عندما بدأت حرب “طوفان الاقصى” في 7 أكتوبر من العام 2023، تكثفت زيارات المسؤولين الأميركيين الى إسرائيل تصدرها وزير الخارجية الاميركي السابق انطوني بلينكن الذي زارها بعد ايام قليلة من العملية حيث اطلق موقفاَ متقدما بتصريح قال فيه “إنه لم يأتِ لإسرائيل بوصفه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، بل بصفته “يهوديا فرّ جده من القتل”.

في حين شكلت زيارة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن دفعا كبيرا لاسرائيل ، رغم انعدام الكيمياء بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، اطق خلالها سلسلة مواقف منها رغبته بالتأكد من امتلاك إسرائيل ما تحتاجه للرد على “هجمات حماس”، مشيرا إلى أن هجوم الحركة في 7 أكتوبر يذكره بأحداث 11 سبتمبر”، لافتا الى انه “سيحث الكونغرس على زيادة الامدادات والمساعدات لدعم القبة الحديدة ودولة إسرائيل عموما”.

أشهر مرّت واستمر الدعم الأميركي لاسرائيل بالسلاح والمواقف، الا ان شهر مايو/ ايار شكل مرحلة مفصلية بالنسبة لحكومة نتانياهو مع تعليق بايدن شحنة مساعدات من الأسلحة تشمل قنابل زنة 2000 رطل. لكن بايدن عاد وسمح أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في رسالة وجهتها للكونغرس الموافقة على بيع 50 مقاتلة “أف. 15 ” بقيمة 18.82 مليار دولار، ستحدث هذه المقاتلات الأسطول الجوي الإسرائيلي بدءا من عام 2029، وتتضمن رادارات ومعدات اتصالات متقدمة.كما شملت الصفقة شراء 33 ألف ذخيرة دبابات و50 ألف ذخيرة هاون متفجرة وشاحنات عسكرية، بعد مرور 4 أشهر على تعليق الصفقة.

مع فوز الرئيس الاميركي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة وعقب لقائه نتانياهو في البيت الابيض، بدأت الاسلحة التي حظرها بايدن على إسرائيل، بالوصول الى إسرائيل من ضمنها صواريخ “هيلفاير ” بقيمة 660 مليون دولار ، و 76,000 طن من المعدات العسكرية في 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحرية، وحملت الدفعة البحرية الاخيرة قنابل “ام .كيه 84” الثقيلة التي وضعت في الخدمة في ستينات القرن الماضي وطورت فيما بعد لتتحول الى قنابل ذكية عبر إضافة نظام تحديد الموقع العالمي “جي بي إس” إليها.

ما أثار التساؤلات مؤخرا تزويد ادارة ترامب ب” ام القنابل” التي لم تكن مدرجة ضمن صفقات الاسلحة التي طلبتها إسرائيل، وهذا ما طرح العديد من المخاوف حول الاسباب والاهداف وراء السماح لاسرائيل بامتلاك هذا النوع من القنابل التي لم تستعمل الا مرة واحدة من قبل وزارة الدفاع الاميركية في افغانستان 2017 ضد مواقع لتنظيم داعش في افغانستان القتها طائرة اميركية من طراز “ام .اس – 130” خلال ولاية ترامب الاولى.

هذه القنبلة وفق الموقع الالكتروني الاميركي “غلوبال سيكوريتي ” المتخصص بالتقارير حول المنشآت العسكرية حول العالم ان هذه القنبلة التي تسير عن بعد تزن 9,8 اطنان وتشكل اضخم سلاح في الترسانة الاميركية تحوي 8480 كلغ من “اتش 6” المتفجرة توازي قوة تفجيرها 11 طنا من ال “تي .ان .تي”.

يرى خبير عسكري ان هذه قنبلة ” جي .بي.يو-43″ أو “ام القنابل” ، وفق المواصفات التي تتمتع بها، ستستخدم لخرق التحصينات الطبيعية كالكهوف التي يتحصن فيها الحوثيين وفي العراق وعلى وجه الخصوص منطقة “جرف الصخر” التي تعتبر مقرا لعمليات “الحرس الثوري الايراني” والفصائل المسلحة الموالية لها، وتشكل مخزنا ضخما للصواريخ المتنوعة التي تصل لحد الباليستي، وهي محصنة حتى في مواجهة القنابل المدمرة.

أما الوجهة الثالثة والتي تشكل الاخطر بالنسبة لاسرائيل والولايات المتحدة المنشآت النووية الايرانية الرئيسية كمنشأة “نطنز” الذي يقع جزء منها تحت الارض ومحصنة بجدار خرساني سميك، ومنشأة “فوردو” التي تقع في قم وهي بكاملها تحت الارض ويعتقد الخبير العسكري انها تفوق أهمية وخطورة على “نطنز”.

السؤال الذي يُطرح، هل اقتربت الضربة لهذه المنشآت أم أن المخطط الاميركي الاسرائيل ضرب الجدار الذي تحاول طهران حماية نفسها من خلاله في العراق واليمن، لاسيما وان التصريحات الايرانية الاخيرة للرئيس الايراني مسعود بزكشيان بأن بلاده ستعيد بناء المنشآت في حال ضربت، في رد على على المخابرات الاميركية التي افادة في عدة تقارير قبل عدة اشهر ان ضرب المنشآت الايرانية قد يحصل في الاشهر الستة الاولى من العام الجاري، كما ان زيارة وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو الاخيرة لاسرائيل وتصريحاته العالية السقف تجاه ايران وتحميلها مسؤولية كل الفوضى والاعمال العسكرية قد تؤشر الى ان القرار اتخذ لكن ساعة الصفر رهن الاستعدادات الاميركية والاسرائيلية بعد انتفاء اي امل بالعودة الى طاولة المفاوضات.

المصدر. صوت بيروت

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني يتوعد برد قوي على استهداف واشنطن للمنشآت النووية

في أول رد فعل رسمي على الهجوم الذي استهدف منشآتها النووية، فجر اليوم، قال الحرس الثوري الإيراني، إن التكنولوجيا النووية الإيرانية والسلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم، مشيرا إلى أنه تم التعرف على مواقع إقلاع الطائرات المشاركة في الهجوم على منشآت بلادنا الـ3، وقد ووضعت تحت المراقبة.

وتوعد الحرس الثوري الإيراني في بيان له، اليوم الأحد، باستمرار عملياته العسكرية بكل دقة وقوة ضد البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية ومصالح إسرائيل، مؤكدا على أن الولايات المتحدة لا تملك المبادرة أو القدرة على الهروب من عواقب الرد الإيراني العنيف.

وأكد الحرس الثوري الإيراني على أن واشنطن وضعت نفسها بشكل مباشر على خط المواجهة للعدوان بمهاجمة المنشآت السلمية، كما أن عدد وانتشار وحجم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لا يشكلان قوة بل "نقطة ضعف".

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خان وعده بأنه "رجل سلام" وخدع ناخبيه، مشيرا إلى أن "نتنياهو" جر ترامب إلى الحرب على إيران.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن هجوم الولايات المتحدة على مواقع إيران النووية خالف المواثيق والقوانين الدولية، وبالتالي خانت أمريكا الدبلوماسية، وانقلبت على تعهداتها.

وأكد وزير الخارجية الأيراني على أن بلاده تمتلك حق الدفاع عن النفس، ومن خلاله سنرد على هجوم الولايات المتحدة التي أظهرت عدم احترامها للقانون الدولي.

وتابع "عراقجي"، قائلا إن طهران تدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ على خلفية الضربات الأمريكية، مؤكدا في الوقت نفسه على أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية منحاز ضد إيران، التي ستواصل الدفاع عن سيادتها وشعبها.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من اليوم، أن الطائرات الحربية الأمريكية نفّذت هجوما ناجحا للغاية على منشآت إيران النووية الثلاثة فوردو، ونطنز، وأصفهان.

الحرس الثوري الإيرانيأخبار السعوديةأهم الأخبارالمنشآت السلمية في إيرانالمنشآت النووية فى إيرانالضربات الأمريكية في إيرانقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: اعتقال 6 أشخاص في همدان بتهمة التخابر مع إسرائيل
  • عاجل. الخارجية القطرية: ندين بشدة الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني
  • هل استطاعت قنابل أمريكا اختراق تحصينات المنشآت النووية الإيرانية؟
  • الحرس الثوري الإيراني: بدء الموجة 21 من عملية الوعد الصادق 3 ضد إسرائيل قريبًا
  • الحرس الثوري الإيراني: صناعتنا النووية السلمية لن تُدمر.. وليتوقعوا ردوداً قاسية
  • الحرس الثوري الإيراني: عملياتنا ضد إسرائيل لن تتوقف
  • الحرس الثوري الإيراني يتوعد برد قوي على استهداف واشنطن للمنشآت النووية
  • الحرس الثوري الإيراني يعلن استخدام صاروخ "خيبر" لأول مرة في قصف إسرائيل وسط تصاعد المواجهة العسكرية
  • تكتيكات جديدة من الحرس الثوري: القدرات الرئيسية لم تُفعل بعد
  • الحرس الثوري الإيراني يعلن شنّ هجوم بالمسيّرات على إسرائيل