الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الصدارة ولكن.. 4 دروس أفرزتها انتخابات ألمانيا
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
تعيد الانتخابات الألمانية تشكيل المشهد السياسي في ألمانيا مع صعود أحزاب اليمين المتطرف وأقصى اليسار، وفوضى الائتلافات وعدم اليقين بالنسبة للأحزاب الصغيرة. هل سيتمكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميرتس من تشكيل ائتلاف حكومي قبيل عيد الفصح؟
بعد أن أدلى عشرات الملايين من الألمان بأصواتهم في الانتخابات الفيدرالية الأحد - وهو ما يعادل نسبة 84% من الناخبين المؤهلين للتصويت في البلاد البالغ عددهم حوالي 60 مليون ناخب - تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الصدارة في الحكم بحوالي 28.
ويلي حزبَ يمين الوسط حزبُ البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي شهد قفزة بنحو 10% منذ انتخابات 2021، حيث بلغت نسبته الآن حوالي 20.5%.
لم يتم فرز جميع الأصوات حتى الآن، ولكن من غير المتوقع أن تتغير النتيجة بشكل كبير، مما يعني أن البلاد تتجه مرة أخرى إلى حكومة ائتلافية، حيث لم تعرف ألمانيا أبدا في تاريخها المعاصر حزبا سياسيا فاز بالأغلبية المطلقة.
ما الذي ينتظر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وزعيمه فريدريش ميرتس، وما هي النتائج الأربعة الرئيسية التي ستسفر عنها انتخابات الثالث والعشرين من فبراير شباط؟
1. تقدم واضح للاتحاد المسيحي الديمقراطي، لا تحالف مع حزب البديل من أجل ألمانياعلى الرغم من تقدم الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات، إلا أنه سيظل بحاجة إلى شريك أو شريكين في الائتلاف الحاكم. إذا حصل اليمين المتطرف على حوالي 1.5% إضافية من الأصوات عند انتهاء الفرز، فإنه يمكن للاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الشقيق الاتحاد الاجتماعي المسيحي أن يشكلا ائتلافًا مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
ومع ذلك، استبعد ميرتز من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي مرة أخرى تشكيل ائتلاف "أسود وأزرق" أو ائتلاف "منتصف الليل"، وأمهل نفسه حتى عيد الفصح لإيجاد حل عملي.
في مناظرة ما بعد الانتخابات التي أجرتها قناة ARD الألمانية العامة في برنامج "برلينر رونده" الذي بثته قناة ARD مساء الأحد، اجتمع جميع المرشحين الرئيسيين لمناقشة أهم النتائج.
وأعاد ميرتس التأكيد على موقفه الرافض لتشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، مؤكداً أن سياساته لا تتماشى مع سياسات الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
2. سيناريو ائتلاف آخر يسمى ائتلاف "إشارات المرور"؟وكانت الحكومة السابقة، المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس وحزب الخضر والحزب الليبرالي الديمقراطي الحر، قد انهارت بعد أن أقال شولتس وزير ماليته وزعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر في نوفمبر من العام الماضي.
وقد طغى مشهد الخلاف داخل الحكومة على صورة الائتلاف، فصدّقت صناديق الاقتراع هذا الواقع ومُنيت الأحزاب بخسائر جسيمة في استحقاق الأحد.
وقد لا يتمكن الحزب المتصدر في الانتخابات، وهو الاتحاد الديمقراطي المسيحي، من الحصول على أغلبية 50% وتشكيل حكومة، وقد لا يتمكن من تحقيق ذلك بشريك واحد فقط. ما يثير إمكانية تشكيل ائتلاف آخر من ثلاثة أحزاب.
وإذا فشل الحزب الديمقراطي الحر في تجاوز عتبة ال 5%، فإن الشريكين الوحيدين المتبقيين القابلين للتطبيق في الائتلاف بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي هما حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وعلى الرغم من أن الحزب المسيحي الديمقراطي استبعد التحالف مع حزب الخضر طوال الحملة الانتخابية، إلا أن ماركوس سودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي الديمقراطي، وهو الحزب الشقيق للاتحاد المسيحي الديمقراطي، صرح الأحد في برنامج "برلينر رونده" على قناة ARD العامة بأن مثل هذا الائتلاف لم يعد مطروحًا.
كما صرح روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار، بأن التحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي لم يعد مطروحًا بالنسبة له ولحزبه. أما مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار أولاف شولتز فقد اكتفى بالقول إنه لن يقود أي محادثات ائتلاف من هذا القبيل، لأنه "تقدم بطلب للحصول على منصب المستشار".
