وظيفة الأحلام.. رجل يترك عمله للسفر وتوثيق الكلاب حول العالم
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما كان عاشق الكلاب من مدينة بافالو في ولاية نيويورك الأمريكية، جون فابيانو، مفتونًا بالعلاقة بين الكلاب والبشر، ولكنّه لم يتخيل قط أنّه سيتمكّن من تحويل شغفه إلى مهنة.
لكن بعد إدراكه أنّه يهوى تصوير الكلاب، بدأ فابيانو، الذي شعر بعدم الرضا من وظيفته، في وضع خطة هروب.
في عام 2022، استقال الأمريكي من وظيفته للسفر حول العالم بهدف توثيق الروابط المتنوعة بين الكلاب والبشر.
علاقة فريدةعلى مدار العامين الماضيين، زار الأمريكي أماكن مثل غرينلاند لتصوير كلاب الزلاجات، وألمانيا لتوثيق فصيلة الراعي الألماني، واليابان لتصوير كلاب "شيبا إينو" كجزء من مشروعه الذي يُدعى "Wags Around the World".
وقال فابيانو لـ CNN: "أنا في منتصف الثلاثينيات من عمري، وأسافر حول العالم لتصوير الكلاب. لقد تركت عالم الشركات. لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة".
لم يكن فابيانو يمتلك كاميرا عالية الجودة حتى عام 2020، ولكنه استطاع التركيز على التصوير الفوتوغرافي أثناء جائحة "كوفيد-19" عندما بدأ في تلقي الدروس، وادّخار أكبر قدر ممكن من المال استعدادًا لمغامرته الكبرى.
وقسّم المصور المشروع إلى أربع مجموعات، أي الكلاب البرية، والعامِلة، والأصيلة، و"المستضعفة".
وبدأ فابيانو رحلته في مارس/آذار من عام 2023، متوجهًا إلى ألمانيا، حيث التقى بامرأة تمتلك 10 كلاب من فصيلة الراعي الألماني، وشَعَر آنذاك برابط فوري معها.
وأوضح المصور الأمريكي: "أعتقد أنّ الأمر الذي لم أدرك أنّه سيؤثر عليّ بشكلٍ كبير يتمثل بالروابط التي أنشأتها مع البشر في جميع أنحاء العالم".
كما لَفَت فابيانو إلى أنّ علاقته بكلبته الأليفة "فيولا" ساعدته في العديد من الأوقات الصعبة.
بعد زيارة ألمانيا، كانت محطته التالية غرينلاند، حيث التقط صورة أثناء رحلة على الزلاجات مهّدت الطريق لنيله المركز الأول ضمن الفئة الوثائقية لمسابقة جوائز تصوير الكلاب في عام 2024.
روابط خاصةذهب فابيانو بعد ذلك لزيارة الهند لتصوير بعض الكلاب الضالة في البلاد، وقضى بعض الوقت مع الناشط في مجال حقوق الحيوان، ساتيش واران، في مدينة تشيناي.
في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، سافر المصور الأمريكي الذي وثّق مغامراته عبر صفحته في موقع "إنستغرام"، إلى جنوب إفريقيا لتصوير الكلاب البرية الإفريقية.
بالنسبة لقسم "الكلاب المستضعفة"، سافر فابيانو إلى أيرلندا لتصوير سلالات الكلاب المحظورة، كما أنّه توجّه لأجزاء مختلفة من الولايات المتحدة لتصوير الكلاب التي تم إنقاذها.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التصوير حقوق الحيوان حيوانات حيوانات أليفة كوستاريكا حول العالم
إقرأ أيضاً:
نفخ الزجاج في مورانو ونسي الجامعة.. من هو أصغر حرفي لصناعة تعود إلى 700 عام؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وُلد روبرتو بلترامي وترعرع في بلدة بريشيا الإيطالية التي تبُعد بضع ساعات بالسيارة عن مدينة البندقية وجزيرة مورانو، المشهورة عالميًا بإنتاج الأعمال الزجاجية الرائعة.
إلا أنّه تعرّف على فن نفخ الزجاج لأول مرة على بُعد 6،400 كيلومتر تقريبًا، في مدينة بوسطن الأمريكية في العام 2011.
