على هامش الدورة البرامجية الرمضانية التي أطلقتها شبكة أبوظبي لعام 2025.
وتشير في حديثها لـ "24" أن اكتمال العمل الدرامي لا يقتصر على حلقاته، بل بآلية الطرح وجودة السرد، مؤكدة أن المسلسل الذي تنتهي أحداثه في 5 أو 7 حلقات يمكن أن يكون عملًا متكاملًا، إذا ما تم تقديمه بأسلوب محكم، حيث إن جمالية العمل لا تُقاس بطول مدته، بل بقدرته على جذب المشاهد وإيصال فكرته بفاعلية.
وتتساءل بدر من خلال 24 "ما المغزى في إطالة المشاهد والأحداث الدرامية في إطار 30 حلقة دون أن تحمل زخم درامي؟".
سوسن بدر بـ4 وجوه مختلفة في رمضان 2025وفي سياق متصل تشارك سوسن بدر في دراما رمضان 2025 من خلال 4 أعمال رمضانية بشخصيات مختلفة، وترى أن التحديات تتواجد في كل عمل قد تؤديه، فهي جزء من صناعة الدور والشخصية، وعلى الممثل أن يظهرها للمشاهد بشكل مختلف.
سوسن بدر لـ 24: نجاح الدراما لا يُقاس بعدد الحلقات
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/zhBdotMRQb
وتردف الفنانة أن العبء والمسؤولية تقع على كاهل الشخصية التي ينبغي عليها أن تكن محملة بوجهة نظر المؤلف والمخرج ووجهة نظر الممثل على وجه الخصوص، وهذا بحد ذاته تحدي كما وصفته بدر.
وتصف سوسن بدر أن التحدي الأساسي للممثل أنه عليه مقاربه جميع وجهة نظر القائمين على العمل، لصناعة شخصية لا تنسى.
وتخوض بدر الدراما الرمضانية من خلال عدة أعمال، منها مسلسل "أثينا" والذي يعرض المسلسل على مدار 15 حلقة، ويعالج قضية هامة تتعلق بالابتزاز الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويضم العمل نخبة من أبرز النجوم منهم ريهام حجاج، سوسن بدر، علي السبع، أحمد مجدي، سلوى محمد علي، نبيل عيسى، محمود قابيل، والمسلسل من إخراج يحيى إسماعيل، وتأليف محمد ناير.
وتشارك بدر أيضاً في مسلسل "الكابتن"، الذي يقوم ببطولته الفنان أكرم حسني، ويعرض على مدار 15 حلقة، ويعالج العمل الكوميدي قصة طيار يدعى "حسام" يتسبب في سقوط طائرة ركاب كان مسؤولًا عنها، وعندما يعود للحياة، يكتشف أن أرواح الركاب قد عادت للانتقام منه بأسلوب كوميدي.
ويشارك في العمل مجموعة متميزة من الفنانين منهم أحمد الرافعي، عمر شرقي، أحمد عبد الوهاب، محمد رضوان، سوسن بدر، آية سماحة، رحمة أحمد، وئام مجدي، والمسلسل من إخراج معتز التوني، وتأليف أيمن الشايب وعمرو الدالي.
وأيضاً تعتبر سوسن بدر جزءًا من مسلسل "أهل الخطايا"، المقرر عرضه في إطار 15 حلقة، ويتناول المسلسل العديد من القضايا والجرائم الحقيقية، ويفرض مخرج العمل رؤوف عبدالعزيز، السرية التامة حول تفاصيل المسلسل، ولم يكشف تفاصيل تلك الجرائم الحقيقية التي يتناولها، لتكون مفاجأة للجمهور عبر الشاشة الصغيرة.
ويضم المسلسل نخبة من النجوم إلى جانب سوسن بدر منهم جمال سليمان، وأحمد عفيفي، وإسلام جمال، وفرح الزاهد، ومحمد ثروت، وأحمد فهيم، وإسلام كابونجا، والعمل من إخراج رؤوف عبد العزيز، وتأليف أحمد أنور ومحمد عبد القوي.
والعمل الرمضاني الرابع الذي تشارك فيه بدر يحمل عنوان "الباء تحتها نقطة"، ويجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، وتدور أحداث المسلسل حول قضية محو الأمية في الإمارات، مع التركيز بشكل خاص على تعليم المرأة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات.
ويقدم المسلسل دراما كوميدية اجتماعية، مع النجم الإماراتي الكوميدي جابر نغموش والنجمة الإماراتية فاطمة الحوسني، وسعيد السعدي، ومن الدراما السورية الفنانة شكران مرتجى.
ويستعرض قصة حملة محو الأمية التي أطلقها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الإمارات، موضحاً دور المرأة في هذه الحملة والتحديات التي واجهتها للحصول على التعليم، المسلسل من تأليف إيمان السيد، وإخراج مصطفى الشال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوسن بدر دراما رمضان 2025 مصر رمضان 2025 هنا الزاهد دراما رمضان نجوم سوسن بدر رمضان 2025
إقرأ أيضاً:
أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.
وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.
ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.
عجز وقلق
وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.
ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.
سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.
وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".
إعلانوتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".
وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".
أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.
تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".
وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.
وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".
واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.
ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.
تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".
ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.
وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".
وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".
إعلان