الهاجس الأميركي يطغى على الخطر الروسي في منتدى أوكرانيا 2025
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
كييف- مع ختام الحرب الروسية عامها الثالث، تسمّر معظم الأوكرانيين أمام شاشات التلفزة لمتابعة فعاليات منتدى "أوكرانيا في 2025″، حيث استعرض المسؤولون أوراق بلادهم. وفي مواجهة مطولة مع أسئلة الصحافة، كشفوا على الملأ كثيرا من حقائق الأوضاع على جبهات القتال وفي أروقة السياسة التي لا تقل سخونة.
واكتظت قاعة المنتدى بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، الذين شغلتهم أسئلة المرحلة: كيف ستكون العلاقات مع الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وهل ستجري مفاوضات ترسم وقفا للقتال، أو حتى نهاية للحرب هذا العام؟
وطغت هذه المواضيع على نقاشات المنتدى الذي، وعلى عكس نسخة العام الماضي، لم يتطرق كثيرا إلى الشأن الداخلي، ولا إلى ما حققته الصناعات العسكرية من قفزات للحد من الاعتماد على الدعم الخارجي حتى أن وزراء "التحول الرقمي" والصناعات الاستراتيجية، الاقتصاد، البنية التحتية، الصحة، وغيرهم، لم يشاركوا ولم يحضروا المنتدى.
وهكذا، كان وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، ومدير مكتب الرئاسة أندريه يرماك، ووزير الدفاع رستم أوميروف، أبرز المتحدثين، وجاءت كلماتهم أشبه برسائل طمأنة للداخل، تشرح من جهة طبيعة الخلافات مع واشنطن، وتهوّن من حدة التوتر معها من جهة أخرى.
فبدوره، استنكر سيبيغا رفض إدارة الولايات المتحدة وصف حرب روسيا بـ"العدوان" معتبرا أن "ذلك لا يغير من الحقيقة شيئا" كما استغرب التقارب الأميركي الروسي الذي حل بديلا عن ضغوط واشنطن على موسكو، ومساعيها لتعزيز موقف وقوة كييف على طاولة المفاوضات.
واعترف مدير مكتب الرئاسة بصعوبات كبيرة تشهدها مباحثات صفقة "المعادن النادرة" مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن بلاده لم ترفضها، وأنها تمضي قدما وفق "مسار طبيعي".
إعلانوفي موضوع آخر متصل بالحرب، كشف وزير الدفاع عن أزمة سلاح تلوح بالأفق، وإحجام أميركي عن مدّ بلاده بها، قائلا إن الوزارة اتجهت لشراء الدفاعات الجوية الأميركية، وعلى رأسها صواريخ نظم "باترويت" عبر "أطراف ثالثة".
طغت قضية العلاقات مع الولايات المتحدة وشروط وسياسات الرئيس دونالد ترامب -تجاه كييف- على جلسات المنتدى أيضا وعلى معظم الوقت المخصص للرئيس فولوديمير زيلينسكي، إذ شغلت نحو ساعة و45 دقيقة من أصل ساعتين تقريبا، وعكس الفجوة العميقة بين الجانبين.
وفنّد زيلينسكي ادعاءات ترامب حول أن بلاده حصلت على 500 مليار دولار من أميركا مساعدات، مؤكدا أنها لم تتجاوز 100 مليار دولار، وأن الرئيس السابق جو بايدن قدمها "منحة لا دينا" وأنها تعادل ما قدمته دول الاتحاد الأوروبي مع اليابان.
وجدد الرئيس الأوكراني التأكيد على رفض "سلام يحاك بين الأميركيين والروس حصرا" وعلى حق بلاده برسم شكل المفاوضات، وأهمية دعوة الدول الداعمة والمعنية إليها كالاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا وحتى اليابان.
كما تطرق لصفقة المعادن التي يطرحها ترامب، معتبرا أنها غير عادلة بصيغتها الراهنة، لأنها "ستضع 10 أجيال أوكرانية أمام التزامات مالية للولايات المتحدة" كما أنها يجب أن ترتبط بضمانات أمنية حقيقية، تمنع تكرار الحرب الروسية. وقال في هذا الصدد "الولايات المتحدة تريد الحصول على نسبة 100% من الأرباح فوق المساعدات المقدمة لأوكرانيا".
