قرارات الاتحاد الأفريقي.. هل ترجح احتمالية تدخل إيكواس عسكريا في النيجر؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
قال كين إيف، المستشار السابق في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إن الاتحاد الأفريقي لا يزال يفضل الحل الدبلوماسي لأزمة النيجر رغم قراراته الأخيرة، مشددا على أنه لا أحد يرغب في الحل العسكري سواء في النيجر أو خارجها.
ورأى أنه لا يمكن القبول بالمعادلة الصفرية في معالجة الأزمة، وأنه لا يزال هناك مجال للتفاوض والبحث عن حل يجنب النيجر والمنطقة الدخول في نزاع مسلح، "فما من أحد يود أن يرى هذا القتال الذي لن يستفيد منه الشعب النيجري، الذي في حال حدوثه سيكون له تأثير سلبي عليه".
تصريحات إيف جاءت خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/22) لتعليق الاتحاد الأفريقي عضوية نيامي في كل أنشطته، وتأكيده دراسة قرار إيكواس تحضير قوات لنشرها في النيجر، بهدف إنهاء الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم نهاية الشهر الماضي، ورفضه في ذات الوقت أي تدخل في النيجر من خارج القارة.
وكان قادة انقلاب النيجر قد أعلنوا خطة لفترة انتقالية مدتها 3 أعوام، رفضتها إيكواس، واعتبرتها محاولة لكسب الوقت.
وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن تأثير قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية النيجر على مسار الأزمة، والرسائل من وراء تأكيده دراسة قرار إيكواس نشر قوات في النيجر، وما إذا كان ذلك يرفع من احتمالية خيار التدخل العسكري، وموقف شعب النيجر وقواه المختلفة مما أعلنه الاتحاد الأفريقي.
"تمدد الإرهابيين"ووفق إيف فإنه في حال حدوث تدخل عسكري في النيجر، فإن "الإرهابيين سيستفيدون من ذلك الوضع في التمدد وتوسيع نشاطهم، وهو ما يحتم الاستمرار في البحث عن حل دبلوماسي، واستمرار التواصل مع العسكريين في النيجر للتوصل إلى ذلك الحل".
ولفت إلى أن موقف أعضاء الاتحاد الأفريقي لم يكن موحدا، وإن كانت الأكثرية تؤيد القرارات المتخذة، لكنه شدد على أن عدم التوافق الحاصل يدفع للبحث عن مصادر موثوقة تساعد في تجنب الصراع المسلح، وإذا لم تنجح تلك المساعي فإن ذلك سيؤدي لتبعات سلبية مختلفة، وإمكانية حصول تدخل خارجي من أطراف مختلفة على حد قوله.
وشدد إيف على أن الشعب النيجري هو من يعرف مصلحته الخاصة، لكنه أكد في ذات الوقت على أن مجموعة إيكواس في حال تدخلها العسكري فإنها لا تتدخل نيابة عن أي قوى أخرى وإنما بهدف إحلال الديمقراطية والسلام.
ويرى المستشار السابق في إيكواس أن مجال التفاوض لا يزال قائما، مشيرا إلى أن المشاورات التي حصلت تحدثت عن مقترحات متعددة للفترة الانتقالية التي يمكن أن تتم فيها الانتخابات، وأنه يمكن مع رفض مدة خطة قادة انقلاب النيجر معاودة التفاوض معهم للتوصل إلى فترة أقصر يمكن قبولها.
وحول إعلان مالي وبوركينا فاسو دعمهما العسكري لقادة الانقلاب، يرى إيف أن ذلك لا يعدو كونه سياسة إعلامية وبروباغندا، ولن يكون له تأثير على أرض الواقع، مؤكدا أنه في حال قررت إيكواس التدخل العسكري فلن تجد مقاومة تذكر وسيترك لها المجال من قبل الشعب الذي لا يريد القتال.
الشعب سيقاومهذا التصور خالفته ماريا صالح، عضو المكتب القيادي للحركة الوطنية لحماية الوطن في النيجر، والتي أكدت أن الشعب النيجري هو من سيواجه التدخل العسكري في حال حصوله من قبل إيكواس، مستبعدة في ذات الوقت حصوله.
واعتبرت في حديثها لما وراء الخبر، أن إيكواس تحاول من خلال قراراتها معاقبة شعب النيجر عقابا شديدا، وهو ما لا يمكن قبوله، مضيفة "هم يدعون أنهم يحمون الشعب.. وإذا كان ذلك صحيحا فأين كانوا ونحن نتعرض للقتل من قبل الإرهابيين؟".
وشددت صالح على أن التدخل العسكري أمر غير شرعي، وما تقوم به إيكواس من إجراءات عقابية مثل قطع الكهرباء وإغلاق الحدود ومنع الدواء والغذاء لا يمكن اعتباره في صالح الشعب النيجري ودعما لمصالحه، مؤكدة على أنه لم يعد هناك مجال لإعادة الرئيس السابق.
وأضافت أنه يجب على إيكواس أن تدرك أن الشعب في انتظارها، وأنه لا يخشاهم، و"إن كان يعلم أنهم يهددون فقط، لكن في حال حصل التدخل العسكري فإن النيجريين هم من سيقاومون، وسيظلون شعبا موحدا أمام أي عدوان خارجي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی التدخل العسکری فی النیجر على أن فی حال أنه لا
إقرأ أيضاً:
بسبب الإرهاب والعلاقات مع فرنسا.. النيجر وبنين تتبادلان الاتهامات
اتهم رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني دولا غربية وأفريقية بالضلوع في تغذية الإرهاب في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، والتنسيق مع الحركات المسلّحة التي تعمل على محاربة الحكومات، وتسعى إلى عدم استقرارها.
