يمانيون:
2025-07-31@00:34:46 GMT

إلى اللقاء يا عزيزَ الروح

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

إلى اللقاء يا عزيزَ الروح

دينا الرميمة

معتكفون ظللنا في محراب الحزن رجاء أن يكون ما سمعناه مُجَـرّد هذيان، ومنذ لحظة سماع خبر استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، ولأربعة أشهر وقلوبنا تصلي وتنسج الدعوات عساه يطل ويمد يديه إلينا لنمضي سويًّا إلى باحات الأقصى، حَيثُ موعدنا فنفك قيود الأسر عن القدس ونطهرها من رجس اليهود وتغدو متوضئة وفيها ومن خلفه نصلي فتحاً ونصراً وعزاً.

وحتى لحظة الوداع الأخير وأرواحنا تؤمل أنه من بين الأكف سينهض، وأن ما ظنه العدوّ تشييعاً لجبل أزيح من طريقه سيكون حياة يعيد الحياة لأرواحنا وللأرض التي ترتجف خشية الاحتضان!!

وحاشاه أن يكون جحوداً منا بأحقيته بالشهادة، ففيه رأينا وجه الحسين -عليه السلام- ومن كلماته أدركنا معنى أن تكون مقاوماً على خطى جده العظيم، ومن سبابته المرفوعة تعلمنا كيف تنتزع الحقوق.

ولا يستغرب أحد علينا كشعب يمني حجم الصدمة التي لحقت بقلوبنا حال سماعنا نبأ استشهاد سماحة السيد نصر الله، فوحده كان معنا حين خذلنا الجميع ومنذ اليوم الأول الذي شُنت فيه الحرب على اليمن، التي انقسم القادة العرب والمسلمين في مواقفهم منها بين مؤيد مشارك فيها ومؤيد صامت ألجمت أفواههم الريالات السعوديّة، وتركوا يمننا وحيدة تجابه حرباً أمريكية بتنفيذ وتمويل عربي، وفي ثاني أَيَّـام الحرب ظهر نصر الله مديناً لتلك الحرب الغاشمة وأعلنها نهارًا جهارًا وقوفه وتضامنه مع اليمن، واعتبر هذا الخطاب أعز وأشرف وأجل عمل عمله في حياته، متجاهلاً الهزيمة التي لحقت بالكيان الصهيوني على يديه كأول هزيمة يلحقها العرب بالكيان الصهيوني، ولا تقديم ابنه هادي شهيداً في سبيل الله وسبيل تحرير لبنان.

وكان سماحته متابعاً لكل مجريات الحرب وتعودنا في كُـلّ خطاباته أن يكون لنا منها نصيب يتكلم عن معاناة الشعب اليمني ومظلوميته التي وصفها بكربلاء العصر، وقال إنها فاقت مظلومية شعب فلسطين!!

وكان يظهر مفاخرًا بصمود اليمنيين وشجاعتهم وبسالة جيشهم قائلًا: إنه تفوق على كُـلّ الجيوش التي جلبتها دول العدوان لاحتلال اليمن.

ودائمًا كان يشيد ويباهي بقيادتنا الحكيمة المتمثلة بالسيد عبدالملك -سلام الله عليه- وتمنى أن يكون جنديًّا مقاتلاً تحت لوائه.

وما بين التنهيدة أخرجها عندما سأله مذيع قناة المنار عن اليمن وعبرت عن عظيم تأثره بصمود شعبها، ليجيب بعدها “اليمن سلام الله على اليمن”.

فبادله كُـلّ اليمنيين في ذات اللحظة قائلين: (ومن اليمن للسيد سلام).

إلى الدمعة التي سقطت من عينيه المباركة رداً على موقف أعلنه السيد عبدالملك بأن اليمن ستتقاسم رغيف الخبز مع شعب فلسطين، وتساءل سماحته: إن كنا نملك رغيف الخبز لنتقاسمه مع شعب فلسطين، ونحن المحاصرون براً وبحراً وجواً؟! ونحن بحمد الله لم نخيب ظنه وفعلاً انتصرنا كما راهن وتوعد، وكنا له أوفياء وبه مرتبطون ارتباطاً جرمته دول العدوان واعتبرته إرهابًا وانهالت تقدح فيه وزاد من عدد أعدائه، في حين يتباهون بعلاقتهم مع اليهود ويعقدون معهم صفقات التطبيع التي قال سماحته: إن من أفشلها هم شهداء اليمن وتضحيات شعب اليمن.

