جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@22:27:27 GMT

المُعلِّم "الأخطبوط"

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

المُعلِّم 'الأخطبوط'

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

حظي المعلم العُماني بالعناية السامية تقديرا لجهوده البناءة، وتم اعتماد 24 فبراير من كلّ عام يوما للمعلم العُماني في ظلّ النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه، وندرك جميعا أهمية ودور التعليم في بناء الأجيال في مختلف الأعمار والتخصصات، ونؤمن بأهمية تأهيل الكادر القائم عليه؛ بحيث يواكب المراحل الزمنية ومستجدات الحياة وملاءمة متطلبات سوق العمل؛ لذلك يتتبع المهتمون به والقائمون عليه والدارسون والباحثون سيرته ومتغيراته في كافة المراحل المختلفة؛ سعيا للتحديث والتوسع المعرفي والمهاري والابتكاري.

لكن هل تساءلنا يوما، كم وظيفة يشغلها المعلم؟!

يمكنني أن أصف المعلم العُماني بالإنسان الأخطبوط؛ فهو يشغل أكثر من وظيفة في آن واحد ويتحمّل من المسؤولية ما يفوق طاقته، ومطالب دائما بالإبداع وتجديد المهارات في حصصه؛ كونه وقود العملية التعليمية، ولكن لنكن أكثر واقعية وننظر إليه على أنه في المقام الأول إنسان لديه همومه وحياته وأنشطته الخاصة وهواياته المفضلة ومشاكله وضغوطاته، ومهامه الأساسية كمعلم من تخطيط للدروس ومحاولات الابتكار في الحصص وتنويع المهارات والأساليب والاستراتيجيات، وتوسيع دائرة ثقافته وضرورة إمتاع الطلبة أثناء تلقي المعرفة، بالإضافة إلى مشاريعه ومبادراته المدرسية وبرنامج الإجادة.

ألا يشفع له هذا من القيام بالمناوبة وحصص الاحتياط وغيرها من الأمور التي أرهقته واستنزفت طاقته وأكلت صحته، وجعلته يتجه للتقاعد المبكر بدلا من التمسك بمهنته السامية!

لن أرفع سقف توقعاتي كثيرًا وأتأمل الاستفادة من التجربة الفنلندية في التعليم؛ لكنّي أتساءل ما المانع من الاستفادة من التجربة القطرية وإعادة النظر في الكيفية التي يجب أن يكون عليها امتهان التعليم؛ لتحقيق الراحة النفسية للمعلم كي يستمر بإشعال شموع عطائه ويجدّد نشاطه ويحب عمله كلما تقدّم به الزمن، وذلك من حيث زيادة الراتب وتخفيف العبء الوظيفي عنه والاهتمام بتجويد جانبه النفسي ومنحه التأمين الصحي المناسب، الذي بالتأكيد سينعكس على عطائه ويطوّر من مهاراته وإبداعه في مجاله، وما دمنا مهتمين بتجويد التعليم؛ فهذا لن يتحقق دون منح المعلم العناية الكافية.

هناك اهتمام واضح من جانب الوزارة بمتابعة سير العملية التعليمية والوقوف على ثغرات الخلل والتخطيط المستقبلي لمعالجتها والإضافة عليها، والسعي الجاد  لتعمين الوظائف التعليمية، وهذا أمر محبّذ بطبيعة الحال؛ ولكن من وجهة نظري ما زالت العملية التعليمية رغم كلّ الجهود تعاني التخطيط الممنهج المرجو بقاعدة قوية وهرم صاعد، الذي يتحقق بوجود التوازن النفسي للمعلم؛ فبعيدًا عن لغة البيانات والإحصاءات والمراجع، يقول الواقع إن مشكلة التعمين وقلة الوظائف التعليمية وتأخر الترقيات، لا تزال تواجه الأرق ذاته، ولا يزال المعلم العُماني في المؤسسات التعليمية التي يعمل فيها يشغل الكثير من المهام إلى جانب مهامه الأساسية.