وفي مقابلة للتلفزيون الوطني استمرت 3 ساعات يوم السبت الماضي، قال الجنرال تياني، إن إغلاق الحدود مع دولة بنين سيستمرّ لاعتبارات أمنية وعسكرية، متهما حكومة باتريس تالون بالتنسيق مع فرنسا والدول الغربية التي تهدف إلى زعزة الاستقرار في النيجر.
وكانت الحكومة في نيامي قد أغلقت الحدود مع جارتها بنين قبل نحو عامين واتهمتها باحتضان قوات فرنسية تسعى إلى إطاحة نظام المجلس العسكري الذي حكم البلاد منذ انقلاب 26 يوليو/تموز 2023.
واتّهم الجنرال تياني نيجيريا وبنين بلعب أدوار مشبوهة في تدريب وتسليح من سماهم بـ"المرتزقة" في منطقة الصحراء بغرب أفريقيا، داعيا الحكومات في تحالف دول الساحل إلى التكاتف ومواصلة الحرب المشتركة على الإرهاب.
نفي رسمي من بنينمن جانبه قال وزير الخارجية البنيني أولوسيغون أجادجي باكاري، إن تصريحات رئيس النيجر الجنرال تياني خطِرة وبلا أي أساس، مشدّدا على أن بلاده تحارب الإرهاب على أرضها وضدّ أي تهديد قادم من دول الجوار بكل حزم وتضحية.
وقال باكاري "إن محاولة ربط بلدنا بمثل هذه الممارسات أمر غير مقبول ومجحف للغاية بحق قواتنا الدفاعية والأمنية، وبحق شعبنا بأكمله".
إعلانوفي إطار العلاقات بفرنسا قال وزير خارجية بنين "نحترم تمامًا سيادة النيجر وحقها في اختيار شركائها، ولكن بالمثل، لن نسمح لأحد بفرض خياراته علينا، فالقرارات المتعلّقة بشراكاتنا وتعاوننا نابعة من سيادتنا الوطنية".
وفي معرض رده على تداعيات إغلاق الحدود، أشار باكاري إلى أن اقتصاد بلاده حافظ على نمو إيجابي، وقال "في عام 2024، ورغم إغلاق الحدود مع النيجر، حققت بنين نسبة نمو بلغت 7.5%، وهي نسبة تجاوزت كل التوقعات، وسنعمل على تعزيز هذه القدرة على الصمود".
وأضاف رئيس الدبلوماسية في بنين "شعوبنا لا تنتظر منا التراشق الإعلامي أو الاتهامات المتبادلة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بل تطالبنا بحلول ملموسة للمشكلات الحقيقية التي تواجهها".
مصالح مشتركةوتتقاطع النيجر وبنين في كثير من المصالح المشتركة، إذ تجمع بينهما الحدود والجغرافيا، وتحدّيات الإرهاب ومشاكل الفقر والتنمية.
وبحكم جغرافية الصحراء الواسعة التي جعلت من النيجر دولة حبيسة في قلب الصحراء لا ساحل لها، اعتمدت نيامي على ميناء كوتونو عاصمة بنين في الإيراد والتصدير.
وطيلة السنوات الماضية، بلغت نسبة اعتماد نيامي على ميناء بنين في الإيراد والتصدير 69%، في حين تستورد نسبة 13% من حاجياتها من ميناء لومي و8% من ميناء غانا، و7% من ميناء كوت ديفوار.
وفي المقابل، تجني بنين أرباحا كبيرة من الضرائب على البضائع التي تمر من طريق مينائها نحو نيامي، وتعمل كثير من الشركات المسجلة فيها على تصدير السلع والمنتجات الغذائية نحو جارتها الشمالية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال رئيس بنين باتريس تالون، إن التهديدات الإرهابية لبلاده ستظلّ قائمة ما دام التعاون مع النيجر غائبا والعلاقات معها متوتّرة.
إعلان جذور التوترومنذ استقلال البلدين عن فرنسا، ظلّت العلاقات بينهما قائمة على أسس حسن الجوار، ومبادئ التعاون والتكامل الاقتصادي، لكن انقلاب النيجر الأخير غيّر المعادلة، حيث ساندت بنين التدخل العسكري الذي كانت إيكواس تنوي القيام به لإعادة الشرعية.
ولم يتقبل قادة الانقلاب في نيامي قرار السلطات في بنين واعتبروا أن مسايرتها لإيكواس خارج على المألوف، ويناقض حسن الجوار والعلاقات التاريخية، ورأوا فيه إضرارا بشعب النيجر.
وفي سبتمبر/أيلول 2023 أعلن المجلس العسكري في نيامي تعليق الاتفاقيات العسكرية مع بنين، والتي كانت تتعلق بمحاربة الإرهاب وتأمين الحدود والتنسيق وتبادل المعلومات، وعلل حكام النيجر قرارهم بأن جارتهم أصبحت مركزا لوُجود القواعد العسكرية الفرنسية، ومأوى للحركات الإرهابية.