إرهابي متنكّر بزي صحفي... كيف برّرت إسرائيل مقتل أنس الشريف؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
دافع رئيس تحالف أزرق وأبيض الإسرائيلي بيني غانتس عن استهداف الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، موضحاً أن الأخير لم يكن “صحفياً حقيقياً” بل “إرهابياً متنكراً بزي صحفي”. اعلان
لم يتردد غانتس في تصنيف أنس الشريف وغيره من الإعلاميين الفلسطينيين ضمن ما وصفهم بـ”إرهابيي حماس وشركائهم”، حيث اتهمهم بأنهم “شاركوا في 7 أكتوبر، وصوّروا المجازر بفرح”، مشدداً على ضرورة ملاحقتهم والقضاء عليهم.
وأكد غانتس أن الصحفيين الحقيقيين هم من يلتزمون بمعايير مهنية وأخلاقية صارمة، وهم يستحقون الحماية الدولية والقانونية. وشدد على أن هؤلاء يمثلون حجر الأساس لحرية الإعلام ونقل الحقيقة.
يأتي موقف غانتس متماشياً مع تصريحات الجيش الإسرائيلي الذي أقر بمسؤوليته عن الغارة الجوية التي استهدفت أنس الشريف وخيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في غزة، واعتبر أن الشريف كان “إرهابياً يعمل تحت غطاء صحفي”.
"أنس الشريف عنصر متخفّ من حركة حماس"وكانت القوات الإسرائيلية قد أكدت تنفيذ ضربة جوية أسفرت عن مقتل أنس الشريف، واعتبرته “إرهابيًا يعمل تحت غطاء الصحافة”. وأوضحت أن الوثائق التي نشرتها في أكتوبر 2023 تؤكد ارتباط الشريف العسكري بحركة حماس، حيث كان قائدًا لفريق إطلاق الصواريخ في كتيبة النخبة التابعة للحركة في منطقة شرق جباليا.
وذكر الجيش أن الشريف كان عضوًا في وحدة “نخبة” التابعة لحماس، وهي وحدة مميزة في العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن استهدافه يأتي ضمن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تستهدف العناصر المسلحة المختبئة في مواقع مدنية.
من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن أنس الشريف "لم يكن صحفيا ينقل الحقيقة"، بل "عنصرًا حمساويًا يعمل بغطاء صحفي".
Related نتنياهو يتمسّك بخطته بشأن غزة.. وحماس تتّهمه بـ "إنكار الجرائم وتبرير العدوان"مقتل 5 صحفيين بينهم اثنان من "الجزيرة" بقصف خيمة في غزة وإسرائيل تزعم اغتيال "إرهابي"أدرعي أشار إلى أن الشريف ظهر فجأة بعد مجزرة السابع من أكتوبر، متخذًا لقب "صحفي" كمأوى يختفي خلفه لتغطية نشاطاته العسكرية.
ولفت أدرعي إلى أن الجيش استند في تأكيداته إلى وثائق حماس الداخلية التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي، والتي تثبت انتماء الشريف العسكري لحماس، مضيفًا أن استهداف الشريف هو جزء من "جهود مكثفة لمكافحة الإرهاب"، ويأتي في إطار استهداف "الإرهابيين المتخفين في مواقع مدنية".
ردود الفعل الدولية: منظمات حقوقية تدين الحادثةاعتبرت منظمات مثل "لجنة حماية الصحفيين" و"مراسلون بلا حدود" أن استهداف الشريف يمثل محاولة ممنهجة لإسكات صوت الإعلام الذي ينقل معاناة المدنيين في قطاع غزة. وأكدت هذه المنظمات أن قتل صحفي أثناء أداء مهامه المهنية يشكل جريمة ، تستوجب التحقيق والمحاسبة.
كما أعربت الأمم المتحدة المعنية بحرية التعبير، إيرين خان، عن رفضها للتهم الإسرائيلية مؤكدة أن هناك حاجة ملحة لحماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاع، والذين يتعرضون لخطر استهداف مباشر قد يؤدي إلى قتلهم.
ودعت عدة جهات إلى تحرك عاجل لمحاسبة المسؤولين عن استهداف أنس الشريف، معتبرة أن هذه الجريمة تمثل تهديدًا للمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
ويذكر أن أنس الشريف أحد أبرز الصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا الأحداث في غزة بشجاعة كبيرة، وسط مخاطر مستمرة. وقد عُرف بجرأته ومهنية عمله، إذ كان ينقل معاناة المدنيين رغم التهديدات التي لاحقته.
