قال اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب الأسبق، إن الدولة المصرية تعاملت بحرفية شديدة مع القضية الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر، من خلال تكثيف جهودها الدبلوماسية مع كافة الأطراف، بما في ذلك إسرائيل والدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، ونجحت في خلق رأي عام دولي داعم للقضية الفلسطينية ورافض لمخططات التهجير القسري.

وأضاف باشات، خلال لقائه ببرنامج "مباشر من مصر" على الفضائية المصرية، أن الدبلوماسية الرئاسية لعبت دورا محوريا في التصدي لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج غزة، حيث تحرك الرئيس عبد الفتاح السيسي بذكاء دبلوماسي لإفشال هذه المحاولات، ووقفت مصر بحزم ضد أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن ضرورة تقديم خطة بديلة قابلة للتنفيذ ليست إلا محاولة لجس النبض، لكن الموقف المصري ظل ثابتا في رفض أي واقع جديد يفرض على الفلسطينيين.

وأشار باشات إلى أن الموقف المصري لم يقتصر على القضية الفلسطينية فقط بل يمتد إلي مساندة الدول العربية ورفض أي تهديدات لها حيث تصدت مصر سريعا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين إلى السعودية، وهو ما دفع الدول العربية إلى إعلان تأييدها للموقف المصري كما واصلت مصر دعم الفلسطينيين بإدخال المساعدات الإنسانية والمعدات الثقيلة لإعادة إعمار غزة، تأكيدا على رفضها القاطع لتهجير سكانها.

من جانب آخر، أكد باشات أن المباحثات الجارية بين الوفدين الأمريكي والروسي لترتيب قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين تعكس تحركات جادة نحو إنهاء الصراع، لكنها تثير قلق الاتحاد الأوروبي الذي يشعر بالتهميش عن هذه المحادثات، ما يعكس تصاعد الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة.

وأضاف أن ترامب، الساعي لتحقيق إنجازات سياسية تعيده للمشهد الدولي، قد يتخذ قرارات تؤثر على استقرار أوروبا، متوقعا تصاعد الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي مع تراجع الدعم الأمريكي، ما يستدعي من قادته بناء استراتيجية مستقلة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتسارعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس النواب النواب التهجير القسري التهجير حاتم باشات باشات المزيد

إقرأ أيضاً:

روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة

وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، تعود روسيا لتطرح نفسها كوسيط محتمل، محاولة استثمار موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع كلا الطرفين لإخماد نيران مواجهة قد تنفجر في أي لحظة. وبينما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تتكثف التحركات الدولية، مع دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة عبر الرئيس دونالد ترامب، ما يضيف بُعدًا إضافيًا للأزمة المعقدة.

الكرملين يعيد طرح مبادرة تخزين اليورانيوم

أعلن الكرملين أن روسيا لا تزال مستعدة للعب دور الوسيط في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وأكد أن مقترحاتها السابقة، والتي تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني داخل الأراضي الروسية، لا تزال قائمة على الطاولة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ترى أن تصاعد الأعمال القتالية زاد من تعقيد المشهد، إلا أن فرص الحل السلمي لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن روسيا تحتفظ بقنوات تواصل مفتوحة مع الأطراف كافة.

ريابكوف: إيران تمارس حقها في الدفاع عن النفس

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده تعتبر أن ما تقوم به إيران يدخل ضمن إطار "الدفاع عن النفس"، في ظل ما وصفه بـ"الهجمات الإسرائيلية المتكررة". وأشار إلى أن موسكو تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الأزمة، كما أنها على تواصل مباشر مع كل من طهران وتل أبيب.

ترامب وبوتين.. وساطة محتملة!

في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط بين إيران وإسرائيل. وأوضح ترامب خلال مقابلة مع شبكة "ABC News"، أن بوتين تواصل معه هاتفيًا وعبّر عن استعداده للتدخل من أجل وقف التصعيد.
وبحسب ما صدر عن الكرملين، فإن الاتصال بين الرئيسين تناول "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط"، مما يشير إلى احتمالية تحريك دبلوماسي قوي من الطرفين في الأيام المقبلة.

التصعيد العسكري.. المواجهة الأولى من نوعها

منذ 13 يونيو، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في محاولة لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي. وتعد هذه المواجهة أول اصطدام مباشر وواسع النطاق بين الدولتين بعد عقود من الحروب غير المباشرة والضربات المحدودة.
ووفقاً للتقديرات الرسمية، أدت الضربات حتى الآن إلى مقتل 24 شخصًا في إسرائيل، وأكثر من 250 في إيران.

الخبير العسكري سمير فرج: إسرائيل اخترقت الداخل الإيراني

في هذا السياق، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن ما يحدث الآن هو "اختراق ممنهج" من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وأكد أن عملية اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية بقنبلة داخل منزل تابع للحرس الثوري الإيراني هي أحد الأدلة الدامغة على هذا التغلغل الأمني الخطير.

وأضاف فرج أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران لم تنطلق من المجال الجوي الإيراني بل نُفذت من خارج أراضيه، وتحديداً من فوق الأجواء العراقية، حيث عبرت الصواريخ مسافات طويلة لتصل إلى أهدافها في عمق إيران، مما يشير إلى دقة استخباراتية وخطة عسكرية محكمة.

جهود دولية لوقف التصعيد.. وقلق روسي متزايد

وفي ظل هذا التصعيد، أشار فرج إلى أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة لحلحلة الوضع، خشية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة. كما تشارك تركيا والدول الأوروبية في المساعي السياسية نفسها، كل من موقعه. وأكد أن الإدارة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تكرار تجربته الناجحة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لعلها تنجح بين إيران وإسرائيل.

 بين وعي الشعوب وحسابات الدول

وسط لعبة معقدة من التحركات الاستخباراتية والتدخلات العسكرية والوساطات السياسية، يبقى الوعي الشعبي عاملاً حاسماً في مواجهة الاختراقات وزعزعة الأمن الداخلي. وفي حين تتسابق الدول الكبرى لنزع فتيل الأزمة، فإن المنطقة بأسرها تقف على مفترق الطرق، إما نحو التصعيد والانفجار، أو نحو التهدئة والحلول السياسية التي تأخرت كثيراً.

طباعة شارك إسرائيل إيران الولايات المتحدة الشرق الأوسط روسيا الدول الأوروبية

مقالات مشابهة

  • حاتم باشات: الفيتو يجب أن يستخدم لتحقيق الأمن وليس لحماية وشرعنة القتل والدمار
  • "مؤتمر القضية الفلسطينية": نؤكد استمرارية جهود إنهاء الحرب في غزة
  • الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية: ندعم كافة جهود إنهاء الحرب في غزة
  • الإعلام أثناء الأزمات بين الحرية والمسؤولية
  • الحكومة: ملتزمون بعدم رفع أسعار الوقود والمحروقات حتى أكتوبر المقبل
  • روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة
  • أكثر من 1700 بلاغ خلال 24 ساعة.. الدفاع المدني يكشف زمن الاستجابة للحوادث
  • الرئيس التركي ونظيره الأمريكي يبحثان الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • الديهي: مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير
  • أحمد موسى: إسرائيل تصعّد داخل إيران وتستهدف العلماء.. والخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية