المنتدى السعودي للإعلام يختتم فعالياته ويكرّم الفائزين بجوائز الدورة الرابعة
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
اختتم المنتدى السعودي للإعلام أعمال النسخة الرابعة التي أقيمت تحت شعار “الإعلام في عالم يتشكل” ومعرض مستقبل الإعلام «فومكس» المصاحب له، وذلك بحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، وعدد من أصحاب المعالي، والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها.
وخلال الحفل الختامي أعلن المنتدى عن الفائزين بجائزة دورته الرابعة، بمساراتها الأربعة عشر المتنوعة في قطاع الإعلام والاتصال، التي تأتي التزامًا بدور المنتدى في دعم وتحفيز الإبداع الإعلامي، وفي مقدمة الجوائز جائزة شخصية العام الإعلامية التي فاز بها الدكتور هاشم عبده هاشم، وجائزة العمود الصحفي التي حصل عليها الكاتب حازم صاغية.
وفي مسار البحث الأكاديمي فازت أمل محمد أبومديني، من جامعة الملك عبدالعزيز عن بحثها “صحافة البيانات في المملكة العربية السعودية 2032: دراسة استشرافية”، وفي مسار برامج البودكاست الحوارية، فازت دارة الملك عبدالعزيز عن “بودكاست جلسة تاريخية”، وفي مسار صحافة البيانات فازت صحيفة عكاظ عن تقريرها “328 سعودية ينضممن إلى سوق العمل يوميًا”، وفي مسار التقرير الصحفي للأفراد، فاز بالجائزة أيمن الغبيوي من صحيفة إندبندنت عربية، عن تقريره “مترو الرياض رحلة فلسفية للتو بدأت فصولها”.
أخبار قد تهمك “غرفة العصف الذهني” تختتم فعالياتها في المنتدى السعودي للإعلام بإبداعات شبابية 22 فبراير 2025 - 1:44 صباحًا زوار المنتدى السعودي للإعلام يستكشفون خطة الاستضافة.. “السعودية 2034”.. رحلةٌ متكاملة نحو استضافةٍ عالميةٍ مبهرة 21 فبراير 2025 - 8:54 مساءًوفي مسار العمل الصحفي الميداني للأفراد، فاز بالجائزة مراسل قناة الجزيرة بدر الربيعان عن تقرير “الخدمات التي تقدمها المملكة لتسهيل أداء فريضة الحج”، فيما ذهبت جائزة مسار البرامج التلفزيونية الرياضية إلى برنامج في المرمى من قناة العربية، وفاز بمسار البرامج التلفزيونية الحوارية الاجتماعية برنامج في الصورة لقناة روتانا خليجية، وفي مسار البرامج التلفزيونية الوثائقية كانت الجائزة من نصيب هيئة الإذاعة والتلفزيون عن “برنامج رجال الملك عبدالعزيز”.
وفي مسار الأنشطة الاتصالية الإعلامية، فازت حملة “لا حج بلا تصريح” من وزارة الداخلية في مسار القطاع الحكومي، أما في مسار القطاع الخاص، فقد نالت الجائزة حملة إطلاق مسلسل الأنمي السعودي “أساطير في قادم الزمان2″، من شركة مانجا للإنتاج، وفي مسار جائزة الجمهور لأفضل محتوى رقمي، التي تُمنح بناءً على تصويت الجمهور، فقد حصدها الدكتور ثواب السبيعي “سائح تيوب”.
وشهدت أعمال المنتدى، الذي يُعد أكبر تجمع إعلامي متخصص في الشرق الأوسط، حضور أكثر من 80 ألف زائر محلي ودولي، وعقد أكثر من 80 جلسة حوارية، و30 ورشة عمل تميزت بحضور لافت وتفاعل كبير، كما قدم المنتدى فرصًا إستراتيجية للشركات المحلية للتواصل مع نظيراتها العالمية، وبناء شراكات تواكب التحولات المتسارعة في الصناعة الإعلامية، إضافة إلى 5 مبادرات مصاحبة للمنتدى ركزت على تطوير الكوادر الوطنية في مجال الإعلام، و6 تجارب تفاعلية.
فيما تميز معرض مستقبل الإعلام «فومكس» المقام على هامش المنتدى بحضور لافت وتفاعل كبير من زوار، ومشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية، عرضوا أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الإعلام.
كما أسهم المنتدى في تعزيز الشراكات في قطاع الإعلام من خلال 16 مذكرة تفاهم وتعاون إستراتيجية وقعت بين عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص, في مجالات البث والتدريب الإعلامي، وتأهيل وتدريب الكفاءات الوطنية؛ لتطوير مهارات الإعلاميين في مجال سرد القصص السياحية، والرياضية، لتعزيز دورهما في الاقتصاد الوطني وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وعلى مدى ثلاثة أيام شكّل المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة، فرصة للاطلاع على الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد، والتعرف على وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المنتدى السعودي للإعلام معرض مستقبل الإعلام فومكس المنتدى السعودی للإعلام وفی مسار فی مسار
إقرأ أيضاً:
أنس.. الكلمة التي أرعبت الرصاصة
لمن يهمه الأمر الاحتلال يلوّح باجتياح غزة بجدية، والمدينة تنزف منذ اثنين وعشرين شهرًا تحت نيران البر والبحر والجو. شهداؤها بعشرات الآلاف، وجرحاها بمئات الآلاف، وإن لم يتوقف هذا الجنون فلن يبقى من غزة سوى الركام، وستغيب صورة وصوت أهلها، وستسجّلكم ذاكرة التاريخ كشهود صامتين على جريمة إبادة لم يفعل أحد شيئًا لوقفها.
