تنتظر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في قطاع غزة حراكاً يجيء متأخراً، وسط حديث أميركي عن إرسال إسرائيل وفداً للمفاوضات، دون أن توضح صلاحياته أو أجندته، في الوقت الذي أرجأ فيه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف زيارته لإسرائيل إلى الأحد المقبل.

وبحسب خبراء ومحللين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن تأجيل زيارة ويتكوف يحمل مؤشراً سلبياً، لا سيما في ظل تأخر المفاوضات؛ وسيحدد وصوله المرتقب أي استراتيجية سيمضي فيها اتفاق الهدنة، سواءً بالاتجاه نحو تمديد المرحلة الأولى التي تنتهي السبت المقبل أو المضي في مفاوضات المرحلة الثانية.

ورجح الخبراء ضغوطاً أميركية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتقدم في الاتفاق، وسط مخاوف من ذرائع للاستمرار في مفاوضات طيلة شهر رمضان دون الوصول لنتائج لعدم إسقاط حكومته.

أخبار قد تهمك وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة 27 فبراير 2025 - 12:09 صباحًا إدخال 217 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى قطاع غزة 23 فبراير 2025 - 10:42 مساءً

وتنتهي في الأول من مارس (آذار) المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي توصل له الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، دون التزام إسرائيلي بالانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في الثالث من فبراير (شباط) الجاري، وتتضمن بنوداً عدة من بينها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

وخلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية الأميركية» الثلاثاء، قال ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط: «نحقّق تقدّماً كبيراً. إسرائيل ترسل فريقاً في الوقت الذي نتحدّث فيه للدوحة أو القاهرة (…) بهدف المضي قدماً بالمرحلة الثانية، والتوصّل لإطلاق سراح المزيد من الرهائن».

وأوضح ويتكوف أنّه «ربّما ينضمّ» إلى هذه المفاوضات يوم الأحد المقبل «إذا سارت الأمور على ما يرام»، بعدما كانت تصريحاته السابقة تشير إلى أنه سيصل المنطقة الأربعاء.

ووفقاً للناطق باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع، «لم يُعرض على الحركة أي مقترح بشأن المرحلة الثانية رغم استعدادها لها، وحرصها على المضي قدماً فيها لإتمام كل مراحل الاتفاق»، بحسب بيان صحافي للحركة الأربعاء.

وكشف القانوع عن أنه سيتم إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى بالتزامن مع تسليم الفصائل الفلسطينية للجثامين الإسرائيلية الأربعة المتبقية في إطار المرحلة الأولى، ومن اعتقلوا من نساء وأطفال في غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبآلية جديدة تضمن التزام إسرائيل بالتنفيذ.

يجيء ذلك غداة تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن بحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ومدتها 42 يوماً، في إطار سعي إسرائيل لاستعادة رهائنها المتبقين، وعددهم 63، مع إرجاء الاتفاق على مستقبل القطاع في الوقت الراهن، وفق ما نقلته «رويترز».

مخاوف من «محادثات بلا طائل»

ويرى عضو مجلس الشؤون الخارجية المصرية، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازي، أن تأجيل زيارة ويتكوف رسالة لإسرائيل وضغط عليها لإنهاء تعثر تسليم الأسرى ومواصلة الالتزام بالاتفاق، مرجحاً أن توضح زيارة المبعوث الأميركي أي استراتيجية ستمضي الفترة المقبلة، سواء تمديد المرحلة الأولى أو بدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية بالتوازي.

ويعتقد المحلل السياسي الأردني صلاح العبادي أن تأجيل زيارة ويتكوف «سيؤثر سلبياً» على مفاوضات المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن نتنياهو لا يريد الالتزام بها ويسعى للدفع باتجاه تمديد المرحلة الأولى، أو على الأقل بوجود هدوء دون الدخول في المرحلة الثانية التي تتضمن انسحابات ستثير على الأرجح خلافات مع بعض وزراء حكومته، مما يهدد بانهيارها.

ويرى العبادي أن نتنياهو يرغب في الاستمرار «في محادثات بلا طائل طيلة شهر رمضان»، مشيراً إلى أن ذلك «يعد مؤشراً سلبياً يثير القلق».

أما المحلل في الشأن الأميركي، مايكل مورغان، فيرى أن تحركات ويتكوف تؤكد أن واشنطن جادة في التوصل لاتفاق، «وقد نرى مفاوضات المرحلة الثانية، إلا أنها قد تواجه بألاعيب إسرائيلية أو ذرائع لتأخير إتمام الاتفاق».