كان بلترامي حينها طالبًا في سنته الثانية يدرس الفيزياء في جامعة بوسطن، حين انبهر بمعرض لأعمال الفنان الأمريكي، ديل تشيهولي الذي سعى لتطوير حرفته عبر السفر حول العالم، وشمل ذلك زيارة قصيرة إلى مورانو في ستينيات القرن الماضي.
زار بلترامي الجزيرة خلال عطلته الصيفية، حيث التحق بدورة تدريبية في نفخ الزجاج، وتحوّلت تلك الدورة إلى تدريب مهني، فامتدّ الصيف إلى عامٍ كامل.
في نهاية المطاف، تخلّى بلترامي عن الجامعة ليدرس على يد نخبة من أشهر أساتذة نفخ الزجاج في العالم.
تعتبر جزيرة مورانو رائدة في صناعة الزجاج على مستوى العالم، لكنها على مدار تاريخها الممتد لـ700 عام، واجهت الجزيرة تحديات عديدة على مستوى الصناعة انعكس تراجعًا كبيرًا بعدد المصانع، في السنوات الأخيرة.
وفي حين يقول كثيرون في هذه الصناعة إنّ الشباب غير مهتمين بالعمل اليدوي الشاق والمرهق، يمتلك بلترامي وجهة نظر مختلفة.
فنظرًا لدأبها الطويل للحفاظ على أسرارها التجارية، تُبدي ورش العمل في مورانو ترددًا في الترحيب بالوافدين الجدد، وفقًا لما قاله بلترامي، البالغ من العمر اليوم 34 عامًا.
وأوضح: "كان الجميع يخشى أن تسرق منهم وظائفهم، ولم يرغب أحد بتعليم أسرار المهنة".
وبعد إحباطه من قلة الفرص، قرّر بلترامي إطلاق مشروعه الخاص.
وفي العام 2017، أسَّس الشاب، البالغ من العمر 25 عامًا آنذاك، ورشته الخاصة، " Wave Murano Glass".
الآن، ومع فريق يضم 20 شخصًا، معظمهم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، يقود بلترامي، الذي يُعتقد أنه أصغر "مايسترو" زجاج في مورانو، جيلًا جديدًا من الحرفيين نحو المستقبل.
ألف عام من صناعة الزجاجيُصنع الزجاج lن طريق صهر الرمل، ورماد الصودا، والحجر الجيري عند بلوغ حرارة تصل إلى 1،600 درجة مئوية، ومن ثمّ يُوضع خليط الزجاج المنصهر على طرف أنبوب مجوف، ويُنفخ بالهواء، ثم يُشكَّل بسرعة من خلال عملية التأرجح والنفخ والدحرجة فيما لا تزال المادة ساخنة ومرنة.
بمجرد تبريده، يتخذ السائل المنصهر شكلًا صلبًا وشفافًا.
بالإضافة إلى اختراع زجاج "كريستالو" الشفاف، اشتهرت مورانو بقدرتها على إضافة ألوان زاهية على الزجاج الشفاف.
وأكّد بلترامي: "نفخ الزجاج أشبه برياضة جماعية لأنّه يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا".
يتطلب حجم ووزن العديد من القطع الزجاجية إمساك شخص واحد على الأقل بالأنبوب، وتدوير الزجاج المنصهر، فيما يقوم شخص آخر بتشكيله، وقد يُطلب من شخص ثالث إشعال الزجاج للحفاظ على مرونته أو إضافة بعض الزخارف.
موجة تغييرعاش أكثر من 30 ألف شخص على جزيرة مورانو، التي تبلغ مساحتها 4.6 كيلومتر مربع في ذروة ازدهارها في القرن الـ16.
أمّا الآن، فهي موطن لحوالي 4 آلاف شخص.
ووفقًا لاتحاد الترويج لزجاج مورانو، المعني بترويج وحماية الحرفة، يعمل أقل من ثلث السكان في ورش صناعة الزجاج البالغ عددها 105 على الجزيرة.
أوضح بلترامي أنّ المصانع الصغيرة تُكافح للمنافسة على الطلبات الصناعية واسعة النطاق.
عوض ذلك، تُركز مورانو على الأواني الزجاجية الفاخرة والفنية، رُغم أنّ هذا المجال مُهدد أيضًا نتيجة تدفق السلع المُقلدة.