3. مكاسب كبيرة لليمين المتطرف وأقصى اليسار المتطرفعلى عكس الانتخابات السابقة، اكتسبت الأحزاب في أقصى الطيف السياسي زخمًا كبيرا في هذا الاستحقاق.
إذ ارتفعت أسهم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف بأكثر من 10% منذ الانتخابات الفيدرالية الأخيرة عام 2021، في حين حقق حزب أقصى اليسار "دي لينكه" أو حزب اليسار مكاسب كبيرة أيضًا.
وكان حزب اليسار قد تمكن من دخول البوندستاغ عام 2021 رغم حصوله على 4.9% فقط من الأصوات الثانية. وقد حصل الحزب على ثلاثة تفويضات مباشرة وبالتالي استفاد من بند التفويض الأساسي الذي تجاوز عتبة 5%.
ونتيجةً لذلك، حصل الحزب على 39 مقعدًا بما يتناسب مع حصته من الأصوات الثانية وتمكن من البقاء في البرلمان مع حصوله على تفويض كامل.
ركز حزب البديل من أجل ألمانيا حملته على الاقتصاد والهجرة، في حين ركز أقصى اليسار على القضايا الاجتماعية مثل الحد الأقصى للإيجار.
ووفقًا لـ ZDF، رأى الناخبون أن قضية "اللاجئين واللجوء" أكثر أهمية من "المعاشات التقاعدية" أو "حماية المناخ". وأولوا أهمية أكبر لـ"السلام والأمن" و"الاقتصاد" و"العدالة الاجتماعية".
Related المناخ لم يعد أولوية في انتخابات ألمانيا 2025 وقضايا الأمن والاقتصاد تطغى على المشهد حزب البديل من أجل ألمانيا: الحرب في أوكرانيا ليست حربناانتخابات ألمانيا: اليمين المحافظ في المركز الأول وهزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي بزعامة أولاف شولتزكيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟4. الخسارة المحتملة للأحزاب الصغيرةللحصول على مقاعد في البوندستاغ في ألمانيا، يجب أن يحصل أي حزب على أكثر من 5% من إجمالي الأصوات أو الفوز بثلاثة تفويضات مباشرة على الأقل في الدوائر الانتخابية الفردية.
لذلك فإن انتخابات ال23 شباط فبراير قد تحدد مصير وبقاء الأحزاب الصغيرة مثل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، وحزب اليسار المتطرف، وحزب اليسار المتطرف، وتحالف ساهرا فاجنكنشت اليساري المحافظ.
وبينما يبدو أن أقصى اليسار المتطرف قد ضمن مكانه في البوندستاغ (البرلمان الألماني)، فإن مستقبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر لا يزال غير مؤكد في الوقت الحالي.
إذ حصل الحزب الديمقراطي الحر حتى الآن على حوالي 4.6%، في حين تبلغ نسبة أصوات الحزب الديمقراطي الحر نحو 4.9%. ومع عدم اكتمال فرز جميع الأصوات حتى الآن، لا تزال هناك احتمالية أن تشهد نتائج كلا الحزبين تذبذبا في أي من الاتجاهين.
خلال المناظرة التي أجرتها قناة ARD بعد الانتخابات، أشار ليندنر إلى أنه قد يترك السياسة فقال: "نحن لا نعرف النتائج النهائية بعد. ومع ذلك، أنا واقعي، وقد يحتاج الحزب الديمقراطي الحر إلى إدخال إصلاحات غدًا".