وتعرض الشريف سابقاً لتهديدات من الجيش الإسرائيلي، كما قُتل والده في قصف استهدف عائلته في ديسمبر 2023.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب فلسطين مجلس الأمن الدولي إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب فلسطين مجلس الأمن الدولي قطاع غزة غزة إسرائيل بيني غانتس إسرائيل غزة إيران دونالد ترامب فلسطين مجلس الأمن الدولي حركة حماس سياحة الإسلام قناة الجزيرة حكومة مجاعة الجیش الإسرائیلی أنس الشریف
إقرأ أيضاً:
اتحاد الصحفيين البريطاني يدين استهداف إسرائيل صحفيي الجزيرة بغزة
أكد الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا شيمس دولي أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين في قطاع غزة يمثل حربا حقيقية على الحقيقة.
وأضاف دولي خلال مداخلة للجزيرة أن هذا الاستهداف المنهجي يهدف إلى منع العالم من رؤية ما يحدث يوميا من مجازر في القطاع المحاصر وقطع الطريق أمام وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي.
وفي هذا السياق، يأتي منع وسائل الإعلام الدولية من الدخول إلى غزة جزءا من إستراتيجية إسرائيلية شاملة للقضاء على التغطية الإعلامية.
وأوضح أن الاتحاد -الذي يطالب منذ وقت طويل بضرورة السماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول إلى القطاع لتوثيق الأحداث- يرى في هذا المنع محاولة ممنهجة لإخفاء الحقائق.
وكشف دولي أن انتقاد الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة الإسرائيلية بسبب أعمالها وإجراءاتها ضد الصحفيين ليس جديدا، بل يعود إلى فترة طويلة سبقت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال التي تشكل خرقا واضحا لميثاق حقوق الإنسان، لأن الصحفيين مدنيون في الحرب ومن حقهم التمتع بالحماية الكاملة وفقا للقوانين الدولية، كما أشار المسؤول البريطاني.
ويسلط الاستهداف المستمر الضوء على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف هذه الانتهاكات.
وفي الوقت نفسه، يؤكد دولي أن الإدانات الدولية وحدها غير كافية على الإطلاق لوقف هذه الجرائم، موضحا أن الاتحاد الدولي للصحفيين كمنظمة مهنية لا يملك القوة اللازمة لمواجهة هذا الاستهداف.
التحرك الدولي
ومن هنا تبرز الحاجة الماسة لتحرك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة القادرة على التأثير على القرارات الإسرائيلية، كما يمثل إجراء تحقيق دولي في الحرب على الصحافة والصحفيين مطلبا عاجلا لا يحتمل التأجيل.
وهذه القضية تستدعي أيضا نقاشات جدية مع الحكومة الإسرائيلية لوضع شروط واضحة تضمن السماح لوسائل الإعلام الدولية بالعمل دون عوائق أو تهديدات.
إعلانويضع دولي قضية الإفلات من العقاب في سياق أوسع، مؤكدا أنها تمثل قلقا عالميا وليس مجرد مشكلة محلية.
وأشار إلى أن العديد من الأنظمة في العالم نجحت تاريخيا في استهداف الصحفيين دون عقاب، لكن التطور الحالي في غزة يمثل صرخة للعالم للتحرك بشكل جدي وفعال.
وفي هذا الإطار، تتحمل الدول الأكثر نفوذا على إسرائيل -خاصة الولايات المتحدة– مسؤولية خاصة في وقف هذه الانتهاكات.
لكن دولي يلفت إلى تعقيد إضافي يتمثل في أن إدارة دونالد ترامب أظهرت عدائية تجاه وسائل الإعلام والصحفيين، مما يعقّد الجهود الرامية إلى حماية الصحافة في المنطقة ويجعل التحدي أكثر صعوبة.
وفي اليوم الـ675 من حرب الإبادة على غزة استشهد مراسلا قناة الجزيرة في مدينة غزة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران مساء أمس الأحد بقصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بالمدينة شمالي القطاع.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان- باستهداف الصحفي أنس الشريف في قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن القصف أسفر أيضا عن استشهاد المصوريْن إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، في حين أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد الصحفي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة في الغارة نفسها.