هو نفسه الموقف اتخذه سماحة السيد نصر الله في العدوان الصهيوني على غزة، ومن ثاني أيامه اندرجت مقاومة حزبه في هذه الحرب؛ ما جعلهم يأتونه بالطائرات محملة بالغضب والبارود لتنهال عليه ويرتقي شهيداً، ظنه العدوّ نصراً ووصفه بالمنجز الأكبر في تأريخ كيانهم!!

غير أن النصر لم يكن إلَّا لمن نال الشهادة غاية تمناها وسعى لها سعيها، وستظل روحه باقية حولنا ما حيينا؛ فهذا الرحيل لم يزدنا إلا غضباً وتحديًّا وثباتاً لمواصلة ما بدأه القادة، وبحجم وجع الوداع وكم الدموع فقد كان مشهد التشييع المهيب شاهدًا بأن نصر الله ليس شخصًا عاديًّا سيواريه الثرى ويطويه الزمن وينسى؛ إنما هو رجل بحجم أُمَّـة، شيعته الإنسانية جمعاء، ودين علينا كأمة لن نوفيه إلَّا بالسير على نهجه، فنم قرير العين يَا نصر الله والأمة فَــإنَّا على العهد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: نصر الله أن یکون

إقرأ أيضاً:

هيئة شباب اليمن تستقبل وفد اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر وتبحث أفق التعاون المشترك

 

 

استقبلت هيئة شباب اليمن امس في مقرها بالقاهرة وفدًا من اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الشراكات مع المؤسسات الطلابية والشبابية اليمنية، وبحث فرص التعاون بما يخدم الشباب اليمني في مصر.

شهد اللقاء نقاشًا مثمرًا تناول عددًا من المحاور المهمة، في مقدمتها تنفيذ برامج تدريبية مشتركة تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب اليمنيين في مجالات متعددة، وبحث آليات ضم الطلاب المبدعين والمبتكرين إلى عضوية الهيئة للاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم، إلى جانب إطلاق مبادرة لتكريم الخريجين المتميزين من الطلاب اليمنيين، فضلًا عن تشكيل فريق رياضي يتيح للشباب ممارسة الأنشطة الرياضية تحت مظلة مؤسسية.

حضر اللقاء عن هيئة شباب اليمن الأستاذ خالد المصباحي – رئيس الهيئة، والأستاذ محمد عارف – مسئول قطاع الأنشطة،

فيما مثل اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر في هذا اللقاء فايز قروش – الأمين العام للاتحاد، وعبدالرحمن الأعكل – الأمين العام المساعد، ومسؤول لجنة الإعلام والعلاقات العامة بدر المنصوري، ومسؤول اللجنة المالية/ القسام هندروس، إضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد.

وجدير بالذكر أن عددًا من قيادات اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر هم أيضًا أعضاء فاعلون وكوادر في هيئة شباب اليمن، ما يعزز فرص التكامل بين الجانبين ويثري أفق التعاون المشترك في خدمة الطلاب والشباب اليمني.

وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون المؤسسي من خلال برامج ومبادرات نوعية، تسهم في تمكين الشباب أكاديميًا ومهنيًا، وتخلق مساحات أوسع للتفاعل والمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • هند صبري: أسال الله لا يريكم حزنا في عزيز عليكم
  • اليمن يبحث مع روسيا آخر المستجدات على الساحة اليمنية والإقليمية
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته
  • حكم إجبار الزوجة على الإجهاض؟.. الإفتاء توضح
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • هيئة شباب اليمن تستقبل وفد اتحاد الطلاب اليمنيين في الأزهر وتبحث أفق التعاون المشترك