مسيرة عمرها 25 عاماوقد غرد ليندنر على حسابه بموقع إكس بالقول: " اليوم أنسحب من السياسة. ينتابني إحساس واحد: الشعور بالامتنان لمسيرة عمرها 25 سنة وقد كانت محفزة ومليئة بالتحديات وزاخرة بالمشاريع والنقاشات"
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي مستعد للتنحي مقابل انضمام أوكرانيا لحلف الناتو رفضٌ تلاه قبول: أوكرانيا تستأنف مفاوضاتها مع واشنطن بشأن المعادن النادرة نتنياهو يحذر دمشق: على الإدارة الجديدة سحب قواتها من جنوب سوريا ولن نتسامح مع تهديد الطائفة الدرزية الحزب الاشتراكي الديموقراطيحكومةبرلمانألمانياالانتخابات التشريعية الألمانية 2025أولاف شولتسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب ألمانيا فلاديمير بوتين أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب ألمانيا فلاديمير بوتين أوكرانيا الحزب الاشتراكي الديموقراطي حكومة برلمان ألمانيا أولاف شولتس إسرائيل دونالد ترامب ألمانيا فلاديمير بوتين أوكرانيا حزب الله حسن نصر الله أولاف شولتس فولوديمير زيلينسكي حركة حماس إيران حزب الاتحاد الدیمقراطی المسیحی الحزب الاشتراکی الدیمقراطی حزب البدیل من أجل ألمانیا الحزب الدیمقراطی الحر المسیحی الدیمقراطی انتخابات ألمانیا الیسار المتطرف تشکیل ائتلاف أقصى الیسار یعرض الآنNext حزب الیسار حزب الخضر قناة ARD مع حزب
إقرأ أيضاً:
سفير ترامب المسيحي الصهيوني.. إيران ونهاية العالم!
قبل أيام قليلة من قراره بضرب المنشآت النووية الإيرانية، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع لقطة شاشة لرسالة نصية من سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، القس السابق (المسيحي الصهيوني) مايك هاكابي، زعم فيها الأخير أن الله كلف ترامب بمهمة وسيوجهه حول كيفية الرد في الحرب بين إسرائيل وإيران، مع ما بدا ترددا من ترامب وتذبذبا من إدخال أمريكا بشكل مباشر في الصراع.
وقد استخدم ترامب حسابه على منصته (Truth Social) (الحقيقة للتواصل الاجتماعي!) لنشر رسالة هاكبي (المرشح الجمهوري السابق للرئاسة عام 2016) جاء فيها "السيد الرئيس، أنقذك الله في باتلر، بنسلفانيا (المقصود محاولة اغتيال ترامب) لتكون الرئيس الأكثر تأثيرًا في القرن ـ ربما في التاريخ كله".
وأضاف هاكابي: "القرارات على عاتقك لا أود أن يتخذها أي شخص آخر.. لديك العديد من الأصوات التي تتحدث إليك يا سيدي، لكن هناك صوت واحد فقط هو الذي يهم، إنه صوته (يقصد الله)".
إن ما تضمنته رسالة هاكابي لترامب من تحريض ديني لصالح استخدام القوة، تحت غطاء ديني مقدّس وبتكليف إلهي، يعكس خطورة اختلاط الخزعبلات الدينية بالسياسة في إدارة ملفات الحرب والسلم داخل الإدارة الأمريكية.وفي تملق واضح لترامب زاد هاكبي "أنا خادمك المعين في هذه الأرض وأنا متاح لك، لكنني لا أحاول التواجد في حضرتك كثيرًا لأنني أثق في غريزتك. لم يكن أي رئيس في حياتي في موقف مثل موقفك. ليس منذ ترومان في عام 1945". والمقصود هنا الرئيس الأمريكي ترومان الذي أمر باستعمال القنبلة الذرية لضرب اليابان (هيروشيما وناغازاكي) خلال الحرب العالمية الثانية. ولا يمكن تفسير هذا إلا بأنه تحريض لترامب على استعمال السلاح النووي لضرب المنشآت النووية الإيرانية، بكل ما لذلك من تداعيات مفزعة على المنطقة والعالم.
وخاطب القس السابق ترامب واعظا: "لا أتواصل معك لإقناعك. فقط لتشجيعك. أعتقد أنك ستسمع من السماء وأن ذلك الصوت (يقصد الله) أكثر أهمية بكثير من صوتي أو أي شخص آخر".
وختم هاكابي رسالته بجملة مثيرة للسخرية بقوله لترامب "لقد أرسلتني إلى إسرائيل لأكون عينيك وأذنيك وصوتك ولأتأكد من أن علمنا يرفرف فوق سفارتنا.وظيفتي هي أن أكون آخر من يغادر. لن أترك هذا المنصب. لن تنزل رايتنا! لم تسعَ إلى هذه اللحظة. هذه اللحظة بحثت عنك! يشرفني أن أخدمك!".
بقدر ما تثير هذه الرسالة من سخرية بقدر ما تثير الفزع من هذا الخطاب الديني المخيف، الذي يحيل حتى إلى أطروحات "القيامة" وحرب نهاية العالم، التي يروج لها المسيحيون الصهاينة، وهاكبي، البالغ من العمر 69 عاما، يعتبر واحدا من عتاتها.