ولا تزال الجهود المصرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ مراحله الثلاث مستمرة، حسبما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي الأربعاء مع كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى الدعم العربي والإسلامي لخطة مصر للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وتطلُّع للدعم الأوروبي لها.

وقال حجازي إن مصر ستواصل جهودها لدعم استمرار الاتفاق مع المطالبة بدعم دولي وأوروبي لإتمام ذلك، لافتاً إلى أن الخطة المصرية الرافضة لطرح ترمب بشأن تهجير سكان غزة ستكون نقطة ارتكاز لاستمرار الصفقة ودعم أهالي القطاع. وأضاف: «سنرى ذلك يتبلور خلال الأيام المقبلة مع القمة العربية الطارئة في الرابع من مارس التي دعت لها مصر».

وفي اعتقاد مورغان، فإن ترمب أدرك أن هناك موقفاً مصرياً وعربياً رافضاً للتهجير، ومن ثم فهو يتوقع أن تمضي الأمور على نحو أسرع لتنفيذ الاتفاق وإطلاق سراح المحتجزين، مشيراً إلى أن أي مساعٍ إسرائيلية للتعطيل ستواجه ضغوطاً أميركية.

وقال العبادي إن «حماس» أرادت تفويت الفرصة على حكومة نتنياهو، فقبلت «الآلية الجديدة». واستدرك: «لكن الذهاب للمرحلة الثانية واستمرار الهدنة لن يحدثا إلا إذا تدخلت الإدارة الأميركية بضغوط حقيقية لعدم تكرار الذرائع الإسرائيلية، وتحويل الاتفاق لاتفاق هش».

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: إسرائيل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنيامين نتنياهو قطاع غزة مفاوضات المرحلة الثانیة تمدید المرحلة الأولى قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تكشف تفاصيل مفاوضات التهدئة الأخيرة وتُكذّب رواية ويتكوف

#سواليف

كشف القيادي في حركة #حماس وعضو وفدها المفاوض، #باسم_نعيم، تفاصيل الساعات التي تلت تقديم الحركة ردّها على المقترح الأخير للوسطاء، والهادف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في #غزة لمدة 60 يوماً، موجهاً انتقادات حادة إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

وقال نعيم، في منشور تم تداوله في الساعات الأخيرة، إن تصريحات #ويتكوف التي وصفها بـ”السلبية”، تتناقض تماماً مع أجواء الجولة الأخيرة من #المفاوضات، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي الذي انتقد حماس بعد تسليم ردّها “يعلم ذلك جيداً”، معتبراً أن تصريحاته تصب في خدمة “الموقف الصهيوني”.

وأوضح القيادي في حماس أن ويتكوف كان قد صرّح قبل أيام بشأن التهدئة قائلاً: “وصلنا إلى توافق على ثلاث نقاط من أصل أربع، ونقترب من تحقيق اختراق”، لافتاً إلى أن تصريحاته الجديدة تأتي في إطار “ممارسة مزيد من الضغط لصالح نتنياهو في الجولة المقبلة”.

مقالات ذات صلة الحسين إربد بطلاً لكأس السوبر الأردني 2025/07/25

وكان ويتكوف قد اتهم حماس بأن ردّها “يدل على غياب الرغبة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، معلناً أنه بسبب ذلك أعاد الوفد الأمريكي من الدوحة للتشاور، وقال: “رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها أطراف الوساطة، فإن سلوك حماس كان أنانياً وغير بنّاء، ونحن نبحث الآن خيارات بديلة لضمان عودة #الأسرى_الإسرائيليين وخلق بيئة أكثر استقراراً لسكان قطاع غزة”.

وطالب نعيم ويتكوف بأن يكون “وسيطاً نزيهاً” ويمارس الضغط على حكومة الاحتلال لإنجاز الاتفاق بأسرع وقت ممكن، مؤكداً ضرورة الالتزام بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، لفتح المجال أمام مسار سياسي يضع حداً للاحتلال، الذي وصفه بـ”جذر كل اضطراب وإرهاب في المنطقة”، كما دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً.