أنس الشريف، تغريدة قبل ساعة من استشهاده.
حين كنت شابًّا غِرًّا، كنت أظن كما رسمته وسائل الإعلام الغربية أن الإرهاب سيارة مفخخة، أو طائرة مختطَفة، أو حزام ناسف، وأن الإرهابي لا يكون إلا ذا لحية كثّة وملامح متجهّمة. لكنني أدركت لاحقًا أن هذا النمط ليس إلا شكلاً بدائيًّا أمام إرهاب الدول الذي نشهده اليوم؛ كالمجزرة المستمرة في غزة على مرأى ومسمع العالم. فالإرهابي ذو اللحية الكثّة ليس سوى مبتدئ أمام أولئك الذين يرتدون البذلات الفاخرة، ويعقدون ربطات العنق اللامعة، ويبتسمون بثقة أمام عدسات الكاميرات.
وقد تأتي صورة الإرهاب أحيانًا أقل دمويّة، كما حدث قبل أيام في بريطانيا حين خرجت مظاهرة سلمية تندّد بالمجزرة، فاعتُقل 522 مشاركًا فيها، كان أكثر من نصفهم قد تجاوزوا الستين عامًا.
افتتح الكيان الصهيوني هجومه الجديد على غزة باغتيال الصحفي النشيط أنس الشريف وثلاثة من رفاقه، بعد لحظات فقط من تغطيتهم للهجوم الهمجي على القطاع، في نهج ممنهج لإسكات الأصوات الحرة وترهيب الصحفيين وثنيهم عن كشف فصول المجزرة الجديدة التي بدأت للتو.
ولم تُخفِ الدولة المجرمة أن الاغتيال كان مقصودا، زاعمةً أن أنس قائد خلية لحماس. فكل صحفي تغتاله، في روايتهم، حماس، وكل طفل جائع يُقتل عند مواقع توزيع المساعدات حماس، وكل مسجد أو كنيسة أو مستشفى يُقصف حماس، وكل مظاهرة حماس، وكل ناشط فلسطيني حماس، بل إن قول الحقيقة حماس، والأمم المتحدة حماس، والدول التي تدين المجزرة حماس.
لقد تحوّلت هذه الكذبة المبتذلة إلى أسطوانة ممجوجة لا يرددها إلا نتن ياهو وزبانيته، وزبائن جيفري إبستين مغتصبو الأطفال، والسياسيون الفاسدون الذين تحرّكهم أموال اللوبيات الصهيونية.
وإذا كان أنس، كما يزعم الكيان المجرم، رأس خلية إرهابية، فلماذا لم يُغتَل وحده؟ ولماذا استُهدِف معه ثلاثة صحفيين آخرين، وابن شقيقته الذي لم يكن يحمل سوى حلم أن يصبح صحفيًّا مثل أنس حين يكبر؟
بالطبع، لن تثور وسائل الإعلام الأجنبية ولا كبار صحفييها لاغتيال أنس
ورغم سيطرة الكيان على 80% من قطاع غزة، وإقامته مصائد الموت التي يسميها مراكز مساعدات، وإنكاره وجود مجاعة أو إبادة جماعية، وادعائه أن الصحفيين يكذبون، فإنه في الوقت نفسه يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع. وهذا وحده دليل قاطع على أن ما ينقله الصحفيون من هناك هو الحقيقة العارية.
بالطبع، لن تثور وسائل الإعلام الأجنبية ولا كبار صحفييها لاغتيال أنس؛ قد يصدرون إدانات ويبدون شيئًا من الغضب، لكنه غضب لا يرقى إلى اعتبار اغتياله جريمة تمسهم جميعًا. وهم لم يغضبوا من قبل على اغتيال أكثر من 245 صحفيًّا حصدتهم آلة الحرب خلال اثنين وعشرين شهرًا، أي بمعدل صحفي واحد كل ثلاثة أيام، وهو رقم لم يشهد التاريخ مثله.
قبل اغتياله، تعرّض أنس لحملة تشويه صهيونية منظمة، قادها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الذي نعته بالإرهابي لمجرد ظهوره على شاشة التلفاز جائعًا منهكًا، وكأن الجوع أصبح تهمة إرهاب! ولعمري، لم أرَ في حياتي إرهابيًّا جائعًا.
وقد شُكّلت لجنة للدفاع عنه، وحذّرت المنظمات الأممية المعنية بحماية الصحفيين من الخطر الذي يحدق بحياته، وسط عشرات التغريدات التي نشرها بنفسه. لكن تلك التحذيرات ضاعت في الفراغ، بل إن وسائل الإعلام الغربية شككت في الأمر وتبنّت الرواية الصهيونية. عندها كتب أنس وصيته، وحمل كفنه، ومضى في جهاده بالكلمة والصورة حتى اللحظة الأخيرة.
لحق أنس ورفاقه بركب مئات الصحفيين الذين فقدوا منازلهم وعائلاتهم أولًا في محاولة لترهيبهم، لكنهم أبوا أن يضعوا الكاميرا أرضًا أو أن يصمتوا أمام الجريمة. قبل عامين، لم يكن اسم أنس يتردّد في الأروقة ولا يظهر على الشاشات، لكنه تسلّم الراية من رفيقٍ مضى شهيدًا قبله، وسيتسلمها من بعده آخرون، يحملون أرواحهم بأيديهم ليواصلوا هذه المهمة المقدسة، وهم يدركون أن ثمنها غالبًا حياتهم، مؤمنين بأن الكلمة والصورة ستنتصران على الرصاصة والقنبلة يومًا ما.
الدستور الأردنية