إنَّ التركيز على زيادة الوظائف التعليمية من أهم الأمور لتحسين جودة التعليم من وجهة نظري سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، فزيادة عدد الوظائف التعليمية في قطاع التعليم وتنوعها بحيث تستهدف هذه الوظائف حملة الدبلوم العام، للقيام بالأعمال الإضافية التي تلقى على عاتق المعلم كالمناوبة اليومية والإشراف على الحافلات المدرسية، سيخفف العبء الزائد على المعلم، ويجعله يركز في مهمته الأساسية وهي بناء الطالب؛ فهناك فرق بين البناء والأداء، وهذا بدوره سيخدم العملية التعليمية من جهة، ويحقق التوازن النفسي للمعلم والأمان للطلبة من جهة أخرى؛ فيتفرّغ المعلم لتقويم تحصيلهم بشكل مستمر، ويتولى مشرفو الحافلات شؤونهم في ذهابهم من وإلى البيت، كحل لمشاكل حوادث الطلبة مع الحافلات التي تحدث تقريبا كلّ عام سواء في شمال السلطنة أو الجنوب.

لا شك أن وظيفة مساعد معلم، بحيث تكون في كل مدرسة مجموعة من الموظفين لمساعدة المعلمين، ستسهم في تحسين التعليم؛ فالموظف المساعد يعاون معلمي المواد في الأعمال المدرسية من طباعة وإدخال بيانات وتغطية الحصص الاحتياطية، التي أرهقت كاهل المعلمين الملتزمين وألزمتهم مشقة تفوق طاقتهم وحملتهم إخفاق غيرهم.

كذلك زيادة عدد المنسقين والإداريين في المدرسة الواحدة سيحسّن من أداء المدارس ويخلق فرص عمل، ومن المهم جدا وجود أكثر من ممرض وممرضة في المدرسة الواحدة، فواحد لا يكفي؛ فقد لا يباشر عمله بشكل يومي لظرف ما؛ لذا وجود أكثر من ممرض في المدرسة وسيارة إسعاف مجهزة بما يلزم للحالات في كل مدرسة ضرورة باتت ملحّة.

 

كما إنّ زيادة عدد الأخصائيين بمختلف تخصصاتهم في المدرسة الواحدة، ستكون لها أثر في حل مشكلات الطلبة بشكل أفضل وتعزيز الجوانب الغائبة فيهم، والحدّ من ظاهرة التسرّب الدراسي. كذلك من المهم وجود لجان في المدارس مهمتها الوحيدة إعداد وتصحيح الاختبارات وهذا أمر يعمل به في عدة دول، قد يتساءل أحدكم ويقول: وما دور المعلم؟

إنّ دور المعلم يتجلى في إتقانه عملية بناء الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية لدى الطالب، نركز على كلمة "إتقانه" في حال كنّا فعلا نسعى لتجويد التعليم، وهو الدور الأبرز في نجاح التجربة القطرية كأفضل تجربة تعليمية على مستوى الوطن العربي، الأمر الذي لن يحققه معلم كالأخطبوط منهك ماديا ونفسيا يشغل في آن واحد معظم وظائف المؤسسة التعليمية.

إنَّ هذه الاقتراحات ليست من وحي تفكيري؛ إنما هي تجارب تعليمية ناجحة وجهت جُلّ اهتمامها للمعلم كونه وقود العملية التعليمية ومحرّك طاقتها؛ فمكنته من الإبداع في مهامه، وعزّزت الجانب النفسي والإبداعي لديه، وبرأيي إن حاولنا الاستفادة منها سيأخذ المعلم العُماني دوره الطبيعي، وتُحلّ مشكلة التقاعد المبكر عند المعلمين وتُخلق فرص عمل لخريجي الدبلوم العام الراغبين في خوض مجال العمل دون الالتحاق بالجامعات، وبالتالي الحدّ من مشكلة الباحثين عن عمل بشكل عام وتحقيق الهدف الأساسي وهو البناء الحقيقي للطالب وتجويد التعليم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البنك الوطني العُماني يقدم حلول دفع متكاملة لأصحاب الأعمال التجارية

مسقط- الرؤية

يُواصل البنك الوطني العُماني جهوده في دعم وتمكين أصحاب الأعمال من خلال تقديم مجموعة متكاملة من حلول الدفع، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات وتطلعات العملاء عبر تسهيل المعاملات المصرفية وضمان تجربة دفع سلسة وآمنة؛ حيث تشمل هذه الحلول: أجهزة نقاط البيع، وبوابة الدفع الإلكتروني، وتطبيق الدفع الإلكتروني للتجار، ورموز الاستجابة السريعة.