وأوضح نعيم أن الوسطاء تلقّوا رد الحركة بشكل “إيجابي جداً”، واعتبروه رداً “بنّاءً” يُقرّب الوصول إلى اتفاق، لافتاً إلى أنهم عادوا بعد ساعات وأبلغوا الوفد المفاوض بأن “التغذية الراجعة من الطرف الآخر (إسرائيل) إيجابية، وأن الوفد سيغادر للتشاور وسيعود بداية الأسبوع لاستكمال التفاوض على تفاصيل تنفيذ #الاتفاق”.

وأشار إلى أن النقطة الأساسية التي تمحور حولها النقاش في الأيام الأخيرة كانت ” #خرائط_الانسحاب وإعادة الانتشار”، بعد حسم البند المتعلق بالمساعدات الإنسانية، وجدول أعمال التفاوض خلال فترة التهدئة المؤقتة (60 يوماً)، وضمانات استمرار التفاوض حتى الوصول إلى اتفاق دائم.

وفيما يخص #صفقة_تبادل_الأسرى، أكد أنه تم التوافق على “صيغة عامة” على أن تستكمل تفاصيلها لاحقاً عند استئناف المفاوضات، مشدداً على أن الحركة قدمت هذا المستوى من “المرونة والإيجابية” استجابةً لنداءات الشعب في غزة وحرصاً على وقف “المجزرة والمجاعة”، رغم “التشكك الكبير في نوايا العدو ومخططاته، خاصة العودة للحرب وتنفيذ مخططات التطهير العرقي والتهجير”.

وأضاف: “ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يُمهّد الطريق لصفقة، إن كانت لدى الاحتلال الإرادة لذلك، ويمكن أن يُبنى عليه اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل للقوات المعادية”.

وختم بالقول: “الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة باستمرار الحرب خدمة لأهداف سياسية لشخص واحد (نتنياهو)، وأيديولوجيات مريضة لن تتحقق مهما كان الثمن ومهما طال الزمن، لأن شعبنا لن يتنازل عن حريته وحقه في تقرير مصيره”.

وكانت حركة حماس قد شددت على أنها تعاملت منذ بدء المسار التفاوضي بـ”مسؤولية وطنية ومرونة عالية”، وقدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، مؤكدة أنها “تعاطت بإيجابية” مع جميع الملاحظات بما يعكس التزاماً بإنجاح جهود الوسطاء، مستغربة تصريحات ويتكوف “السلبية”، في حين أعرب الوسطاء عن “ترحيبهم وارتياحهم” لما وصفوه بـ”الموقف البنّاء”، الذي يمهّد الطريق نحو اتفاق شامل، مؤكدة التزامها باستكمال المفاوضات وتذليل العقبات للوصول إلى اتفاق دائم.

وفي السياق ذاته، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحافي، إن الورقة التي قدمتها حماس وفصائل المقاومة للوسيطين القطري والمصري “كانت محل ترحيب واعتبرت مدخلاً للتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان ومعاناة شعبنا”.

وأضافت أن تصريحات ويتكوف “تعكس موقف حكومة العدو النازية ونواياها المبيّتة لاستمرار العدوان والالتفاف على جهود الوسطاء”، مؤكدة الحرص على استمرار الجهود التفاوضية والوصول إلى اتفاق يحمي مصالح الشعب الفلسطيني ويوقف الجرائم.

يُذكر أنه حتى كتابة هذا التقرير، لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل، التي استدعت وفدها المفاوض من الدوحة، وكذلك الجانب الأمريكي، سيعيدان إرسال وفديهما مجدداً، وهو ما سيحدد مسار الأوضاع الميدانية في غزة خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف: مفاوضات غزة بدأت تعود إلى مسارها
  • عاجل | فوكس نيوز عن ويتكوف: المفاوضات مع حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها
  • تدشين المرحلة الثانية من مشروع رصف شارع الدلة في مدينة دمت
  • محافـظ مطروح يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس التعليم الثانوى
  • حماس تكشف تفاصيل مفاوضات التهدئة الأخيرة وتُكذّب رواية ويتكوف
  • القوات المشتركة في قطاع عارين بمحور عتق شبوة تدشن المرحلة الثانية من العام التدريبي 2025م
  • مصدر: مفاوضات مصرية قطرية بشأن هدنة بين إسرائيل وحماس
  • حماس تؤكد عدم انهيار مفاوضات هدنة غزة
  • نعيم: تصريحات ويتكوف تخدم الاحتلال وتخالف السياق التي جرت فيه جولة المفاوضات
  • ويتكوف يعلن فشل مفاوضات الدوحة حول غزة ويهاجم حماس