وعلى هامش المنتدى، تحدثت الجزيرة نت إلى ميخايلو بودولاك مستشار زيلينسكي، والذي قال إن "الصفقة صعبة دون شك، لكن الإعلام يضخم كثيرا موضوعها، ويقدمه كمساومة مجحفة تعرضها واشنطن. بينما تفاصيل الصفقة لا تزال قيد البحث، وحتما سنصل إلى صيغة توافقية تعكس شراكة ومنفعة متبادلة".
وقد لمح زيلينسكي -الذي رفض الكشف عن الخطة "ب" لبلاده في حال امتنعت واشنطن عن دعم أوكرانيا- إلى إمكانية اللجوء للصين التي "كانت علاقاتها الاقتصادية مع أوكرانيا أكبر من العلاقة مع الاتحاد الأوروبي قبل الحرب".
إعلانورأى وزير الخارجية أن "الصين مهتمة فعلا بنهاية عادلة للحرب في أوكرانيا، لأن السوق الأوروبية مهمة جدا بالنسبة لبكين، التي تحتاج إلى استقرار المنطقة".
وعند حديثه عن الحاجة إلى 20 نظاما للدفاع الجوي من طراز "باتريوت" أشار زيلينسكي إلى أن بلاده تعمل على تطوير بدائل محلية الصنع، كما تعمل على تطوير مسيّرات وصواريخ باليستية أيضا.
وقال المستشار بودولاك للجزيرة نت "نحن على ثقة بأن الولايات المتحدة ستستمر بلعب الدور الرئيس في دعم كييف. هذا يبقى أصلا في مصلحة المجمع الصناعي الأميركي الذي ينتج لنا وللشركاء ما نحتاجه للدفاع".
هل تتوقف الحرب؟وفي إطار آخر، جهد الصحفيون للحصول على جواب شاف من المتحدثين لسؤال: هل ستنتهي الحرب عام 2025 فعلا؟ وهنا كانت الإجابات متناقضة تماما.
وتوقع سيبيغا ذلك فعلا، وأيّده لاحقا رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف الذي قال "روسيا تحتاج وقف النار لأنها تفتقر إلى القوة، ولأن تكلفة الحرب باتت باهظة جدا، وإلا فإنها ستخرج من إطار القوى العظمة في المنظور القريب".
ولكن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية أوليغ إيفاشينكو حذر من إمكانية استمرار الحرب حتى العام 2030، قائلا إن جهازه على علم بخطط الروس، وإن "وقفا مؤقتا للحرب سيمنح فرصة التعافي لهم، ثم البدء من جديد، وهذا ما يحتاجونه".
ولفت بهذا الصدد إلى أن "الروس ينوون إنتاج 7 ملايين قذيفة مدفعية، و3 آلاف صاروخ بعيد المدى، مع نهاية العام الجاري".
وعلى هامش المنتدى، قال إيفاشينكو للجزيرة نت "لا يمكن الثقة بالروس. روسيا تبني سياساتها واقتصادها على أساس نواياها التي تقول إنهم لا يريدون السلام، وإن أي اتفاق معهم سيكون مؤقتا، حتى تمام الاستعداد لحرب جديدة".
وأضاف "المعلومات لدينا تشير إلى أن خططهم تشمل أوكرانيا ودولا أخرى في أوروبا، ونعلم أنها معدة حتى العام 2030 فعلا، وعلى هذا الأساس يجب أن نحدد شكل نهاية الحرب، ونستمر ببناء الجيش بعدها".
وسواء انتهت أو توقفت الحرب في هذا العام أم لم يحدث ذلك، أكد المشاركون على أهمية وجود ضمانات حقيقية لبلادهم من مختلف الأطراف المعنية، قبل الخوض في أي مفاوضات للحل.
إعلانوربطت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو، هذه الضمانات بمستقبل البلاد، قائلة إنه "دون ضمانات أمنية، لن يعود الناس من الخارج، الذين يبلغ عددهم على الأقل 5 ملايين. إنها شرط أساسي للنمو الاقتصادي والتعافي، ولعودة الاستثمارات الأجنبية".
وفي شأن آخر متصل بالحرب، أثار رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك صدمة في قاعة المنتدى، عندما أكد "الكشف عن 102 شبكة تجسس وتخريب روسية منذ بداية الحرب" وعن عدة محاولات روسية لاغتياله واغتيال الرئيس زيلينسكي ورئيس دائرة الاستخبارات العسكرية بودانوف.
ولمح ماليوك إلى السبب، قائلا إن 85% من خسائر الأفراد والمعدات والآليات الروسية نتيجة عمل المسيّرات التي استخدمها جهازه وجهاز الاستخبارات.