وتلبي هذه الخدمات والحلول احتياجات مختلف القطاعات، بما في ذلك المؤسسات المسجَّلة والمرخصة بمختلف أحجامها، مثل المشاريع المنزلية، والمشاريع الصغيرة، والمحلات التجارية، إضافة إلى الشركات الكبرى، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والجهات الحكومية.

وقال الدكتور علي بن سالم الشكيلي مساعد المدير العام رئيس الخدمات والقنوات الرقمية في البنك الوطني العُماني: "في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي في السلطنة، نؤمن في البنك الوطني العُماني بأهمية تمكين مختلف فئات الأعمال عبر توفير الأدوات والحلول اللازمة التي تسهم في تعزيز نموها وازدهارها، وتجسِّد حلول الدفع التي يقدمها البنك هذا الالتزام، من خلال تمكين الشركات من قبول المدفوعات بأمان، مع الحفاظ على تنافسيتها، وتعزيز تواصلها، واستعدادها لمتطلبات المستقبل".

وتدعَم أجهزة نقاط البيع التي يوفرها البنك الوطني العُماني البطاقات المحلية والعالمية المختلفة، مثل: فيزا، وماستركارد، وأمريكان إكسبريس، ويونيون باي، وديسكفر، ودينيرز كلوب. وتتميَّز هذه الأجهزة بخصائص متقدمة، منها: التكامل مع أنظمة نقاط البيع وسجلات الدفع النقدي الإلكترونية، وتحويل المعاملات إلى خطط دفع ميسرة، وخدمة الدفع بالعملة المحلية عبر ميزة التحويل الديناميكي للعملات، والدفع باستخدام نقاط المكافآت، والمزامنة اللحظية للبيانات؛ حيث تنعكس بيانات المبيعات من أجهزة نقاط البيع تلقائيًّا في نظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP).

كما صُممت بوابة الدفع الإلكتروني بهدف تقديم تجربة سلسة وآمنة من خلال واجهة برمجة تطبيقات موحدة (API) تدعم أنظمة الدفع عن بُعد عبر تطبيقات الهواتف، وأنظمة تخطيط الموارد (ERP)، والمواقع الإلكترونية المعتمدة. وتشمل مزاياها: روابط الدفع المباشر، المدفوعات المتكررة، والمدفوعات بالجملة. ولا يحتاج العميل إلى اختيار نوع البطاقة، مما يُسهم في ضمان تجربة دفع سهلة وسريعة.

وتتيح رموز الاستجابة السريعة (QR) للعملاء إجراء عمليات الدفع فورًا، دون الحاجة لأي جهاز. وتُعد هذه الخدمة مثالية للمشاريع المنزلية والأنشطة الصغيرة؛ حيث يُمكن للتاجر إتمام المعاملة مباشرة باستخدام هذه الرموز، لتشكّل بديلاً سهل الاستخدام لطرق الدفع التقليدية.

مقالات مشابهة

  • "جمعية المرأة" بالعوابي تنظّم ورشة حول السَّمْت العُماني وأدب المجالس
  • بنك الإسكان العُماني يفتتح فرعه في الرستاق بحلّته الجديدة بعد إعادة هيكلته
  • إنجاز دولي جديد للعداء العُماني حمد الحارثي
  • البنك الوطني العُماني يقدم حلول دفع متكاملة لأصحاب الأعمال التجارية
  • طريقة الاستعلام عن نتيجة وظائف المعلم المساعد بالتربية والتعليم
  • الموافقة على تخصيص أراضٍ لـ 20 مدرسة جديدة لدعم العملية التعليمية بالمنيا
  • شبكة حقوقية: طقم حوثي يدهس معلماً في منطقة الحوبان بتعز
  • إنجاز تاريخي جديد للتايكواندو العُماني في آسيا
  • طقم حوثي ينهي حياة معلم في تعز.. استهتار متواصل بأرواح المدنيين
  • كنز غذائي.. تعرف على فوائد لحم الأخطبوط