المفارقة أن هؤلاء المتدينين المتطرفين ومعهم ترامب، هم أنفسهم الذين يصفون النظام الإيراني بالثيوقراطي المتطرف المروع!
تباهي ترامب بكشف هذه الرسالة التي تدغدغ نرجسيته، من "الكاهن الديبلوماسي"، تثير تساؤلات مقلقة فعلا عن أمريكا، وعن ترامب نفسه الذي ليس في الحقيقة متدينا، فهو يدعي حب الله، والدين، لدغدغة مشاعر أنصاره من المتدينين خاصة من المسيحيين الإنجيليين أو"المسيحيين الصهاينة"، الذين لعبوا دورا كبيرا في انتخابه، ويشكلون أكبر قاعدة شعبية له، وكثيرون منهم يعتقدون أنه "أشبه بمسيح مبعوث من الله!"، وقد زادت قناعات هؤلاء (وفي مقدمهم هاكابي) بهذا لما نجا من محاولة الاغتيال الشهيرة في 2024 خلال حملته الانتخابية للولاية الرئاسية الثانية، ولامست رصاصة أذنه! ورغم سجل ترامب الموثق الذي لا علاقة له بالدين والتدين، بل ممارسات ووقائع تتنافى تماما مع قيم الفضيلة والأخلاق التي يتمسك بها هؤلاء المتدينين إلا أنهم يتعامون عن كل ذلك!
على المجتمع الدولي، والأمريكيين أنفسهم، الدعوة إلى سياسات تستند إلى العقلانية والعدالة بدلاً من النبوءات الدينية. إن استمرار هذا النهج قد يقود إلى عواقب لا تُحمد عقباها، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.الأدهى أن هذا التيار المسيحي الصهيوني ليس تيارا هامشيا في إدارة ترامب، ففيه "الكاهن الديبلوماسي" هاكابي، وفيه كثيرون من أمثاله منهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي نشر كتابا بعنوان "الحملة الصليبية لأمريكا" ويحمل على جسده وشوم الصليب، وشعارات تعود للحروب الصليبية وحتى عبارة "كافر" بالعربية!
هذا التيار المسيحي الصهيوني من المسيحيين الإنجيليين، الذي يبلغ عددهم نحو 80 مليونا، لا يرون في اليهود إلا "مطية" فقط، إذ أنهم يدعمون إسرائيل ليس حباً في اليهود، الذين يكرهونهم في الحقيقة، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم، وأنه عندما يعود المسيح فإنه سيخير اليهود بين التحول إلى المسيحية أو الذهاب إلى الجحيم!
إن ما تضمنته رسالة هاكابي لترامب من تحريض ديني لصالح استخدام القوة، تحت غطاء ديني مقدّس وبتكليف إلهي، يعكس خطورة اختلاط الخزعبلات الدينية بالسياسة في إدارة ملفات الحرب والسلم داخل الإدارة الأمريكية.
المفارقة أن ترامب الذي اختار هاكابي، الحاكم السابق لولاية أركنساس، مباشرة بعد تنصيبه لفترة رئاسية ثانية، لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، قال في بيان إن الأخير "سيعمل بلا كلل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط!”. بعدما قال عنه "بإنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وبالمثل، يحب الشعب الإسرائيلي".
هذا "الكاهن الديلوماسي"، الذي وصفه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، هاكبي بأنه “رجل ذو قلب صهيوني”، والذي يزعم ترامب أنه رجل سلام يكرر بخزعبلات مسيحية صهيونية أنه "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية المحتلة، ويستعمل يهودا والسامرة التسمية التوراتية لوصفها". ويدعو لضمها لإسرائيل لتسريع عودة المسيح! وهو لا يرى الفلسطينيين (الذين يتعرضون لحرب إبادة إسرائيلية بدعم أمريكي)، ولا يعترف بوجودهم فقط، بل يراهم عائقًا في طريق نبوءاته التوراتية!
رسالة مايك هاكابي إلى دونالد ترامب مؤشر آخر خطير على هذا التيار المتطرف، الذي يفرض نفسه على السياسة الأمريكية بأجندة مسيحية صهيونية لا تخدم السلام أو الاستقرار. في مواجهة هذا الخطاب، يجب القول إنه على المجتمع الدولي، والأمريكيين أنفسهم، الدعوة إلى سياسات تستند إلى العقلانية والعدالة بدلاً من النبوءات الدينية. إن استمرار هذا النهج قد يقود إلى عواقب لا تُحمد عقباها، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.
*كاتب جزائري مقيم في لندن