ومع نهاية العام الثالث للحرب، نشرت هيئة الأركان الأوكرانية بيانا، قالت فيه إن الروس منذ 24 فبراير/شباط 2022 خسروا 867 ألفا و180جنديا بين قتيل وجريح، و10 آلاف و168 دبابة، و21 ألفا و151 عربة مدرعة، و370 طائرة مقاتلة، و331 مروحية، و23 ألفا و582 نظاما مدفعيا، و28 سفينة وقاربا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
النفط يرتفع والذهب يستقر بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي
ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وسط أنباء عن احتمال تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين، مما هدّأ المخاوف من أن تؤدي الرسوم المرتفعة المحتملة إلى تقييد النشاط الاقتصادي والتأثير في الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتا أو ما يعادل 0.61% لتصل إلى 68.86 دولارا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 ستنا أو 0.60% إلى 65.55 دولارا للبرميل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار يرتفع في مستهل الأسبوعlist 2 of 2تنظيمات أميركية واستثمارات مؤسسية تدفع الإيثريوم للصعودend of listوقال المحلل لدى آي جي ماركتس، توني سيكامور: إن الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يدعمان الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط.
وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقا تجاريا إطاريا أمس الأحد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هددت بفرضها، وأدى الاتفاق إلى تفادي حرب تجارية أكبر بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وهو ما كان من شأنه أن يضعف الطلب على الوقود.
وفي سياق متصل، من المقرر أن يلتقي مفاوضون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم في مسعى لتمديد الهدنة التي حالت دون فرض رسوم جمركية مرتفعة وذلك قبل الموعد النهائي المقرر في 12 أغسطس/ آب.
وفي الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط يوم الجمعة عند أدنى مستوياتها في 3 أسابيع وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا.
وقالت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية إن الشركة تستعد لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بموجب شروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وذلك بمجرد أن يعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط ضمن اتفاقات مبادلة.
إعلانورغم الارتفاع الطفيف في الأسعار اليوم فإن احتمال قيام تحالف أوبك بلس بتخفيف قيود الإنتاج حدّ من المكاسب.
ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك بلس اجتماعا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين.
وقال 4 مندوبين من التحالف الأسبوع الماضي إنه من غير المرجح أن توصي اللجنة بإجراء أي تغييرات على الخطط الحالية التي تدعو 8 أعضاء إلى زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب، وقال مصدر آخر إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك.
ويحرص تحالف أوبك بلس على استعادة حصته في السوق في وقت يساعد فيه ارتفاع الطلب الموسمي في الصيف على استيعاب الكميات الإضافية من الخام.
وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يوميا في يوليو/ تموز مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مخزونات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا.
واستقرت أسعار الذهب اليوم الاثنين في تعاملات متقلبة وسط تراجع الدولار الذي ساعد في تبديد أثر الضغط الناتج عن الإقبال على المخاطرة بعد اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3336.77 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو/ تموز.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب هامشيا بنسبة 0.06% إلى 3337.50 دولارا.
وقال محلل السلع الأولية في ريلاينس سيكيوريتيز، غيغار تريفيدي إن الاتفاق بين أميركا والاتحاد الأوروبي خفف التوتر التجاري عبر الأطلسي، مما وضع ضغوطا على الذهب، مضيفا أنه أدى أيضا إلى هبوط مؤشر الدولار، مما قدم بعض الدعم للذهب.
وتراجع مؤشر الدولار، مما يجعل الذهب المقوّم بالعملة الأميركية أقل تكلفة للمشترين حائزي العملات الأخرى.
وتحسنت ثقة المستثمرين بعد التوصل إلى الاتفاق، وسجلت العملات الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية ارتفاعا.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة القياسي ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50% يوم الأربعاء، وذلك في ختام اجتماع من المقرر أن يستمر يومين. وكان رئيس البنك جيروم باول قد أشار إلى ضرورة انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن اجتماعه مع باول كان إيجابيا، مما يشير إلى احتمال أن يكون رئيس مجلس الاحتياطي منفتحا على خفض أسعار الفائدة.
وكان أداء المعادن النفيسة الأخرى على النحو التالي:
زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.24% إلى 38.25 دولارا للأوقية. ارتفع البلاتين 0.25% إلى 1409.57 دولارات. ارتفع البلاديوم 1.77% إلى 1244.40 دولارا.